ردود فعل متباينة في إدلب بشأن مشروع قانون الآداب العامة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
شمال سوريا- أثار مشروع قانون الآداب العامة الذي طرحته حكومة الإنقاذ المعارضة والعاملة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام شمال غربي سوريا ردود فعل متباينة بين مرحب للقانون ومشجع له لتحصين المجتمع، وآخر معارض ورافض له يجد فيه تقييدا للحريات العامة.
ويتضمن القانون مجموعة قواعد وأحكام متعلقة بالنظام الأخلاقي والسلوكي للأفراد والمجتمع تشمل 128 مادة، من أهمها إنشاء شرطة للآداب العامة، وفرض الحجاب على الفتيات فوق 12 عاما، ومنع تشغيل الأغاني في الأماكن العامة، ومنع الاختلاط في العمل بين الجنسين.
ويمنع القانون الجديد المعازف والعروض المرئية وإيذاء الجوار بالضجيج، ومنع التدخين في المؤسسات العامة والخدمية والمرافق العامة المغلقة، ويلزم أصحاب صالات الأفراح بتوظيف عاملات في صالات الأفراح النسائية، ويمنع إطلاق النار أو استعمال السلاح في الأفراح، كما يمنع تقديم الأراجيل في المطاعم والمقاهي.
في حين تضطلع شرطة الآداب العامة بمهام أبرزها الرقابة على وسائل الإعلام الطرقية، ووسائل التسلية والترويح، والمؤسسات التجارية والصناعية والخدمية والطرق والمرافق العامة، ومنع مخالفات الآداب والذوق العام فيها.
"الجزيرة نت" استطلعت آراء عدد من الأهالي في إدلب شمال غربي سوريا، للوقوف على ردود الفعل من قبل السكان لمشروع القانون.
ويرى الشاب من مدينة إدلب محمود العابد أن المشروع مفيد جدا للحياة العامة، كونه يراعي قيم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد في المجتمع السوري، ولكن قد لا يلقى القبول الإيجابي لدى جميع شرائح السكان.
وقال العابد -في حديث للجزيرة نت- إن أبرز ما أثار اهتمامه ضمن مشروع القانون منع تشغيل الأغاني ومنع القيادة الرعناء والاختلاط في أماكن العمل دون رقابة، مشيرا إلى أن البند الأخير قد لا يلقى رواجا من الجميع.
بدوره، أكد عزيز الإدلبي (اسم مستعار) أن القانون يحد من الحريات العامة، ويتدخل في سلوكيات شخصية، من قبيل منع شرب الأراجيل في الأماكن العامة أو الاستماع للموسيقى والأغاني، معربا عن رفضه لمواد عدة في مشروع القانون.
من جهتها، اعتبرت الطالبة ياسمين (تحفظت على ذكر اسمها كاملاً) أن القانون إيجابي في ضبط عدة أمور مخلة بالآداب العامة في الطرقات والأسواق، لكنه سلبي في مسألة منع الاختلاط في العمل، لكونه يحد من عمل المرأة، ويمنعها من الاستفادة من الفرص في سوق العمل.
فكرة المركزيةلكن الباحث في الشأن السوري عرابي، يعتقد أن مشروع القانون يأتي من تأكيد "هيئة تحرير الشام" وحكومة الإنقاذ على فكرة "مركزية" الحكومة والسلطة، بعيدا عن العشوائيات في الأفكار، مؤكدا أن الفترة السابقة شهدت وجود شرطة الحسبة في ظل غياب قانون ضابط وناظم للعمل، وبالاعتماد على الذاكرة الفقهية للعناصر.
وقال عرابي، في حديث للجزيرة نت، إن مشروع القانون يحمل لوائح واضحة للتأكيد على "حاكمية الشريعة"، في ظل ما تردد في الآونة الأخيرة عن ابتعاد هيئة تحرير الشام عن الدين والأدلجة، لتظهر في مشروع القانون الأخير بعدها الديني والشرعي أمام الناس.
وأكد عرابي أن ما ورد في مشروع القانون هو من ثقافة المجتمع والشريعة الإسلامية، وهو موجود في القانون الجزائي السوري، معربا عن اعتقاده بوجود متحيزين ضد الهيئة يرفضون القانون، ومنهم من يريد أن يتصيد الأخطاء، ويتهم الحكومة بالتشدد في تطبيق القانون.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ أعلنت بداية يناير/كانون الثاني الجاري، عن فتح باب الانتساب للعمل ضمن شرطة الآداب العامة وفق شروط محددة، واستمر الإعلان لغاية السابع من الشهر نفسه.
واشترطت الوزارة أن يكون المتقدم خريجا من كلية الشريعة أو معهد شرعي متوسط، وأن يكون بين الـ30 والـ40 عاما، وغير محكوم بجناية أو جرم شائن، وأن يجتاز الدورة التي تقررها الوزارة.
الجزيرة نت حاولت التواصل مع وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ للوقوف على رأيها بشأن مشروع قانون الآداب العامة أو ملف شرطة الآداب، لكن الأخيرة رفضت التصريح في الوقت الحالي، وردت بأن الفترة الحالية هي لاختيار العناصر المشاركين في مسابقة اختيار عناصر الشرطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الآداب العامة مشروع القانون حکومة الإنقاذ
إقرأ أيضاً:
البرلمان يقر نهائيا علي مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي
وافق مجلس النواب، خلال جلسته العامة المنعقدة الآن، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي.
جاءت موافقة المجلس على مشروع القانون نهائيا بعد أن حاز الأغلبية اللازمة لذلك وهو ما أدى إلى إعلان رئيس المجلس الموافقة النهائية على مشروع القانون.
وكان النائب محمد عطية الفيومي رئيس لجنة الاسكان بمجلس النواب قد استعرض بجلسة الأمس تقرير اللجنة، مؤكدا أن مشروع قانون تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي، إطار تشريعي شامل يهدف إلى تطوير هذا القطاع الحيوي، وتعزيز كفاءته، وضمان استدامة خدماته، بما يتوافق مع التحديات المتزايدة التي تواجهها مصر في مجال إدارة الموارد المائية. وأشار إلى أن الدستور الحالى في مادته رقم (٤٤) نص على أن تلتزم الدولة بحماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، كما تلتزم الدولة بحماية مياهها الجوفية، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيق الأمن المائي ودعم البحث العلمي في هذا المجال.
وأوضح رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن المادة رقم (۷۹) من الدستور نص على أن لكل مواطن الحق في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف.
وقال: أصبح لزامًا على المشرع أن يقوم بتحديث البنية التشريعية المنظمة لقطاع المياه والصرف الصحي، والتي تعاني من تشتت القوانين واللوائح القديمة التي لم تعد قادرة على مواكبة المتطلبات المعاصرة.
وأوضح أنه من خلال هذا القانون، تسعى الدولة إلى توحيد الجهود بين الجهات المعنية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وضمان حوكمة رشيدة لهذا المرفق الحيوي.
ويستند مشروع القانون إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، وترشيد الاستهلاك، وحماية حقوق المستهلكين، وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة هذا القطاع.
واعتمد مشروع القانون، ذات السياسة التشريعية والتنظيمية للخدمات العامة عن طريق النص على إنشاء جهاز(regulator) يتمتع بالشخصية الاعتبارية، ويكون مسئولًا عن مراقبة الأداء، ومنح التراخيص، وضمان التزام مقدمي الخدمة بالمعايير الفنية والقانونية، وذلك أسوة بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وجهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز، هذا إلى جانب التركيز على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في تشغيل وصيانة المنشآت، مما يسهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة.
كما يحرص المشروع بقانون على تحقيق العدالة في توزيع الخدمات، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، من خلال آليات دعم واضحة تضمن عدم تحميل هذه الفئات أعباء مالية إضافية.
كما يتناول المشروع قضايا حيوية مثل حماية البيئة من التلوث الناتج عن الصرف الصحي غير المعالج، وضرورة الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية عند التخلص من المخلفات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يُشجع هذا المشروع بقانون الاستثمار في قطاع المياه والصرف الصحي، سواء من خلال القطاع الخاص أو عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يسهم في تخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة، ويضمن توفير التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية. كما يضع المشروع إطارًا واضحًا لتحصيل الرسوم والتعريفات، مع مراعاة التوازن بين مصالح مقدمي الخدمات والمستهلكين.
يستند مشروع القانون إلى فلسفة شاملة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، مع التركيز على:
• الحوكمة الرشيدة من خلال إنشاء جهاز مستقل لتنظيم القطاع.
• حماية حقوق المستهلكين وضمان استدامة الموارد المائية.
• تشجيع الاستثمار الخاص مع الحفاظ على المصلحة العامة.
• الالتزام بالمعايير البيئية والصحية لضمان جودة المياه والمعالجة الآمنة للصرف الصحي.
وذلك عن طريق تحقيق الأهداف الآتية:
1- تنظيم قطاع مياه الشرب والصرف الصحى وإنشاء جهاز مستقل يُعنى بالرقابة والترخيص ووضع المعايير لضمان كفاءة الخدمات.
2- تحسين جودة الخدمات واستدامتها ومنع التعديات على شبكات المياه والصرف الصحي.
3- حماية المستهلك وتعزيز الشفافية ومنع الممارسات الاحتكارية وضمان تكافؤ الفرص.
4- تشجيع مشاركة القطاع الخاص وجذب الاستثمارات لقطاع مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، وذلك وفق الضوابط الدستورية والقانونية المقررة فى هذا الشأن.
5- الترشيد والاستخدام الأمثل للموارد وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة لتحقيق ذلك.
6- المحافظة على الجوانب البيئية والصحية.
7- توجيه الدعم لبعض الفئات لضمان عدالة التعريفات.
ثانيًا- أهم الأحكام التي تضمنها مشروع القانون:
وانتظم مشروع قانون تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي، في واحد وثمانين مادة غير مواد الإصدار ويحتوي على سبعة أبواب.