موقع النيلين:
2025-05-19@23:10:29 GMT

يسبقنا الشوق قبل العينين !

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT


ياسر عرمان : ( إلى الفلول …. أود أن أتبرع لكم ببعض المعلومات المجانية علها تفيدكم، في اديس ابابا لم نلتقي (بالبعاتي) ولم نحتاج المتر لقياس الطول أو الذكاء الاصطناعي ولم نلتقي بروبوت بل التقينا بالفريق أول محمد حمدان دقلو في صحة وذاكرة جيدة، تذكر اسمائنا جميعاً وبعض اسمائكم كذلك )

إلى عرمان :
▪️( لم ) حرف جزم، يحذف حرف العلة، وبلاغة قطعتك التي تتوسم السمت الأدبي كانت تلزمك بقول ( لم نلتقِ ) بـ ….

)، أما إذا قصدت الحديث بعفوية وعدم الالتزام بالقواعد تمشياً مع أربحية اللقاء فذاك أمر آخر .

▪️ هذا الرجل خاض حرباً ضد المواطنين، وارتكب من الجرائم في حق عدد كبير منهم بالقدر الذي لا يدع مجالاً لنكاية وإغاظة بحياته وصحته وحدة ذاكرته تصل إلى ( الفلول ) وحدهم دون سائر المواطنين .

▪️إن كان هذا الرجل عندكم حياً سياسياً وأخلاقياً ولكم فيه آمال وأحلام، فهو عند غالب السودانيين ( بعاتي وهالك وروبوت ) سياسي، ولا يستثمر فيه وفي بندقيته إلا الأقزام اليائسين من أي سند شعبي، ونترك لك فرصة إثبات العكس بإجراء استفتاء وسط متابعيك بمنصة ( x ) يفحص إن كانوا سعداء – مثلكم – بنجاته البيولوجية ومؤمنين بنجاته السياسية والأخلاقية .

▪️من حق الناس أن يسألوك : هل ذاكرته القوية التي يحفظ بها أسماءكم جميعاً تحفظ أيضاً كم روحاً أزهق، وكم عفيفة اغتصب، وكم منزلاً احتل ونهب، وكم بنكاً شفشف، وكم مصنعاً نهب وخرب وكم جامعةً دمََر، وكم أنفق وكم خصص من حصيلة النهب لأنشطة حاضنته السياسية …. ؟
▪️من حق الناس أن يقتنعوا بأن آخر حكومة يمكن أن تنصف الضحايا وتمنع الإفلات من العقاب هي الحكومة التي تشكلها أنت ومن معك بدعم من هذا الذي تحتفون بنجاته، ومن حقهم أن يؤمنوا بأن عبارات المحاسبة التي وردت في الوثيقة التي أكدت تحالفكم وتوحد موقفكم التفاوضي هي مجرد ديكور لفظي بلا قيمة .

▪️اعتاد الناس على استباق الرتبة الرفيعة بكلمة ( سعادة )، ولهذا سيظن الناس أن حواراً مع نفسك حدث أثناء كتابتك للقطعة : أأضيف كلمة ( سعادة ) إلى ( الفريق أول ) أم أسحبها حتى لا أبدو لزجاً أكثر من اللازم، وحتى لا أمعن في استفزاز عامة المواطنين ؟

▪️هذا النص يشبه لغة دعامي هائم بحب قائده “الملهم”، وسعيد بالالتقاء معه والإطمئنان على سلامته، إذا كان هذا ما قصدت توصيله للجميع فهو قد وصل، وإن كنت لا تقصده، فيستحسن أن تعرض كتاباتك على من هم أذكى منك، وأقل خفةً، لمراجعتها قبل نشرها .

▪️ لن نخرج من السياق إذا تخلصنا مما تبقى من الخجل، وانطلقنا من روح قطعتك الأدبية، وتركنا القلم يتداعى ويمضي في الأفق الدلالي الذي تنفتح عليه، وأكملنا نيابة عنك : ( . لقد كان عندنا بين احتمالات ( حياة تسر الصديق ) أو ( ممات يغيظ العدا ) أو ( الأسر)، وكنا نفضِّل الأولى، وقد سعدنا بها أيما سعادة، وها نحن – أيضاً – نغيظ بها العدا .. التقيناه وقد نجا وخرج إلى حيث رعاية صداقاته الإقليمية، وصفاء ود حاضنته السياسية .. وجدنا في لسانه الصدق والطلاقة وفصل الخطاب، وفي عقله الرؤية والحكمة والذكاء غير الاصطناعي .. وقرأنا في عينيه العزيمة والأمل والمستقبل المشرق … التقيناه “يسبقنا الشوق قبل العينين” .. ضحكنا معه من القلب .. صفقنا له كثيراً يحدونا الأمل في التصفيق والضحك الكثير الأخير بعد الانتصار بالبندقية أو بتفاوض الاستسلام ) .
إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البوح الحرام!

والبوح في لسان اللسان : ظهور الشئ، وباح الشئ إذا ظهر، وباح به بوحاً وبؤوحاً وبؤوحة أظهره، وهو بهذه الصفة حلال وحرام، والحرام منه إفشاء الأسرار التي أنت مؤتمن عليها وغير المؤتمن عليها كذلك مما في إذاعته أضرار بأصحابه وإفساد لذات البين وزعزعة للاستقرار العام وإشاعة للفساد .

والذي أروم الوصول إليه عبر هذه السطور ما أراد به الإمام الشافعي ببيت الشعر المنسوب إليه والذي يجري علي كل لسان:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

لكن عين السخط تبدي المساويا

والعين الكليلة هي ضعيفة الإبصار والمعني مجازي هنا فهي تحتال بالتغابي وسؤ الإبصار حتي لا ينطق حاملها بالحق.

ومثله ما جاء في أبيات أبي الخطاب عمر بن أبي ربيعة التي أطاح مطلعها بسطوة البرامكة علي خلافة بني العباس :

ليت هنداً أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما نجد

واستبدت مرة واحدة

إنما العاجز من لايستبد

وهذا الشطر من البيت هو الذي أيقظ هارون الرشيد وأعمل في دواخله غضبة مضرية حفظت ملك آبائه لقرون طويلة وأطاحت بأحلام الفرس البرامكة في الاستحواذ علي ملك بني العباس فأعمل فيهم سيفه .

وليت الشطر ذاته يوقظ قادة نسمع غطيط نومهم عبر المسافات البعيدة ! لم يبق بعد ذلك ذكر للبرامكة سوي كرمهم من أموال الخلافة الذي خلده شاعر شمال الجزيرة بابا يصف كرم أحد وجهائها لعله النعيم ود حمد:

يا اللي أحييت سنن البرامكة

عجبني طول أيدو سامقة

يا بابا شوف…

وتغنت مغنية :

نسيبتك برمكية

وبالفعل معاها بيك إنت خصاها

والبيت موضع الاستشهاد في أبيات ابن ابي ربيعة ما جاء علي لسان تلك الحسناء

زعموها سألت جاراتها

وتعرت ذات يوم تبترد

أكما ينعتنني تبصرنني

عمركن الله أم لا يقتصد

فتضاحكن وقلن حسن

في كل عين من تحب!

وهو كقولنا في عاميتنا في السودان

القرد في عين أمه غزالة !

وليس الغزال كله مختص بالجمال ففي أمريكا خمسين مليونا من الغزلان جميل فيها الذي يشبه غزال الصحاري عندنا واسع العينين، رشيق دقيق الجسم. وبعض أنواعه هنا كالحمر البلدية لا تتصف بجمال.

والبوح هنا غير ما شمله التعريف المتقدم فيما يدخل في واجب الصدع بالحق الواجب علي أولي النهي من ناس ووجهاء المجتمعات الذين يعتد بما يقولون وهو صعب باهظ التكاليف وهو حرام لا في أصله في موازين الخير والجمال وروائع الخصال لكنه يستمد الحرمة من التبعات المصاحبة له والتي تتدرج من فقدان الوظيفة وغيابات الجب وربما حبال المشنقة. القادرون عليه قليلون علي مدار التاريخ الإنساني!

إذا صاح بك صنديد سوداني في ساحات الوغي: أركز! فقد قتلك مثلما فعل خادم المتنبي بسيده.

جاء في السيرة أن عتبة بن ربيعة كان من عقلاء المشركين ولم يجد ضرورة لحرب المسلمين بعد نجاة قافلة أبي سفيان وحث قريش علي العودة إلي مكة فقال أبو جهل يستفز حميته ( انتفخ والله سحره) أي ملأ الخوف صدره من مغبة القتال. قال عتبة وقد تهيأ للموت (سيعلم مصفر إسته أينا انتفخ سحره!) ثارت في نفسه حمية الجاهلية فكان في أول من قتل!

والذي يقرأ التاريخ يدرك أن الناس هم الناس من قديم تطورت أدواتهم في صنع العيش وتيسير الحياة بحيث أن السوقة والعامة يتمتعون اليوم بما لم يحلم به عظماء الملوك والأباطرة قبل قرون خلت وفي بعض الأماكن قبل عقود ! ومع ذلك ظل الخير في الناس قليل وبقيت الأثرة وحب التملك والسُكر بامتلاك القوة والجبروت والرغبة في الغلبة والإخضاع هي دوافع الحراك بين الناس وإن أدت للقتل والتقتيل والإبادة.

والذي يؤرق ضمائرنا نحن من نكتب في الشأن العام أن نحيف ونتنكب الجادة عندما تلزمنا الوقائع والأحداث بقول الحق ولو علي أنفسنا. صحيح أن اللغة العربية وربما سائر لغات البشر قد حفلت بمخارج من هذا الحرج بالتورية أحيانا أو بالمعاريض (و إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب). وفي ظلال الكلمات لا في المنطوق منها أو المكتوب. ذاك كله لا يشفي غليل الصادي العطِش لقول الحق. وهناك المصانعة:

ومن لم يصانع في أمور كثيرة

** يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

وهو قول الحكيم زهير بن أبي سلمي في الجاهلية . لا نغفل سياق البيت ومناسبته هنا فزهير قد مدح في معلقته الحارث بن عوف وهرم ابن سنان في سعيهما لوقف الحرب بين عبس وذبيان. والتفاوض هو أس الدبلوماسية وطريقتها في تحقيق السلام ووقف الحرب فلزم حث الطرفين علي التعقل والبعد عن المغالاة والتطرف. أي أن اللين والتلطف ليس علي أطلاق فبعضه يوقع في براثن الخنوع وتضييع الحقوق.

ومراد النفوس أهون من

أن تعادي فيه وأن تتفاني

غير أن الفتي يلاقي المنايا

كالحات ولا يلاقي الهوانا

وهذه القضية هي احدي قضايا فلسفة الأخلاق وقد اشتط علم كبير هو الفيلسوف الألماني امانويل كانط عندما قال إن جاءك من يطلب بريئا في حمايتك ليقتله فلا تكذب بالقول إنه ليس هناك. وهذا شطط لا يبلغ الصدق فيه مرتبة نفس زكية أشد حرمة من الكعبة المشرفة كما جاء في صحيح الحديث.

ونحن في خضم هذا العدوان المسلط علينا من الإمارات بأيدي مليشيا قبلية متمردة لا نملك إزاءها سوي القلم نذب به عن بيضة الوطن حتي نترك لأجيالنا القادمة وطناً يعيشون علي ثراه وهناك أبطال خير منا يزودون عنه بالمهج والأرواح .

كم يشقينا هذا الصمت المطبق والخذلان والوجل من الأشقاء والأباعد عن مجرد الإدانة باللسان . ونعلم أن بعضهم يرون ويسمعون بما حاق ببلدنا ويتعاطفون بطرق يعرفونها وإن اضطرّوا للبيان والبوح تاهت الكلمات في بحر العموميات وفقدت قدرتها علي التبيان ومع ذلك نقبل ذلك آسفين فلا نسارع لنساوي بين من أنكر بقلبه فلجأ إلي التورية والمعاريض ومن يصب الزيت علي النار كلما خبت لتحرقنا . ليسوا سواء فنقبل بهذا القهر وفي جنباتنا الغصص والحسرات وما أقساها علي الحر الذي يعاف الضيم له ولغيره. ونحار من مواقف مخزية لأولئك المتعاطفين في قضايا أخري فتمسك في مقابل دعمهم الخفي المحتشم معنا ! ألا يقع هذا في مراد بيت الامام الشافعي صلب هذا الموضوع ؟ وماذا نفعل ؟ أنكسر أقلامنا وننضم لجوق الخُرص من الشياطين؟!

كتب محمد جلال كشك كتابا صغيرا عن الصحابي أبي ذر الغفاري أسماه ( أبوذر والحق المر ). ورُوي أن جبريل عليه السلام ذكره بالاسم مقرظاً للنبي صلي الله عليه وسلم فقال أو يعرف أهل السماء أباذر؟ أجاب جبريل يعرفونه أكثر من عرفان اهل الأرض له !

لله در أبي ذر ! فهل كان ضعف أبي ذر الذي ساقه النبي له سببا لعدم توليته عندما طلب الولاية لنفسه ؟ هذه النفس المتحرقة الفوارة بالحق المطلق الذي لا يحسن المصانعة تلك الصفة المحمودة عند أهل السماء؟! والمر الذي عناه محمد جلال كشك هو الذي نعانيه ونعجز عن تجرعه!

ونتساءل في نهاية المطاف هل المصانعة من الإبتلاءات المصاحبة للحياة ؟وأن النجاح في اجتيازها بما يفضي لراحة الضمير والهناء الدنيوي والخلود في عالم ما بعد الموت؟! نتمني ذلك .

اللهم اهدنا سواء السبيل!

الدكتور الخضر هارون

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أبو العينين: هناك مشاريع مهمة للقارة الأفريقية يمكن أن تكون مصر بوابة لها
  • أمام رجال الأعمال الصينيين .. أبو العينين يعرض فرص الاستثمار في مصر | فيديو
  • أمام رجال الأعمال الصينيين.. أبو العينين يعرض فرص الاستثمار في مصر
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • أبو العينين: العلاقات المصرية الصينية نموذج للتكامل الاستراتيجي وفرص الاستثمار الواعدة
  • أبو العينين يدعو للاستثمار في مصر.. ويعرض مزايا صناعية وفرصاً واعدة للتصدير
  • أبو العينين: العلاقات المصرية الصينية نموذج للشراكة الاستراتيجية والتنموية
  • البوح الحرام!
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • أبو العينين: الرئيس السيسي قائد جسور.. وقانون العمل أنصف العمال