دبي - الخليج
أعلنت حكومتا دولة الإمارات وجمهورية مالطا، إطلاق برنامج القيادات الحكومية التنفيذية، المستلهم من نموذج الإمارات للقيادة الحكومية، ضمن زيارة لوفد مكتب التبادل المعرفي، في وزارة شؤون مجلس الوزراء، إلى العاصمة فاليتا، في إطار جهود تعزيز التعاون الثنائي بين حكومتي البلدين في مجالات التحديث الحكومي.


وشهدت الزيارة الرسمية عقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين في حكومة مالطا، استعرضت إنجازات التعاون الثنائي، ومستجدات العمل المشترك في مختلف محاوره، وناقشت المبادرات والمشاريع المستقبلية في مجالات التبادل المعرفي بين حكومتي البلدين.
ضم الوفد الإماراتي عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، وفريق مكتب التبادل المعرفي، حيث التقى إيان بورغ، وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة، وكيث أزوباردي تانتي، وزير دولة، للشباب والبحوث والابتكار، كما عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في حكومة مالطا، وزار الوفد جامعة مالطا، ضمن سلسلة جولات معرفية لعدد من المؤسسات والجهات.
وتغطي اتفاقية التعاون الثنائي في التحديث الحكومي بين حكومتي الإمارات ومالطا، التي تم توقيعها ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، 6 مجالات تعاون رئيسية تشمل: التكنولوجيا الرقمية، والصحة وجودة الحياة، والاستخدام المستدام للموارد، والتصنيع الذكي، والفضاء والطيران، وبناء القدرات، وعمل برنامج التبادل المعرفي الحكومي منذ إطلاق الشراكة على بناء قدرات نحو 800 متدرب من حكومة مالطا من خلال 100 ورشة عمل واجتماع، و1400 ساعة تدريب.
وأشاد كيث أزوباردي تانتي، بالتعاون المثمر بين حكومتي مالطا ودولة الإمارات، مشيراً إلى أهمية الشراكة في بناء قدرات موظفي الحكومة، وتوفير فرص تدريبية تدعم مساهمتهم في النهوض بالخدمات التي يقدمونها إلى المواطنين.
وقال: إن برنامج القيادات الحكومية التنفيذية، يؤكد أهمية التعليم والتطوير المهني المستمر، وهو ما يحفزنا على إتاحة الفرصة لموظفي الحكومة، ليواصلوا نموهم المهني، بما يسمح لهم بالاستمرار في تقديم خدمة متميزة إلى المتعاملين.
وأكد لوتاه، أن إطلاق برنامج القيادات الحكومية التنفيذية في مالطا، يترجم تركيز التعاون الثنائي بين حكومتي البلدين، على بناء القدرات الحكومية، وتمكينها بأدوات المستقبل من خلال تبادل الخبرات والمعارف، وتطوير الأدوات والنماذج وأساليب العمل الحكومية، بالاستفادة من تجارب الإمارات الناجحة في تحسين مستويات الكفاءة والأداء الحكومي.
وقال: إن التعاون الثنائي مع حكومة مالطا في مجالات التحديث الحكومي، يترجم توجيهات قيادة دولة الإمارات، بتعزيز التعاون وتوسيع دائرة الشراكات الدولية الهادفة إلى أسس مستدامة، لمشاركة المعرفة والتجارب الناجحة، والنماذج المستقبلية الكفيلة بتمكين الحكومات، وتعزيز جاهزيتها للمستقبل، والارتقاء بمستوى العمل الحكومي، وبناء مستقبل أفضل.
واجتمع وفد مكتب التبادل المعرفي الحكومي، مع الدكتور إيان بورغ، وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة، في جمهورية مالطا، وأنتوني سلطانة، السكرتير الدائم الرئيسي، لمناقشة آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
وشهدت الزيارة عقد لقاء مع جافريل فلوريس، الرئيس التنفيذي لهيئة الابتكار الرقمي، أحد منتسبي البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين، حيث تم استعراض الإنجازات المثمرة للشراكة بين حكومتي البلدين.
كما تعرف فريق مكتب التبادل المعرفي الحكومي، على أفضل الممارسات المطبقة في مركز العلوم التفاعلية في مالطا «إسبلورا»، في قطاع العلوم والتكنولوجيا، واجتمع مع البروفيسور ألفريد فيال، عميد جامعة مالطا، والبروفيسور جي. سيمون جي فابري، رئيس إدارة البحوث ونقل المعرفة، واطلع على تجربة الجامعة في مجال التكنولوجيا والأبحاث. 5 محاور لبناء القيادات الحكومية ويهدف برنامج القيادات التنفيذية في مالطا، إلى تمكين المنتسبين من التعرف على أفضل المهارات التخصصية في مجال بناء قدرات القيادات الحكومية القادرة، على الارتقاء بمستوى الأداء وتعزيز الإدارة الحكومية، من خلال تطوير مهاراتهم القيادية والإدارية، وتعريفهم بأفضل الممارسات المبتكرة في القيادة، لدفع عجلة التنمية والتطوير في مالطا، ويشارك في دورته الأولى 20 من القيادات التنفيذية في حكومة مالطا.
وتشمل محاور البرنامج: «استشراف المستقبل، والحكومة المرنة، وتصميم أفضل السياسات والاستراتيجيات، والتحوّل الرقمي، وقيادة المستقبل»، ويتواصل البرنامج 4 أشهر، ويشمل تنظيم جلسات تخصصية، وورش حوارية وجولات معرفية، إضافة إلى مقابلات مع نخبة الخبراء والمتخصصين والمؤلفين في مختلف مجالات القيادة، لتعريف المنتسبين بالتجارب القيادية العملية، وبما يسهم توظيفها في تعزيز قدرة حكومة مالطا، على مواجهة التحديات، واستكشاف فرص جديدة تدعم تحقيق توجهاتها المستقبلية.
ويركز محور «استشراف المستقبل»، على أساليب وأدوات استشراف المستقبل وبناء السيناريوهات المستقبلية، وتقييمها ودراسة أثرها في مختلف القطاعات، فيما يتناول محور «الحكومة المرنة»، دور القادة في فهم المستقبل، والتوجهات المستقبلية والثورة الصناعية الرابعة، والأدوات المستخدمة في رصد التوجهات وتأثيراتها، وأهمية امتلاك العقلية الرقمية لتعزيز الأداء وتحقيق أفضل النتائج.
أما محور «تصميم أفضل السياسات والاستراتيجيات»، فيركز على دور القادة في تطوير السياسات والاستراتيجيات وتقييم السياسات ومتابعة تنفيذها، وإشراك أفراد المجتمع في صنع القرار، وتصميم السياسات، بينما يغطي محور «التحوّل الرقمي»، أهمية الرقمنة في تصميم السياسات والاستراتيجيات، والخدمات الحكومية ومساهمتها في تحسين جودة حياة المجتمعات.
ويعرف محور «قيادة المستقبل»، إلى أساليب القيادة وقيادة الذات والفرق العملية، والتدريب على المرونة في القيادة والتأثير الإيجابي في الفريق.
كما يتضمن البرنامج تنظيم جولات معرفية إلى عدد من الجهات الحكومية، والتعرف على أبرز تجارب دولة حكومة الإمارات للاستفادة منها في دعم القيادات التنفيذية في مالطا.
ويسعى البرنامج إلى تمكين المنتسبين من تطوير مشاريع تحولية في حكومة مالطا، بالاعتماد على الحلول الابتكارية والاستباقية، واطلاعهم على أهم المتغيرات والتوجهات العالمية، وتمكينهم من تبني أحدث حلول التكنولوجيا، والمهارات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات، وصناعة مستقبل أفضل للبشرية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مالطا بین حکومتی البلدین التعاون الثنائی التنفیذیة فی فی مالطا

إقرأ أيضاً:

الإمارات وأمريكا..رهان على المستقبل

عديدة هي مجالات التعاون والتلاقي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، إذ تسمح لهما صداقتهما التاريخية وشراكتهما الممتدة لأكثر من نصف قرن أن تقطع أشواطاً أطول في المستقبل، بالنظر إلى ما تفرضه متطلبات التنمية والابتكار من ضرورة للتسلح بأرقى العلوم المستجدة والتكنولوجيات الدقيقة باعتبارها من أهم معايير التقدم الذي تنشده الإمارات وتعزز فرصه بالشراكات الدولية الخلاقة، وخصوصاً مع الولايات المتحدة، القوة الاقتصادية الأولى في العالم.
لقاءات القمة التي ستجمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، ستركز على قضايا غير تقليدية، وستكون عناوينها البارزة توسيع الشراكة في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والمناخ والفضاء، بما يحفز على خلق مبادرات جديدة ومشاريع تنشئ جسوراً من التعاون المثمر بين البلدين. فالنظر إلى المستقبل، والرهان على امتلاك ناصية مصادر القوة والحضور والإشعاع، تتطلب اعتماد مقاربات غير تقليدية، وانتهاج مسارات مختلفة، تأخذ بعين الاعتبار تسارع مقاييس التطور والنهضة والاستقلال والسيادة الوطنية، والإمارات، باعتبارها بلداً يتطلع إلى المستقبل بشغف، ويؤمن بأن مسار الريادة الذي بدأته منذ عقود، ستضيف إليه مزيداً من الروافد والمسرعات، حتى يكون ذلك المستقبل في قبضة طموحاتها ومشاريعها التي لا تعرف حدوداً ولا تعرف المستحيل.
الذكاء الاصطناعي، الشغل الشاغل للدول والشعوب، وباتت الإمارات تحلق في فضائه عالياً، وبفضل ذلك، أصبحت مطمحاً للشركات الكبرى، بفعل ما توفره من بنية تحتية متطورة، وما تمتلكه من عقول خلاقة، كما أن متانة تجربتها في توظيف التكنولوجيات المتقدمة والوسائط الرقمية تستقطب مزيداً من الأفكار المبدعة. فالإمارات تهدف إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، وهو إنجاز سيتحقق ضمن استراتيجية شاملة تمهد لمئوية الإمارات 2071، والعمل على تحقيق هذه الأهداف، وقد نجحت في خلق بيئات عمل مبتكرة عبر توظيفه بفاعلية في العمل الحكومي، وفي كافة القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والنقل والأمن والصناعة والبيئة واستكشاف الفضاء، وهو ما يساعد على إنشاء أسواق واعدة تتطلع إلى الازدهار والرخاء وتنمية الموارد وخلق الطاقة المتجددة استعداداً لعصر ما بعد النفط، والتخطيط لهذا العصر بدأ منذ سنوات، وها هو يتعزز الآن بعد أن اتضحت الرؤية وانكشفت التحديات.
ضمن هذا الفضاء المتعلق بالمستقبل، تسعى الاجتماعات الإماراتية الأمريكية، وخصوصاً مع قادة الأعمال وكبار التنفيذيين، في مجال التكنولوجيا، إلى إعادة بناء التعاون، ووضعها في أطر جديدة تأخذ في الحسبان كل المستجدات القائمة والمتوقعة، ولذلك فإن هذه الزيارة ولقاءاتها لن تكون روتينية، وستحمل مزيداً من المشاريع والإنجازات المهمة، التي ستبني جسراً مزدهراً بين البلدين.
ورغم أن القضايا الراهنة ستأخذ حقها من البحث والتشاور، فإن الأمل يتجاوز كل ما تفرضه من تحديات من أجل استعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط ومناطق التوتر في العالم، قائم وحتمي، وهذا الأمل هو الذي يدفع إلى التفاؤل بالأفضل وبعلاقات إماراتية أمريكية متوازنة وواقعية وطموحة، وهذا هو الرهان في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • الإمارات وأمريكا..رهان على المستقبل
  • «القمة السيبرانية»: تمكين القيادات الحكومية لتحقيق مستقبل رقمي آمن
  • "القمة السيبرانية" تؤكد أهمية تمكين القيادات الحكومية لمستقبل رقمي آمن
  • “القمة السيبرانية للقيادات” تؤكد أهمية تمكين القيادات الحكومية لتحقيق مستقبل رقمي آمن
  • وزير الخارجية يبحث مع المنسق المقيم للشؤون الإنسانية سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك بين حكومة التغيير والبناء والأمم المتحدة
  • بركة يلعب ورقة تمطيط انتخاب اللجنة التنفيذية للتفاوض بأريحية حول التعديل الحكومي
  • اتحاد الغرف الخليجية يناقش التوجهات المستقبلية بين القطاعين الحكومي والخاص
  • الإمارات وكندا تطلقان أول دليل إرشادي للتدقيق في الجهات الرقابية النووية
  • شراكة استراتيجية بين مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي وجامعة الإمارات وكليات التقنية العليا لتطوير موارد منصة “ابتكر”
  • الإمارات وكندا تطلقان أول دليل إرشادي للتدقيق على عمليات التفتيش في الجهات الرقابية النووية