بغداد اليوم - متابعة  

أثارت الأضرار التي لحقت بكابلات الاتصالات الحيوية تحت البحر الأحمر قبل أيام، مخاوف مما إذا كان الصراع في الشرق الأوسط قد بدأ الآن يهدد خطوط الإنترنت على مستوى العالم.

فقد أدى الصراع المتصاعد في هذا الممر الملاحي إلى حالة من القلق خصوصاً أن المياه قبالة اليمن والتي تعتبر طريق شحن حيويا، هي أيضاً موقع بالغ الأهمية للكابلات البحرية التي تنقل البريد الإلكتروني وغيره من حركة المرور الرقمية بين آسيا والغرب حيث يمر حوالي عشرة كابلات عبر المنطقة، ومن المقرر إنشاء المزيد منها.

إعادة توجيه الإنترنت ممكنة ولكن!

وفي هذا الشأن أوضح تيم سترونغ، نائب رئيس الأبحاث في شركة TeleGeography، التي تحلل سوق الاتصالات، أن هذه الحزم من الكابلات مهمة للغاية، لافتا إلى أن أكثر من 90 بالمائة من حركة الاتصالات بين أوروبا وآسيا تمر عبرها.

كذلك قدّر سترونغ أن هناك ما يقرب من 500 كابل تحت البحر على مستوى العالم، ومتوسط 100 انقطاع سنوياً. وقال إنه في معظم الأحيان يكون السبب هو وقوع حادث بحري مثل جر المرساة، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

كما أضاف أن ما عوض عن هشاشة الكابلات الفردية هو التكرار الذي قام المشغلون بدمجه في النظام.

وأوضح أنه حتى لو تم قطع جميع الكابلات في البحر الأحمر، فمن الممكن إعادة توجيه حركة الإنترنت، مثل الناقلات، حول رأس الرجاء الصالح عند طرف إفريقيا أو شرقاً عبر سنغافورة واليابان وعبر الولايات المتحدة إلى أوروبا. وقال: "إن الأمر أبطأ، ولكن يمكن القيام به".

في السياق ذاته، لاحظت شركة Seacom، وهي شركة متخصصة في توفير الاتصالات للدول الإفريقية، في أواخر الشهر الماضي، أن البيانات توقفت عن التدفق عبر خطها الذي يمتد من مومباسا في كينيا، عبر البحر الأحمر إلى الزعفرانة في مصر.

في الوقت نفسه، انقطع كابلان يربطان الغرب بالشرق، مما أثر على 25% من حركة المرور عبر المنطقة، وفقًا لتقدير شركة HGC Global Communications، وهي شركة اتصالات مقرها هونغ كونغ.

وأفاد برينش باداياتشي، كبير مسؤولي العمليات الرقمية والعمليات في شركة Seacom، بأن الأضرار التي لحقت بكابل شركته حدثت في قاع البحر الأحمر، في المياه اليمنية على عمق حوالي 650 قدماً.

كما أضاف أن الكابلين التالفين الآخرين موجودان في مكان قريب. وقال إن سبب الضرر سيظل مجهولاً حتى تتمكن سفينة الإصلاح من سحب السلك لأعلى وفحصه.

في حين تمكنت شركة Seacom من ترتيب إعادة توجيه معظم حركة المرور على الإنترنت عبر كابلات أخرى، قال باداياتشي إنه غاضب من عدم الاستقرار الإقليمي الذي يعيق جهود الإصلاح. وتابع قائلاً: "نفضل أن تكون لدينا جداول زمنية محددة لا تمليها الأوضاع الجيوسياسية".

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن وجود عدد كبير جداً من الكابلات التي تمر عبر هذه المنطقة المتقلبة يعد أيضاً مصدر قلق ومن السهل نسبياً إتلاف الخطوط الفردية.

في حين أن الكابلات مدفونة ومدرعة بالقرب من الشاطئ، فإنها في البحر تقع في القاع دون حماية تذكر.

تهديدات حوثية

يذكر أن المسلحين الحوثيين أطلقوا تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتخريب الكابلات البحرية المهمة، لكن لا يوجد دليل يشير إلى نجاحهم.

والغالبية العظمى من تلف الكابلات ناتجة عن معدات الصيد مثل شباك سفن الصيد أو المراسي التي يتم سحبها في قاع البحر، وفقاً لبيانات اللجنة الدولية لحماية الكابلات.

المصدر: العربية

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

هل ينعش خط جديد للشحن بين البحر الأحمر وتركيا حركة المرور بقناة السويس؟

في ظل التوترات المستمرة في جنوب البحر الأحمر والتي أثرت سلباً على حركة المرور عبر قناة السويس، أعلنت شركة "هاباغ لويد"، الخط الملاحي الألماني، عن إطلاق خدمة ملاحية جديدة تهدف إلى تخفيف حدة الأزمة.

هذه الخدمة الجديدة التي تربط موانئ تركيا بالبحر الأحمر، تعد خطوة استراتيجية لتعزيز كفاءة الشحن وتقليل أوقات العبور، مما يسهم في استقرار الحركة الملاحية والتجارية في المنطقة.

وأوضحت الشركة في بيانها أن الخدمة الجديدة، التي تحمل اسم "TRE"، ستبدأ في 15 حزيران/ يونيو 2024، مروراً بقناة السويس. وتهدف هذه الخدمة إلى تسهيل طرق الشحن بين شمال تركيا والبحر الأحمر، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من أوقات العبور لشركات الشحن.


الخدمة تربط بشكل استراتيجي إسطنبول وإزميت وألياجا في تركيا بالموانئ الرئيسية في جدة السعودية والعقبة الأردنية، مما يحسن ممر الشحن ويعزز العلاقات الاقتصادية بين هذه المراكز التجارية الهامة، مساهماً بذلك في تخفيف الضغوط على قناة السويس نتيجة التوترات الإقليمية.



إيرادات قناة السويس
شهدت إيرادات قناة السويس تراجعا ملحوظا منذ أواخر عام 2023، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى التوترات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وهجمات جماعة الحوثي على السفن، إلى جانب الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتشير التقديرات إلى أن إيرادات القناة قد انخفضت بنسبة تتراوح بين 50 بالمئة و 60 بالمئة خلال الأشهر الماضية، وذلك لأسباب رئيسية:
انخفاض حركة الملاحة، حيث أدت الهجمات على السفن وازدياد المخاطر الأمنية إلى تغيير مسار العديد من الناقلات البحرية، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد السفن التي تمر عبر القناة. فقد انخفضت حركة المرور في القناة بنسبة 85 بالمئة في بعض الفترات.

ارتفاع تكاليف التأمين، إذ زادت شركات التأمين من تكاليف التأمين على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن، مما جعل المرور عبر القناة أكثر تكلفة.

تحويل مسار السفن بعد أن فضلت بعض شركات الشحن تجنب المخاطر تمامًا وإعادة توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة زمن الرحلات البحرية وتكاليفها.

وقد أثر هذا الانخفاض في الإيرادات سلبًا على الاقتصاد المصري، حيث تعتبر قناة السويس أحد أهم مصادر العملة الأجنبية للدولة. كما أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الشحن العالمية، مما أثر على تكاليف التجارة على مستوى العالم.

"تعويض جزء من المفقود"
وصف مستشار النقل البحري وخبير اقتصاديات النقل ودراسات الجدوى، الدكتور أحمد الشامي، حركة المرور في قناة السويس بأنها "في أسوا حالاتها بسبب التوترات جنوب البحر الأحمر، ولكن تدشين الخط الملاحي المباشر الجديد يغطي بلا شك جزء من حركة المرور المفقودة لأنه سوف ينتقل من جدة وسط البحر الأحمر مرورا بقناة السويس ثم إلى الموانئ التركية".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "سوف يتم استخدام ميناء جدة بالسعودية كمحور لحركة البضائع، هذا بخصوص قافلة الجنوب، ويشكل ذلك موارد جديدة لقناة السويس والموانئ المصرية، وكذلك سيعود بالفائدة على الموانئ التركية وسوف تستغرق تلك الرحلة حوالي 6 أيام"، مشيرا إلى أن "السفن الأكثر تأثرًا هي الناقلات النفطية وسفن الحاويات، نظرا لحجمها الكبير وقيمتها العالية".

وأشار مستشار النقل البحري إلى أن "تكاليف تلك الرحلة ستكون أقل من نظيرتها التي سوف تسلك طريق رأس الرجاء الصالح، ولكنها لن تكون أقل من الطريق التقليدي عبر مضيق باب المندب، وهذه ميزة استخدام ميناء مثل ميناء جدة وجعله ميناء محوريا في عملية النقل الملاحي".

ويرى الشامي أن حركة التبادل التجاري بين مصر وتركيا "تتمتع بقوة كبيرة ولم تتأثر طوال السنوات الماضية بأي خلافات سياسية. الاقتصاد هو الوجه الصحيح للسياسة كالعملة لها وجهان كل وجه يعبر عن ذاته ولكنها عملة واحدة في نهاية المطاف".

التجارة بين تركيا ومصر هي الأكبر أفريقيا، بحسب رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي مصطفى دنيزر. لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 10 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 15 مليار دولار ثم إلى 20 مليار دولار على المدى الطويل.

"الأزماتُ تولِّد الفُرصَ"
اعتبر الخبير الاقتصادي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن "فرص التبادل التجاري بين مصر وتركيا واستغلالها بلا حدود خاصة أن هناك نوايا مشتركة بين البلدين في تعزيز العمل على 3 محاور وهي الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وبالتالي فإن فتح خط ملاحي جديد يمر عبر قناة السويس يصب في صالح البلدين ويساهم في تسهيل حركة التجارة الدولية".


وأضاف لـ"عربي21": "الموانئ التركية بالجنوب تستطيع أن تلعب دورا تجاريا مهما في نقل البضائع إلى أوروبا وتعزيز حركة التجارة بين الشرق والغرب، وسيلعب التنوع في مصادر البضائع من موانئ جدة والعقبة في زيادة حجم مرور السفن عبر قناة السويس التي تشهد أزمة في تراجع عدد السفن المارة بسبب التوترات الأمنية جنوب البحر الأحمر".

أهم ما يميز المرحلة الحالية في العلاقات المصرية – التركية، بحسب كاتب "هو الانفتاح الاقتصادي الكبير بين تركيا ودول المنطقة خاصة مصر، وتقارب وجهات النظر السياسية سوف يعطي لذلك الانفتاح زخما ودفعة قوية، وهذا سوف يصب في مصلحة جميع البلدان في الشرق الأوسط اقتصاديا، وبالتالي نستطيع أن نقول أن تركيا عازمة على استغلال الفرص للارتقاء بالتبادل التجاري لمستويات قياسية، وبالتالي فإن هذا الخط الملاحي الجديد سوف يساهم في تحقيق هذه الأهداف في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة أزمات خانقة ولكن من رحم الأزمات تولد الفرص".

مقالات مشابهة

  • الكويت تطالب بإعادة بناء قطاع الاتصالات في غزة بعد تدمير إسرائيل له
  • دولة الكويت تطالب بإعادة بناء قطاع الاتصالات في غزة بعد تدميره من جراء الحرب
  • مركز “ويلسون”: اليمن قلب حسابات أمريكا الأمنية في الشرق الأوسط
  • Aleph تعلن عن التوسع الإستراتيجي لمبادرتها “علامة تجارية موحدة”
  • تفاصيل التصعيد الأميركي البريطاني ضد الحوثيين في اليمن ... ضربات جوية وعقوبات اقتصادية..
  • أوراسكوم ومجموعة طلعت مصطفى أهم مطورين في الشرق الأوسط لعام 2024
  • "الشرقية إيسترن كومباني" ضمن أقوى 50 شركة في مصر بقائمة فوربس الشرق الأوسط
  • «الشرقية إيسترن كومباني» ضمن أقوى 50 شركة في مصر بقائمة فوربس الشرق الأوسط
  • هل ينعش خط جديد للشحن بين البحر الأحمر وتركيا حركة المرور بقناة السويس؟
  • سفارة المملكة في قرغيزستان تحتفي باليوم العالمي للبيئة