صور الأقمار الصناعية تكشف عن حجم الدمار الهائل في غزة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
الجديد برس:
كشف تحقيق أجرته صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل الدمار الشامل الذي لحق بالمباني والأراضي في عدة أحياء في غزة.
وتكشف صور الأقمار الصناعية والأدلة مفتوحة المصدر عن الدمار الذي أصاب البنية التحتية المدنية على يد “إسرائيل” في حربها على غزة.
وبحسب الصحيفة، سُويت مبانٍ بأكملها بالأرض، وسُويت حقول ومساحات زراعية بالأرض، ومُحيت أماكن العبادة من الخريطة خلال الحرب التي شنتها “إسرائيل”.
ووفق ما تابعت الصحيفة، لم يجبر الدمار 1.9 مليون شخص على مغادرة منازلهم فحسب، بل جعل من المستحيل على الكثيرين العودة.
وأشارت “الغارديان” إلى أن هذا الأمر دفع بعض الخبراء إلى وصف ما يحدث في غزة بأنه “دوميسايد”، ومهو مصطلح يشير إلى إبادة المنازل أو المساكن، أي التدمير المتعمد والواسع النطاق للمناطق السكنية لجعلها غير صالحة للسكن، مما يمنع عودة النازحين، مؤكدةً أن هذا المفهوم غير معترف به في القانون.
حتى 17 يناير، يكشف تحليل بيانات الأقمار الصناعية الذي أجراه كوري شير من جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، أن ما بين 50% إلى 62% من جميع المباني في غزة من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت.
وبحسب الصحيفة، تم التحقق من المناطق المتضررة من خلال صور الأقمار الصناعية، أو لقطات الوسائط المتعددة التي أنشأها المستخدمون، أو التقارير الإخبارية، أو تحديثات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتتنقل صحيفة الغارديان التفاعلية عبر ثلاث مناطق مدمرة في غزة: بيت حانون والزهراء وخان يونس.
بيت حانونأكدت “الغارديان” أنه تم محو مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بيت حانون، وهو ما يمكن رؤيته في صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة “بلانيت لابز” في 30 نوفمبر.
كذلك، تم تدمير معظم الدفيئات الزراعية، وتنتشر الآن مسارات جديدة للمركبات المدرعة في جميع أنحاء المنطقة المتنامية.
وخلص تحليل أجراه “يونوسات” في ديسمبر إلى أن 39% من الأراضي الزراعية في شمال غزة قد تضررت.
حي الزهراءأما حي الزهراء، فهو أحد أغنى الأحياء الواقعة في وسط غزة، وكان يضم أبراجاً وجامعات ونحو 5000 شخص قبل الحرب.
وإلى الشمال توجد محطة كبيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي محاطة بمسارات للمركبات المدرعة فوق الأراضي الزراعية المسطحة. وظهرت مسارات وتحصينات جديدة حفرتها القوات الإسرائيلية على شبكة قديمة من الطرق لم يعد من الممكن التعرف عليها.
وإلى الشرق، في بلدة المغراقة، لم يتبقى من مبنى واحد سوى حفرة كبيرة، في حين تعرضت مباني مدرسة قريبة لأضرار واضحة.
وفي قلب الزهراء تقع ثلاث جامعات، معظمها متضرر ومحاط بالحفر.
خان يونستقع مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، على حافة خط الإخلاء السابق في شمال قطاع غزة. في البداية، اعتُبرت المدينة منطقة آمنة، واستقبلت المدنيين الفارين والمصابين عندما كانت الحرب تركز على الشمال، لكنها تعرضت للقصف بلا هوادة منذ ديسمبر بعد أن وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته.
ووجد تحليل “الغارديان” أن العديد من المساجد دُمرت بشكل لا يمكن التعرف عليه، إلى جانب الدفيئات الزراعية والمباني السكنية المدمرة.
كما تم تدمير ملعب رياضي آخر، إلى جانب منطقة سكنية كاملة تضم مباني سكنية وحقول زراعية. ولا تزال هناك حفر كبيرة وأنقاض حيث كانت توجد أكثر من 100 دفيئة.
كذلك، تظهر على الصيدليات ومحلات السوبر ماركت والمدارس ورياض الأطفال علامات الضرر، كما أن الطرق المليئة بالحفر تحيط بمستشفى البندر الشرقي.
وتم إنشاء مخيم خان يونس للاجئين، الذي كان يأوي 41 ألف شخص في عام 2017، بعد الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1948 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم.
وتعرض المخيم، الذي يضم العديد من مباني الأمم المتحدة بما في ذلك مدرسة تابعة للأونروا، لعدة ضربات وظهرت عليه علامات الأضرار.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: صور الأقمار الصناعیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
المنوفي الذي هزم أمريكا وإسرائيل
لم يكن أنور السادات مجرد رئيس جلس على مقعد الحكم بعد ناصر، بل كان عبقرية سياسية نادرة أدركت أن معارك الأوطان لا تُدار بالشعارات بل بحسابات العقل واتخاذ القرار في التوقيت الصحيح، خاصة بعد هزيمة ومعنويات في الأرض، قرأ السادات خريطة المنطقة بعيون تختلف عن الجميع وحسم قراره، فجاء قرار الحرب في السادس من أكتوبر ليغير الموازين ويعيد لمصر مكانتها بذكاء نادر وانتصار دبلوماسي غيّر وجه الشرق الأوسط لعقود.
تحرك السادات برؤية لم يفهمها كثيرون، فهو لم يرد حربا تُنهك مصر، بل حربا تُعيد إليها إرادتها، أعاد بناء الجيش في صمت، وحوّل الهزيمة إلى درس واليأس إلى طاقة، وفي الوقت الذي انشغل فيه خصومه بالخطابات كان هو يرسم خطوط المعركة في ذهنه، ويضع توقيتها بدقة رجل يعرف أن النصر لا يأتي صدفة، بل يُصنع بتوقيت محسوب.
في السادس من أكتوبر 1973 نطق القرار التاريخي ودوّت صيحة الله أكبر على ضفة القناة لتبدأ ملحمة العبور التي أدهشت العالم، لم يكن النصر مفاجأة للسادات بل ثمرة تخطيط دقيق بين العقل والسياسة والسلاح، أدرك أن النصر العسكري لا يكتمل إلا بانتصار سياسي، فانتقل من خنادق القتال إلى ساحات التفاوض، واضعًا نصب عينيه استعادة الأرض وتحقيق السلام بشروط المنتصر لا المهزوم.
لم يكن السلام عند السادات ضعفا بل امتدادا لشجاعة الحرب، واجه الجميع بقرار الذهاب إلى القدس وهو يعلم أنه يغامر بكل شيء في سبيل أن يحمي كل شيء، أراد أن يخرج بمصر من دائرة الدم إلى دائرة التنمية وأن يحول النصر إلى طاقة بناء لا استنزاف. عبقرية السادات لم تكن في قراراته فقط بل في توقيته، في قدرته على قراءة المستقبل، وفي شجاعته على مخالفة المألوف.
رحل السادات لكن بقي اسمه محفورا في ذاكرة الأمة كقائد آمن بأن الحرب وسيلة للسلام، لا غاية في ذاتها، وبأن مصر تستحق أن تكون في مقدمة الأمم لا في ذيلها، ذلك هو السادات بطل الحرب والسلام وابن المنوفية الهمام.