خصب- العمانية
استمرارًا للحرص السَّامي المتجدّد لجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاه- على الالتقاء بالمواطنين في كل شبر من أرض الوطن العزيز، وإيمانًا من جلالتِه بأهميّة الاستماع المباشر لما يطرحونه من رؤى ومقترحات تسهم في تنمية محافظاتهم وتطويرها ودفع الحركة الاقتصادية والتنموية بها ومن أجل تلمُّس احتياجاتهم من مختلف المشروعات الخدمية والتنموية؛ فقد تفضّل جلالتُه- أبقاهُ الله- فالتقى صباح اليوم بشيوخ ورشداء وأعيان محافظة مسندم وعدد من أعضاء مجلس عُمان وأعضاء المجلس البلدي ورجال الأعمال، وذلك في المخيم السُّلطاني بسيح المحاسن في ولاية خصب.

واستعرض جلالةُ السُّلطان المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاه- جملة من الموضوعات التي تهم الشأن المحلي، مؤكدًا على أن سلطنة عُمان ماضية بعون الله في تنفيذ خططها وبرامجها بمختلف المجالات، ومشيدًا بالنتائج الإيجابية التي حققتها الحكومة خلال العام الماضي، وتجلّت سماتها بوضوح في إيجابية الوضع الاقتصادي للبلاد واستمرار التحسن في مؤشرات الأداء الاقتصادي والمالي الذي عكس نجاح الحكومة فيما التزمت به نحو تنفيذ استراتيجيات التنمية وتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.

كما تفضّل- حفظهُ اللهُ- وأشاد بالنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها على أرض الواقع من خلال تطبيق مبدأ اللامركزية وإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية ومنح المحافظين صلاحيات واسعة وتزويدهم بالموارد المالية والإدارية اللازمة لإدارة وتنمية محافظاتهم والارتقاء بالبنى الأساسية والنهوض بالعمل الخدمي والبلدي بالولايات والحرص على تقديم خدمات تنموية وبلدية بمستويات عالية للمواطنين، مشيرًا- أبقاهُ اللهُ- إلى ما لمسه من ترحيب واسع النطاق من المواطنين إزاء هذه التوجهات.

ونوه جلالةُ السُّلطان المعظم- أعزّهُ اللهُ- إلى أن العمل جارٍ لمنح المحافظات المزيد من الصلاحيّات خلال الفترة القادمة، داعيًا المشايخ والرشداء والأعيان ورجال الأعمال وباقي المواطنين إلى التعاون والعمل بجدٍّ مع المحافظ وأعضاء المجلس البلدي لتحقيق تنمية شاملة في محافظة مسندم بما يلبّي آمال وتطلعات المواطنين والارتقاء بالبنى الأساسية والخدمات المقدّمة لهم.

كما عبّر جلالتُه- أعزّهُ اللهُ- عن اهتمامه الشخصي بتطوير محافظة مسندم اقتصاديًّا نظرًا لموقعها الاستراتيجي والفرص الاستثمارية التي تتميز بها خاصّة في قطاع السياحة وقطاع الثروة السمكية وقطاع الخدمات، موجّهًا الدّعوة للمستثمرين والتجار ورواد الأعمال لاستغلال تلك الفرص، وتنشيط الحركة التجارية من خلال الموانئ والبنى الأساسية الأخرى التي تقوم الحكومة بتطويرها، وكذلك البدء في إنشاء الصناعات الخفيفة في المناطق الصناعية التي سوف تسهم بلا شك في تعزيز الحركة الاقتصادية في المحافظة وتوفير فرص عمل للمواطنين.

وتفضّل جلالتُه- أيّدهُ اللهُ- واستمع إلى شرحٍ مفصّلٍ من أصحاب المعالي حول المشروعات التنموية والخدمية الجاري تنفيذها بجميع ولايات المحافظة والموقف التنفيذي لهذه المشروعات، موجّهًا المسؤولين القائمين عليها بضرورة الانتهاء من تنفيذها في الوقت المحدد ووفقًا للبرامج المعتمدة ومؤكدًا على ضرورة تسخير تلك المشروعات لتوفير فرص عمل للمواطنين.

وتفضّل جلالةُ السُّلطان المعظم /حفظهُ اللهُ/ فوجّه بتنفيذ عدد من المشروعات الإضافية في المحافظة، منها إنشاء مخطط سكني تجاري في منطقة الجرادية ومنطقة صناعية في سيح الوصاط بولاية #مدحاء، وإنشاء مساكن اجتماعية بالمحافظة، وتطوير عدد من القرى البحرية، وإنشاء عدد من المصانع النموذجية الجاهزة في منطقة #محاس الصناعية بولاية #خصب وفي المنطقة الصناعية في سيح الوصاط بولاية مدحاء ليستفيد منها رواد الأعمال والشركات الناشئة.

وأشاد جلالته -حفظه الله- بالنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها على أرض الواقع من خلال تطبيق مبدأ اللامركزية وإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية ومنح المحافظين صلاحيات واسعة وتزويدهم بالموارد المالية والإدارية اللازمة لإدارة وتنمية محافظاتهم والارتقاء بالبنى الأساسية والنهوض بالعمل الخدمي والبلدي بالولايات والحرص على تقديم خدمات تنموية وبلدية بمستويات عالية للمواطنين، مشيرًا /أبقاهُ اللهُ/ إلى ما لمسه من ترحيب واسع النطاق من المواطنين إزاء هذه التوجهات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«أثر» بثينة .. عندما يصبح «الشخصيّ» عامًّا

كتبتْ الشاعرة المصرية إيمان مرسال في كتابها «في أثر عنايات الزيات» أنه يحدث أحيانًا أن يهز كياننا عمل إبداعي، دون أن يعني ذلك أنه عمل غير مسبوق في تاريخ الإبداع، أو أنه أفضل ما تلقينا من إبداعات في حياتنا، بل «إنها الصدف العمياء التي تبعث لك رسالة تساعدك على فهم ما تمرّ به، في اللحظة التي تحتاجها تمامًا». إحدى هذه الصدف العمياء التي وصلتني في لحظة أحتاجها هي مشاهدة الفيلم القصير «أثر» للمخرجة العمانية بثينة ناصر سيف؛ الذي أعلن هذا الأسبوع فوزه بجائزة الجمهور في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير، وذلك في الفترة نفسها التي توفيّ فيها خالي.

يتتبع الفيلم الذي تصنفه الجزيرة «فيلما وثائقيا شخصيا» صدى الخسارة العميقة التي تركتها وفاة جدّ المخرجة في أرواح أسرته الصغيرة المؤلفة من زوجته وابنيه، ويسرد تأملاتهم وهم يسترجعون حبّهم له وذكرياتهم معه، متأملين اللحظات الحميمة والأوقات الجميلة التي قضوها معه، وإذا ما بحثنا في دقائقه الثماني عن قصة مشوّقة أو حبكة درامية فلن نجد، إذْ إن ما يسرده هو حكاية عادية تتكرر في حياتنا آلاف المرات، وأعني بها حكاية فقْد عزيز، ولكنه مع ذلك قادرٌ على التسرّب في دواخل مشاهديه شيئا فشيئا، إلى أن يجدوا أنفسهم منغمسين في هذه المشاعر الإنسانية ومتأثرين بها، وهو ما يذكّر بعبارة الشاعر الإنجليزي كوليردج التي فحواها أن أي حياة، مهما كانت عادية، ستكون ممتعة إذا ما رُوِيَتْ بصدق.

أعترف، أنني في مشاهدتي الأولى للفيلم -التي كانت قبل وفاة خالي بيوم- كنتُ أكثر حيادية في التعاطي مع موضوعه الذي بدا لي أقل من عادي، فهو أقرب إلى مرثية عاطفية من فتاة لجدّها الذي تحب، وكنتُ أقول لنفسي إن سبب فوزه هو الأماكن الطبيعية الخلابة وزوايا التصوير الفاتنة التي اختارتها مخرجتُه، دارسة الفنون الإبداعية، تخصص صناعة الأفلام، في جامعة ويسكونسن ميلواكي الأمريكية، إضافة إلى طبيعية وتلقائية شخصيات الفيلم؛ الجدة فاطمة، وابنيها ناصر (والد المخرجة) وبدر. لكنني بعد أن أعدتُ مشاهدته وأنا عائد من المقبرة، ممتلئا بذكريات أكثر من أربعين عاما مع خالي عبدالله، منذ أن سكن في بيت مجاوِرٍ لبيتنا في الردة، مستعيدا شريطا طويلا من الذكريات معه، بدا لي أن الفيلم أجمل بكثير مما ظننت، وأنه فيلمي «الشخصيّ» أيضًا.

يبدأ الفيلم بصوت فيروز «كنا نتلاقى من عشية /ونقعد على الجسر العتيق/ تنزل على السهل الضبابي/ تمحي المدى وتمحي الطريق» ممتزجًا بلقطة بعيدة لمدينة نزوى ما تلبث أن تتحول إلى حقول خضراء فاتنة، ثم تظهر الجدة بظهرها متوجهة إلى بيتها يتبعها قط أسود، سيجتمع بعد قليل مع قطّ أبيض لتقدم لهما الجدة الطعام وهي تتحدث إليهما بحنان. بعد هذه المقدمة التي أراها ضرورية حقًّا لإعطائنا صورة عن شخصية الجدة وطيبتها، يصيح ديكٌ أبيض في قنّ الدجاج مؤذنًا ببداية السرد عن الجدّ الغائب، الذي سنعرف بعد قليل أنه هو من اشترى هذا الديك، بديلًا لديكٍ آخر كان قد اشتراه أيضًا، لكنه مات. تقول الجدة: إن مات هذا الديك فسأشتري أنا أيضًا ديكًا آخر، في إشارة إلى أن الحياة مستمرة، ولا يستطيع الموت إيقافها.

بعد قليل ستصبح التفاصيل الصغيرة التي يسردها أبطال الفيلم دليلًا إضافيًّا على أنه فيلمي الشخصيّ، فناصر مثلًا الذي يتحدث عن أبيه بمحبة بدا لي كثير الشبه بمحمد ابن خالي عبدالله، أو لعلي أردتُ أن أراه كذلك. وحين سرد بدر أنه في أيام مرض الجدّ الأخيرة حملوه أولًا إلى مركز طبي خاص، ومنه نُقِلَ إلى المستشفى، ثم بعد أيام من العلاج كان قد بدأ يتماثل للشفاء قبل أن تنتكس حالته الصحية من جديد، عندما سرد بدر كل هذا بدا لي أنه يسرد حكاية خالي حرفيًّا.

واحدة من أجمل تفاصيل الفيلم ما سرده الابنان عن علاقة والدهما بالأقفال والمفاتيح، حيث يُضيع الجد كل مرة مفتاح القفل فيضطر لشراء قفل آخر، فيما يؤكد أحد الابنين -وهو ناصر- أن أباه كان يتحجج بغياب المفاتيح لأنه يحب تجميع الأقفال. هذه الأقفال القديمة ومفاتيحها التي حرصت المخرجة على إظهارها في إحدى اللقطات، مضافا إليها هواتف نوكيا القديمة في لقطة أخرى، أضفت هاتان اللقطتان طابعا نوستالجيا على الفيلم، يحيلنا إلى «زمن الطيبين» كما يحلو لكثيرين وصف الماضي الجميل.

تسرد بثينة ناصر في حوارها مع بشاير حبراس لجريدة «$» أنها في مدينتها نزوى كانت تصادف الكثير من الناس الذين صوتوا للفيلم وأعربوا عن إعجابهم به، بل إن الفيلم خرج عن نطاق محليته (حيث حرصت المخرجة على ترجمته باللغة الإنجليزية) وعُرِض في أمريكا ولقي إعجابًا مماثلًا هناك. وقد انتبهت بثينة إلى أن بعضًا من الجمهور الأمريكي كان يفتقد العائلة التي أحياها الفيلم بصورة حميمة ودافئة، وتأثرّ به لدرجة البكاء. ولا بد أن هؤلاء عَدُّوا الفيلم كذلك «فيلمهم الشخصي».

مقالات مشابهة

  • منذ تولي جلالة السلطان الحكم: قرابة 6000 نزيل سجن نالوا العفو السامي
  • جلالة السلطان يُصدر عفوًا ساميًا عن عدد من نزلاء السجن
  • جلالة السلطان يتلقى اتصالاً هاتفيا من الرئيس الفرنسي
  • «أثر» بثينة .. عندما يصبح «الشخصيّ» عامًّا
  • سمو أمير البلاد سمو أمير البلاد يجري اتصالا هاتفيا مع سلطان عمان للتهنئة بعيد الأضحى المبارك
  • جلالة السلطان يتلقى تهاني العيد من 8 مسؤولين في الدولة
  • جلالة السلطان يتلقى التهاني من عددٍ من المسؤولين بمناسبة عيد الأضحى
  • جلالة السلطان يتبادل تهاني عيد الأضحى مع ملوك وقادة الدول العربية الإسلامية
  • جلالة السلطان يتبادل تهاني عيد الأضحى مع قادة الدول العربية والإسلامية
  • جلالة السلطان يتبادل تهاني العيد ويدعو الله بأن يعيده على جميع المسلمين بالأمن والاستقرار والسلام