ألقى الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، كلمته الرئيسية في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية". 

جامعة القاهرة ضمن أفضل 10% من جامعات العالم بتصنيف سيماجو 2024 قريبا.. العدد الأول من المجلة الدولية JLSA لمعهد علوم الليزر جامعة القاهرة

وأقيم المؤتمر بمكة المكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

 

نص كلمة رئيس جامعة القاهرة 

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن من أخطاء علم العقائد (علم الكلام) تقعيد القواعد وتفريع الفروع، وتكفير المخالفين؛ حتى تحول "الإيمان البسيط" إلى "كهنوت غامض" بعيد عن طابع الإسلام الأول، لصالح منظومات عقائدية متناحرة تدفع الأمة إلى حرب الجميع ضد الجميع.

وشارك رئيس جامعة القاهرة بورقة بحثية بعنوان "من التنوع المميت إلى التنوع الخلاق"، خلال المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بدعوة خاصة من الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام ورئيس هيئة علماء المسلمين ورابطة الجامعات الإسلامية، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ورجال الدين وكبار العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، ومن مختلف دول العالم.

وقال رئيس جامعة القاهرة إن (الفرقة الدينية) تُطْلَق على الجماعات التي لها موقف عقائدي يميزها عن غيرها، وليس المقصود مذاهب الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين؛ ونحن نرى تعددية الصواب فيما اختلف فيه المسلمون من فروع الفقه قياسا على إقرار النبي لصواب الفريقين من الصحابة في طريقة تنفيذ أمره: "ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة".

وأضاف رئيس جامعة القاهرة إذا كان البعض يزعم أن الأمة الإسلامية قد انقسمت إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة تحديدا، اعتمادًا على خبر صحته محل اختلاف، فإن استقصاء الفرق في الواقع يكشف أنها تزيد على ذلك أضعافا مضاعفة، مما يضعف متن هذا الحديث لمخالفته للواقع الفعلي المتحقق في التاريخ من حيث عدد الفرق، موضحا أنه رغم شهرة "حديث الافتراق"، فإن من العلماء من حكموا بعدم صحته مثل ابن حزم، والشوكاني وابن الوزير.

وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أنه من أكبر الأخطاء المميتة لعلم العقائد، تحول التنوع معه إلى تنوع مميت مهلك قائم على التكفير والإقصاء، والفشل فشلًا ذريعًا في الوصول إلى تنوع خلاق، وكيف يمكنه أن يصل لهذا وهو يقوم على التكفير للمخالف، والتبديع لكل من أتى بجديد؟، وأنه لا يوجد أي معيار موحد ومتفق عليه بين علماء الملل والفرق لتقسيم الفرق الإسلامية، وكل منهم له منهجه في تعيين المعيار الذي يستند إليه ويميز به طبيعة الخلافات بين الفرق الإسلامية.

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن الخلاف في حد ذاته ليس رذيلة عند الذين يتمتعون بـ "العقلانية التواصلية"، ويعرفون معنى "العقل المشترك"، لكن الرذيلة الحقيقية هي عدم احترام الرأي الآخر، وعدم الإيمان بالسنة الإلهية الكونية في "التنوع"، وادعاء كل فصيل امتلاك الحقيقة المطلقة، ومن ثم تكفير الآخر، ثم استحلال دمه وماله وعرضه وأرضه، مشيرا إلى أن المعايير العقائدية يتم توظيفها سياسيًّا في الصراع الدائر قديمًا حول "الإمامة السياسية"، والدائر حديثًا حول "الحاكمية الإلهية".

ودعا رئيس جامعة القاهرة إلى غلق صفحة تعارك الفرق العقائدية القديمة، والخروج من حرب الخنادق التي تحصنت بها الفرق المتصارعة منذ فتنة سيدنا عثمان بن عفان وحتى الآن، ونخرج منها نحو رؤية جديدة للعالم نقوم فيها معا ببناء الجسور بين المتنوع والحي منها حتى الآن، إذا كانت لدينا النية والإرادة لتأسيس خطاب ديني جديد يقوم على التنوع الخلاق لا التنوع المميت.

ووجه رئيس جامعة القاهرة، التحية إلى المبادرة الجديدة التي تدعو لبناء الجسور بين المذاهب على أساس من التنوع الخلاق بين المذاهب، لكنه ليس التنوع المميت على طريقة الأخوة الأعداء، وإنما هو تنوع أعضاء الجسد الواحد، تنوع الجزر التي تربط بينها جسور تقوم على المشترك الديني والإنساني، مضيفا: فلا يجب أن نكون متفقين حتى نعيش في سلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة القاهرة القاهرة الجسور المذاهب الإسلامية محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة رئیس جامعة القاهرة بین المذاهب الجسور بین

إقرأ أيضاً:

الملك يستقبل وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة

صراحة نيوز ـ أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، أهمية إدامة التنسيق مع الدول الصديقة والفاعلة لتشكيل ضغط دولي لإيقاف المأساة في القطاع.
كما تم التأكيد، خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية اليوم الأحد، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على ضرورة تكثيف الجهود العربية المبذولة لوقف الحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات لكل المناطق فيها.
وحذر جلالة الملك من التصعيد الخطير وغير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتم بحث ضرورة مواصلة حشد الدعم الدولي لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من نيل كامل حقوقه المشروعة، والعمل لإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
ومن جانبهم، أشاد أعضاء الوفد بمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، الداعمة للأشقاء الفلسطينيين في جميع المحافل، وبمكانة جلالته في المجتمع الدولي التي ساهمت في حشد الرأي العام على مستوى القادة للتحرك الدولي لدعم القضية الفلسطينية والوقوف في وجه اسرائيل بما يخص الحرب على غزة وما يحدث في الضفة الغربية.
وضم الوفد الذي يترأسه وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد امتحانات العلاج الطبيعي خارج الحرم
  • رئيس جامعة أسوان يتفقد ختام امتحانات كلية العلوم بصحارى
  • الملك يستقبل وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة
  • يوجّـه السيد رئيـس الوزراء د.كـــامـل إدريــس كلمة إلى الشعب السوداني عند الساعة الثالثة من مساء اليوم
  • وزير العمل يترأس وفد مصر المشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف غداً
  • «جمعية الصحفيين» تشارك في المؤتمر الدولي للسياحة بالمغرب
  • أجواء احتفالية في ختام بطولة الإسكندرية المفتوحة لصيد الأسماك
  • دبي تفوز باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026
  • الدكتور أحمد رجب: جامعة القاهرة حافظت على رسالتها العلمية والوطنية عبر قرن كامل
  • دبي تفوز بتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026