بوابة الوفد:
2024-09-22@07:02:13 GMT

موقع اجتماعى.. لخدمة مجرمى الحرب!

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

على مدار العقد الماضى، تحول فيسبوك من مجرد منصة للتواصل إلى جزء أساسى ومحورى من حياتنا الرقمية، ومع زيادة شعبيتها أكثر تحولت شبكة الإنترنت إلى مكان مغلق تسيطر عليه أربع أو خمس شركات كبرى، وهو ما يُعرف بـ«مركزية الإنترنت»، وقدم «فيس بوك» مساحة لحرية الرأى والتعبير، وتجلى ذلك خلال «ثورات الربيع العربى»، خصوصاً فى تونس ومصر وسوريا والجزائر، حيث أصبحت المنصة أداة للتنظيم وتبادل المعلومات والخبرات، كما عززت شعور الكثيرين من الشباب العربى بوحدة الهدف وأتاحت لهم التواصل بشكل مباشر، إلا أن تلك الحرية بدأت تتراجع، حيث خلق «فيس بوك» أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التى سخرته لخدمة مصالحها السياسية، فالشعبية المدوية والتأثير اللافت للموقع جعله، كما يرى المحللون، ساحة كبرى للاستغلال السياسى من قبل العديد من الجهات والحكومات فى العالم، حيث سعت هذه الجهات لاستخدام الموقع لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وأمنية عديدة.

هذا الوضع دفع جوليان أسانج صاحب موقع «ويلكيكس» الشهير إلى وصف موقع «فيس بوك» بأنه «أكبر آلة تجسس اخترعت على مدار التاريخ»، ويرى أن مستخدمى هذا الموقع «يقدمون خدمات مجانية لصالح المخابرات الأمريكية التى بمقدورها الحصول على بيانات هؤلاء المستخدمين بدون موافقة أو علم إدارة «فيس بوك»، التى تقول إنها تتعرض لضغوط متزايدة من قبل حكومات كثيرة من بينها حكومات عربية، للحصول على بيانات بعض المستخدمين.

وفى حرب غزة بداية من يوم 7 أكتوبر 2023، ظهرت واحدة من فضائح «فيس بوك» العالمية، حيث كان واضحًا انحياز الشبكة لإسرائيل ضد غزة وتقييد الحسابات المؤيدة لفلسطين لمدة تتراوح بين 3 و30 يومًا، واستخدمت المنصة خوارزمياتها بصورة وحشية تمامًا، بمجرد أن تظهر كلمات مثل إسرائيل أو فلسطين، يتحول الأمر إلى ما يشبه العقاب الجماعى دون النظر حتى إلى السياق. كما أن رسائل الدعم للمدنيين الفلسطينيين تم إخفاؤها من المنصات، وقام فيسبوك بقمع الحسابات التى دعت إلى احتجاجات سلمية. 

وفى هذا السياق يقول على هذا الخبير السياسى هشام علما: «إن هناك أهدافًا من انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بعضها أهداف عامة مثل المعرفة والتثقيف وتبادل الاّراء والأفكار وإبداء كل فرد لرأيه وفكره بدون قيود فى ظل الحجب والحظر، إلا أن الهدف الرئيسى من هذا الأمر هو تحريف الحقيقة وحذفها، برغم أن المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان تنص على أن لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أى تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأى وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

ولفت «علما»، إلى أنه يقع على عاتق الشركات التجارية مسئولية احترام حقوق الإنسان من خلال تحديد ومعالجة الآثار الحقوقية لعملياتها، وتوفير سبل إنصاف فعالة، وبالنسبة لشركات التواصل الاجتماعى، تشمل هذه المسئولية التحلى بالشفافية والمساءلة فى الإشراف على المحتوى لضمان أن تكون قرارات إزالة المحتوى ليست مفرطة فى نطاقها أو متحيزة.

وأضاف: أن «فيس بوك» منحاز بشكل واضح لإسرائيل فى أى أزمة عالمية، ويأتى ذلك لعدة أسباب تتعلق بوجود مقر الشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تعتبر إسرائيل صديقة والمنظمات الفلسطينية إرهابية، موضحا أن الفترة الماضية شهدت غلق عدد كبير من الصفحات الشخصية التابعة لمؤسسات لمجرد أنها تنشر بيانات خبرية بحتة عن المقاومة الفلسطينية ودورها وهو أمر لا يمكن أن يصنف سوى انحياز كامل لجانب على حساب الآخر ومحاولة للتحكم فى اتجاهات الرأى العام على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن البديل الأفضل لمواجهة رقابة منصات التواصل على المحتوى الفلسطينى هو تشجيع ناشطين غربيين على تبنى القضية الفلسطينية ونشرها على نطاق واسع، واستقطاب كتاب ورموز غربيين ومؤثرين لنشر الرواية الفلسطينية.

من جانبها، أشارت حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، إلى أنه على الرغم من قدر الحرية الذى يتمتع به الأشخاص الآن بعد أن تحول الإنترنت لوسيلة جديدة يتم التعبير فيها عن آرائهم فى الموضوعات المختلفة التى تطرح على الساحة السياسية، إلا أنها صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كافة الأوساط والفئات المجتمعية، الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت «أبوسكين»، أن الوظائف الأساسية لموقع «فيس بوك» تتمثل فى كونه وسيلة للتواصل الاجتماعى والتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين رغبة التعلم والاستفادة العلمية، ولكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات الموقع فى غير محلها حتى أصبح وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتن بين الأفراد والجماعات بل والدول

كما أن «فيس بوك» بات منحازا لمعظم القضايا، بل وانه يقوم بتوجيه الآراء وطمس الحقائق، وأصبحنا نرى أنه لا توجد حرية رأى وتعبير، ولكنه فى بعض الأحيان يساعد على توصيل صوت المواطنين للسلطة، وهناك بعض القضايا التى يناقشها المجتمع يرد عليها مجلس الوزراء سواء بالنفى أو توضيح الحقيقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موقع اجتماع للكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين فیس بوک

إقرأ أيضاً:

الواهم «نتنياهو»

كعادتى دائماً أتابع تطورات الأحداث الإقليمية والدولية يومياً، إلا أن جملة غريبة استوقفتنى أمس الأول الجمعة بخبر أوردته قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى هذا «النتن ياهو» قال: «لقد بدأنا للتو.. وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط، وذلك فى تعليقه على الهجمات والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية فى لبنان عصر الجمعة.
عزيزى القارئ: وصفت فى مقال سابق هذا «النتن ياهو» بأنه كاذب ومخادع ويعمل على تصدير كذبه كبيرة لشعبه بأنه سينتصر وأنه سيحرر الأسرى، وأنه وأنه والواقع على الأرض يقول غير ذلك، بمعنى أن رئيس وزراء إسرائيل يقول بأنه سيغير الشرق الأوسط، لا ننسى تصريحاته فى بداية الحرب على غزة فى 8 اكتوبر بأنه سيعيد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ولم يفعل، يجب ألا ننسى تصريحاته بأنه سيأتى برأس يحيى السنوار ولم يفعل، يجب ألا ننسى أيضاً تصريحاته بضرورة تهجير الفلسطينيين الى سيناء ولم يفعل... فعلى إسرائيل والعالم أن يوقنوا أننا أمام كذبة كبيرة اسمها نتنياهو، هذا الواهم الذى بات عقبه أمام السلام وأمام وجود اسرائيل.
الهجمات الوحشية الإسرائيلية التى يقوم بها رئيس الوزراء هدفها إشعال المنطقة وحرقها للهروب من أى اتفاق قد يعيد الأسرى وينهى حياته السياسية الفاشلة، فراح يشعل الحرب فى لبنان أيضاً، وبلغ عدد الضحايا الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية 31 شهيداً بينهم 3 أطفال و68 جريحاً.
هجمات الضاحية التى جاءت بعد انفجار آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الراديو فى حادثين منفصلين فى لبنان - ما أدى إلى إصابة الآلاف ومقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً - فى عملية غير مسبوقة بتقنية خفية زرعتها اسرائيل فى بطاريات هذه الأجهزة تمكنت من خلالها من تسخين هذه البطاريات ومن ثم تفجير الأجهزة.
كل هذا الإرهاصات والمحاولات لابد أن نتفهم منها أنها تصعيد جنونى أراد نتنياهو أن ينقل الصورة والمشهد الى جنوب لبنان، بعدما كانت مفاوضات الهدنة قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق على هدنة برعاية مصرية امريكية قطرية.
على كل حال أيام تفصلنا على ذكرى 7 أكتوبر التى خلفت حرب غزة، بعد عام من الحرب لم يحقق فيه رئيس وزراء إسرائيل أى نجاح سوى الحرب والدمار والخراب، وظلت أهدافه التى خاض بسببها الحرب جميعها باءت بالفشل، وسيستمر هذا الفشل.
الوضع الآن فى اسرائيل فقد صدرت تعليمات لسكان صفد وشمال الجولان المحتل بالبقاء قرب الملاجئ، كما قرر الجيش الإسرائيلى أمس السبت إغلاق المجال الجوى فى مناطق شمالى البلاد لمدة 24 ساعة على خلفية التوتر الأمنى بعد اغتياله، الجمعة، قائداً عسكرياً بارزاً فى حزب الله بغارة على بيروت.
أعتقد أن الشعب الإسرائيلى يشاهد حجم الدمار والقتل والرعب الذى تسبب فيه رئيس وزرائه وآن الأون أن يرحل الى الجحيم ليلاقى محاكمة جنائيه على ما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية.
وأبعث برسالتى هذه الى «النتن ياهو»، نعلم تاريخك جيداً بأنك تكذب مثلما تتنفس، مصيرك الى الجحيم والى مزبلة التاريخ وستظل لعنات ودماء الاطفال الأبرياء تطاردك حياً وميتاً.

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية 
المحامى بالنقض 
عضو مجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • دفتر أحوال وطن «٢٨٩»
  • الواهم «نتنياهو»
  • الكاتب والمفكر والروائي محمد داوود لـ«البوابة نيوز»: المثقف الرجعي يستغل الرطانة الأكاديمية لخدمة الأفكار الإخوانية
  • التحقيقات في ضبط عاطل بتهمة النصب على المواطنين: أدار صفحة لتزوير المستندات
  • السفير الروسي بالقاهرة: العالم أصبح متعدد الأقطاب.. ولا عودة لثنائية أمريكا الاتحاد السوفيتي
  • "المصرى الديمقراطى" يستضيف المنتدى الاجتماعى فى العالم العربى
  • شاهد بالفيديو.. على أنغام “سوي كدة لمن يسحروك”.. الفنانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة خلال حفل زواج أسطوري بالقاهرة وشاعر الأغنية يكتب لها: (الله يفرحك زي ما فرحتيني)
  • الداخلية تكشف حقيقة "شيخ الطريقة التيجانية"
  • موقع أميركي يتحدث عن انفجارات البيجر.. ماذا قال بشأنها؟
  • مجازر مطلقة... وضمير العالم غائب