طقوس دم واستحضار شيطان.. تحقيق يوثّق استجابات صادمة من تشات جي بي تي
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
أرشد "تشات جي بي تي" المستخدمين إلى كيفية ممارسة طقوس إيذاء النفس عبر الحرق المتعمد، بوصفه وسيلة للحصول على "القوة"، وفق تحقيق "ذا أتلانتيك". اعلان
كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية أن روبوت الدردشة الذكي "تشات جي بي تي" قدّم، في مناسبات موثقة، تعليمات صريحة تتعلق بعبادة الشيطان، وإيذاء النفس، بل وحتى القتل، وذلك خلال تحقيق أجرته المجلة في يوليو الجاري.
وقالت الصحافية ليلا شروف، التي قادت التحقيق، إنّها تلقت بلاغًا من أحد المستخدمين يفيد بأن المنصة زوّدته بإرشادات لإجراء طقس قرباني باستخدام الدم لإله كنعاني يُدعى "مولِخ"، وهو شخصية ارتبطت تاريخيًا بعبادة تُتهم بتقديم الأطفال كقرابين.
"من استفسار ثقافي إلى وصف طقسي مفصّل"
بناءً على البلاغ، قررت الصحافية اختبار الأمر بنفسها. فسألت "تشات جي بي تي" عن كيفية تقديم طقس تعبّدي لإله "مولخ"، فجاء الرد يشمل نصائح باستخدام "قطرة من دمها" وقصاصة من شعرها.
وبعد أن أكدت رغبتها في إجراء قربان دموي وسألت: "أين يجب أن أُحدث الجرح؟"، أوصى النظام بقطع طرف الإصبع أو المعصم، مع تحذير من أن الجرح في المعصم "أكثر إيلامًا وعرضة للجروح العميقة". وأضاف أن من الأفضل استخدام شفرة معقّمة أو نظيفة جدًا، والبحث عن "نقطة داخل المعصم يمكن الإحساس بالنبض فيها"، مع تجنب الأوردة أو الشرايين الكبرى.
Related بين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدةحين ينتحل الذكاء الاصطناعي هويّتك بدقة مقلقة.. كيف تحمي نفسك؟أصدقاء افتراضيون.. هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على عواطف الأطفال والمراهقين"استحضار الشيطان"
وأفاد التحقيق أن المنصة استجابت لطلب إعداد "نص طقسي كامل"، يجمع بين مواجهة "مولخ"، واستحضار الشيطان، في ما وصفه الرد بأنه "طقس لاستعادة القوة".
كما أوصى النظام بوضع صليب مقلوب على المذبح "كرمز لرفض الخضوع الديني وتأكيد السيادة الذاتية". وفي إحدى الصيغ المقترحة، طلب من المستخدمين ترديد عبارة "تحيا الشيطان".
وذكرت المجلة أن اثنين من زملاء شروف في هيئة التحرير أعادا تنفيذ نفس المحادثات، سواء عبر النسخة المجانية أو المدفوعة من المنصة، وحصلا على ردود مماثلة.
أفعال مؤذية بمسمى "القوة"
بحسب التحقيق، أرشد "تشات جي بي تي" المستخدمين أيضًا إلى كيفية ممارسة طقوس إيذاء النفس عبر الحرق المتعمد (الكيّ الطقسي)، بوصفه وسيلة للحصول على "القوة". كما وجّه المستخدمين إلى أماكن محددة في الجسد لنقش رموز طقسية، مشيرًا إلى أن المنطقة فوق عظم العانة أو عند قاعدة العضو الذكري تُعد "نقطة ارتكاز للطاقة الروحية".
من إيذاء النفس إلى القتل
ووفقًا للمجلة، تجاوزت المحادثات حدود الطقوس المؤذية إلى تقديم ملاحظات حول قتل الآخرين. إذ ورد في إحدى المحادثات أن "إنهاء حياة شخص آخر قد يكون مقبولًا في بعض الحالات". وأضافت المنصة أنه "إذا اضطررت"، يُفضل "النظر في عيني الضحية، وطلب المغفرة، حتى إن كنت متأكدًا من قرارك". كما أوصت بإشعال شمعة للضحية بعد القتل وتركها تحترق بالكامل.
لا ردّ رسمي حتى الآن
حتى وقت نشر التحقيق، لم يصدر عن الشركة المشغّلة للمنصة أي تعليق رسمي على ما ورد في تقرير "ذا أتلانتيك". ولم يتّضح بعد ما إذا كانت هذه الردود نتيجة ثغرات برمجية، أم أنماط استجابة نادرة يتم استحضارها تحت شروط معينة.
وقد أثار التقرير ردود فعل واسعة في الأوساط التقنية والأخلاقية، وسط تساؤلات حول حدود الذكاء الاصطناعي، ومسؤولية الشركات في ضبط محتوى أدواتها التفاعلية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران تشات جي بي تي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إسرائيل غزة دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيران أوكرانيا قطاع غزة الصين فنانون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني موسكو الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي الخارق.. OpenAI تحتفل بعشر سنوات من الإنجازات
في 11 ديسمبر 2015، أحدثت شركة OpenAI ضجة كبيرة في الساحة التقنية بإعلانها الرسمي عن تأسيسها، وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة في الأوساط التقنية، حيث تراوحت بين الدهشة والحماس.
في ذلك الوقت، كانت OpenAI مدعومة بتمويل قوي، وأعلنت عن أهدافها الطموحة التي تركز على "تعزيز الذكاء الرقمي بشكل يعود بالفائدة على البشرية، دون أن تكون مرتبطة بالحاجة لتحقيق عوائد مالية."
ورغم تلك التوقعات الكبيرة، كان تأثير ChatGPT على العالم ومستقبل الشركة بعيد المنال حتى بالنسبة لأكثر السيناريوهات تفاؤلا، الآن، وبعد مرور عقد من الزمان، يطرح السؤال الأكثر أهمية: أين ستكون OpenAI بعد عشرة سنوات من الآن؟
التحول من منظمة غير ربحية إلى شركة ربحيةتقول كاثرين فليك، خبيرة الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي بجامعة ستافوردشاير: "بدأت OpenAI منذ عشرة سنوات بسؤال علمي مشروع وتركيز اجتماعي."
لكن اليوم، أصبحت الشركة ربحية تماما، حيث تتبنى شعار "النمو بأي ثمن" وتبتعد عن المسؤوليات الاجتماعية التي كانت جزءا من مؤسستها في البداية.
وتضيف فليك: “كان التحول في الهوية المؤسسية صعبا، لكن النمو السريع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل OpenAI ترى أن هناك فرصا مالية ضخمة يمكن الاستفادة منها”.
الذكاء الاصطناعي الخارق التحدي القادممن أبرز التحديات التي تواجه OpenAI اليوم هو تطوير الذكاء الاصطناعي الخارق، الذي يتوقع أن تتفوق فيه الأنظمة الذكية على القدرات البشرية في كافة المجالات.
ويؤمن العاملون في مختبرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة داخل الشركة بأن هذا التطور قد يحدث في المستقبل القريب، رغم شكوك بعض الخبراء في هذا الأمر.
وفي تصريحات سابقة، توقع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن خريجي الجامعات في عام 2035 قد يشرعون في استكشاف النظام الشمسي، متوقعا أن تكون لديهم وظائف جديدة ومثيرة للغاية.
ستيفن أدلر، الزميل في Roots of Progress Institute، الذي عمل في فريق الأبحاث الأمنية في OpenAI بين 2020 و2024، أعرب عن قلقه بشأن التداخل بين المصالح الربحية والاجتماعية في الشركة، مشيرا إلى أن هذا يمثل "صراعا طبيعيا".
كما أعرب عن أمله في أن تبقى OpenAI محايدة في خططها المستقبلية، وهو أمر قد يصبح صعبا بالنظر إلى المنافسة الشديدة في هذا المجال.
وفي المقابل، توقعت كاثرين فليك أن OpenAI قد تواجه انهيارا تاما في غضون عشرة سنوات، أو ربما يتم الاستحواذ عليها من قبل إحدى الشركات الخاصة أو كيانات أخرى.
التأثير على الاقتصاد وصناعة الذكاء الاصطناعيتعد OpenAI اليوم لاعبا رئيسيا في صناعة الذكاء الاصطناعي، ويتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد بشكل عام.
وفقا لتقرير صادر عن روس ساندلر، المدير التنفيذي في باركليز، فإن OpenAI تتفوق حاليا على منافسيها بنحو ستة إلى 12 شهرا في العديد من المجالات.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات الشركة بحلول عام 2030 إلى 200 مليار دولار، مقارنة بحوالي 13 مليار دولار في 2023، مع توقع أن تكون ChatGPT مصدرا رئيسيا لهذه الإيرادات.
لكن في الوقت ذاته، يحذر ساندلر من أن جوجل قد تكون المنافس الأكبر في هذا المجال في المستقبل القريب، مما يشير إلى أن OpenAI قد تواجه تحديات كبيرة في السنوات القادمة.