عربي21:
2025-05-28@02:15:39 GMT

الدلالات الخطيرة لوجود معارضين سعوديين في صنعاء

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

في خضم الأحداث المتلاحقة التي يغرق فيها اليمن وتتأرجح فيها خيارات الحرب والسلام مع الأولويات الأمريكية الكارثية، ثمة ما يتعين الإضاءة عليه، إنه النشاط اللافت لمعارض سعودي شيعي يدعى علي بن هاشم بن سلمان الحاجي، المنحدر من محافظة الإحساء في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية والذي استقر مؤخراً في صنعاء وبدأ بالترويج للمملكة "الإلهية" الحوثية في اليمن.



لا يؤشر وجود هذا المعارض في صنعاء إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة شيعية متطرفة مرتبطة بإيران؛ قد تحولت إلى ملاذ للناشطين المرتبطين بالأجندة الإيرانية فحسب، ولكنه يشير إلى أن جماعة الحوثي تحولت أيضاً إلى بيدق منفلت يجري توظيفه من قبل طهران وحلفها الشيعي في المغامرات الخطرة جداً، ليقين لديها بأنها إنما تستقطع من رأس المال الجيوسياسي الأمريكي الذي يمثله الحوثيون، دونما خوف من فقدان النفوذ والسيطرة قياساً مثلاً بلبنان.

الظهور المتكرر لعلي الحاجي في صنعاء، التي لجأ إليها قادماً من لبنان، إثر إطلاقه تهديدات بنسف السفارة السعودية في بيروت، الهدف المباشر منه هو التأكيد بأن الدولة اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله لم تعد تحتضن هذا المعارض ولم يعد وجوده اختباراً لمدى امتثال الحكومة اللبنانية لمتطلبات الرضا السعودي عن بلد تتقاسمه طوائف متشاحنة، ويبدو في أمس الحاجة للدعم السعودي السياسي قبل المالي لكي يحافظ على استقراره الهش.

تعاني السعودية اليوم من ارتدادات الصفقة البائسة التي أبرمتها مع الحوثيين بضغط أمريكي كبير، وأدت إلى تمكين الحوثيين من مصادرة الصلاحيات السيادية للدولة اليمنية، وأهمها منح وثائق الهوية والسفر، فهذا المعارض يتباهى بحصوله على جواز سفر ينهي كافة القيود التي وضعت أمام مهمته السياسية المعارضة للحكم في المملكة.

وفي المقابل يواجه المئات من السياسيين المناهضين لجماعة الحوثي صعوبات في التنقل وفي العيش حتى في منافيهم، بفعل الضغط الذي يمارسه ما يسمى تحالف دعم الشرعية، بناء على نوايا واضحة لتجريد المشروع الوطني اليمني من أهدافه وطموحاته وثوابته، وإسكات كل صوت ينادي بإنهاء الحرب على قاعدة استعادة الدولة اليمنية والقضاء على مهدداتها.

لذلك يمكن القول إن وجود المعارض السعودي الشيعي علي هاشم الحاجي في صنعاء، يثمل أنموذجاً مصغراً للمنغصات الكثيرة والتهديدات العديدة، التي ستعاني منها السعودية في حال ذهبت إلى خطة سلام تثبِّتُ السلطة المنبوذة لجماعة الحوثي في صنعاء وتمنحها شرعية دولية، في ظل مؤشرات عن تحرك سعودي وشيك يرمي إلى تجديد التواصل المباشر مع الحوثيين بإرسال وفد إلى صنعاء رفقة الوسيط العماني، في أعقاب تصريحات عائمة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينج، أكد فيها أن لا حل عسكري للأزمة اليمنية، رغم تأكيدات مماثلة بأن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تعطل عملية السلام في اليمن.

اليمن في ظل سيطرة الحوثيين لن تكون بأي حال من الأحوال مثل لبنان في ظل هيمنة حزب الله الشيعي؛ الذي يحتكم رغم كل شيء؛ للتركيبة الطائفية المعقدة، ويضطر إلى الامتثال للتوافقات ومراعات مصالح المهيمنين الإقليميين على لبنان والمؤثرين في سياساته ومن بينهم السعودية.يقر هذا الطرح بالتأثير السعودي الفعال وغير القابل للرد في الأزمة اليمنية، خصوصاً من جانب التحالف الهش الذي تمثله السلطة الشرعية، بتركيبتها السياسية المتناقضة والمثيرة للشفقة، فالوضع المزري للسلطة للشرعية، للأسف، ُيُبقي الشعبَ اليمن تحت رحمة النوايا السعودية، التي يبدو أنها تراعي المصالح الذاتية، وتراعي بالقدر ذاته، التوازنات الدولية وتتصرف بحذر شديد تجاه الأولويات الأمريكية، وهي أولويات قاتلة بالنسبة للمشروع الوطني اليمني، بعد الانحياز المكشوف للدولة الامريكية؛ على تعدد إداراتها؛ إلى جانب حلفاء إيران في اليمن ومشروعهم السياسي الطائفي.

اليمن في ظل سيطرة الحوثيين لن تكون بأي حال من الأحوال مثل لبنان في ظل هيمنة حزب الله الشيعي؛ الذي يحتكم رغم كل شيء؛ للتركيبة الطائفية المعقدة، ويضطر إلى الامتثال للتوافقات ومراعات مصالح المهيمنين الإقليميين على لبنان والمؤثرين في سياساته ومن بينهم السعودية.

سيكون لدى جماعة الحوثي مساحة كافية لابتزاز الجار الشمالي، وتهديده وإبقائه تحت رحمة المزاج السياسي والطائفي للجماعة، وستعمل طهران ما بوسعها لتكريس سلطة ندية، مع قدرة على توظيف هذه الندية في كسر المقابل الإقليمي السعودي لها في المنطقة.

 لهذا ستصبح صنعاء ملاذاً ليس فقط للمعارضين السياسيين من السعودية وغيرها من دول المنطقة، ولكن أيضاً ستتحول -ـ نرى اليوم ـ إلى غرفة عمليات متكاملة لإدارة مشهد الفوضى في المملكة والمضي في خطة تمكين الأقليات الشيعية في المنطقة، ومنحها عمقاً جغرافياً للتصرف والتأثير، وهو أمر لا يمكن التعاطي معه بتأثير حقيقي، إلا عبر القوة العسكرية أي أن تضطر السعودية إلى خوض جولة حرب جديدة مع طرف سيتمتع هذه المرة بخطوط إمداد مفتوحة مع العالم كله وليس فقط مع إيران.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن السعودية المعارضة السعودية اليمن معارضة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن

يمانيون../
مثل هذا الاعتراف من العيار الثقيل من المسؤول الثاني بالولايات المتحدة العظمى، على لسان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لم يأتِ من فراغ، بل من تجارب واقعية وسلسلة ضربات عسكرية موجعة تلقتها البحرية الأمريكية من قوات صنعاء في معركة البحر الأحمر المساندة لغزة.

وهكذا قال نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فانس، في كلمة ألقاها بحفل تخرّج دفعة عسكرية من الأكاديمية البحرية الأمريكية بولاية ماريلاند: “لقد تدخلنا في اليمن بهدف دبلوماسي، لا نُورّط فيه قواتنا في صراع طويل الأمد مع قوة فاعلة غير حكومية (قوات صنعاء) تُلحق أضراراً بأصولنا وقواتنا بالصواريخ والمسيّرات”.

وأضاف: “عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو والفضاء بلا منازع انتهى الآن وأصبح ضرباً من الماضي، وعلى أمريكا وجيشها التكيّف مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة في العالم”.

وزير حرب أمريكا: فشلنا في اليمن

وفي مقابلة خاصة أجرتها قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أقرّ وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، بفشل عدوان بلاده على اليمن دون أن تحقق أهدافها المعلنة؛ وقف هجمات قوات صنعاء، والقضاء عليها، وتدمير ترسانة أسلحتها.

وقال: “لم ندمّر القدرات العسكرية للقوات اليمنية، فلدينا أولويات أخرى نركز عليها، مثل الصين وإيران، والولايات المتحدة لن تكرر ما فعلته في العراق وأفغانستان”.

وأضاف: “الرئيس دونالد ترامب قرر في نهاية المطاف وقف عمليات العدوان العسكري على اليمن، وفي البحر الأحمر ضد اليمنيين”.

وكان الرئيس ترامب أعلن، يوم الثلاثاء 6 مايو 2025، وقف العدوان على اليمن، مقابل وقف اليمن الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مع وقف الاستهداف بين الطرفين مستقبلاً، في اتفاق بوساطة عُمانية وفقاً لمعادلة صنعاء كمخرج لواشنطن من مستنقع اليمن.

وشنَّت الولايات المتحدة عدواناً عسكرياً انتهى بالفشل على المناطق الحُرة في حكومة صنعاء، في 15 مارس الماضي، باسم عملية “الفارس الخشن”، بما يقارب من 1,500 غارة جوية لمدة 53 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من 280 مدنياً، وإصابة أكثر من 650 آخرين.

.. واتفاق الهزيمة النكراء

بدورها، اعتبرت مجلة “ناشيونال إنترست” اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس ترامب واليمنيين هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا في المهمة القتالية الأعنف لقوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية.

وكشفت عن الهزائم التكتيكية المحرجة لأمريكا في عدوانها على اليمن، بتعرّض طائرات “F-35” من الجيل الخامس لخطر الموت في الأجواء اليمنية رغم تقنيات التخفي، وإعلان واشنطن تغيير قائد حاملة الطائرات “ترومان” عند وصولها إلى موطنها في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد موقع “ريل كلير ديفينس” الأمريكي العسكري إن لجوء إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء، لضرورة تجنب التورّط في صراعات خارجية مكلفة.

وأوصى صانعي السياسات الأمريكيين بالاعتبار من فشل عدوان عملية “الفارس الخشن” على اليمن كدرس عسكري في المستقبل لضبط النفس وعدم تحمّل الأعباء.

.. وفشل بـ”قيمة 7 مليارات دولار”

وأقرّت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأسبوع الفائت، بإنفاق الولايات المتحدة أكثر من سبعة مليارات دولار في العدوان العسكري على قوات صنعاء، خلال إداراتي بايدن وترامب، دون أن يحقق أي نتائج ملموسة، ما اعتبرته فضيحة وفشلاً عسكرياً.

وأكدت مؤسسة “أولويات الدفاع”، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، إهدار الولايات المتحدة أكثر من 7 مليارات دولار على العدوان في اليمن خلال أقل من عامين.

وقال الخبير في الشؤون الدفاعية والعسكرية، ماكنزي إيغلتون، لموقع “بارس توداي”:”إن التهديدات العسكرية في منطقة البحر الأحمر تشكّل تحدياً أمام الولايات المتحدة وتضعها في موقف لا يمكنها من خوض معركة طويلة الأمد وعالية الضغط بنجاح”.

وأقرّ القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية، الأدميرال جيمس كيلبي، أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، بأن حملة العدوان على اليمن فرضت ضغوطاً كبيرة على شركات صناعة الذخائر الأمريكية.

.. وصنعاء تطوّي صفحة “أم كيو 9”

تحت عنوان “سماء اليمن لم تعد آمنة لطائرات ‘ريبر'”، أقرت صحيفة “إنسايدر” الأمريكية بنجاح منظومات الدفاع اليمنية في إسقاط أحدث وأضخم المسيّرات طراز “أم كيو 9 ريبر” في سلاح الجو الأمريكي.

وقالت: “إن تكرار حوادث إسقاط طائرات ‘MQ-9’ الأمريكية في اليمن يُظهر التطور الملحوظ للقدرات الدفاعية لقوات صنعاء ودقة قدرتها على استهداف الطائرات الأمريكية المتقدمة”.

وأضافت: “إن التهديدات التي تواجة مسيّرات ‘أم كيو 9 ريبر’ الأمريكية من دفاعات صنعاء كفيلة بطيّ صفحتها، حيث تتكبّد هذه الطائرات المسيّرة خسائر متزايدة في الحرب مع اليمن”.

يُشار إلى أن قوات صنعاء أسقطت ثلاث طائرات نوع “F-18″، و26 طائرة أمريكية نوع “MQ-9” فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس” نصرة لغزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي السعودي، الذي استمر ثماني سنوات، وبدأ في 26 مارس 2015.

واستهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان، إسناداً لغزة.

السياسية : صادق سريع

مقالات مشابهة

  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • اتفاق وشيك؟: تحركات سعودية إماراتية للتفاوض مع الحوثيين والمبعوث الأممي يكشف المسار
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي في مرمى صواريخ الحوثيين
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي تحت مرمى صواريخ الحوثيين
  • قصة الحاج القذافي الذي عادت الطائرة مرتين لتقلّه إلى السعودية – فيديو
  • اليمن يستهدف عمق الكيان ب 41 صاروخا باليستيا
  • اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن
  • انفجارات مرعبة في صنعاء... مخازن الحوثيين تبتلع أرواح المدنيين وسرية مشددة تخفي الكارثة