أثارت شخصية "مهيدي" بالمسلسل العراقي "عالم الست وهيبة الجزء الثاني"، حالة من الجدل في العراق، بين اتهامات بـ"المساس بالرموز الدينية"، والتنديد بفرض رقابة على الفن وحرية التعبير، ما دفع القناة التي تعرض المسلسل لـ"حذف بعض المشاهد"، التي وصفها البعض بالمسيئة.

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير مدير قناة (utv) التي تعرض المسلسل، على عجام، إلى إصدار القناة بيان يوضح ملابسات ما حدث، وكافة التوضيحات.

ومساء الأحد، أصدرت القناة بيانا توضيحيا موجها إلى رئيس هيئة الإعلام والاتصالات، علي المؤيد، أكدت خلاله "الاستجابة لما حصل من مناشدات واعتراضات اجتماعية وبرلمانية وحكومية بشأن بعض الملابسات في مسلسل عالم الست وهيبة الجزء الثاني".

بيان القناة

وقال البيان:" إيمانا منا بالالتزام التام باللوائح والضوابط التي وضعتها الهيئة الموقرة ومنها احترام التعدد الديني والمذهبي والقومي، والحرص على وحدة العراق الوطنية، وعدم التعرض للرموز الدينية والمجتمعية بشكل مباشر أو غير مباشر، قمنا بإزالة كل الملابسات والملاحظات التي أشارت لها هيئتكم الموقرة، وما أورده بيان ديوان الوقف الشيعي، اعتبارا من حلقة اليوم".

ورفض رئيس القناة، ذكر المزيد من التفاصيل أو التوضيحات لموقع "الحرة".

وكان ديوان الوقف الشيعي قد أصدر بيانا، اتهم فيه المسلسل بعرض "إيحاءات تمس رمزا دينيا لشريحة واسعة للشعب العراقي، بإظهار إحدى شخصيات المسلسل التي اتسمت بالجريمة والعدوانية تحت اسم وكنية ملازمة لأحد الأئمة".

واستنكر ديوان الوقف الشيعي "التلميح سواء أكان مقصودا أم غير مقصود"، معتبرا أن "هناك من يتصيد بالماء العكر فيأخذ من تلك الشخصية السلبية في المسلسل عنوانا يلمز به رمزا من رموز أتباع أهل البيت".

وطالب الوقف الشيعي في البيان "الجهات المعنية بالوقوف ضد كل ما يؤدي إلى خدش التعايش السلمي بتناول الرموز الدينية والتطاول عليها ولو بالتلميح".

وفي سياق متصل، طالب النائب بالبرلمان العراقي، سعود الساعدي، السبت، هيئة الإعلام والاتصالات بإيقاف بث المسلسل العراقي "عالم الست وهيبة"، معتبرا أن شخصيات المسلسل تسيء للرموز الدينية، ومقتبسة من "البعث المقبور" على حد قوله.

وخاطب الساعدي هيئة الاعلام والاتصالات مطالبا "بإيقاف بث مسلسل عالم الست وهيبة استناداً إلى الدور التمثيلي والرقابي ولائحة قواعد البث الإعلامي الصادرة من الهيئة عام 2019، وفق وكالة "شفق نيوز".

تضييق على الحريات؟

في حديثه لموقع "الحرة"، يشير الكاتب والصحفي، زياد وليد، إلى أن الهجمة على المسلسل تأتي في سياق "التقييد على الحريات وتهريب أصحاب الرأي".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها عمل فني أو إعلامي لهجمة على خلفية طائفية أو سياسية، وأحد الدوافع وراء ذلك هو "الردع" والشعور بوجود عدو دائم يجب إيقافه، وفق وليد.

ويتحدث عن "حساسية مفرطة لدى بعض الأوساط تغذيها الصراعات السياسية المبنية على أساس طائفي، ويعززها عدم الثقة بالنفس".

ويرى أن هناك "محاولات للاستفادة من الحدث"، ويقول:" في ظل النظام الحالي يمكن لأي جهة في أي وقت وأي موقف الظهور بمظهر المدافع عن الطائفة لتكسب ثقة ومشاعر مجتمع معين وتتفوق أو تحرج جهات أخرى، ولو كان الموضوع مبتذلا".

من الواضح اتجاه النظام نحو فرض نفسه من جهة، ومن جهة أخرى التضييق على الحريات بدءا من حملة المحتوى الهابط وصولا إلى اعتقال وترهيب صحفيين ومدونين واستمالة آخرين، حسبما يؤكد الكاتب الصحفي.

استهداف الرموز الدينية الشيعية؟

مدير المركز العراقي الأفريقي للدراسات الاستراتيجي، هاشم العوادي، يتحدث عن "عملية استهداف للرموز الدينية لدى الشيعة من قبل النظام السابق".

ووسائل إعلام "النظام السابق"، كانت تسيء إلى المكون الشيعي ومقدساته في كل مناسبة والجزء الأول من العمل الدرامي "عالم الست وهيبة" يمثل واحدا هذه الاساءات، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويقول:" بالرغم من انتهاء حلقات الجزء الأول بموت شخصية (مهدي أبو صالح) التي حاول النظام السابق من خلالها تسويق اساءته للإمام الثاني العشر من أهل البيت، لكن القناة قامت بإنتاج جزء ثاني بطريقة أثارت تساؤلا فنيا حول كيفية وجود شخصية (مهدي) في الجزء الثاني مع أنها توفيت في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول".

ويعتبر العوادي أن "إعادة انتاج المسلسل وبنفس شخصياته الجدلية سواء من ناحية مسمياتها او سلوكياتها لا يخرج عن السياق الذي جاء فيه انتاج وعرض الجزء الأول".

ويؤكد أن المسلسل "يمس رموز دينية، ويمثل مخالفة صريحة للدستور العراقي، ويهدد الأمن والسلام المجتمعي".

ويشير إلى "عدد من المشاهد الواردة بالمسلسل، وكذلك التوجه العام لأصحاب القناة وعمقهم السياسي"، معتبرا ذلك "علامات استفهام حول رسالة العمل للمشاهد والمتلقي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الوقف الشیعی الجزء الأول

إقرأ أيضاً:

ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية

حذّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المسائل الدينية أو طلب الفتوى، مؤكدًا أن هذه التقنية رغم تقدمها الكبير، لا تزال تفتقر للدقة والضبط في التعامل مع النصوص الشرعية.

وقال الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، "حضراتكم عشان تبقوا عارفين، إحنا عملنا اختبار للذكاء الاصطناعي.. أنا شخصيًا كنت بدي له أسئلة دينية دقيقة عشان أشوف مدى تمكنه، وللأسف لقيته بيرد بالفهلَوة!".

الشيخ خالد الجندي: قاعدة الضرر يزال مفتاح استقرار المجتمعهل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدلخالد الجندي: من يُحلّل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح .. فيديوخالد الجندي: مشاهد يومك قد تقودك إلى الجنة أو النار.. وفرغ قلبك لله وقت العبادة

خالد الجندي يختبر الذكاء الاصطناعي

وسرد الشيخ خالد الجندي واقعة واقعية خلال اختباره للذكاء الاصطناعي، قال فيها: "سألته: هاتلي فعل أمر أوله ياء من القرآن الكريم، فقال لي: مفيش، فعل الأمر لا يمكن أن يبدأ بحرف الياء! فقلت له: ده كلام غلط. عندك في سورة طه: يسِّر لي أمري، و(يسِّر) فعل أمر أوله ياء، وبعدها اعترف إنه أخطأ وقال: فعلاً، دي أول مرة آخد بالي!".

وتابع الشيخ خالد الجندي "قلت له ربنا يستر على الباقي!"، مشددًا على أن مثل هذه الأخطاء تُظهر خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الإفتاء أو الاستدلال بالنصوص الشرعية، لأن الأمر يتطلب فقيهًا مدرّبًا، ملمًا بالمقاصد الشرعية، ومراعيًا لأحوال الناس وظروفهم.

الشيخ خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي مفيد في المعلومات العامة فقط

وأكد الشيخ خالد الجندي على أهمية الوعي العام بهذه المسألة، قائلًا: "الذكاء الاصطناعي مفيد في المعلومات العامة، لكن في الدين؟ لأ.. لازم مفتي راشد، دارس، عنده أمانة علمية وإنسانية".

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإفتاء ليس مجرد رأي يُقال، بل هو علم متراكم عبر الأجيال منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يدرسه المتخصصون بدقة وفهم واسع للقرآن والسنة والتفسير والحديث واللغة، إضافة إلى إدراك أحوال المستفتي والمفتي والفتوى ذاتها.

وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المفتي حين يتلقى السؤال، يعرضه أولًا على خمس قواعد أساسية تُعرف بـ"المقاصد الشرعية"، وهي: حفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، وحفظ النفس، مؤكدًا أن هذه المقاصد بمثابة دستور لا يجوز المساس بها أو الإضرار بها.

وتابع الشيخ خالد الجندي "بعد النظر في المقاصد، ينتقل المفتي إلى تقييم المسألة من خلال ما يُعرف بـ"المصالح"، وهي ثلاثة أنواع: مصالح ضرورية، وحاجية، وتحسينية، وتختلف حسب ظروف السائل".

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن اختلاف الأشخاص يؤدي إلى اختلاف الحكم، ضاربًا مثالًا بثلاثة سائلين يطلبون قرضًا لأسباب مختلفة: أحدهم لعلاج ابنته المريضة (مصلحة ضرورية)، والثاني لتحديث سيارته (مصلحة تحسينية)، والثالث لشراء شقة أوسع (مصلحة حاجية)، لافتًا إلى أن "الحكم لا يمكن أن يكون واحدًا للجميع".

وأكد الشيخ خالد الجندي على أن المفتي يُجري خمسة عشر تصورًا ذهنيًا في كل فتوى (نتيجة المزج بين المقاصد الخمسة والمصالح الثلاثة)، يتم هذا التقدير في لحظة خاطفة، بفضل التدريب والعلم، تمامًا كما يتخذ الطبيب قراره في جزء من الثانية.

طباعة شارك خالد الجندي الذكاء الاصطناعي خالد الجندي يختبر الذكاء الاصطناعي اختبار الذكاء الاصطناعي أسئلة دينية الأمور الدينية طلب الفتوى الفتوى المسائل الدينية

مقالات مشابهة

  • اعتقال قاتل جندي عراقي بعد مطاردة أمنية في ديالى
  • القيادات الدينية الفلسطينية يتضامنون مع مصر في وجه الحملة المغرضة
  • فدوى عابد: شخصيتي في فات الميعاد نموذج لجدعنة الست المصرية
  • أكثر من 800 عراقي يغادرون مخيم الهول باتجاه أرض الوطن (صور)
  • صبا مبارك تنتظر «220 يوماً»
  • الإعلام الإسرائيلي يرصد حجم التناقض في التصريحات بشأن المجاعة بغزة
  • شكران مرتجي في «عيلة الملك»
  • المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
  • ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
  • عراقي يحطم رقماً قياسياً في بطولة العالم للسباحة