خبير عسكري: قاذفة اللهب الروسية الجديدة "التنين" سلاح فتاك خطير ضد مشاة العدو
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
أعلن الخبير العسكري، العقيد المتقاعد الروسي أوليغ ستاريكوف أن قاذفة اللهب الروسية الجديدة "التنين" ستلحق خسائر فادحة بقوات نظام كييف.
وأوضح أن المنظومة الجديدة تم تطويرها خلال عام واحد فقط. ولن ينجو منها المقاتلون الأوكرانيون حتى في المخابئ المحصنة.
يذكر أن شركة "أوميك تيخماش"، بصفتها جهة مصنعة لقاذفات اللهب، تقدمت في مطلع فبراير الماضي بطلب الحصول على براءة اختراع للمنظومة الجديدة وتسجيل علامة "توس – 3، التنين" التجارية.
جدير بالذكر أن المنظومة الجديدة لديها 15 سبطانة فقط، ما يقل عما هو عليه في قاذفتي اللهب "بوراتينو" و"سولنتسيبيوك" (توس - 1). لكن مع تخفيض عدد السبطانات يزداد وزن كل صاروخ، فضلا عن تزويد "التنين" بمعدات إضافية ومنظومة الحماية الدينامية النشطة.
وقال الخبير:" يرجح أن يستخدم "التنين" الصواريخ النفاثة بطول 3.7 متر، حيث يزداد مداها حتى 15000 متر. كما سيزداد وزن رأس ذخيرته الترموبارية ( الضغط والحرارة)، وكتلة الوقود الصلب الذي يستخدم كذلك في منظومة "توس – 2". أما نسخة أخرى للذخائر فسيصل مداها من 6 كيلومترات وحتى 10 كيلومترات.
يذكر أن منظومة "سولنتسيبيوك، توس – 1" تمتلك 24 سبطانة ويصل وزنها إلى 46 طنا. ولم يستبعد الخبير أن ينخفض وزن المنظومة الجديدة إلى 40 طنا، ما سيزيد من سرعتها وقابليتها للمناورة، وقال إن إنتاج منظومات "التنين" المطورة لن يستغرق وقتا طويلا، ولم يستبعد أن تصل نماذجها الأولى العام الجاري إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
المصدر: روسيسكايا غازيتا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الروسي صواريخ مشروع جديد
إقرأ أيضاً:
التنين ليس عدونا !
مرّ أكثر من عقد من الزمان منذ أن شاهدتُ أنا وأبنائي فيلم الانميشن How to Train Your Dragon، تذكرنا ذلك بحنين جارف ونحن نشاهدُ مؤخرا النسخة المُحدثة منه، بأسلوب واقعي ومؤثرات حية. لكن الفيلم تجاوز الإمتاع القديم والماكث في صورة «اصطياد الفايكينج للتنانين أو ترويضها»، حدث ذلك عندما التمع المعنى الخفي لسردية «الآخر» المُتخَذ كعدو، ولذا لم يعد بإمكاني هذه المرّة التماهي مع القوة البصرية للفيلم، كما حدث في النسخة الأولى عام ٢٠١٠، إذ سرعان ما شبكتُ أحداثه -وعلى نحو شخصي- بخيوط حياتنا مشروخة المعنى!
قد لا تبدو المقاربة دقيقة أو واقعية، إلا أنّي وأثناء المشاهدة تذكرتُ المقاومة الفلسطينية الصلبة منذ عقود، رغم ما يُصاحبها من خذلان وبؤس. تلك المقاومة التي رآها البعض بطريقة نمطية وهشة، ورجمها بعضٌ آخر بما يُثيرُ الحنق بكلمة «البادئُ أظلم»، وهكذا تحول المدافعون عن حياتهم إلى تنانين خطرة، لا يستحقون إلا المزيد من القتل، لقد تحولوا إلى شر محض!
«هيكاب» الفاشل في لعب دور المقاتل، وسّع الصورة ليُرينا أبعادا صادمة للحقيقة المتوهمة والتي عاش أجداده الفايكنج عليها، لا سيما عندما اكتشف أنّ التنين ليس هو العدو، وهنا تراخت كل الحُجج، فبدا القتلة أكثر عُريا أمام أنفسهم مما كانوا عليه ! تماما كما فعلت أنهار الدماء التي سالت منذ السابع من أكتوبر، لتُغير مجرى القصّة.. إنّه لثمن فادح حقا ! لكن هذا النهر الأحمر صفع العالم الكئيب ونبش الحكاية المُغطاة تحت وابلٍ من الأكاذيب، فكل ما تفعله التنانين في حقيقتها أنها لا تستسلم لمنظومة القتل البائسة والصامتة، بل تقلبُ الطاولة رأسا على عقب، فلا أحد يعرف كم هي مكلومة ومُعذبة ومتروكة!
من الصدف اللافتة وبعد مشاهدة الفيلم شاركني الكاتب والشاعر الفلسطيني عبدالرحمن بسيسو مقاله الذي حمل عنوان «الجبهةُ الإنسانيَّةُ لمُنَاهِضَةِ الصُّهيونيَّة»، تحدث فيه عن القابضين على جمرة إنسانيتهم في هذه الحياة. فهو يُراهن على النِّضال الإنسانيِّ الانعتاقيِّ التَّحرُّري، الشامل والمُتَكامل، ضدَّ الصُّهيونيَّة الواسمةِ نفسَهَا -عبر أقوالها وأفعالها- بالعنصرية والتَّوحش والجشع، مستهدفة بالهتك والفتك والإبادة جميع «الأغيار» أيًا ما كانت أعراقهم، أو جذور حضاراتهم، ودياناتهم، ومعتقداتهم، ومناهج تفكيرهم، وطرائق تعبيرهم عن ذواتهم، ومرجعيات انتماءاتهم الثقافية، والحضارية والآيديولوجية، والجيوسياسية، وألوان بشراتهم، ولغاتهم، ومستوياتهم الحضارية، وأنماط عيشهم، نازعة عنهم إنسانيتهم تسويغًا لاستهدافهم!
رفض هيكاب أن يظهر التنين بوصفه مصدر تهديد دون تصدير أدنى شفقة على ما يُضمره من أوجاع خلف مظهره الخشن! وأراد بسيسو من جهة أخرى أن نُعيد الاعتبار لجوهر الإنسان، خارج السرديات البغيضة. فالمشروع الصهيوني منظومة تُجرّد الإنسان من إنسانيته كي تُبرر سحقه. مشروع لا يرى في «الأغيار» سوى هدف مشروع للفتك والإبادة، وهو ما يجعل الفلسطيني في مرمى الموت كل دقيقة !
قد تبدو غزة اليوم كـ«غضب الليل» المجروح، تنينًا بجناحٍ مكسور، يُناورُ في سماء محاصرة بأملٍ مخذول، في انتظار أبطال يخرجون من أساطيرهم ليعيدوا توازن هذا العالم المختلّ، أبطال يُبدلون قدر الحكايات المُظلمة لخلاص مُرتجى! وربما هذا هو ما يفعله الأدب والفن عادة، يمنحانا تفسيرات مُذهلة لفهم واقعنا المُلغم، ويجعلانا على مسافة آمنة من فهم مشاعرنا، كما يُضيئان فينا مساحات شاسعة من التعاطف المفقود، لا عبر فهم ساذج وبسيط بل عبر تجليات مُكثفة للرمزية الآسرة. عندما وقف هيكاب في نهاية الفيلم بقدم مبتورة ومستبدلة بقطعة حديد، لم يكن لأحد أن يوقف فيض الدمع، فنحن لا محالة لا يمكننا عزل شعور عن آخر، لا يمكننا عزل وجع مُتخيل عن آخر -من شدة واقعيته- يبدو فنتازيا !
هدى حمد كاتبة عُمانية ومديرة تحرير «نزوى»