دبي – الوطن:

أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن إطلاق خدمة الواتساب لحجز وتعديل مواعيد فحص القيادة عبر المتحدث الآلي المؤسسي “محبوب” على الرقم (058800909)، وتأتي هذا الخطوة انسجاماً مع سياسة الهيئة المتمثلة في توفير خدماتها عبر مختلف القنوات الرقمية، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى هذه الخدمات بسهولة وأمان.

وتفصيلاً، قالت، ميرة أحمد الشيخ، مدير إدارة الخدمات الذكية بقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي: “يأتي إطلاق خدمات مواعيد فحص القيادة من خلال نظام المحادثة الآلي المؤسسي «محبوب» عبر تطبيق الواتساب، حرصاً من الهيئة على تسهيل حصول المستخدمين على الخدمة، من خلال التوثيق المسبق لرقم هاتف المستخدم والمسجل رسمياً ضمن سجلات المستخدمين، حيث يقوم المستخدم بتحديد موعد فحص القيادة بشكل تفاعلي ودفع رسوم الخدمة مباشرة دون الحاجة لاستخدام تطبيق الهيئة أو الدخول إلى الموقع الرسمي لها”.

وأضافت: “يتميز «محبوب» بالقدرة على تلبية استفسارات المتعاملين ذات الصلة بخدمات الهيئة المعلوماتية والإجرائية والتفاعلية، كما تتميز تقنية المتحدث الآلي بخاصية التعلم المستمر من المحادثات السابقة، ما يساعد على فهم طبيعة الاستفسارات والرد عليها بصورة دقيقة”.

وأكدت ميرة على أن خدمة «محبوب» متوفرة باللغتين العربية والإنجليزية بحيث تخدم شريحة واسعة من متحدثي اللغتين في داخل الدولة وخارجها، كما يجري العمل حالياً على تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ليصبح «محبوب» قادرا على فهم اللغات البشرية الطبيعية وتوليد ردود دقيقة بطريقة شبيهة بالإنسان مع تعزيز الحفاظ على خصوصية البيانات في ظل التطورات الرقمية، كما أنه يتم العمل أيضاً على تمكين الهوية الرقمية في رحلة المتعامل للحصول على تجربة أفضل ووصول أسرع وآمن للخدمات.

ويوفر محبوب عبر الواتساب معلومات وخدمات يبلغ عددها 250 خدمة معلوماتية وتشمل على سبيل المثال الاستفسار عن كيفية تجديد ملكية المركبات، والتعريف بخدمات بطاقة نول والعبرة وغيرها.

وتحرص الهيئة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لجعل دبي ودولة الامارات في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031 وفق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وهو الهدف الاستراتيجي الذي وجهت به الدولة وحكومة دبي الرشيدة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟

في الثامن والعشرين من فبراير 2024، أقـدَمَ سيويل سيتزر الثالث، صبي ذو أربعة عشر ربيعا من فلوريدا، على قتل نفسه تحت إلحاح من إحدى شخصيات الذكاء الاصطناعي الـمُـحاكية للحياة والمولدة بواسطة Character.AI، المنصة التي يُـقال إنها تستضيف أيضا روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي الداعمة لاختلال فقدان الشهية والتي تشجع على أنماط مُـخـتَـلّة في تناول الطعام بين الشباب. من الواضح أن الحاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير أكثر قوة لحماية الأطفال والشباب من الذكاء الاصطناعي.

بطبيعة الحال، حتى من الناحية الأخلاقية البحتة، ينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات إيجابية هائلة، من تعزيز صحة الإنسان وكرامته إلى تحسين الاستدامة والتعليم بين الفئات السكانية المهمشة. لكن هذه الفوائد الموعودة ليست مبررا للاستخفاف بالمخاطر الأخلاقية والتكاليف الواقعية أو تجاهلها. فكل انتهاك لحقوق الإنسان يجب أن يُنظر إليه على أنه غير مقبول أخلاقيا.

فإذا تسبب روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويحاكي الحياة في وفاة مراهق، فلا يجوز لنا أن نعتبر قدرة الذكاء الاصطناعي على الاضطلاع بدور في تطوير الأبحاث الطبية تعويضا عن ذلك. مأساة سيتزر ليست حالة معزولة. ففي ديسمبر الماضي، رفعت عائلتان في تكساس دعوى قضائية ضد Character.AI وداعمتها المالية، شركة جوجل، زاعمة أن روبوتات الدردشة الآلية التابعة للمنصة استغلت أطفالهم في سن المدرسة جنسيا وعاطفيا إلى الحد الذي أسفر عن وقوع حالات إيذاء النفس والعنف. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، فقد ضحينا بالفعل بجيل من الأطفال والمراهقين على مذبح شركات التواصل الاجتماعي التي تستفيد من الإدمان على منصاتها. لم ننتبه إلى الأضرار الاجتماعية والنفسية التي تسببها «وسائط التواصل غير الاجتماعي» إلا ببطء شديد.

والآن، بدأت بلدان عديدة تحظر أو تقيد الوصول إلى هذه المنصات، ويطالب الشباب أنفسهم بضوابط تنظيمية أقوى.

ولكن لا يمكننا الانتظار لكبح جماح قوى التلاعب الكامنة في الذكاء الاصطناعي. فبسبب الكميات الهائلة من البيانات الشخصية التي جمعتها منا صناعة التكنولوجيا، بات بوسع أولئك الذين يعملون على بناء منصات مثل Character.AI إنشاء خوارزميات تَـعرِفنا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. الواقع إن إمكانية الاستغلال عميقة. فالذكاء الاصطناعي يعلم على وجه التحديد أي الأزرار التي ينبغي له الضغط عليها لاستغلال رغباتنا، أو لحملنا على التصويت بطريقة معينة. كانت روبوتات الدردشة المؤيدة لفقدان الشهية على منصة Character.AI مجرد المثال الأحدث والأكثر فظاعة. ولا يوجد أي سبب وجيه قد يمنعنا من حظرها على الفور. لكن الوقت ينفد سريعا، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تتطور بشكل أسرع من المتوقع ــ وهي تتسارع في عموم الأمر في الاتجاه الخطأ. يواصل «الأب الروحي للذكاء الاصطناعي»، عالم العلوم الإدراكية الحائز على جائزة نوبل جيفري هينتون، التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشر: «أخشى أن اليد الخفية لن تُـبقي علينا سالمين. وعلى هذا فإن ترك الأمر برمته لدافع الربح الذي يحرك الشركات الكبرى لن يكون كافيا للتأكد من تطويرها إياه بأمان. الشيء الوحيد الذي قد يجبر هذه الشركات الكبرى على إجراء مزيد من الأبحاث حول السلامة هو التنظيم الحكومي».

ونظرا لفشل شركات التكنولوجيا الكبرى المستمر في الالتزام بالمعايير الأخلاقية، فمن الحماقة أن نتوقع من هذه الشركات أن تضبط نفسها بنفسها. في عام 2024، ضخت شركة جوجل استثمارات قيمتها 2.7 مليار دولار في تطبيق Character.AI، على الرغم من مشاكله المعروفة. ولكن على الرغم من الاحتياج الواضح إلى التنظيم، فإن الذكاء الاصطناعي ظاهرة عالمية، وهذا يعني أننا يجب أن نسعى جاهدين إلى وضع تنظيم عالمي، يرتكز على آلية إنفاذ عالمية جديدة، مثل وكالة دولية للأنظمة القائمة على البيانات (IDA) في الأمم المتحدة، كما اقترحتُ شخصيا.

إن كون الشيء في حكم الممكن لا يعني أنه مرغوب. يتحمل البشر مسؤولية تحديد أي التكنولوجيات والإبداعات وأشكال التقدم يجب تحقيقها وتوسيع نطاقها، وأيها لا ينبغي له أن يتحقق. وتقع على عاتقنا مسؤولية تصميم، وإنتاج، واستخدام، وإدارة الذكاء الاصطناعي بطرق تحترم حقوق الإنسان وتسهل تحقيق مستقبل أكثر استدامة للبشرية والكوكب. يكاد يكون من المؤكد أن سيويل كان ليظل على قيد الحياة لو كنا نعتمد على تنظيم عالمي لتعزيز «الذكاء الاصطناعي» القائم على حقوق الإنسان، ولو كنا أنشأنا مؤسسة عالمية لمراقبة الإبداعات في هذا المجال. يستلزم ضمان احترام حقوق الإنسان وحقوق الطفل حوكمة دورة حياة الأنظمة التكنولوجية بأكملها، بدءا من التصميم والتطوير إلى الإنتاج، والتوزيع، والاستخدام. وبما أننا نعلم بالفعل أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يَـقـتُـل، فليس لدينا أي عذر يسمح لنا بالبقاء مكتوفي الأيدي في حين يستمر تقدم التكنولوجيا، مع إطلاق مزيد من النماذج غير المنظمة للجمهور كل شهر. مهما كانت الفوائد التي قد توفرها هذه التكنولوجيات يوما ما، فإنها لن تكون قادرة أبدا على التعويض عن الخسارة التي عانى منها بالفعل جميع من أحبوا سيويل.

بيتر ج. كيرششلاغر، أستاذ الأخلاق ومدير معهد الأخلاقيات الاجتماعية (ISE) في جامعة لوسيرن، وأستاذ زائر في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETH Zurich).

مقالات مشابهة

  • “دبي البحرية” تطلق خدمة “الفحص الفني عن بُعد” لتجديد رخص الوسائل البحرية
  • سفير خادم الحرمين لدى المغرب: مبادرة “طريق مكة” نقلة نوعية في تسهيل إجراءات الحج
  • “السند” يؤكد تسخير الوسائل التقنية والذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات في حج هذا العام
  • “سدايا” تُسخّر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل دخول الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي
  • منصور بن زايد يزور فعاليات “اصنع في الإمارات 2025” ويؤكد دعم القيادة لنمو الصناعات الوطنية
  • أردوغان يعلق على ظهوره كـ”طفل” بتقنية الذكاء الاصطناعي
  • الهيئة العامة للإحصاء تُطلق النسخة الثانية من برنامج “الإحصائيين السعوديين”
  • حجز مواعيد اختبار القيادة عبر تطبيق “سهل” ابتداءً من 1 يونيو 2025
  • “ايدج” تطلق مُسرّعاً للذكاء الاصطناعي في المجموعة
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟