قيادة وضباط القصر الجمهوري يكرمون أسرتي الشهيد القائد والرئيس الصماد
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يمانيون../
كرمت قيادة وضباط القصر الجمهوري اليوم أسرة الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي بدرع الوفاء تقديرا لتضحياته وبطولاته في سبيل للوطن وقضايا الأمة.
وخلال تسليم الدرع لنجل الشهيد القائد اللواء علي حسين بدر الدين، أشاد قائد القصر الجمهوري العميد يحيى شرف بدور الشهيد القائد مؤسس المسيرة القرآنية في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية ومواجهة الطغاة المستكبرين.
وأوضح أن الشهيد القائد رضوان الله عليه وقف بجسارة في وجه الظالمين وقدم روحه من أجل الانتصار لقضايا الأمة والمشروع القرآني الذي أصبح اليمن بفضله يتبوأ مكانة متقدمة في محيطه الإقليمي والدولي.
وأكد أن تضحيات الشهيد القائد أثمرت عزة ونصرا وتمكينا، لافتا إلى أن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد هو مشروع عالمي لبناء الأمة واستقلالها.
من جانبه عبر نجل الشهيد القائد اللواء علي حسين بدر الدين الحوثي، عن تقديره لقيادة وضباط القصر الجمهوري على هذا التكريم.. مؤكدا أن التضحيات التي قدمها الشهيد القائد ورفاقه وكافة الشهداء الوطن لا تعبر عن أسرة الشهيد أو منطقته وإنما عن الأمة الإسلامية جمعاء.
إلى ذلك كرمت قيادة وضباط القصر الجمهوري أسرة الشهيد الرئيس صالح الصماد عرفانا بأدواره الوطنية وما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن.
حيث سلّم قائد القصر الجمهوري العميد يحي شرف درع الوفاء لفضل صالح الصماد نجل الشهيد الرئيس، بحضور وكيل وزارة الثروة السمكية لقطاع الاستثمار والبحوث مصطفى حطبه وعدد من الضباط.
وأكد العميد شرف أن الشهيد الصماد قدم التضحيات الجسيمة من أجل أن يبقى اليمن حرا عزيزا مستقلا.. لافتا إلى أن الرئيس الصماد سيظل رمزًا للوفاء والكرم والتضحية لوطنه وشعبه.
وأشار إلى أن هذا التكريم الذي يأتي بالتزامن مع ذكرى سنوية الشهيد الصماد يعبر عن الوفاء للرئيس الصماد، وتقديرا لجهوده وإخلاصه خلال فترة قيادته للدولة.
من جانبه عبّر فضل الصماد عن امتنانه لقيادة القصر الجمهوري على هذا التكريم الذي يعبر عن الوفاء للرئيس الشهيد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
معلمو عُمان والذكاء الاصطناعي.. قيادة تحويلية نحو المستقبل
أمل بنت سيف الحميدية **
مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والتعليم، تتقدّم سلطنة عُمان بخطى واثقة نحو بناء منظومة تعليمية ذكية، تتكامل فيها الرؤية الوطنية مع الإمكانات الرقمية، ويقف في طليعتها المعلم العُماني، بوصفه قائدًا تحويليًا يستشرف المستقبل ويقود التغيير داخل الفصول الدراسية.
وفي هذا السياق، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) باعتباره نقلة نوعية تتجاوز أدوات التكنولوجيا التعليمية التقليدية؛ فهو لا يقتصر على تقديم المحتوى أو إدارة الصف إلكترونيًا، بل يشمل قدرات تحليل البيانات، وتخصيص التعليم وفق احتياجات المتعلمين، والتفاعل الذكي مع أساليب التعلم الفردية بوصفه أداة استراتيجية لإعادة تشكيل أساليب التعليم، مما يستدعي نمطًا قياديًا فاعلًا ومؤثرًا، يتجاوز الأدوار التقليدية إلى القيادة التحويلية. وقد أشار البروفيسور يوانغ كاي-فو (Kai-Fu Lee,2018)، أحد أبرز رواد الذّكاء الاصطناعيّ، إلى أنّ "الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محل المعلمين، لكنه سيصبح أفضل مساعد لهم، يمنحهم الوقت للتركيز على ما يهم: الإبداع، التوجيه، والقيادة الإنسانية".
وتتوافق هذه الرؤية مع توجه سلطنة عُمان الطموح نحو تعليم مستقبلي قائم على تمكين الإنسان لا استبداله. كما تسعى رؤية عُمان 2040 إلى تعزيز الاقتصاد المعرفي وتمكين القدرات الوطنية، ويُعد قطاع التعليم أحد أهم روافد هذا التوجه. من هذا المنطلق، لم يعد دور المعلم محصورًا في التلقين أو التوجيه، بل أصبح محورًا رئيسًا في قيادة عملية التحول الرقمي، عبر توظيف أدوات الذّكاء الاصطناعيّ في التعليم. وقد بدأت وزارة التربية والتعليم خطوات جادة لدمج هذه التقنيات في المناهج والممارسات الصفية، مع التركيز على رفع جاهزية المعلمين رقميًا ومهنيًا. تقوم القيادة التحويلية، كما حددها Bass (1985)، على أربعة أبعاد رئيسة: التأثير المثالي والتحفيز الإلهامي والاستثارة الفكرية والاعتبارات الفردية. وتنعكس هذه الأبعاد بوضوح في شخصية المعلم العُماني، الذي يتبنّى الابتكار ويشجع طلابه على التفكير النقدي ويهيئ بيئة تعليمية مرنة تستوعب التغيير. فالمعلم التحويلي لا يكتفي بتطبيق أدوات الذّكاء الاصطناعيّ، بل يوظفها لإلهام طلابه وتحفيزهم على التعلم الذاتي والتفاعل الإبداعي.
وقد أدركت سلطنة عُمان أن بناء قيادة تعليمية مستقبلية يبدأ من تمكين المعلم؛ وهو ما تؤكده دراسة اليونسكو (2022)، التي تشير إلى أن الاستثمار في تدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي يعزز جودة التعليم ويُمكّن المعلم من أداء أدواره التربوية الجديدة بفعالية. وفي هذا الإطار، أُطلقت وزارة التربية والتعليم العديد من المبادرات الوطنية الهادفة إلى رفع كفاءة المعلمين في التعامل مع الذّكاء الاصطناعيّ وتوفير منصات تعليمية ذكية وإنشاء بيئات رقمية تفاعلية. وتُظهر نتائج هذه الجهود أن المعلمين القادرين على دمج التقنية مع القيادة التحويلية يحققون نتائج إيجابية في تحفيز الطلبة وتعزيز تفاعلهم. إن بناء جيل رقمي واعٍ لا يمكن أن يتحقق دون معلمين يمتلكون رؤية مستقبلية وقدرات قيادية عالية. ولذلك، يُوصى بتعزيز فلسفة القيادة التحويلية في السياسات التعليمية وتضمينها في برامج إعداد وتدريب المعلمين. كما ينبغي توفير الدعم المؤسسي والمعنوي، من خلال برامج تدريب مستمرة، وتقديم حوافز مهنية وتوفير منصات تعليمية رقمية متقدمة للمعلمين القادرين على الابتكار والقيادة، ليكونوا في طليعة قادة التغيير نحو تعليم رقمي متجدد ومتين.
وانسجامًا مع توجهات رؤية "عُمان 2040" التي تؤكد على الابتكار والتمكين والتحول الرقمي، يمكن النظر إلى المعلم العُماني بوصفه قائدًا تحويليًا يجسّد هذه المبادئ داخل البيئة التعليمية ويسهم في إعادة تشكيل التعليم بما يتوافق مع متطلبات المستقبل. وبقيادته التحويلية وروحه المبادِرة ووعيه بمتطلبات العصر الرقمي، يستطيع أن يقود الجيل القادم نحو المستقبل، حيث يتكامل الإنسان والتقنية في خدمة التعليم والجودة والابتكار.
** باحثة دكتوراة في القيادة التحويلية وتربوية