ضمير مصر تجاه القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
إن دور مصر التاريخى والقومى وموقفها تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته ثابت ولن يتغير أبدا، بداية من حقه فى تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، لأنها الحل الوحيد فى إنهاء أمد الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وإحلال السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، ونهاية بإغاثة أهل غزة وإجهاض محاولة تهجيرهم القسرى، والسعى لإنهاء حرب الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، التى ترتكب بواسطة فاشية ونازية الكيان الصهيونى المحتل.
وأثناء المؤتمر الصحفى للرئيس الأمريكى «جون بايدن»، والذى انعقد فى إحدى قاعات البيت الأبيض بتاريخ 8 فبراير 2024، سأله أحد الصحفيين عن تطوارت الأوضاع فى غزة، فكان رده كأنه فى حالة غيبوبة تضاف إلى هفواته وزلات لسانه المتكررة، بوصفه للرئيس السيسى بأنه رئيس المكسيك، حيث قال بأن رئيس المكسيك السيسى، كان يرفض فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية وبأنه أى «جون بايدن» هو من أقنعه بفتح المعبر، وإن كان لا يعنينا هفوة الرئيس الأمريكى ومدى سلامته العقلية ونشاط ذاكرته الضعيفة، ولكن يعنينا هنا ويهمنا رد رئاسة الجمهورية المفعم بالوطنية، على تصريحاته التى هى إلى ضياع، وبالإشارة إليها كان حق الرد من قبل الرئاسة لتوضيح الحقائق والأمور المنطوية أمام الرأى العام العالمى على أقوال غير صحيحة من جانب «بايدن»، وعندما نتأمل مليا فى رد رئاسة الجمهورية المكتوب بشأن مجريات الأوضاع فى غزة، تتضح معالم الجهود المبذولة والتعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى إنهاء الحرب على غزة، وإغاثة شعبها المنكوب وإدخال المساعدات الإنسانية على عجل ودون توقف، لإنقاذ الأهالى من شبح المجاعة والموت، بعد أن حصدت آلة الحرب الصهيونية الآلاف من الشهداء الأبرار، والأحياء الباقون منهم فى انتظار المزيد من المؤن الغذائية والطبية والخدمات العلاجية والصحية، إلى جانب مدهم بالوقود اللازم من مواد التدفئة والمحروقات، لتجنب تعرض السكان لكوارث إنسانية أو ظروف بيئية تهدد حياتهم من طقس سيء وخلافه، فقد رأت مصر بأن القاعدة الأساسية التى تقوم عليها إرسال تلك المساعدات الإنسانية وضروريات الحياة، هو فتح معبر رفح من جانبها دون أى قيود أو شروط تعوق ذلك، بل إن قبلة مطار العريش كانت نقطة انطلاق لهذه المساعدات من مصر أو أى دولة من دول العالم ترغب فى إرسال مساعدات لضحايا العدوان على غزة.
ثم إن القصف الإسرائيلى المتعمد لهذا المعبر وعلى ما يواجهه خارج الحدود المصرية، والذى تكرر أربع مرات أدى إلى تعذر دخول تلك المساعدات الإنسانية، ولكن بارقة الأمل تتجدد لتحقيق الغاية بإرسال تلك الإمدادات، بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر منه فقد قامت مصر بإعادة تأهيله فنيا بعد إدخال عليه بعض التعديلات والإصلاحات الفنية اللازمة التى تسمح بإدخال عدد ضخم من مواد الإغاثة لسكان القطاع.
ومن المسلم به أن مصر تحملت المسئولية كاملة فى إدخال تلك المساعدات للشعب الفلسطينى، وإصلاح الأضرار التى مست المعبر، وأن 80% من هذه الإمدادات مقدمة من حكومة وشعب مصر ومؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب تسهيل زيارات أعضاء المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمسئولين الدوليين، ليتفقدوا معبر رفح وشرح وجهة نظرهم على أرض الواقع المكشوفة، وهذا يظهر موقف مصر الثابت بوقف العدوان المستمر على غزة، وإصلاح آثاره والأضرار الناتجة عنه، وحماية السكان المدنيين الأمنين وإنقاذهم من الهلاك والجوع والمرض، وتهيب مصر بالمجتمع الدولى ومنظماته الدولية أن يتفق على أساس مشترك، لوقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة المنكوبين، وتؤكد مصر وتكرر أن أمل إسرائيل فى تهجير سكان غزة وتفريغها من أهلها، فأمل معدوم قطعا وصعب المنال لتحقيقه، لأن إسرائيل تتربص بمصر بدعوة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لكى تصل بالمنطقة إلى مأزق كبير يصعب الخروج منه، وجرها إلى حرب ضروس مهلكة لا سقف لها أو قاع لا يعلم مداها إلا الله، إذن إن كل ما تقصده مصر وتسعى إليه وتتمنى تحقيقه هو الحل فى الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ضمير مصر القضية الفلسطينية الشعب الفلسطينى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى غزة المساعدات الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
كونغرس الفيفا .. القضية الفلسطينية في أجندة الفيفا
أُطلع الكونغرس الـ75 للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على التقدم المحرز في تنفيذ المبادرة العالمية لمكافحة العنصرية.
و التي تمت الموافقة عليها بالإجماع خلال الكونغرس “74 للفيفا” في العام الماضي.
ونشر موقع “الفاف” اليوم السبت، كلمة رئيس “الفيفا” جياني أنفانتينو، والتي أكد فيها أن هذه المعركة تتطلب أدوات حاسمة وإرادة مشتركة، معلنًا أن مجلس الفيفا قد صادق رسميًا على قانون الانضباط الجديد الذي يمنح الهيئة الكروية العالمية وسائل أكثر فاعلية لمحاربة العنصرية. على أن يتم تطبيقه على مستوى عالمي.
وقال إنفانتينو: “أشكر مجلس الفيفا على دعمه لاعتماد قانون الانضباط الجديد. لقد منحنا هذا القانون الوسائل اللازمة لمحاربة العنصرية بشكل فعال. كما أنشأنا لجنة متخصصة في مكافحة العنصرية. وأود أن أوجه شكري لجميع أساطير الفيفا الذين انضموا إليها. إن صوت اللاعبين واللاعبات، وصوت من عاشوا اللعبة على أرض الميدان، مهم جدًا في هذه المعركة.” وأضاف إنفانتينو أن الفيفا ستقوم أيضًا بإطلاق برامج تربوية. من خلال إدماج مواضيع التمييز والعنصرية في برنامج “كرة القدم في المدارس” (Football for Schools). بهدف التوعية المبكرة وترسيخ قيم التسامح لدى الأجيال القادمة.
وأوضح المتحدث: “أود أن أكون واضحًا جدًا يجب علينا محاربة العنصرية في كرة القدم، ولكن ليس فقط فيها. العنصرية آفة تهدد المجتمع بأسره. إنها جريمة يعاقب عليها القانون. ولهذا السبب، نتعاون مع حكومات العالم، ومع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، من أجل ضمان المعاقبة الجنائية على العنصرية في كل أنحاء العالم.”
القضية الفلسطينية في أجندة الفيفاكما شهد الكونغرس تقديم عرض من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، تناول قضايا تتعلق بواقع اللعبة في الأراضي الفلسطينية. وأكدت الفيفا أنها تنظر في هذا الملف من خلال لجانها المستقلة، تنفيذًا لقرار مجلس الفيفا الصادر في أكتوبر 2024. الإعلان عن مكان انعقاد الكونغرس القادم وفي ختام الجلسة، أعلن رئيس الفيفا أن الكونغرس الـ76 للفيفا سيُعقد في 30 أبريل 2026 بمدينة فانكوفر الكندية، وهو ما يعكس استمرار الديناميكية العالمية للهيئة الكروية الدولية وسعيها نحو ترسيخ قيم العدالة، التعايش، والمساواة عبر كرة القدم.
للإشارة، حرص رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، على تعزيز حضور الجزائر دوليًا من خلال سلسلة لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الاتحادات الوطنية، في إطار مشاركته في الدورة الـ75 لكونغرس الفيفا بأسونسيون.
وشكلت هذه اللقاءات منصة لتبادل الرؤى حول سبل تطوير كرة القدم، خاصة في مجالات التكوين والتعاون التقني والشراكة. وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية الاتحاد الجزائري للانفتاح على المحيط الكروي الدولي، وتحديث المنظومة الكروية الوطنية عبر تبني أفضل الممارسات والتجارب العالمية.