القاهرة – على امتداد البصر، يطفو نبات ورد النيل، المعروف شعبيا في مصر بلقب "لص النيل"، بكثافة لافتة في إحدى القنوات المتفرعة عن ترعة بحر مويس، التي تعد أهم المجاري المائية الرئيسية في محافظة الشرقية بمصر.

يعكس مشهد هذا النبات الغازي، الذي ينمو ويتكاثر بسرعة أزمة بيئية مزمنة تعود جذورها إلى ما يقرب من قرنين من الزمان، حين جاء إلى مصر لأول مرة، كنبات زينة قبل أن يتحول إلى خطر بيئي محدق.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4التحديات المناخية تعزز فرص الزراعة العموديةlist 2 of 4الزراعة الذكية.. حينما تتحالف الطبيعة والتقنيةlist 3 of 4الحرارة والجفاف يقلصان الإنتاج الزراعي عالمياlist 4 of 4إنتاج السودان من الذهب يفوق 37 طنا في النصف الأولend of list

ويعد هذا النبات دخيلا في مصر إذ إن موطنه الأصلي أميركا الجنوبي، كما يوجد غالبا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم، خاصة في أحواض الأنهار والبحيرات والمستنقعات. ومنها انتشر إلى مناطق أخرى، بما في ذلك حوض نهر النيل ومصر.

وبات ورد النيل من أخطر التحديات التي تواجه الزراعة والموارد المائية في مصر، إذ تستهلك النبتة الواحدة نحو لتر من الماء يوميا، مما يؤدي في المحصلة إلى هدر ما يقارب 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وفق بعض التقديرات.

وتتزايد خطورة نبتة ورد النيل في ظل تفاقم أزمة الشح المائي، والتأثيرات المحتملة لسد النهضة الإثيوبي، ما يجعله تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلاد.

ويُعتبر بحر مويس، الذي تستوطنه نبتة ورد النيل، ترعة كبيرة تُعد فرعا من فروع الرياح التوفيقي، المتشعب من نهر النيل. تم إنشاؤه كجزء من جهود محمد علي باشا في القرن 19 لتطوير شبكة الري والصرف في مصر، بهدف تحسين الزراعة وزيادة إنتاجية الأراضي في الشرقية.

ينبع بحر مويس من فم القنطرة بالقليوبية ويمتد عبر محافظة الشرقية حتى يتحول إلى جدول صغير في منطقة أولاد صقر بالمحافظة، متفرعا إلى قنوات فرعية. ويُعد مصدرا رئيسيا لري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في عدة مراكز، إلى جانب مساهمته في توفير مياه الشرب ببعض المناطق.

ورد النيل أزمة ممتدة منذ نحو قرنين، يتميز بقدرته على التكاثر والعودة بعد القطع (الجزيرة)الكثرة والخطورة

يواجه الفلاحون في المنطقة صعوبة بالغة في التخلص من ورد النيل، بسبب قدرته السريعة على التكاثر، حتى بعد إزالته، إذ تعود الحياة إليه من جديد خلال أسبوعين فقط، بفعل بقاء بذوره في قاع الترع.

إعلان

وساهم غياب الفيضانات، وارتفاع التلوث وبطء حركة المياه في تفاقم انتشاره، حتى بات يغزو نصف مساحة الترعة في أقل من شهر، مهددا مياه الري في ظل أزمة الشح المائي.
يتسبب ورد النيل في خسائر مائية واقتصادية وبيئية كبيرة لمصر، إذ يستهلك نحو 3 مليارات متر مكعب سنويا من حصة مياه النيل المقدرة بنحو 55.5 مليار متر مكعب ويعيق حركة المياه في الترع، مما يعطل الري المستدام ويفاقم الأزمة المائية بفضل انتشاره السريع في بيئة المياه الراكدة، ويهدد التنوع البيولوجي.

ولا تقتصر أضرار ورد النيل على المياه، بل تمتد إلى الإضرار بالثروة السمكية نتيجة استهلاكه الأكسجين الذائب، فضلا عن تحوله إلى مأوى لقواقع البلهارسيا والثعابين، ما يهدد صحة السكان.

يشكل نبات ورد النيل خطرا كبيرا على التنوع البيولوجي (الجزيرة)

ويهدد انتشار نبات ورد النيل أرزاق أكثر من مليون مزارع ونحو 200 ألف صياد، إذ تكفي عقلة واحدة فقط لتغطية فدان كامل من المسطح المائي خلال شهر، ما يفاقم أزمة المياه ويؤثر سلبا على النشاطين الزراعي والسمكي في عدد كبير من المحافظات.

كما تتحمل الدولة أعباء مالية ضخمة لإزالته عبر التدخلات المستمرة سواء اليدوية منها أو البيولوجية أو الكيميائية، إضافة إلى الطرق الميكانيكية لضمان عدم تلوث البيئة ما يرهق موازنة وزارة الموارد المائية والري ويحد من كفاءة إدارة الموارد.

وبدلا من اعتبار ورد النيل مجرد "عدو بيئي"، تبنت وزارة الموارد المائية والري رؤية جديدة لتحويله إلى مورد اقتصادي، عبر إنشاء مدارس فنية لتكنولوجيا الري، والتوسع في إنتاج مشغولات يدوية من النبات.

كما تُجرى بعض الدراسات لتحويل هذا النبات -الذي يتميز بكثرته- إلى سماد طبيعي، بهدف التخلص منه أولا، وتحقيق عوائد اقتصادية ومواطن شغل ثانيا، مما يخفف العبء الملقى على خزانة الدولة.

كما أطلقت الوزارة مبادرة "تنمية مستدامة من قلب النيل" لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، من خلال تدريبها على استغلال النباتات المائية، في صناعة مشغولات يدوية بما يدعم المجتمع المدني وأهداف التنمية المستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات طبيعة وتنوع ورد النیل فی مصر

إقرأ أيضاً:

نفوق أغنام أخرى بالجبل الأخضر بسبب نبتة سامة ونقص الإمكانات يفاقم الأزمة

أعلن مدير إدارة الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر صالح بومباركة، عن نفوق 5 رؤوس من ‏الأغنام لأحد المربين في منطقة اقفنطة غرب مدينة البيضاء، نتيجة تناولها نبتة الدرياس ‏السامة‎.‎

وأوضح بومباركة في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، أن هذه هي الحالة الثانية خلال أسبوعين، ‏بعد أن فقد أحد المربين الأسبوع الماضي نحو 78 رأس غنم بسبب النبتة نفسها، مشيرًا ‏إلى أن الظاهرة أصبحت مصدر قلق متزايد لمربي المواشي في المنطقة‎.‎

وأكد المدير أن إدارة الثروة الحيوانية تعاني من نقص حاد في الإمكانات اللازمة لمكافحة ‏الأمراض وحماية الماشية، مضيفًا أن بعض الحضائر تحتاج إلى رش بالمبيدات، إلا أن الإدارة ‏تفتقر إلى المبيدات وسيارات الرش ووسائل النقل، ما يزيد من صعوبة السيطرة على ‏المخاطر‎.‎

ودعا بومباركة الجهات المعنية إلى توفير الدعم والإمكانيات اللازمة لحماية الثروة الحيوانية ‏والحيلولة دون تفاقم الخسائر بين المربين في الجبل الأخضر‎.‎

والدرياس هو نبات ينمو ويوجد بكثرة في المناطق المتوسطية وهو شديد السمّيّة، وينتشر ‏بشكل طبيعي في منطقة الجبل الأخضر وبوفرة متباينة من مدينة درنة شرقًا حتى طلميثة ‏غربًا، ومن الساحل شمالًا حتى مراوة وتاكنس جنوبًا‏

وهو نبات معمّر يبلغ ارتفاعه من 50 إلى 120 سنتيمتر له ساق ناعمة مدورة وأوراق ‏مركبة وزهور صفراء على شكل خيمة، وجذره يصل طوله من 10 سنتيمتر إلى 50 ‏سنتيمتر، ويقدر نوعه بـ21 نوعًا عالميًّا

والدرياس لا يشكّل تهديدًا على الحيوانات المستوطنة في بيئته الطبيعية، إذ إنها تكتسب ‏مناعة تدريجية ضده منذ مراحل النمو الأولى، غير أن الحيوانات الوافدة من خارج المنطقة ‏تكون أكثر عرضة للتسمم القاتل عند تناوله‎.‎

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

الجبل الأخضررئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • وزير الري يبحث مع سفيرة فنلندا بالقاهرة تعزيز التعاون بين البلدين بمجال الموارد المائية
  • أزمة المياه في العراق معلقة حتى تشكيل الحكومة الجديدة
  • مرصد بيئي: أزمة المياه تتفاقم جنوبي العراق ولاصحة لزيادة الاطلاقات من تركيا
  • وزير الري الاسبق يكشف الأسباب الحقيقية لفيضان النيل
  • أزمة شح المياه الصالحة للشرب في كابل
  • محافظ أسيوط يتفقد قناطر النيل ويوجه بتشكيل لجان ميدانية لمتابعة التصرفات المائية
  • بعد السودان ارتفاع منسوب مياه النيل يهدد المحافظات المصرية
  • وزير الري: مشروعات تنموية كبرى بمجال الموارد المائية في ربوع سيناء تعود بالنفع على المصريين
  • الأحزاب تُغلق آذانها أمام الجفاف: أزمة المياه لا تُحرّك السياسيين.. فقط الانتخابات تهمهم
  • نفوق أغنام أخرى بالجبل الأخضر بسبب نبتة سامة ونقص الإمكانات يفاقم الأزمة