قوات الاحتلال ترتكب 6 مجازر في غزة وتنسحب من بيت حانون
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي في القطاع إلى 33 ألفا و899 شهيدا بعد ارتكاب قوات الاحتلال 6 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، ويأتي ذلك في وقت انسحبت فيه قوات الاحتلال من بيت حانون شمالي القطاع.
وأوضحت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 6 مجازر راح ضحيتها 56 شهيدا و89 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33 ألفا و899 شهيدا، و76 ألفا و664 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وناشدت وزارة الصحة في غزة جميع الجهات المعنية بالعمل على تمكين مرضى السرطان والمصابين بأمراض مزمنة والجرحى الذكور من الفئة العمرية ما بين 16 إلى 65 عاما من السفر للعلاج حفاظا على حياتهم حيث يموت العديد منهم يوميا.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 أشخاص اليوم إثر قصف الاحتلال تجمعا لفلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة أبو الهنود بمخيم يبنا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن فرق الدفاع المدني والإسعاف في القطاع نقلت عددا من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، حيث أجريت لهؤلاء الجرحى الذين أصيبوا في قصف إسرائيلي لمنزل بحي الشجاعية شرق غزة، الإسعافات الأولية في ظل نقص شديد بالمعدات الطبية.
وذكر مراسل الجزيرة أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مصنعا للأدوية شرقي دير البلح، وأضاف أن آليات الاحتلال الإسرائيلي تقدمت بشكل محدود شرق دير البلح وسط وابل من إطلاق النار وقذائف المدفعية على المباني والمنازل في المنطقة.
من جانب آخر، انسحبت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي من بيت حانون شمالي قطاع غزة بعد توغل دام أكثر من 36 ساعة، حاصرت خلالها مراكز إيواء النازحين واعتقلت عددا منهم، ونكلت بأهالي البلدة.
وأظهرت مشاهد الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال، حيث جرفت الأراضي الزراعية قبل انسحابها من البلدة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قنص جندي إسرائيلي في بيت حانون خلال معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية التي أعادت التوغل في المنطقة بعد نحو 4 أشهر من انسحابها منها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أحد جنود وحدة النخبة في سلاح الجو بجروح خطيرة في اشتباكات بشمال قطاع غزة الليلة الماضية.
جنوبا، قال موقع "والا" العبري إن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى الاستعداد للعمليات البرية في رفح والمخيمات وسط قطاع غزة. وأوضح أنه تمت الموافقة على المفهوم العملياتي لخطة اجتياح رفح من قبل هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش بدأ بزيادة عدد قوات سلاح المدفعية وناقلات الجنود المدرعة والغرف الحربية المتنقلة في مقر قيادة فرقة غزة، وأنه تم -كجزء من تحضير المنطقة- اتخاذ عدة قرارات، منها زيادة المساعدات الإنسانية لتشمل جميع أنحاء قطاع غزة، حتى تحظى إسرائيل بما وصفها بشرعية دولية لدعم العملية في رفح.
وحذرت دول غربية إسرائيل من اجتياح رفح، وقالت إن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على مئات آلاف المدنيين، بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء في حكومته أعلنوا أنهم مصممون على تنفيذ عملية عسكرية في المدينة بذريعة القضاء على ما تبقى من كتائب المقاومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الاحتلال بیت حانون قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يواصل الحرب على خان يونس وبيت حانون.. الاحتلال بين أطماع التوسع والضغوط الدولية
البلاد – غزة
في مشهد يعكس تداخل الأهداف العسكرية مع الحسابات الجيوسياسية، تدخل العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة مرحلة توصف في خطاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنها “حاسمة”، بينما يراها مراقبون محاولة مكشوفة لتحقيق أطماع توسعية تحت غطاء “القضاء على حماس”. وبينما تواصل إسرائيل حربها على خان يونس وبيت حانون، تواجه في المقابل عاصفة من الانتقادات والضغوط الدولية بسبب ما خلفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
التصريحات المتكررة من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، حول “حسم المعركة” في مناطق محددة كخان يونس، تثير تساؤلات عن حقيقة الأهداف المعلنة للحرب. فبينما تزعم إسرائيل أن الهدف هو تفكيك قدرات حماس، فإن طبيعة العمليات – تدمير شامل للبنية التحتية، قصف مكثف للأحياء السكنية، إخلاء قسري للمدنيين – توحي بتكتيكات تتجاوز القضاء على “الخطر الأمني”، إلى فرض تغييرات ديموغرافية وجغرافية قد تُفسر كمحاولات لتوسيع النفوذ الميداني، أو على الأقل إعادة تشكيل الواقع في غزة بما يخدم الأجندة الإسرائيلية طويلة الأمد.
في المقابل، لم يعد بإمكان إسرائيل تجاهل موجة الانتقادات الدولية المتزايدة. المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تصف غزة بأنها “المكان الأكثر جوعاً في العالم”، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 100% من السكان مهددون بالمجاعة. كذلك، يواجه الاحتلال اتهامات بانتهاك القانون الدولي عبر استهداف منشآت طبية ومراكز إيواء، فضلاً عن قصف منازل المدنيين.
هذه الضغوط تمثل كابحًا حقيقيًا لأي طموح إسرائيلي بالتوسع أو إعادة هندسة القطاع ديموغرافيًا، كما تُقوّض محاولات تبرير العمليات تحت مظلة “مكافحة الإرهاب”، خصوصًا مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى أكثر من 54 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.
التحرك الأمريكي عبر المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، يُنظر إليه كحبل نجاة يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطة الحرب المفتوحة، دون أن يقدم فعليًا حلاً جذريًا للقضية الفلسطينية. قبول إسرائيل المشروط، ورفض حماس لما وصفته بـ”غياب الضمانات”، يعكس أن الأطراف لا تزال تتعامل مع التهدئة كمرحلة تكتيكية، لا كمدخل لتسوية شاملة.
من جانبها، تبدو حماس قادرة على توظيف تداعيات الحرب لتعزيز موقعها السياسي، رغم الخسائر المادية الفادحة. استمرارها في طرح تحفظات على المبادرات الدولية، وإصرارها على ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، يظهر أنها تراهن على عامل الزمن وتآكل الدعم الدولي لإسرائيل، خاصة مع اتساع التعاطف العالمي مع المدنيين الفلسطينيين.
بين أطماع التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة، وسقف المقاومة الفلسطينية المتجدد، تقف إسرائيل في موقع شديد الحرج أمام المجتمع الدولي. فالاحتلال بات محاصراً بين إصراره على “الحسم” وفق منطقه الأمني، وضغط متزايد من العالم الرافض لسياسات العقاب الجماعي. ومع استمرار النزوح، واتساع رقعة الدمار، تتقلص قدرة إسرائيل على تسويق روايتها، وتزداد الحاجة إلى حل سياسي يوقف دورة الدم ويفتح الباب لمعالجة جذرية للقضية الفلسطينية.