عربي21:
2025-08-02@15:26:40 GMT

في معنى الحديث الأمريكي عن الدولة الفلسطينية

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

لو كانت عملية "طوفان الأقصى" قد انتهت بمقتل العشرات من الإسرائيليين، لكان الرد العسكري الإسرائيلي أقل قوة من الحرب الحالية بكثير، ولكان الموقف الأمريكي محصورا بمعاقبة حركة "حماس" فقط، دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى مسألة قيام الدولة الفلسطينية.

غير أن مقتل نحو 1200 إسرائيلي خلال يومين أرعب العقل السياسي الأمريكي، ثم كان لصمود المقاومة في قطاع غزة والخسائر البشرية التي ألحقتها في قوات الاحتلال على مدار أكثر من مئة يوم، أن دفعت الإدارة الأمريكية إلى إدراك أن مجاراة إسرائيل في نسيان إقامة الدولة الفلسطينية مسألة خطيرة من شأنها أن تهدد "الدولة" الإسرائيلية ذاتها.



مرحلة جديدة

على مدار العقد والنصف الأخيرين، ترسخت قناعة إسرائيلية بدأت من الليكود ولقيت صدى لدى الإدارات الأمريكية، مفادها أن القوة والتعنت الإسرائيليين سيدفعان الفلسطينيين والعرب هم بأنفسهم إلى تقديم تنازلات مجانية، لإدراكهم أن موازين القوة في صالح إسرائيل أولا، وبسبب حالة الضعف العربية عقب ثورات "الربيع العربي" ثانيا، وبسبب الانسحاب الأمريكي الجزئي من ملفات المنطقة ثالثا.

وقد جاء الانفتاح الإماراتي غير المفهوم تجاه إسرائيل تجسيدا عمليا لهذه القناعة، ثم تبعها اعتراف بحريني وتراخي سعودي كان مقدر له أن ينتهي كما انتهى الأمر بالبحرين والإمارات، وقبلهم بدا التراخي المصري تجاه إسرائيل حادا منذ وصول السيسي إلى السلطة عام 2013.

إلا أن عملية "طوفان الأقصى" غيرت من آلية التفكير الأمريكية، ولهذا تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية بعد سنوات طويلة من صمت أمريكي نتيجة الضعف والهوان العربيين.

ووفقا لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، فإن مسؤولي إدارة بايدن ناقشوا إمكانية قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح في المستقبل، كما تمت مناقشة هذا الأمر بين بايدن ونتنياهو.

لا يهمنا في هذه المقالة طبيعة الدولة الفلسطينية المرجوة، فهذه مسألة معقدة للغاية، فضلا عن أن إقامة هذه الدولة في ظل عقود من الاستيطان تبدو عملية مستحيلة وفق الصيغ العربية للحل السياسي.

على المستوى العربي، لا تكفي مواقف التنديد ولا وقف التطبيع مع إسرائيل كما حدث في الحالة السعودية، لأن مسار التطبيع قد يعود بعد أشهر أو سنوات، بما يفقد الأثر الاستراتيجي الذي حققته عملية "طوفان الأقصى".لكن ما يهمنا هنا هو أن تغير الخطاب الأمريكي، أو عودة الخطاب الأمريكي إلى سابق عهده فيما يتعلق بهذه المسألة، لم ينجم عن انعطافة أيديولوجية أو سياسية تجاه الفلسطينيين، ولا عن وعي أخلاقي وحقوقي أمريكي مفاجئ، بل نجم عن حقيقة ساطعة مفادها أن الفلسطينيين قادرين على تهديد إسرائيل وتوجيه ضربات قوية لها، وإن استمرار السلوك الإسرائيلي سيوتر الوضع في الشرق الأوسط إلى درجة قد تنفلت الأمور عن السيطرة.

ربما يكون هذا هو الدرس الأهم أو الرسالة التي أوصلتها عملية "طوفان الأقصى": القوة العسكرية والسياسية تجاه إسرائيل هي الحل الوحيد لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية حقيقية.

لم يحدثنا التاريخ عن احتلالات انتهت نتيجة قناعات سياسية أو أيديولوجية أو أخلاقية، بل انتهت نتيجة القوة المضادة للشعوب المحتلة.

وبهذا المعنى، فإن عملية "طوفان الأقصى" قد كشفت الواقع الزائف الذي يعيشه الفلسطينيون والعرب، من حيث أن الفلسطينيين والعرب لديهم القدرة على الفعل والتأثير، بما يؤدي إلى تثوير الوعي الفلسطيني والعربي معا، والعمل معا على وضع استراتيجية موحدة ومتكاملة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي باعتباره نظام فصل عنصري في العالم.

الانقسام الفلسطيني العربي

تتطلب أي استراتيجية وطنية أولا تجاوز الانقسام الوطني الفلسطيني من أجل وضع استراتيجية موحدة أو متكاملة للنضال، على الرغم من أن هذه المسألة في غاية الصعوبة بسبب تخاذل السلطة الفلسطينية لا ضعفها، وإذا كانت السنوات السابقة قد كشفت ضعف السلطة، فإن موقفها وسلوكها عقب عملية "طوفان الأقصى" قد كشف تخاذلها وخيانتها، وبالتالي فإن الحل لتجاوز هذا التخاذل لن يكون بقرار سياسي من السلطة وإنما بخطوات شعبية بالضفة الغربية تجبر السلطة على تغيير سلوكها السياسي.

الفارق الرئيس بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" هو أن الأولى رضيت بالواقع القائم في الضفة الغربية ولم تعد تفكر بمستقبل الضفة، في حين أن "حماس" والمقاومة الفلسطينية في غزة يفكرون دائما في مستقبل القضية الفلسطينية بمجملها، وهذا فارق كبير واستراتيجي، يؤدي في الحالة الأولى إلى الاستسلام وفي الحالة الثانية إلى القتال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن مدى تحقيق هذا القتال لأهدافه السياسية.

إن عملية "طوفان الأقصى" هي الدرس الأبلغ الثاني الذي شهدته المنطقة العربية بعد ثورات "الربيع العربي" منذ عام 2011، وفي الحالتين أثبت الشعب العربي أنه ما زال قادرا على الفعل،على المستوى العربي، لا تكفي مواقف التنديد ولا وقف التطبيع مع إسرائيل كما حدث في الحالة السعودية، لأن مسار التطبيع قد يعود بعد أشهر أو سنوات، بما يفقد الأثر الاستراتيجي الذي حققته عملية "طوفان الأقصى".

إن عملية "طوفان الأقصى" هي الدرس الأبلغ الثاني الذي شهدته المنطقة العربية بعد ثورات "الربيع العربي" منذ عام 2011، وفي الحالتين أثبت الشعب العربي أنه ما زال قادرا على الفعل، لكن المفارقة أن العواصم الغربية أدركت قوة هذا الشعب وخشيتها منه، وعند هذه النقطة التقت مصالح إسرائيل والولايات المتحدة مع مصالح الأنظمة الاستبدادية العربية في ضرورة قتل أي قدرة أو فعل لدى الشعب العربي للحيلولة دون حصول أي تغيير في الواقع السياسي القائم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الاحتلال امريكا احتلال فلسطين رأي دور مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الفلسطینیة طوفان الأقصى فی الحالة

إقرأ أيضاً:

عمليات كتائب القسام ضمن معركة "طوفان الأقصى" 31 يوليو

غزة - صفا

تواصل كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

وفيما يلي أبرز عمليات كتائب القسام التي أعلنت عنها يوم الخميس 31 يوليو/ تموز 2025:

- كتائب القسام تدك تجمعًا لجنود وآليات العدو بعدد من قذائف الهاون شرق منطقة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.

- بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدو القسام قنص جنديين صهيونيين وإصابتهم إصابة مباشرة قرب مدرسة الناصرة في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق مدينة غزة بتاريخ 10-07-2025م.

- تمكن مجاهدو القسام بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس من دك موقع قيادة وسيطرة للعدو في محور موراج جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع بعدد من قذائف الهاون.

- كتائب القسام تدك تجمعًا لجنود وآليات العدو بعدد من قذائف الهاون في محيط مدرسة دار الأرقم شرق حي التفاح بمدينة غزة.

- تمكن مجاهدو القسام أمس الأربعاء من قنص جندي صهيوني يعتلي دبابة "ميركفاه" ببندقية الغول القسامية وبعدها دكوا محيط المكان بعدد من قذائف الهاون قرب مدرسة الأرقم شرق حي التفاح بمدينة غزة.

- بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدو القسام استهداف "باقر" عسكري بقذيفة "تاندوم" في محيط مدرسة دار الأرقم شرق حي التفاح شرق مدينة غزة بتاريخ 06-07-2025م.

- بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدو القسام تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار في جرافة عسكرية صهيونية من نوع "D9" بالقرب من المسجد العمري في مدينة جباليا شمال القطاع بتاريخ 28-07-2025م.

- كتائب القسام تدمر دبابة "ميركفاه" صهيونية بعبوة أرضية شديدة الانفجار أول أمس الثلاثاء في منطقة القصاصيب شمال مدينة جباليا شمال القطاع ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 2 أغسطس
  • ما السر في طول أمد معركة “طوفان الأقصى”؟
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 1 أغسطس
  • عمليات كتائب القسام ضمن معركة "طوفان الأقصى" 31 يوليو
  • نائب العربي للدراسات: إقامة دولة فلسطينية رغماً عن إسرائيل وأمريكا أمر مستبعد
  • إسرائيل تشكر أمريكا لفرضها عقوبات على السلطة الفلسطينية
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 31 يوليو
  • عاد الحديث عنها بعد طوفان الأقصى.. ما حل الدولتين؟ وهل هو ممكن؟
  • مسير شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في القناوص