البنوك المركزية تعيد النظر في نهج توقعاتها بعد إخفاق التعامل مع التضخم
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يعيد محافظو البنوك المركزية عبر العالم النظر في نهجهم في التعامل مع التوقعات الاقتصادية بعد إخفاقاتهم اللافتة في استطلاع أحدث موجة تضخمية، في حين يدعو المسؤولون إلى قدر أكبر من الصراحة مع الأسواق بشأن أوجه عدم اليقين التي يواجهونها، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير نشر اليوم الخميس.
وأخفق البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفدرالي الأميركي وبنك إنجلترا وغيرها من جهات التوقع الرسمية، وفق الصحيفة، في تحديد كيف يمكن أن تمهد نهاية إغلاقات جائحة كورونا، وصدمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، الطريق لأسوأ موجة تضخمية في جيل.
وأشارت الصحيفة إلى انخراط البنوك المركزية في عمليات تحليل مكثفة للموقف لكشف أسباب فشلها في كبح التضخم، وذلك بعد الاستجابة برفع كبير لمعدلات الفائدة لأكثر من مرة.
التعلم من الأخطاءمن جهتها، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد للصحيفة البريطانية، في وقت سابق، إن البنك المركزي يحتاج إلى التعلم من أخطائه، وقالت إن ما يجب تعلمه هو أنه لا إمكانية لاعتماد الوصفات التقليدية، داعية إلى التفكير بأفق أوسع.
ونتيجة لذلك، يقول المسؤولون إن إحدى النتائج زيادة التركيز على سيناريوهات بديلة للتطورات الاقتصادية المستقبلية، لتوضيح كيف يمكن أن تكون ردود الأفعال في سياق إدارة السياسة النقدية.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل للصحيفة إن هذه قد تكون وسيلة أفضل للتواصل مع الأسواق مقارنة بالتوقعات التي تصدر في شكل رسوم بيانية تقليدية.
من جانبها، قالت نائبة محافظ بنك إنجلترا سارة بريدين -في خطاب ألقته يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري- إن النظر إلى سيناريوهات مختلفة أداة سياسية مفيدة لمواجهة الصدمات غير المسبوقة.
ويضع البنك المركزي الأوروبي الآن سيناريوهات مختلفة للتضخم، وينتج مجموعة من تحليلات الاستجابة في حالات مثل ارتفاع الأجور بشكل أسرع أو أبطأ من المتوقع أو صدمة أخرى في إمدادات الطاقة.
لكن المحاولات المبدئية للبنك لوضع هذه السيناريوهات أفضت إلى نتائج مختلطة، وحتى "السيناريو الأشد وطأة" الذي نشرته في مارس/آذار 2022، والذي وضع نموذجا لتأثير التخفيضات الكبيرة في إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا، قلل من تقدير مدى ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو.
وتوقع أن يبلغ متوسط التضخم 7.1% في عام 2022 و2.7% في عام 2023، لكنه ارتفع العام الماضي في التكتل الأوروبي 8.4%، ومن المتوقع أن يقفز هذا العام 5.4%.
وقد كلّف مجلس إدارة بنك إنجلترا الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي بإجراء مراجعة، لاختبار توقعات البنك واتصالاته، ويعتقد المسؤولون أن الاستخدام الأكبر لتحليل السيناريو سيكون من بين الخيارات التي تم فحصها في إطار المراجعة، ومن المقرر تقديم تقرير عنها عام 2024.
وقال صانع السياسات السابق في بنك إنجلترا تشارلز غودهارت إن تركيز البنوك المركزية على تحليل السيناريوهات أكثر من التركيز على التوقعات المركزية سيكون أمرا مرغوبا.
ووجد تحليل نشره البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق من هذا العام أن الافتراضات الخاطئة بشأن أسعار الطاقة تمثل 3 أرباع إجمالي أخطاء التنبؤ بالتضخم عام 2021، عندما تبين أن توقعاته للربع الأول من عام 2022 كانت منخفضة للغاية بمقدار نقطتين مئويتين.
وفي تغيير آخر، يتتبع البنك المركزي الأوروبي عن كثب مئات التحولات في السياسة المالية، مثل الإعانات الحكومية العديدة للطاقة والغذاء، من أجل السيطرة بشكل أفضل على تأثيرها المتزايد على التضخم، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم موظفوها أداة تتبع الأجور التي قاموا بتطويرها ونتائج استبيانات المستهلكين والشركات لضبط مخرجات نماذجهم.
لكن لاغارد قالت إنه على الرغم من أن هذا العمل سيكون مفيدًا، فإنه لن يحل جميع المشاكل، إذ تعتقد أن ثمة حاجة إلى أفق أوسع، مضيفة أنه لا يزال عديد من أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ينظرون إلى توقعاتهم بعين الشك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البنک المرکزی الأوروبی البنوک المرکزیة بنک إنجلترا
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي الصيني يشتري ذهبا بحجم 60 ألف أونصة خلال مايو 2025
كشفت آخر بيانات مجلس الذهب العالمي لشهر مايو 2025 عن ارتفاع حجم التحوط بالمعدن الأصفر من قبل البنك المركزي الصيني، حيث أفادت البيانات إلى اتجاه البنك المركزي الصيني لشراء 60 ألف أونصة خلال شهر مايو 2025، ليصل احتياطي الذهب للبنك المركزي الصيني لـ 73.77 مليون أونصة.
وتتمحور استراتيجيةالبنك المركزي الصيني لشراء كميات كبيرة من الذهب بهدف تأميني من حدوث ركود اقتصادي عالمي وشيك، جنبا إلى جنب مع التحوط ضد مخاطر التضخم العالمي، لتستمر مشتريات البنك للشهر السابع على التوالي.
وكان قد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بمقدار 19.1 طن ذهب خلال شهر مايو الماضي وهو أول انخفاض منذ شهر نوفمبر من عام 2024.
وقد قاد هذا التراجع خروج التدفقات النقدية بمقدار 15.6 طن من صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية.
الجدير بالذكر أن شهر أبريل الماضي قد شهد ارتفاعا في التدفقات بمقدار 115 طن وهو أعلى مستوى منذ مارس من عام 2022، وذلك قبل أن تبدأ التدفقات في الخروج من الصناديق بسبب انخفاض مستويات أسعار الذهب والبحث عن الاستثمارات مرتفعة المخاطرة.
وهذه التطورات قد يكون لها انعكاسات مستقبلية على أسعار الذهب عالميا في حالة استمرار الطلب على الذهب من البنوك المركزية.
اقرأ أيضاًتراجع سعر الذهب عالميًا وسط احتدام ردود الأفعال التجارية على رسم ترامب الجمركية
سعر الذهب.. «جولدمان ساكس» يتوقع وصول الأونصة عالميا 3000 دولار
تراجع سعر الذهب عالميا وسط الحرب التجارية العالمية بين أمريكا وشركائها