ضيوف الطريق.. تقليد رمضاني متوارث يدعو فيه اليمنيون الغرباء للإفطار
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يمن مونيتور/ الجزيرة نت
قبل أن يُرفع أذان المغرب بدقائق، يدعو عبد القوي كل من يصادفه في طريقه إلى منزله للإفطار، في تقليد قائم منذ عقود، إذ يحرص الأهالي من التجار والميسورين في مدينة إب على دعوة الناس إلى موائد إفطارهم في شهر رمضان.
ولا تقتصر الدعوة على من يعرفهم من الباعة الجائلين أو العاملين في السوق، بل من بينهم متسوقون أدركهم موعد الإفطار وهم في متجره.
عادة متوارثة
ويقول إن هذه العادة الحسنة متوارثة منذ زمن بعيد، إذ يتنافس التجار على دعوة “ضيوف الطريق” إلى موائد الإفطار في منازلهم تعبيرا عن الكرم والتكافل.
ويضيف لموقع “الجزيرة نت”، “هناك بركة في رمضان، ودائما ما يكون الطعام كافيا”، غير أن الأسرة تعد طعاما بما يكفي كونها تترقب ضيوفا جددا على المائدة كل يوم.
ويحتفظ الأهالي في مدينة إب بهذا التقليد، رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي خلفتها الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عقد وتسببت في واحدة من الكوارث الإنسانية، في حين فاقم الصراع الدائر في البحر الأحمر من الأزمة الإنسانية الأشد، حيث ارتفعت كلفة تأمين السفن الواصلة للموانئ اليمنية لتنعكس في زيادة مفرطة في أسعار السلع الأساسية.
ضيوف الطريق
وفي قرى وبلدات ريف محافظة إب، يتبارى الأهالي في إكرام “ضيوف الطريق”، إذ لا يُسمح للغريب بالمرور من القرية دون أن يفطر فيها، في حين يخرج البعض بالتمور والمياه إلى الطريق الرئيسي ويوقفون سيارات المسافرين، وبعد أن يفطروا تتم دعوتهم إلى المائدة.
وتفاجأ محمد عبد السلام، وهو شاب كان يسافر من صنعاء إلى إب إلى جانب 8 آخرين، حين بدا شخص على جانب الطريق يلوح لهم بإصرار من أجل التوقف، ويقول للجزيرة نت “أصر الرجل على أن نترجل من السيارة بعد أن أعطانا التمر والماء، ولم أدرك الموقف في البداية خصوصا أن المنطقة لم يكن فيها مطعم أو استراحة للمسافرين، لكننا كنا مدعوين إلى مائدة إفطار”.
تقليد قديم
ويضيف أن مضيفهم “كان شيخ المنطقة الذي أصر على أن نتناول الإفطار من العصيدة والدجاج واللحم الذي كان معدا لنا، وهي سفرة يومية تُعد للمسافرين الذين يدركهم وقت الإفطار”.
ويقول أبو عمار الشلفي، وهو من محافظة إب، إن دعوة الغرباء إلى المنزل للإفطار تقليد قديم، إذ إن المنازل بموائدها تفتح للعابرين أو ممن حضر صلاة المغرب ولم يكن من أبناء الحي.
ويشير إلى أن هذه العادة لا تزال قائمة، رغم ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية والصعوبات الاقتصادية وتوقف صرف الرواتب لموظفي القطاع الإداري للعام الثامن، مما دفع بكثير من العادات الرمضانية للانحسار والتراجع.
تحويلات المغتربين
وفي مدينة إب، تغلق بعض المطاعم أبوابها في شهر رمضان بسبب تراجع الإقبال عليها، فموائد الإفطار التي يُدعون إليها تغني رواد المدينة عن الأكل في المطاعم، ويقول فيصل عبد الحميد، أحد أهالي المدينة، إن هذا التقليد السنوي يمنح اليمنيين أملا كبيرا.
ويضيف “في الأعوام السابقة، كان البعض يمر على عدة مساجد بسياراته ليدعو المصلين إلى منزله، صحيح أن هذه العادة لم تعد كما كانت، لكنها لم تغب أيضا، خصوصا لدى الأسر التي لا يزال لديها مداخيل من تحويلات المغتربين اليمنيين في الخارج”.
وكان رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يدير الحكومة المعترف بها دوليا، قال إن تحويلات المغتربين تسهم في إطعام ملايين السكان في اليمن، مع انهيار شبكة الحماية الحكومية وتفاقم الأزمة الإنسانية خصوصا في ظل توقف الصادرات النفطية جراء هجمات الحوثيين.
وفي آخر إحاطة لمجلس الأمن حول اليمن، يوم 14 مارس/آذار الجاري، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه تم تخفيض عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات وحجم الحصص الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في حين أوقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.
ويقول علي سالم، الذي تملك أسرته متجرا للأجهزة الذكية، للجزيرة نت إن والده كان يدعو معظم من في السوق للإفطار في منزلهم، “لكن اليوم بات الأمر مقصورا على الموظفين في المحل وبعض الأقرباء، وهذا يعود إلى الوضع الاقتصادي الصعب”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إب اليمن ضيوف الطريق ضیوف الطریق
إقرأ أيضاً:
في الطريق الى قبة البرلمان ..
19 مايو، 2025
بغداد/المسلة: أياد خضير العكيلي
قبل كل أنتخابات يبذل المرشحون جهودا متفاوتة لأجل كسب أصوات الناخبين من خلال الرسائل التي يقدمها المرشحون لجمهورهم أثناء حملاتهم الانتخابية قبل يوم الاقتراع .
وقطعاً فأن قوة تلك الرسائل تختلف من مرشح لمرشح آخر ، حسب رؤية وخبرة وكفاءة كل مرشح ،
ومدى وجود وفاعلية وكفاءة إدارة حملته الانتخابية وقوة وواقعية برنامجه الانتخابي .
فكلما كانت إدارة الحملة متخصصة ومهنية وذات خبرة ورؤيا واضحة في عملها .
وكلما أستندت في عملها الى رسائل واقعية وعملية ، تخاطب بها مزاج وعقول الناخبين وأستطاعت من تسويق مرشحها وبرنامجه الانتخابي بشكل جيد ومهني .
كلما زادت فرص أقناع الناخبين وزادت فرص المرشح بكسب أكبر عدد من الأصوات وقدرته على المنافسة بالفوز بمقعد تشريعي .
حتى وأن لم يتم تخصيص مبالغ كبيرة لحملته الانتخابية ، أو أشاعة بعض الامور الاخرى التي تحاول التأثير على عملية الانتخاب .
وسنحاول هنا أن نتطرق إلى أهم الأمور في أدارة الحملات الانتخابية الا وهي ( مراحل كسب الاصوات ) .
وتكون كالتالي :
أولاً : تحشيد الاصوات :
وهي المرحلة الاولى التي يقوم بها المرشح او الحزب او الكتلة بعملية كسب الاصوات ، من خلال رسالة عامة تقدم الى الجمهور سواء بشكل مباشر عبر اللقاءات والندوات والمؤتمرات المباشرة ،
أو بشكل غير مباشر عبر وسائل الاعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي ، من أجل كسب التأييد الشعبي وتحشيد الاصوات بشكل عام غير محدد .
ثانياً : كسب الاصوات :
وهي عملية كسب أصوات الناخبين بشكل شخصي ومباشر إستناداً الى تفاعل الاشخاص وأنجذابهم أو ايمانهم بما يطرحه المرشح او الحزب او الكتلة خلال عملية التحشيد الاولى ،
وبعد ذلك يتم تصنيف تلك الشخصيات حسب أهميتها ونفوذها وقوة تأثيرها بالمجتمع .
ثالثاً : تأمين الاصوات :
وتعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل الحملة الانتخابية وأخطرها التي يغفل عنها المرشحون في أغلب الاحيان ولايعطوها الاهتمام اللازم .
وهي عملية متابعة وضمان الاصوات التي يحصل عليها المرشح أثناء حملته الانتخابية وصولاً الى يوم الاقتراع .
رابعاً : حماية الاصوات ،
وهي عملية حماية الاصوات الانتخابية في المحطات الانتخابية والتي صوتت للمرشح ، من خلال تدريب المراقبين تدريبا خاصا ومهنياً سواء أثناء يوم الاقتراع أو في أثناء الفرز الاولي داخل المحطات الانتخابية .
خامساً : تثبيت الاصوات ،
وهي عملية مراقبة وتثبيت الاصوات الانتخابية للمرشحين أثناء الفرز النهائي في المركز الوطني ومراقبة آلية الفرز بشكل كامل .
علماً أن ألاهتمام الجيد بكل مرحلة أمن تلك المراحل الخمسة وعدم أهمال أي منها سوف يمنح المرشح فرصا كبيرة للفوز والعكس صحيح .
ولهذا نسمع كثير من المرشحين بعد الانتخابات يشتكون من فقدانهم لاصواتهم الانتخابية أو ( سرقتها ) حسب أدعائهم ،
ولكن في الحقيقة أن الامر غير ذلك تماماً ، بل لانهم لم يعملوا بتلك الالية التي تطرقنا اليها في أعلاه أو لم ينفذوها بشكل جيد ومحترف .
خارج النص :
أن للعملية الانتخابية آليات ومتطلبات وخفايا كثيرة لايمكن لأي كان معرفتها ، كما أنها تحتاج لأدارات مهنية ومختصين ذوي خبرة جيدة لأدارتها .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts