يمانيون – متابعات
أكد عضو المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي الدكتور محمد النعماني أن الاحتلال السعودي الاماراتي جاء لنهب الثروات النفطية والغازية والسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في خليج عدن وباب المندب والموانئ والجزر وتحويلها الى قواعد عسكرية بمشاركة الكيان الصهيوني.

وقال في حوار خاص مع “المسيرة” إن العمليات العسكرية اليمنية ضد العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، موقف وطني وقومي وعربي وإسلامي يخضع بتأييد كل القوى السياسية والشعبية الجنوبية، التي تعبر عن تأييدها للعمليات في المسيرات والفعاليات التضامنية مع غزة، وتدين وتستنكر العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن.

حاوره | عباس القاعدي

بداية دكتور محمد.. هل يمكن القول إن أهداف السعودية والإمارات قد اتضحت بعد مرور 9 سنوات من العدوان والحصار الغاشم على اليمن؟ وما دور الحراك في ذلك؟

نعم اتضحت كل الأهداف، وأصبح مستوى الوعي في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال الاماراتي السعودي ناضجاً، وبدأت الأصوات ترتفع في عموم المحافظات للمطالبة برحيل قوات الاحتلال الاماراتي السعودي وحكومة المرتزقة وأدواتهما، بعد أن عرف الجميع حقائق ذلك التحالف الذي جاء لاحتلال المحافظات الجنوبية عسكرياً ونهب الثروات النفطية والغازية والسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في خليج عدن وباب المندب والموانئ والجزر وتحويلها إلى قواعد عسكرية بمشاركة الكيان الصهيوني وبناء أبراج لمراقبة السفن التجارية التي تمر في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، وكل المنشآت الاقتصادية.

ولذلك فان الأحداث اليوم الموجودة على الأرض والشواهد تؤكد أن السعودي والاماراتي أدوات العدو الأمريكي والبريطاني شنوا العدوان على اليمن من أجل تحقيق مصالحهما الاستعمارية القديمة والجديدة من خلال احتلال المحافظات الجنوبية.

وبخصوص دور المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، فان هناك نشاط توعوي ثقافي وسياسي واسع للمجلس في كل المحافظات الجنوبية، ونسعى من خلال الأنشطة والبرامج السياسية التي ينفذها الحراك الثوري، إلى جمع كل المكونات السياسية المعارضة للاحتلال الاماراتي السعودي، لنكون في محور واحد هدفه تحرير الجنوب المحتل، وكذلك هناك تحرك مستمر للمطالبة برحيل قوات الاحتلال، واخلا الجزر اليمنية من التواجد العسكري الصهيوني الأمريكي البريطاني، ولذا فان الثورة النضال السلمي مستمرة في الجنوب حتى تحرير كل الجنوب.

بالإضافة الى ذلك أصبح تحرير الجنوب من الاحتلال مطلب شعبي لكل أبناء المحافظات الجنوبية الذين يطالبون برحيل الاحتلال الاماراتي السعودي، ومؤيدين للقضايا الوطنية والعربية في كل المظاهرات التي يخرجوا فيها نصرة لغزة وتلبية لدعوة السيد القائد يحفظه الله، ومباركة من كل أبناء الجنوب للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الأمريكي والبريطاني.

هناك مرحلتان في تاريخ اليمن بعد 2015، الأولى عدوان تقوده السعودية والإمارات وتم تجنيد المرتزقة فيه، والثاني عدوان أمريكي بريطاني مباشر.. ما الفرق بينهما من وجهة نظرك؟

لا يوجد فرق بينهما، فعدوان الأمس هو نفسه عدوان اليوم، حيث أعلن العدوان السعودي الاماراتي على اليمن من داخل واشنطن، و كان تحالف العدوان السعودي الاماراتي يتلقى الدعم السياسي والعسكري واللوجيستي، من أمريكا وبريطانيا، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، واليوم ما زالت واشنطن لها نفوذها في منطقة الخليج والجزيرة العربية وتستخدم القواعد العسكرية في تلك المنطقة لشن العدوان على المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى أن العدوان الأمريكي البريطاني اليوم بات واضحاً وبشكلٍ علني من خلال المساعي الأمريكية لفرض السيطرة على البحر الأحمر، وعسكرة البحر، والسيطرة على باب المندب، وقامت واشنطن بتشكيل تحالف دولي وعربي بشكل أكبر من التحالف الأول وبشكل مباشر للحرب والعدوان ضد اليمن، ولكنها فشلت كما فشلت في كل تحركاتها الماضية رغم العدوان السعودي الاماراتي، وأصبحت اليوم لا تسطيع تأمين سفنها التجارية، أو الحربية، وكذلك عجزت عن حماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وفي المقابل أصبح اليمن قوة إقليمية ودولية، واستطاع أن يفرض معادلة سياسية دولية ، وأن يطرح شروطه بإنهاء العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحصار .

بخصوص الوضع في المحافظات اليمنية الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي والسعودي.. كيف يمكن تلخيص المشهد القائم هناك؟

يمكن تلخيص المشهد القائم في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال، من خلال الفوضى الأمنية، وانتشار الجماعات المسلحة، والفصائل الموالية للعدوان الاماراتي السعودي، وانتشار عناصر التنظيمات الإرهابية، والتواجد الأجنبي الأمريكي والبريطاني والسعودي والاماراتي، وانتشار حالات الاغتيالات والتصفيات الجسدية للمعارضين السياسيين لتواجد الاماراتي والسعودي، والحرب الاقتصادية بأنواعها التي يمارسها الاحتلال وحكومة المرتزقة ضد أبناء الجنوب الذين تدهورت حياتهم الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع الأسعار وانهيار العملة، وانشار البطالة والفقر، والمجاعة، وهذه دفعت بالشارع الجنوبي إلى الغليان الشعبي والدعوة إلى المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية بقيادة الحراك الثوري، التي ترفض سياسة التجويع واستمرارية الأوضاع العصيبة في المحافظات الجنوبية.

وعادت كل المكونات العميلة للسعودية والإمارات والخونة من القيادات العفاشية الى عدن وإغراق المحافظات الجنوبية بالصراعات بين فصائل المرتزقة، وممارسة سياسة التفريق والمناطقية بين أبناء الجنوب، بهدف عدم استقرار الوضع في المحافظات الجنوبية واستمرارية الاحتلال الاماراتي السعودي.

هل تتوقعون حدوث تغيير في مزاج الشارع الجنوبي والخروج بثورة ضد الاحتلال وأدواته؟

بكل تأكيد هناك تغيير في مزاج الشارع الجنوبي خاصة بعد العام 2019 م عندما بدأت الأساليب القذرة التي تقوم بها دول الاحتلال الاماراتي والسعودي تنعكس على الواقع في المحافظات الجنوبية، التي حولتها تلك الدول إلى منطقة صراع بين الفصائل الموالية لها ، وإلى سجون سرية للاعتقالات، وأصبح أبناء الجنوب مدركين لحقيقة الاحتلال الذي حذر منه السيد القائد – يحفظه الله -منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، وأن الامارات جاءت إلى الجنوب ليس لتحقيق تطلعات أبنائه، وإنما جاءت لتنفيذ أطماعها الاستعمارية في المنطقة، و في احتلال الأرض، وانتهاك السيادة اليمنية، ولهذا وبالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً حول الوضع في تلك المحافظات فان هناك تحركات بقيادة الحراك الثوري لثورة شعبية وانتفاضة ضد الاحتلال وأدواته.

كيف تنظرون كناشطين ومثقفين جنوبيين للعمليات اليمنية المساندة لغزة وما مدى تجاوب الشارع الجنوبي معها؟

كجنوبين ننظر للعمليات العسكرية اليمنية، بأنها موقف وطني قومي وعربي وإسلامي يخضع بتأييد كل القوى السياسية والشعبية الجنوبية، التي تعبر عن تأييدها للعمليات العسكرية في المسيرات والفعاليات التضامنية مع غزة، وتدين وتستنكر العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، وهذا يؤكد على تجاوب الشارع الجنوبي مع العمليات العسكرية التي تخضع لتقدير واحترام وتأييد كل أحرار الجنوب، وهذا العمليات نعتبرها شرف كل يمني حر، كون الموقف اليمني أصبح واحداً سواء في الشمال أو الجنوب.

حيث تخضع تلك العمليات لتأييد شعبي في عموم المحافظات اليمنية، وبين كل شعوب المنطقة العربية والإسلامية، ولهذا أصبحت اليمن بشكل عام تحتل مركز الصدارة في الإعلام الغربي والعربي، وهذا الموقف جعل كل شعوب العالم تحترم اليمنيين في كل دولة، وهذا الموقف رفع من شأن اليمنيين الذين يحضون اليوم بكل الاحترام والتقدير في العالم، ولذلك الحراك الثوري الجنوبي دائماً مع القضايا العربية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ينظم في العديد من المحافظات الجنوبية مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ويندد بالعدوان على غزة.

ما مستقبل الوحدة اليمنية في ظل دعوات الانفصال المتزايدة التي تغذيها الإمارات؟

لا قلق على مستقبل الوحدة اليمنية في ظل قيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي- يحفظه الله- الشجاع والحكيم، وأمل المظلومين والمستضعفين، وأمل الشعب الجنوبي في تحرير المحافظات الجنوبية من الاحتلال السعودي والاماراتي، ومن الهيمنة الأمريكية، فالسيد الشجاع الذي يجعل اليمن من الشمال إلى الجنوب تتحرر، وتفرض السيادة على أراضيها وتسيطر على المياه اليمينة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وتؤكد للعالم بأن اليمن قادر على حماية الممرات الدولية وحركة التجارة الدولية والملاحية، وبموجب القانون الدولي اليمن يدافع على سيادته الوطنية وعلى حقه في السيطرة على الممرات الاستراتيجية التي ظلت لسنوات كثيرة مباحة ومهدورة للقوى العالمية الامبريالية.

بالإضافة إلى ذلك فان الامارات تدرك أن تغذيتها للدعوات الانفصالية في جنوب اليمن في ظل جود السيد القائد فاشلة، وهدفها الاحتلال والسيطرة والنهب فقط، وأهدافها وحقائقها أصبحت مكشوفة، ولهذا باتت الأصوات الجنوبية اليوم التي كانت تنادي بالانفصال تقل أكثر، حيت لا يمكن أن تطالب بانفصال اليمن بعد أن عرفت الحقيقة والهدف من الانفصال، والأوضاع اليوم التي يعيشها أبناء الجنوب تؤكد أن الانفصال يزيد من معاناة المواطن ويقوي دول الاحتلال التي سوف تتقاسم ثروات الجنوب، وما يحدث بين السعودية والامارات من تنافس على السيطرة وعلى المحافظات النفطية الشرقية والجنوبية خير شاهد.

ولذلك المهمة السياسية اليوم أمام القوى الجنوبية المناهضة للاحتلال السعودي والاماراتي هي المحافظة على الوحدة اليمنية ومقاومة العدوان وتحرير المحافظات الجنوبية والجزر من المحتل الأجنبي، ولذلك فالعدوان على اليمن بالأمس لم يكن بعيداً عن العدوان الصهيوني الأمريكي والبريطاني اليوم.

كلمة أخيرة

بعد العام 2015م الجنوب مر بمراحل متعددة من الصراع والنضال السلمي بدءاً من المسيرات المليونية والمطالبات بإسقاط نظام العقيدة والغنيمة نظام عفاش، وانتهاء باحتواء المخابرات السعودية والاماراتية والخليجية للبعض من قيادات الحراك الثوري ومن القيادات الجنوبية واحتضانها والعمل معها وصرف الأموال لها والامتيازات والمناصب القيادية والفلل والسيارات والحمايات العسكرية والامتيازات الأخرى، حيث قامت بإنشاء وتشكيل قوات عسكرية موالية لها، واحتلال المحافظات الجنوبية واستغلال أبنائها الذين كانوا يطالبون بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.

الاستخبارات الاماراتية استغلت المطالب التحررية وشكلت قوة حاضنة لها في المحافظات الجنوبية، على أساس أن الامارات ستحقق المطالب التحررية لأبناء الجنوب الذين يعانون أشد المعاناة، وفي الحقيقة فان الامارات لها مطامع استعمارية واضحة في السيطرة على الجزر اليمنية مثل ميون وسقطرى والمنشآت الاقتصادية ونهب الثروات، وتحويل الجنوب إلى قواعد عسكرية للقوات الإماراتية والأجنبية في إطار ما يسمى بالتحالف العربي لإعادة ما تسمى “الشرعية” إلى العاصمة صنعاء وهذا كان شعاراً كاذباً وأهدافه هي الاحتلال.

لقد دفعت الامارات المجلس الانتقالي إلى تبني الأساليب العنصرية من خلال تهجير أبناء المحافظات الجنوبية والزج بكل المعارضين السياسيين والإعلاميين من الحراك الثوري الجنوبي والمقاومة الجنوبية في السجون السرية التي كان يشرف عليها ضباط اماراتيون، ولهذا تحول الانتقالي إلى شرطي اماراتي يدير السجون السرية الإماراتية في المحافظات الجنوبية ويقوم بعملية الاعتقالات والتصفيات للمعارضين السياسيين.

واليوم ومع الوعي الشعبي انكشف الستار عن الانتقالي بالتزامن مع ما يتعلق بالموقف اليمني من العدوان الصهيوني على غزة ، حيث ظهر الانتقالي بموقف التبعية للإمارات العميلة للصهيونية ، وذهب للمزايدة بالقضية الجنوبية من خلال طرح شروط الاعتراف بالكيان الصهيونية والوقوف إلى جانبه في تأمين مرور حركة السفن في البحر الأحمر، مقابل الاعتراف به كدولة في الجنوب، وهذه المواقف سخر منها كل أبناء الجنوب، وأضعفت الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي الذي بدأ يتفكك أكثر فأكثر، وبدأت تظهر أوساطه حركات معارضة جديدة للسياسات الإماراتية والسعودية في الجنوب.

وبهذا يضعف الانتقالي ويتحول إلى مؤسسة استخباراتية للإمارات تقوم برصد تحركات المعارضين وتقوم بكتابة التقارير وتقوم بتنفيذ الأجندة الإماراتية في المحافظات الجنوبية ، ولذلك المجلس الانتقالي هو أداة من أدوات الإمارات منذ تأسيسه، ولأنه ليس له مستقبل توجهت الامارات بفتح الحوار مع حكومة صنعاء مقابل الحصول على موطئ قدم في اليمن، ومن أجل ضمان مصالحها الخاصة في الأراضي اليمينة، وضمان مستقبل أدواتها، وأعتقد أن حكومة صنعاء ترفض هذه المطالب، وتصر على رحيل الاحتلال الاماراتي والسعودي من داخل اليمن، والقيادة في صنعاء اليوم قادرة على فرض معادلة سياسية في الصراع اليمني اليمني ، وقادرة على ضرب العمق الاماراتي والسعودي، واستهداف كل فصائلها المنتشرة في المناطق الاستراتيجية في اليمن وكل القوات الأجنبية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان الأمریکی والبریطانی الاحتلال الاماراتی السعودی فی المحافظات الجنوبیة السعودی والاماراتی المحافظات الیمنیة السعودی الاماراتی الثوری الجنوبی الحراک الثوری السید القائد أبناء الجنوب العدوان على السیطرة على على الیمن فی البحر من خلال

إقرأ أيضاً:

كيف خرج مرتزقة الجنوب على مبادئ ثورة 14 أكتوبر؟

في الوقت الذي يستذكر فيه الشعب اليمني عامة، وأبناء الجنوب خاصة، ملحمة ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة، التي فجّرها الأحرار ضد الاستعمار البريطاني، تتكشّف اليوم ممارسات وسلوكيات وصَفها ناشطون ومراقبون بأنها “خيانة مكشوفة” وخروج صريح عن ثوابت الثورة، تمارسها قوى جنوبية مرتبطة بالإمارات، وعلى رأسها المجلس الانتقالي، بما في ذلك فتح قنوات تواصل أمنية وعسكرية مع العدو الصهيوني، واستقبال وفود استخباراتية إسرائيلية في عدن وأبين والضالع.

يمانيون / تقرير / خاص

 

 

انحراف عن مبادئ ثورة 14 أكتوبر  

ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة قامت على أساس واضح، رفض الهيمنة الأجنبية وتحرير الجنوب من الاستعمار بكل أشكاله. غير أن الواقع الراهن الذي تصنعه جماعات الارتزاق السياسي في جنوب الوطن يشي بعكس ذلك تمامًا.
فقد تحول بعض من تصدّروا المشهد الجنوبي، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، إلى أدوات لتكريس الهيمنة الأجنبية، ليس فقط عبر التبعية السياسية والعسكرية للإمارات، بل كذلك عبر التنسيق الأمني الصادم مع العدو الإسرائيلي، ما يمثّل انقلابًا خطيرًا على مبادئ الكفاح الوطني التي ضحّى من أجلها الشهداء.

 

فتح الجنوب للاستخبارات الصهيونية

وفق واقع لم ينكره المرتزقة أنفسهم ،  نشرته وسائل الإعلام العبرية وعدد من وسائل الإعلام التابعة للانتقالي وشهادات ميدانية محلية ، فإن ضباطًا من جهاز الموساد الإسرائيلي قاموا بزيارات غير معلنة إلى محافظات جنوبية ، تحت حماية وتنسيق مباشر مع قيادات في المجلس الانتقالي، صحيفة عبرية نشرت تقريراً  في العام 2022م ، تحدث عن وجود أصدقاء سريين لإسرائيل في جنوب اليمن، لفت انتباه موقع MiddleEastMonitor البريطاني الذي نشر تقريراً بعنوان، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في اليمن صديق سري لإسرائيل، تحدث عن العلاقات بين الطرفين وأهداف تل أبيب من أن يكون لها موطئ قدم في اليمن، هذا قبل أعوام ، أما الآن فقد أصبحت العلاقات مع العدو الإسرائيلي مكشوفة وخرج المجلس الانتقالي متباهياً بها، ففي عدن شهدت عدة لقاءات بين مسؤولين في الانتقالي وضباط أمنيين، من الاستخبارات الإسرائيلية، في مواقع داخل المعسكرات التي تُشرف عليها الإمارات، وتحديدًا في معسكرات البريقة ومحيط ميناء الزيت.

وفي أبين والضالع، تحرك ضباط صهاينة من التقنيين مصحوبين بعدد من القيادات الميدانية للانتقالي، في بعض القواعد الأمنية هناك، وصلوا على متن طائرات إماراتية خاصة ، وأُقيمت لهم جلسات تقييم ميدانية للوضع الأمني في المناطق المطلة على الساحل.

هذه التحركات تمت بغطاء إماراتي مباشر، حيث وفرت أبوظبي شبكة الحماية اللوجستية والطيران والتنقّل لهؤلاء الضباط، ضمن مسعى إماراتي لفرض نفوذ إسرائيلي استخباراتي على طول البحر العربي وباب المندب، في إطار صفقة إقليمية أوسع، وعلى خلفية موقف صنعاء المشرف في مواجهة العدو الصهيوني إسناداً لغزة .

 

خيانة لأهداف ثورة 14 أكتوبر

أمام هذه المعطيات، فإن ما يقوم به المجلس الانتقالي وقوى جنوبية أخرى لا يمكن وصفه إلا بكونه تسليمًا طوعيًا لسيادة اليمن لصالح قوى إحتلال خارجية، منها الإمارات والعدو الإسرائيلي.
هذه التطورات لا تمثّل فقط تهديدًا استراتيجيًا لأمن اليمن، بل خيانة مباشرة لأهداف ثورة 14 أكتوبر التي رفضت الوجود الأجنبي بأي شكل من الأشكال، فكيف إذا كان هذا الوجود إسرائيليًا، وعلى الأرض التي سقط فيها الشهداء من أجل التحرير والاستقلال؟

ورغم حالة التعتيم الإعلامي والتضييق الأمني الذي تفرضه سلطات المجلس الانتقالي، خرجت أصوات جنوبية وطنية، سواء في الداخل أو المهجر، تندد بهذه التحركات وتعتبرها طعنة في ظهر الشعب اليمني، وتؤكد أن التطبيع الأمني مع الكيان الصهيوني لا يمثل الجنوب ولا قضيته العادلة.

كتب أحد الناشطين من الضالع على صفحته ’’ثورة أجدادنا لم تكن لتُستثمر لصالح الموساد، ومن يفرش الأرض لرجال تل أبيب لن يكون إلا دخيلاً على ذاكرة النضال الجنوبي’’، فيما علّق أكاديمي جنوبي بارز من جامعة عدن قائلاً ’’ما يجري اليوم هو عملية اختراق خطيرة لهوية الجنوب، وتحويله إلى منصة أمنية تخدم أجندات العدو التاريخي للأمة، ولا بد من وقفة وطنية توقف هذا الانهيار’’.

خبراء وسياسيون حذروا من أن فتح الباب للوجود الاستخباراتي الإسرائيلي في جنوب اليمن سيحوّل المنطقة إلى بؤرة صراع إقليمي ودولي، ويعرّض السيادة اليمنية لخطر بالغ، خصوصًا في ظل موقع الجنوب الجغرافي الحساس، كما أشاروا إلى أن التواطؤ مع الكيان الصهيوني سيُسجّل تاريخيًا على أنه عار سياسي وأخلاقي لا يغتفر، لا سيما حين يتم عبر أدوات تزعم تمثيل الجنوب، بينما هي في الواقع تتاجر بتضحيات الأحرار لصالح تحالفات مشبوهة.

 

 الجنوب ليس للبيع

إن أبناء الجنوب، الذين فجّروا ثورة 14 أكتوبر بصدورهم العارية، لا يمكن أن يقبلوا أن تتحول بلادهم إلى مستعمرة إماراتية إسرائيلية بالوكالة، والوفاء الحقيقي للثورة هو في رفض أي وجود أجنبي، لا في تحويل شعار التحرير إلى ديكور تُغطى به خيانات موثّقة وتفاهمات مع العدو الصهيوني.
وإن كانت بعض القيادات قد اختارت مسار العمالة والارتزاق، فإن الأرض الجنوبية، التي أنجبت الأبطال المقاومين للمحتل والذين أخرجوه صاغراً يجر أذيال الهزيمة ، لن تصمت طويلًا أمام هذه الخيانة والتفريط في السيادة .

مقالات مشابهة

  • غضب شعبي في حضرموت ضد الانتقالي: 300 مليون ريال هدراً على “ترف دعائي”
  • اللواء الوهبي يدعو أبناء المحافظات الجنوبية لطرد المحتلين الجدد
  • كيف خرج مرتزقة الجنوب على مبادئ ثورة 14 أكتوبر؟
  • اللواء الوهبي يدعو أبناء المحافظات الجنوبية لثورة جديدة على نهج الآباء لطرد “المحتلين الجدد”
  • فلكي يمني يكشف موعد بدء فصل الشتاء في اليمن
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • مارون: دماء الشهداء التي بذلت في 13 تشرين هي التي أوصلت إلى تحرير لبنان
  • غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي.. .. تفاعل واسع مع الحديث عن أحمد الميسري (تقرير)
  • 7 ريختر.. زلزال يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقطب الجنوبي
  • الشنفرة يهاجم الزبيدي: خائن للقضية الجنوبية