□□ علاء نُقُد
من دروس الأخلاق إلى دركات النِّفاق
□ في قاعة بروفيسور داؤود مصطفى، وفي امتحان ورقة الجراحة وعظنا الدكتور علاء نقد موعظةً وجلت لها القلوب، ووضعت لها الأقلام عن الكتابة، حين اشتبه في طالبين يتحدثان أثناء الامتحان قائلاً:

” يا جماعة انتو قايلين نفسكم صغار ده شنو البتعملو فيهو ده؟ إنتو بعدين حتكونو مؤتمنين على أرواح ناس …”

□ استحسنت كلماته، ولم أكن لأفعل لو علمت أن هذه الموعظة قد أفنت كلّ ما تبقى في رصيد أستاذنا من الأخلاق!

□ كنت سأنصحه ليُبقي على حفنة الأخلاق هذه ليتقوّى بها على مواقف أشدّ مرارةً واستجداءً للمروءة والوعظ؛ مواقفَ يرى دكتور نقد أن (الشّف) في الامتحان أكثر خطورةً منها، فيرغي ويزبد ويرفع صوته ويخفض في ذمّ الشفّافين، لكنّه وللعجب يغضّ طرفه عن (الشفشافين) والمعتدين والمغتصبين، بل يشهر مشرطه مدافعًا عنهم، وهم ينكّلون بالسودانيين في الخرطوم ودارفور والجزيرة، يطردون الناس، وينهبون بيوتهم وممتلكاتهم، وينتهكون أعراضهم، وهو عن كل ذلك أعمى وأضلّ سبيلاً، تثير حفيظته أرواح الناس التي لم يؤتمن عليها الطلاب بعد، لكن عين رضاه كليلةٌ عن سفك من يلعق أبواتهم من الجنجويد دماء الأبرياء.

□ أعيذك بالله ونفسي أيها القارئ من سوء المنقلب، واتباع الهوى وأطماع الدنيا.
□ علاء نُقد الناطق الرسمي باسم (تقدُّم) الذي يتطلّب الأدلة القاطعة على حدوث الاغتصاب في مناطق سيطرة الجنجويد، ويصف من يتحدث عنها بالتسرّع وعدم الاستيثاق، وهو الذي لم يرُم شاهداً أو دليلاً ليتسلّق دماء فقيدنا بشرى ابن عوف ويقطع يوم وفاته بأنه قد قتـ ـ ـلته قوى الظلام( من الجيش والفلول) لأنه رفض الحرب العبثية!

□ مستميتًا في الدفاع عن المليشيا يصل الليل بالنهار عمالةً وارتزاقًا، لا أدري هل سعيًا وراء حفنة الدولارات التي أخجلت حزب الأمة وجعلته يطعن في حيادية جبهتهم تقدُّم، أم طمعًا في كرسيٍّ يحسب أنه يناله بمناظرة أردول في قناة الجزيرة، وصياغة التقارير المضللة للسفارات المستدرّة لعطفها عليه ممثلاً زوراً لشعب السودان، و تصميم البوسترات الوضيعة التي يحمل أحدها المحتوى أدناه ويشاركه بصورة شبه يومية:

The return of ter-rorism, ter-rorism in Sudan led by “Al Burhan Ali Karty” returned to the Islamic Movement Army an fought a wa-r with the rapid support forces supporting democracy!
□ حرب جيش الحركة الإسلامية ضد قوات الدعم السريع التي تدعم الديموقراطية!
□ إن تسمع نعظك يا نُقد ليوم امتحانٍ لا شفّ فيه ولا بخرات:

□ دماء الأبرياء تلطّخ رداءك الأبيض وأحاديث الإفك والمجادلة عن الظّلمة والمدافعة عنهم تضعك معهم في دركة واحدة بل أنت أسفل؛ فقد آتاك الله عقلاً ومهنةً أساسها الأخلاق والإنسانية فانسللت منها انسلال السهم من الرميّة.

□ عُد إلى الطب تكن أنفع، وكُفّ لسانك عن التدليس والنفاق يكن أنجع، وأحِقّ الحقّ وارفض الظلم تكن أشجع!
والسلام.

د.منتصر موسى مساعد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: علاء ن

إقرأ أيضاً:

ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني

يمانيون / خاص

في محاضرة إيمانية عميقة المضمون، تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مستخلصاً منها دروساً خالدة في الثبات على الحق، والبراءة من الباطل، ومواجهة الطغيان بالحُجَّة والموقف المبدئي، ضمن ثلاثة محاور رئيسية تمثل جوهر الرسالة الإبراهيمية في مواجهة الباطل والاستكبار.

المحور الأول: الحُجَّة القاطعة في وجه الطاغوت

استعرض السيد القائد يحفظه الله جانباً من الحوار الذي دار بين نبي الله إبراهيم عليه السلام والطاغية الذي يجادل في الله، حيث استخدم إبراهيم عليه السلام الحُجَّة العقلية والمنطقية التي تُبطل مزاعمه في قوله تعالى : {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب} فبهت الذي كفر، وسقطت كل محاولاته التي كانت تقوم على المكابرة لا على الحُجَّة.

وأكد السيد القائد أن الانتقال من مستوى الحُجَّة إلى مستوى إفحام الخصم بالبرهان القاطع، هو من سمات الأنبياء في مواجهة الاستكبار، لأن الطاغية لا يتراجع بسبب الجهل، بل بسبب التكبر. وهذه سنة من سنن الله: أن أهل الباطل حين تُزهق حُجَجهم، لا يعترفون بالحق، بل يستمرون في العناد.

المحور الثاني: عناد الكافرين رغم وضوح الحُجَج
أشار السيد القائد إلى أن الكافرين كلما ازدادت البراهين وضوحاً، ازدادوا عناداً واستكباراً، كما في قوله تعالى: {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون} ، رغم هذا الاعتراف الداخلي، عادوا إلى باطلهم، وتشبثوا بما لا منطق فيه ولا عقل، تماماً كما فعل قوم إبراهيم حين ألقوه في النار، رغم علمهم بأنه نبي من عند الله.
بل إن أعظم معجزة شهدوها، وهي تحول النار إلى برد وسلام على إبراهيم عليه السلام، لم تُثنهم عن غيّهم، ولم تدفعهم إلى الإيمان، والسبب في ذلك – كما بين السيد القائد – هو التعلُّق بالروابط الخاطئة مع الطغاة والمضلين، والركون إليهم، ما يجعل القلب معانداً مهما وضحت له الحقيقة.

المحور الثالث: إبراهيم عليه السلام نموذجٌ متكامل للثبات والدعوة والبراءة والهجرة
استخلص السيد القائد من قصة إبراهيم عليه السلام نموذجاً إيمانياً متكاملاً، حيث مثَّل النبي إبراهيم عليه السلام: الثبات على المبدأ رغم الإيذاء والتكذيب والدعوة إلى التوحيد بالحُجَّة والمنطق، دون عنف أو مجاملة والبراءة من الباطل بوضوح لا يقبل التنازل :{إنني براءٌ مما تعبدون} ، والهجرة في سبيل الله عندما تعذر استمرار الدعوة وسط بيئة طاغوتية: {وقال إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين}
وقد أكد السيد القائد أن الهجرة هنا ليست انسحاباً، بل انطلاقة نحو أفق أوسع للرسالة، ونقطة تحول في المسار الرسالي، فتحت لإبراهيم آفاق النصر، والتبليغ، والتأسيس لأمة مسلمة خالصة لله.

رسائل إيمانية هامة من المحاضرة 
– العبادة الخالصة لله هي الخير كله في الدنيا والآخرة، وكل عبودية لغير الله هي ظلم للنفس، وإساءة إلى أعظم حقيقة  التوحيد.
– الحُجَج القرآنية دامغة، لكن أصحاب القلوب المغلقة لا ينتفعون بها لأنهم يؤثرون الطاغوت على الله.
– الصراع بين الحق والباطل صراع قديم متجدد، تحسمه المواقف لا الأرقام، ويكسبه من يثبت على المبدأ لا من يساوم عليه.
– الهجرة في سبيل الله فعل شجاع يصنعه المؤمن حين تضيق سبل الحق في موطنه، فينطلق حيث يمكنه أن يعبد الله بحرية، ويدعو إلى دينه.
– الخاسر الحقيقي هم أولئك الذين تركوا إبراهيم، واصطفوا مع الطاغوت، أما هو فقد حمل النور، وفتح الله له الأرض، وأقام الحجة.

ختاماً 
إن قراءة قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام كما وردت في محاضرة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تعطينا تصوراً متكاملاً عن الثبات على الحق، والرفض الحاسم للباطل، وأن المؤمن لا يساوم على عقيدته، بل يقف بها، ويفتديها، ويهاجر بها، حتى يحقق وعد الله بالنصر والتمكين.
قصة إبراهيم ليست حكاية ماضية، بل نهج حيٌ، يجب أن يُحتذى به في زمن الطغيان، والاستكبار العالمي، والتضليل الإعلامي. وفي زمن كهذا، نحتاج إلى أن نكون “إبراهيميي الموقف”، ثابتين، متجردين لله، مستقلين عن الطغاة، عاملين لدين الله بقلب سليم وعقل بصير.

مقالات مشابهة

  • (نص+فيديو) الدرس 4 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 06 ذو الحجة 1446هـ
  • التواضع بين قيمة الأخلاق وحدود الكرامة
  • محافظ الإسكندرية: استفدنا من دروس أزمة العاصفة ونشكر الأجهزة التنفيذية
  • الجونة يعلن رحيل علاء عبد العال عن تدريب الفريق
  • خلاف غامض يتحول إلى دماء في جسر ديالى
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
  • هالة صدقي تحتفي بيوم ميلادها: سنة صعبة لكنها مليانة دروس
  • «المعلمين» تعلن ضخ دمـاء جديدة والاستعانة بالشباب في العمل النقابي
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء