شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
هي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، السبّاقة إلى الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، «سورة التوبة: الآية 100».
والسيدة عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، قدوة النساء في الوفاء والعفاف والحرص على العلم، كانت من أعلم أمهات المؤمنين، واشتهرت بالزهد وكثرة الصيام والصدقة، وقد ورد في فضلها مجموعة من الأحاديث، منها:
ما رواه أبو موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام»، (صحيح البخاري 3769).
وعن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام»، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته»، (صحيح البخاري 3768)
وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»، (صحيح البخاري 3775).
وورد عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها»، (صحيح البخاري 3662).
هي عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وأحب نسائه إليه، لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجرها، ودفن في بيتها، وكان ينزل عليه الوحي وهي معه، ونزلت براءتها من السماء، خلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقاً.
وكان مسروق وهو أحد التابعين إذا روى عن عائشة، قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة في السماء رضي الله عنها، توفيت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة سبع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، (تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 351).
كانت عالمة يرجع إليها الصحابة رضي الله عنهم، فعن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض (أي: علم تقسيم المواريث)، فقال: إي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض، (مصنف ابن أبي شيبة 31037). وعن عروة قال: «ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة أم المؤمنين، (مستدرك الحاكم 4/ 12.6733).
وكانت زاهدة في الدنيا، مقبلة على طاعة الله تعالى، فعن ابن المنكدر، عن أم ذرة، وكانت تغشى عائشة، قالت: بعث إليها بمال في غرارتين - قالت: أراه ثمانين أو مئة ألف - فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة، فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم، فلما أمست قالت: «يا جارية هلمي فطري» فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه قالت: «لا تعنفيني، لو كنت ذكرتني لفعلت»، (حلية الأولياء، وطبقات الأصفياء 2/ 47)، وكانت تصوم كثيراً فلا تكاد تفطر. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أمهات المؤمنين أم المؤمنين أبوبكر الصديق رسول الله صلى الله علیه وسلم رضی الله عنها صحیح البخاری أم المؤمنین
إقرأ أيضاً:
حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، وأجابها النبي ﷺ: "نعم"، يحمل في طياته دلالات عظيمة في البلاغة، والفقه، والأدب، وأصول الاستنباط.
هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعي
يسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجه
يسري جبر: اتباع الجنازات مندوب شرعًا وواجب في هذه الحالة
هل يصح لأي إنسان أن يستفتي قلبه؟.. يسري جبر يجيب
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذه المرأة ضربت مثالًا في الإيجاز والبلاغة، إذ جمعت المعنى بعبارات قصيرة واضحة، فقالت كلمات معدودة لكنها حملت معانٍ دقيقة: "فريضة"، "أبي شيخًا"، "لا يثبت على الراحلة"، "أفأحج عنه؟"، مما يعكس فصاحة العرب ووعيهم بمقام النبوة وعدم الإطالة في الخطاب.
وأضاف: “من الأدب مع النبي أنها لم تُطل في السؤال، بل أوجزت وأنجزت، وهذا يدل على فقه المرأة وأدبها مع رسول الله ﷺ، كما أن النبي أجابها بكلمة واحدة: (نعم)، وهذا غاية في البلاغة والوضوح”.
وأشار إلى أن هذا الحديث يُعد أصلًا في جواز الإنابة في الحج، وأن الأئمة الأربعة تناولوه بتفسيرات مختلفة، حيث قال المالكية إن الإنابة لا تجوز في الفريضة لمن لم تتحقق فيه الاستطاعة، لأن والدها في الحديث لم يكن قادرًا بدنيًا، وبالتالي لا تجب عليه الحجة أصلاً، فتكون النيابة عنه في حج نافلة.
أما الشافعية والأحناف والحنابلة، فقد فهموا من الحديث أن الإنابة جائزة في الحج الفرض والنافلة على السواء، بدليل أن النبي ﷺ لم ينكر على المرأة قولها "فريضة" بل أقرها، وقال لها: "نعم"، مما يدل على قبول الحج عنها كفريضة، لا كنافلة فقط.
وأوضح أن المالكية استندوا إلى قاعدة فقهية تقول إن "العبادات البدنية المحضة لا تقبل النيابة"، مثل الصلاة والصوم، في حين أن الزكاة - باعتبارها عبادة مالية - يجوز فيها التوكيل، أما الحج فعبادة مركبة: بدنية ومالية، ومن نظر إلى تغليب البدن قال بعدم جواز الإنابة، ومن نظر إلى اجتماع الجانبين أجازها بشروط.