الإعلام الأميركي ينشر تفاصيل عن السلاح الفضائي الروسي المزعوم
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أوردت تقارير صحفية أميركية تفاصيل بشأن قدرات نووية فضائية تزعم واشنطن أن روسيا تسعى لتطويرها لتدمير الأقمار الاصطناعية، وهو ما وصفته موسكو بأنه "افتراء ماكر"، و"خدعة من البيت الأبيض" لإقناع أعضاء الكونغرس بتخصيص مزيد من الأموال لمواجهتها.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن 3 مصادر مطلعة على تقارير الاستخبارات الأميركية أن روسيا تحاول إنتاج سلاح فضائي نووي يدمر الأقمار الاصطناعية، عن طريق توليد موجة هائلة من الطاقة قد تشل عددا كبيرا من الأقمار التجارية والحكومية التي تستخدم لأغراض شتى، من خدمات الهاتف المحمول إلى دفع الفواتير وتصفح الإنترنت.
وقال مسؤول أميركي للشبكة إن فكرة هذا السلاح ليست جديدة بل ترجع إلى أواخر الحرب الباردة، لكنه أشار إلى أن الخوف الكبير من مثل هذه التقنية أنها قد تجعل أجزاء كبيرة من مدارات الأقمار الاصطناعية غير صالحة للاستخدام بسبب ما ستخلفه من "حقل ألغام" من الأقمار المعطلة.
ونقلت "سي إن إن" أيضا أن هذا السلاح سيكون ملاذا أخيرا لروسيا، لأنه سيتسبب بالأضرار نفسها للأقمار الروسية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن وكالات الاستخبارات الأميركية منقسمة بشأن الحد الذي قد يذهب إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن السلاح النووي الفضائي.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع نظيريه الصيني والهندي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن عن احتمال التحرك النووي الروسي في الفضاء.
وحتى إذا أقدمت روسيا على إرسال سلاح نووي إلى الفضاء فإن تقديرات المسؤولين الأميركيين تتفق على أن السلاح لن يستخدم، بل سيبقى مثل قنبلة موقوتة في مدار منخفض، باعتباره تذكرة من بوتين بأنه إذا تعرض لعقوبات ضاغطة أو مقاومة عسكرية لطموحاته في أوكرانيا أو غيرها فإنه قد يدمر اقتصادات دول من دون استهداف البشر على الأرض، وفقا لما أوردته نيويورك تايمز.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قد زعم خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي أن روسيا تعمل على إنتاج قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية في الفضاء لكنه قال إنها لم ترسلها بعد.
وأضاف كيربي أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب التواصل الدبلوماسي المباشر مع موسكو بشأن هذه المسألة.
كما تجري الولايات المتحدة محادثات مع حلفائها وشركائها بهذا الخصوص، وفقا لما صرح به وزير الخارجية بلينكن يوم الخميس.
وقال بلينكن "هذه ليست قدرة نشطة، لكنها قدرة كامنة نأخذها على محمل الجد بشدة. وأتوقع أنه سيكون لدينا المزيد لنقوله قريبا، في الواقع قريبا جدا، لذا ترقبوا ذلك".
ونقلت وكالة رويترز عن محللين أن الأمر يتعلق بجهاز يعمل بالطاقة النووية على الأرجح لحجب أو تشويش أو حرق الأجهزة الإلكترونية داخل الأقمار الاصطناعية بدلا من استخدام رؤوس حربية نووية متفجرة لإسقاطها.
ولا تملك الولايات المتحدة القدرة على مواجهة مثل هذا السلاح، وفقا لما نقلته الوكالة عن خبراء.
وأثيرت القضية في العلن بعدما أصدر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي مايك تيرنر بيانا استثنائيا حذر فيه من "تهديد خطير" للأمن القومي الأميركي، مطالبا الرئيس بايدن برفع السرية عنه.
وعلى إثر ذلك، قام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الخميس، بإطلاع قادة الكونغرس على معلومات بشأن السلاح المزعوم.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لن يعلق على مضمون التقارير الأميركية قبل أن يكشف البيت الأبيض عن التفاصيل.
ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله "من الواضح أن البيت الأبيض يحاول، بأي وسيلة، تشجيع الكونغرس على التصويت على مشروع قانون لتخصيص الأموال (لمواجهة روسيا)، وهذا واضح… سنرى الحيل التي سيستخدمها البيت الأبيض".
وحسب الوكالة نفسها، فقد اتهم سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي المسؤول عن الحد من الأسلحة الولايات المتحدة بـ"الافتراء الماكر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأقمار الاصطناعیة البیت الأبیض أن السلاح
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي يواصل لقاءاته في بيروت.. ومواقف متباينة بشأن ملف سلاح «حزب الله»
قال أحمد سنجاب، مراسل القاهرة الإخبارية من بيروت، إن المبعوث الأميركي الخاص توماس براك يواصل لقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين في إطار جهود الوساطة الأميركية لإعادة الاستقرار إلى لبنان، مضيفًا أن اللقاء الجاري حاليًا يجمع بين براك ورئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في مقر السراي الحكومي بوسط العاصمة.
وأوضح سنجاب، خلال مداخلة مع الإعلامية رغدة منير، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه هي المحطة الثالثة في جولة براك بلبنان، حيث استهلها بلقاء مع الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي سلّمه رسميًا الرد اللبناني على المقترحات الأميركية المتعلقة بوقف إطلاق النار، وحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، إضافة إلى ملفات أخرى تتصل بالإصلاح الاقتصادي.
كما التقى براك رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في لقاء استغرق نحو ساعة، وشهد مناقشات معمقة حول ورقة الرد اللبناني، حيث أكد بري – بحسب بيان صادر عن مجلس النواب – أن الاجتماع «كان إيجابيًا وأخذ في الحسبان مخاوف اللبنانيين ومطالب حزب الله».
وأشار سنجاب إلى أن تصريحات بري تفيد بأن وجهة النظر اللبنانية حيال ملف السلاح، لا سيما ما يتعلق بسلاح «حزب الله»، لاقت على ما يبدو تفهمًا أوليًا من الجانب الأميركي، وسط حديث عن إمكانية دمج السلاح ضمن استراتيجية دفاعية وطنية يتم التوافق عليها لاحقًا، في إطار حوار سياسي شامل.
وفيما يتعلق بموقف «حزب الله»، أكد المراسل أن الحزب يرفض أي تسليم أو تفكيك لسلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، سواء المناطق الخمس التي احتُلت مؤخرًا أو الأراضي المحتلة سابقًا، مضيفًا أن الحزب يشدد على أن ملف السلاح يجب أن يُناقش في سياق وطني جامع، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
واختتم سنجاب بالقول إن براك عبّر، خلال كلمته في القصر الجمهوري، عن تفهم مبدئي للموقف اللبناني، لكنه أشار إلى أن تنفيذ أي تفاهمات سيحتاج إلى مناقشات تفصيلية دقيقة في الفترة المقبلة، معتبرًا أن التحدي الحقيقي يكمن في التفاصيل، لا في المبادئ العامة.