كمين في الظلام.. كيف استخدمت باكستان السرّ الصيني لإسقاط جوهرة أسطول الهند
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
المعركة الليلية التي استمرت ساعة كاملة، وشارك فيها نحو 110 طائرات وفق تقديرات الخبراء، كانت الأضخم من نوعها منذ عقود. اعلان
ذكرت وكالة "رويترز" في تقرير موسّع أن شاشات غرفة العمليات في سلاح الجو الباكستاني أضاءت باللون الأحمر، بعيد منتصف ليل 7 أيار/مايو، بعد رصد مواقع عشرات الطائرات الهندية الفاعلة على الجانب الآخر من الحدود.
الهجوم جاء بعد اتهام نيودلهي لإسلام آباد بدعم مسلحين نفذوا في الشهر السابق هجومًا في كشمير الهندية أسفر عن مقتل 26 مدنيًا. ورغم نفي باكستان أي دور، توعّدت الهند بردّ عسكري، بدأ بغارات جوية فجر 7 مايو على الأراضي الباكستانية.
"أريد إسقاط الرافال"
وفق ما نقلته "رويترز" عن مسؤول كبير في سلاح الجو الباكستاني، أمر سيدهو بإقلاع مقاتلات J-10C الصينية الصنع، ووجّه باستهداف مقاتلات "رافال" الفرنسية، التي تعد درة أسطول الهند ولم تُسقط في أي معركة سابقة.
المعركة الليلية التي استمرت ساعة كاملة، وشارك فيها نحو 110 طائرات وفق تقديرات الخبراء، كانت الأضخم من نوعها منذ عقود.
مصادر أميركية أكدت للوكالة في مايو أن المقاتلات الباكستانية أسقطت على الأقل طائرة "رافال"، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول فعالية الأسلحة الغربية أمام البدائل الصينية. وتراجعت أسهم شركة "داسو" الفرنسية المصنعة للطائرة بعد هذه الأنباء، فيما قالت إندونيسيا، التي لديها طلبات توريد رافال، إنها تدرس شراء J-10 بدلًا منها، في مكسب كبير لبكين على صعيد التسويق الخارجي.
لكن مقابلات "رويترز" مع مسؤولين هنود وباكستانيين أظهرت أن الأداء القتالي للرافال لم يكن السبب الرئيس في إسقاطها، بل ما وصف بـ"فشل استخباري" هندي يتعلق بمدى صاروخ PL-15 الصيني الذي أطلقته المقاتلة الباكستانية.
Related سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل ساحة الصراعبعد "إقامة استثنائية" مطوّلة في الهند.. المقاتلة البريطانية تُقلع وسط سيل من النكاتلا قهوة ولا تفاح: دعوات في الهند لمقاطعة السلع التركية بعد دعم أردوغان لباكستان"مفاجأة تكتيكية"
الصاروخ PL-15، الذي لا تشغله سوى الصين وباكستان، أُطلق من مسافة تقارب 200 كيلومتر وفق رواية باكستانية، بل أبعد من ذلك وفق تقديرات هندية، ما يجعله من أبعد الضربات جو-جو المسجلة.
المسؤولون الهنود أوضحوا أن تقديراتهم السابقة كانت أن مدى النسخة المصدّرة لا يتجاوز 150 كيلومترًا، وهو ما منح الطيارين شعورًا زائفًا بالأمان. المسؤول الباكستاني قال: "نصبنا لهم كمينًا"، مشيرًا إلى تنفيذ هجوم حرب إلكترونية لتعطيل أنظمة الهند، بينما تقلل نيودلهي من تأثير هذه الإجراءات.
"سلسلة قتل" متعددة المجالات
ثمانية مسؤولين باكستانيين وهنود أكدوا للوكالة أن باكستان لم تستفد فقط من مدى الصواريخ، بل نجحت في ربط أجهزتها العسكرية بأنظمة المراقبة الجوية والأرضية لتشكيل ما يُعرف بـ"سلسلة القتل"، ما منحها صورة أوضح لساحة المعركة.
أربعة مسؤولين باكستانيين أوضحوا أن هذا الربط تم عبر نظام محلي الصنع "Data Link 17"، جمع بين مقاتلات صينية وطائرة استطلاع سويدية الصنع، ما سمح للـJ-10 بالاقتراب دون تشغيل راداراتها، والبقاء غير مرصودة.
الهند تحاول إنشاء شبكة مماثلة، لكنها تواجه تحديات بسبب تنوع مصادر تسليحها. الخبير البريطاني، غريغ باغويل، علّق بأن النصر في هذه المعركة كان "لمن امتلك أفضل إدراك للموقف".
من الدفاع إلى الهجوم
بعد الضربات الهندية التي وصفتها نيودلهي بأنها استهدفت "بنية تحتية إرهابية"، أمر سيدهو بتحويل مهام السرب من الدفاع إلى الهجوم. خمسة مسؤولين باكستانيين قالوا إن الهند دفعت بنحو 70 طائرة، وهو ما وفر بيئة "غنية بالأهداف" لصواريخ PL-15.
وتميزت المعركة بأنها أول مواجهة جوية كبيرة في العصر الحديث تُستخدم فيها أسلحة لضرب أهداف خارج مدى الرؤية، فيما بقيت الطائرات داخل أجواء بلدانها.
الهند لم تعترف بإسقاط رافال، لكن قائد سلاح الجو الفرنسي قال في يونيو إنه اطلع على أدلة تؤكد خسارتها، إلى جانب طائرتين أخريين للهند إحداهما من طراز "سوخوي".
تصعيد وأهداف استراتيجية
عقب معركة 7 مايو، بدأت الهند في استهداف بنى تحتية عسكرية باكستانية، مستخدمة صواريخ "براهموس" المحلية الأسرع من الصوت لاختراق الدفاعات الجوية. وفي 10 مايو، أعلنت نيودلهي ضرب تسعة مواقع تشمل قواعد جوية ورادارات باكستانية، إضافة إلى تدمير طائرة استطلاع في حظيرة بجنوب باكستان، قبل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار بوساطة أميركية.
اتهامات بالتنسيق مع الصين
نائب قائد الجيش الهندي، الفريق راهول سينغ، اتهم باكستان بتلقي "مدخلات حية" من الصين خلال المعارك، في إشارة إلى بيانات رادار وأقمار صناعية، وهو ما تنفيه إسلام آباد. بكين أكدت أن تعاونها العسكري مع باكستان "جزء من شراكة طبيعية لا تستهدف طرفًا ثالثًا".
وفي يوليو، زار قائد سلاح الجو الصيني باكستان لبحث كيفية دمج المعدات الصينية في "سلسلة القتل" التي أسقطت الرافال. الجيش الباكستاني قال إن المسؤول الصيني أبدى "اهتمامًا كبيرًا بالاستفادة من خبرة باكستان القتالية في العمليات متعددة المجالات".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة مجاعة إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة مجاعة باكستان فرنسا الصين الهند إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة مجاعة حركة حماس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا بنيامين نتنياهو سلاح الجو
إقرأ أيضاً:
معاريف تكشف عن تغير لافت في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
كشف تقرير نشرته صحيفة معاريف عن تغير لافت في إدارة إسرائيل للمعركة ضد قيادة حركة حماس في الخارج بعد اتهامات للموساد بالتقاعس عن القيام بمسؤولياته في هذا الملف، مما دفع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى إنشاء وحدة خاصة لتصفية وملاحقة قادة الحركة في دول عربية وأوروبية رغم أن هذا العمل ليس من صلاحياته التقليدية.
جاء ذلك في سياق التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة العسكري آفي أشكنازي وحمل عنوان "حماس الخارج لم تعد محصنة"، وانتقد فيه بشدة أداء المستوى السياسي في إسرائيل خلال الحرب.
وحذر المراسل العسكري من أن البلاد وصلت إلى واحدة من أدنى نقاطها منذ اندلاع المواجهة بعد فشلها في تحقيق هدفيها الأساسيين المعلنين، وهما تحرير 50 أسيرا لا يزالون في قبضة حماس، وإزاحة الحركة عن السيطرة في قطاع غزة.
خطط المرحلة المقبلةوأشار أشكنازي إلى أن رئيس الأركان الفريق إيال زامير أجرى زيارة ميدانية أمس الجمعة لقوات فرقة 162 العاملة في قطاع غزة، وهي القوة التي تقاتل بلا انقطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضمن عملية "عربات جدعون"، وانتشرت خلالها في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا والأحياء الشمالية لمدينة غزة، ويُتوقع أن تُكمل خلال أيام مهمتها في تدمير المناطق التي سيطرت عليها شمال القطاع.
ونقل المراسل العسكري عن مصادره أن زامير أبلغ قادة وجنود الفرقة أن الأيام القريبة ستكشف إمكانية التوصل إلى صفقة جزئية لتحرير بعض الأسرى، محذرا من أن فشل المفاوضات سيعني استمرار القتال دون توقف.
وأشاد بما زعمها من إنجازات حققتها الفرقة، مشيرا إلى أن هذه النجاحات تمنح الجيش مرونة عملياتية وقدرة على تعديل أساليبه وتقليل الاستنزاف، ودفع حماس إلى مأزق متصاعد، على حد قوله.
ووفق أشكنازي، يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ خطتين بديلتين في المرحلة المقبلة، أبرزها فرض حصار كامل على مدينة غزة، مع شن هجوم واسع تشترك فيه القوات الجوية والبحرية والمدفعية ويستهدف مباني ومناطق داخل المدينة بنيران كثيفة.
إعلانأما في الجانب الإنساني فيرى أشكنازي أن إسرائيل ارتكبت خطأ إستراتيجيا عندما استجابت لضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تقليص المساعدات الإنسانية وحصر توزيعها بالجيش في محطات رفح.
وأشار إلى أن الموقف الأسلم كان منذ البداية إغراق غزة بكميات ضخمة من المواد الغذائية والدقيق الممول من جهات دولية إلى درجة تفوق قدرة حماس على السيطرة عليه.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا مؤخرا إلى توفير إمدادات غذائية تفوق الطلب في غزة، بهدف إضعاف سيطرة حماس على قنوات توزيع المساعدات الإنسانية.
وشبّه المراسل العسكري أداء القيادة السياسية الإسرائيلية بوضع "جسر القيادة في سفينة تايتانيك"، حيث تستمر الفرقة الموسيقية بالعزف رغم أن السفينة تغرق، في إشارة إلى انشغال الحكومة بخلافات سياسية وحزبية على حساب إدارة فعالة للحرب.
وأكد أن تجاوز هذا المأزق يتطلب 3 عناصر أساسية، وهي قيادة رشيدة ومسؤولة تتصرف كشخص بالغ ومسؤول، وقرارات مهنية تستند إلى تقديرات عسكرية وأمنية لا حسابات سياسية ضيقة، إضافة إلى تحرك حاسم ومتزامن في جميع الجبهات داخل غزة وفي الخارج، وعلى الصعيدين العسكري والدبلوماسي.
وفي هذا السياق، سلط أشكنازي الضوء على جانب يعتبره "إخفاقا أمنيا خطيرا"، وهو أن قادة حماس في الخارج -والذين صنفتهم إسرائيل أهدافا للتصفية- ما زالوا يتحركون بحرية ويقيمون في فنادق فاخرة بالشرق الأوسط وأوروبا، على حد زعمه.
وقال إن جهاز الموساد لم ينفذ عمليات ناجحة ضدهم، مما دفع المؤسسة الأمنية إلى تكليف الشاباك بمهمة غير تقليدية، وهي إنشاء وحدة خاصة لملاحقة هؤلاء القادة.
وهذه الخطوة -حسب أشكنازي- تمثل تغييرا كبيرا في توزيع الأدوار داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتعكس حجم الاستياء من أداء الموساد ورئيسه ديفيد برنيع الذي اتهمه بالتقصير المتعمد في هذا الملف الحساس.
وختم المراسل العسكري تقريره بالتشديد على أن أي إهمال في ملف حماس الخارج سيبقي الحركة قادرة على إعادة بناء قوتها وتنظيم صفوفها حتى لو تلقت ضربات قاسية في القطاع، معتبرا أن هذه الجبهة باتت لا تقل أهمية عن ميدان القتال في غزة.