أفردت وسائل الإعلام الدولية مساحة واسعة للهجمات التي شنتها إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة على كيان العدو الصهيوني رداً على قصف تعرض له مبنى ملاصق للقنصلية الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل الجاري.
وقالت مجلة إيكونوميست “إن الإسرائيليين عاشوا ليلة مرعبة وهم يتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت”.
ووصفت الضربات الصاروخية وموجة الطائرات بدون طيار بأنها تمثل تصعيداً أكبر بكثير، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها.


ورغم أن “إسرائيل” قادرة على التعامل بشكل شبه مؤكد مع التهديد المباشر –وفق تحليل المجلة- فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن أن تنتقم، مع احتمالات جرّ المنطقة وأمريكا إلى حرب شاملة.
ونقلت عن مصدر عسكري أمريكي –أن إيران ووكلاءها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اجتياح الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قائلة “إنهم يريدون إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين”،
واعتبرت إيكونوميست أن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يتجاوز خطاً جديداً، مما قد يضطر تل ابيب للانتقام، وهو سيناريو “ليس مضمونا “.
أما صحيفة هآرتس العبرية فقد حذّرت، في مقال لمحللها العسكري عاموس هاريل، من أن الهجوم الإيراني سيشعل الحرب على كافة الجبهات.
وعزا الكاتب تأخر طهران في الرد على قصف مجمع سفارتها في دمشق إلى التحذير الذي وجهه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى القيادة الإيرانية من مغبة الانتقام من مقتل القائد الكبير في الحرس الثوري الجنرال محمد رضا زاهدي في العاصمة السورية مطلع الشهر الجاري.
وذكر هاريل في مقاله أنه ليس هناك ما يوحي بأن تحذير بايدن ردع الإيرانيين عن القيام بأي عمل، أو أنهم كانوا سيكتفون بالاستيلاء صباح يوم السبت على سفينة شحن ذات صلة غير مباشرة بإسرائيل في خليج عمان.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليا قد تتفاقم أكثر، كما يتضح من التغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي صدرت مساء السبت.
وقال: إن تحذيرات بايدن وحشده القوات الأمريكية في المنطقة ينطوي على مشاكل متعددة طويلة المدى؛ فهو يدل أولا على اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، “بينما، للمفارقة، أن حكومة نتنياهو تبذل منذ أشهر كل ما في وسعها لإيذاء الرئيس الأمريكي وإهانته”.
وثانيا، على الرغم من تهديدات واشنطن، فمن المشكوك فيه جداً أن تقرر إيران التراجع، الأمر الذي سيلقي علامة استفهام على استعراض القوة الأمريكية.
ثالثا، لا يزال بإمكان طهران اختيار طرق بديلة أو إضافية للانتقام، مثل ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج.
ولفت الكاتب إلى أنه في حال رأت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، فإن طبيعة الرد سوف تعتمد على التحركات الإيرانية، فضلاً عن الموقف الأمريكي، مشددا على أن الدعم الأمريكي ليس هدية مجانية، وستكون هناك حاجة إلى الأخذ في الحسبان اعتبارات الإدارة الأمريكية.
وأضاف: أن الأمر الواضح بالفعل هو أن شيئا أساسيا قد تغير في حسابات إيران. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية، وكذلك المؤسسة الأمنية، لم تأخذ ذلك في الاعتبار.
ومن الواضح أيضا –وفق مقال هآرتس- أن هذا الأمر يرتبط بانطباع إيران بأن إسرائيل قد ضعفت، وغرقت في حربها ضد حماس، وأن من الممكن الآن أن تتعرض لضربة مباشرة.
وفي المقال الذي نشره موقع ذا هيل الأمريكي المتخصص في شؤون الكونغرس والبيت الأبيض، قالت تارا سونينشين، الباحثة في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، إن إيران ربما تكون قد تجاوزت للتو “الخط الأحمر” من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل.
وأوضحت أن “الخط الأحمر” يعني في السياسة الخارجية حدوداً لا يمكن تجاوزها، وهو مصطلح يستخدمه قادة الدول للدلالة على أن عبوره يعني لديهم أن “الأمر جلل”.
وأشارت إلى أنه سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقرر كيفية الرد وأين يقع “الخط الأحمر” الخاص به – وما إذا كانت هذه ضربة محدودة أم بداية أزمة متصاعدة.
ومضت الدبلوماسية الأمريكية السابقة في مقالها إلى القول إنه لا يُعرف كيف سترد إسرائيل، وكيف سيؤثر ذلك على الحرب التي تشنها على غزة، حيث تم تعليق غزو مدينة رفح جنوبي القطاع.
وترى الكاتبة أن إسرائيل ستكون في حالة تأهب قصوى بالنظر إلى وضعية إيران كقوة يُعتقد امتلاكها أسلحة نووية.
وفي مقال بصحيفة تلغراف البريطانية تحت عنوان: “ماذا ستفعل إسرائيل بعد الهجوم الإيراني؟” قالت الصحيفة إن تحركات نتنياهو التالية ربما تتوقف على مدى الضرر الذي أحدثه هجوم ليلة السبت وما استهدفه القادة الإيرانيون بالضبط.
وأبانت أن أحد العوامل الحاسمة فيما يتعلق بما يمكن أن يحدث بعد ذلك هو مدى قدرة تل ابيب وحلفائها على اعتراض الطائرات المسيرة وأي صواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
وإذا كانت بضعة مسيرات أو صواريخ تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية صباح يوم الأحد وضربت بعض الأهداف العسكرية – وقد تكون قواعد في الشمال ذي الكثافة السكانية المنخفضة- فإن هذا قد يجعل إيران تشعر بأنها حققت هدفها دون إغراق المنطقة بأكملها في أتون الحرب.
ومع إقرار الصحيفة بأن الهجوم الإيراني يُعد تصعيداً بالغ الخطورة، إلا أنها ترى أن إطلاق طهران تلك الطائرات من داخل أراضيها سيتيح لإسرائيل وحلفائها مزيدا من الوقت لاعتراضها.
ورسمت الصحيفة البريطانية سيناريو لما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية. وقالت إن نتنياهو قد يطلق رداً مماثلا يتمثل في شن غارات جوية على أهداف إيرانية، سواء كانت قواعد عسكرية أو مقار حكومية.
ومن الخيارات الواضحة الأخرى للانتقام الإسرائيلي –بحسب تلغراف- شن ضربات جوية على مقر الحرس الثوري الإسلامي أو قواعده حول إيران، “وعندها ربما يوقف الجانبان الأعمال العدائية، مع شعور كل طرف بأنه أخذ بثأره”.
وباعتقاد الصحيفة أنه لا تزال هناك احتمالات قاتمة لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وهو السيناريو الكابوس الذي من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الأرواح البشرية على الجانبين، وقد يجر الولايات المتحدة ــ وربما بريطانيا ــ إلى المعركة.
ولاحظت تلغراف أن هناك شيئاً مختلفاً تماماً في هذا الهجوم وهو أنه لا يتناسب مع نمط سلوك إيران السابق، حيث شنت هجمات سرية على إسرائيل أو اعتمدت على وكلاء إقليميين لتنفيذ أوامرها.
وهذا يعني أن إسرائيل –والغرب- أصبحا الآن في وضع غير مألوف وخطر للغاية، وفق تقرير الصحيفة.
لكن وفقاً لمصادر رسمية لم يُكشف عنها، استشهدت بها وسائل الإعلام الأمريكية سي إن وأكسيوس، فإن بايدن حذر نتنياهو خلال محادثة هاتفية -استمرت ما يقرب من نصف ساعة ليلة الأحد بأن الولايات المتحدة لن ترافق إسرائيل في أي هجوم مضاد على إيران.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شهدت مدينة دبي إختتام النسخة الثالثة من “البرنامج العلمي الأول من نوعه ” في منطقة الشرق الأوسط للجمعية الخليجية لقسطرة القلب حول المستجدات المتعلقة بعلاجات صمامات القلب والشرايين

اختتمت “الجمعية الخليجية لقسطرة القلب” اليوم نسختها الثالثة من “البرنامج التعليمي الطبي” الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط “لمناقشة أخر المستجدات المتعلقة بصمامات القلب”. تم خلال المؤتمر الذي عُقد من 31 مايو إلى 1 يونيو وأقيم في فندق كونراد في دبي، مناقشة أحدث ما توصل إليه العلم فيما يتعلق بعلاجات أمراض القلب والشرايين وعمليات القسطرة القلبية وأحدث الأبحاث التي توصل إليها العلماء من حول العالم. ويهدف هذا الحدث إلى نشر الوعي بأهمية جراحات القلب والقسطرة والتي تعد السبب الرئيسي للوفيات عالمياً.

شهد الحدث الذي أشرف على إعداده شركة أيكوم جروب، حضور أكثر من 650 مشارك ومتحدث من أطباء القلب التداخليين، وجراحي القلب، والفنيين، والممرضات من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وحول العالم. إشتمل البرنامج على 7  جلسات محورية و4 عمليات بث مباشر لحالات معقدة و7 ورش عمل. كما وتم إعتماد هذا المؤتمر من قبل المجلس الأوروبي للإعتماد في أمراض القلب في أمراض القلب (EBAC) بما يعادل 12 ساعة من التعليم الطبي المستمر للاعتمادات الخارجية.

وصرح الدكتور فواز المطيري، رئيس الجمعية وإستشاري أمراض القلب والقسطرة بمركز الملك عبدالعزيز لأمراض وجراحة القلب بمستشفى الحرس الوطني بالرياض قائلا”: “إن أهم المبادرات التي تركز عليها الجمعية إستقطاب فئة الأطباء الشباب وتهدف إلى توفير مجموعة من المنح لتلك الفئة في كافة فعالياتنا لاسيما من الهند وباكستان والعراق والسعودية ومصر وإيران وسيريلانكا وتركيا.”

وأضاف المطيري، “لقد شكلت ورش عمل المحاكاة المتخصصة للتدخل القلبي والهيكلي وزرع الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVI) وجراحة القلب، مادة علمية قيمة للحاضرين إذ وفرت لهم فرص التدرب عليها لإستخدامها وممارستها خلال المؤتمر الذي شهد إقبالاً واسعا في نسخة هذا العام.”

كما قام مجلس أدارة الجمعية مجموعة من الفعاليات لتكريم عدد من أبرز الأطباء لاسيما اللجنة العلمية القائمة على وضع هذا البرنامج وساهمت في هذا المؤتمر وهم نخبة من أبرز الخبراء: الدكتورة سندس سمرقندي والدكتور سالم عسيري والدكتور محمد الرشيدان (المملكة العربية السعودية)، والدكتور أحمد الشطي (الكويت)، والدكتور عبدالرحمن النابت (قطر)، والدكتور عارف النورياني والدكتور فهد باصليب (الإمارات)، والدكتور حسام نور (البحرين)، والدكتور محمد المخيني (عُمان) و أيضا تم تكريم الشركات الداعمة للمؤتمر.

هذا وتعقد الجمعية مؤتمرها السنوي لهذا العام في الفترة من 28 إلى 30 نوفمبر في فندق انتركونتيننتال فستيفال سيتي، دبي. وسيتم عرض المشاركات من قبل عدد من المختصين جنباً الى جنب خلال البث المباشر للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.


مقالات مشابهة

  • إيران تكشف مفاجأة حدثت قبل ضربتها لإسرائيل.. ما علاقة مصر؟
  • شهدت مدينة دبي إختتام النسخة الثالثة من “البرنامج العلمي الأول من نوعه ” في منطقة الشرق الأوسط للجمعية الخليجية لقسطرة القلب حول المستجدات المتعلقة بعلاجات صمامات القلب والشرايين
  • إيران تستدعي القائم بالأعمال السويدي.. ما علاقة إسرائيل؟
  • الإتحاد الأوروبي يصدم الحوثيين وإيران بعقوبات جديدة على صلة بالهجمات في البحر الأحمر
  • عقوبات أوروبية وأميركية تستهدف كيانات وقيادات إيرانية متورطة بدعم الحوثي
  • أوستن: تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يظل أولوية للإدارة الأمريكية
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف صناعة الطائرات المسيرة
  • بعد قليل.. الرئيس الأمريكي جو بايدن يلقي كلمة حول الشرق الأوسط
  • مرة أخرى .. نتنياهو يستفز المغاربة بخريطة تتضمن المغرب مبتورا من صحرائه
  • أحداث الشرق الأوسط وأوكرانيا وتايوان في صلب محادثات وزيري الدفاع الصيني والأمريكي