ضربة أخيرة وكفى.. كاتب إسرائيلي يشير إلى عادة إسرائيلية خلال الحروب
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أعاد دخول الجيش الإسرائيلي إلى شرق رفح واحتلال معبر رفح البري بين غزة ومصر، التذكير بالسلوك المتكرر في عدة حروب سابقة، تحت مبدأ "ضربة واحدة أخرى وكفى".
وقال الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، في مقال نشرته صحيفة هآرتس إن "الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي يقومون باتخاذ خطوات مختلف عليها، هدفها تكتيكي ولكن مغزاها استراتيجي ونتائجها تصعب إنهاء الحرب.
وأضاف ميلمان: "أنا سأسمي ذلك آلية التشويش البافلوفي، وأحيانا هذا الأمر تم من خلال النية على تشويش وإحباط نتيجة غير مرغوبة لحكومة أو جيش، وأحيانا من خلال رد بافلوفي غير مسيطر عليه تقريبا".
ونظرية بافلوف في التعلم أو نظرية الارتباط الشرطي هي نظرية تقوم أساسا على عملية الارتباط الشرطي التي مؤداها أنه يمكن لأي مثير بيئي محايد أن يكتسب القدرة على التأثير في وظائف الجسم الطبيعية والنفسية إذا ما صوحب بمثير آخر من شأنه أن يثير فعلا استجابة منعكسة طبيعية أو اشتراطية أخرى.
وذكر ميلمان أنه "في كل مرة توشك فيها حرب أو عملية عسكرية واسعة على الانتهاء فإنهم يعملون بصيغة ’ضربة واحدة أخرى وكفى’، وهكذا كان عندما خرق الجيش الاسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر 1973 ودخل إلى شرك في مدينة السويس، ومجلس الأمن قرر في 22 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام وقف إطلاق النار، لكن الحادثة التي خرق فيها الجيش المصري القرار أمر وزير الجيش موشيه دايان - خلافا لقرار الحكومة التي تبنت قرار الأمم المتحدة - الفرقة 162 بمواصلة القتال من أجل احتلال السويس وتعزيز الحصار على الجيش الثالث وتحسين خط الجبهة. المعركة انتهت بفشل الجيش الإسرائيلي في معظم مناطق المدينة وبخسائر كبيرة، وقد اعتبر ذلك أحد أخطاء إسرائيل الكبرى في هذه الجبهة. وقد قتل 80 جنديا إسرائيليا وأصيب 120 جنديا في هذه المعركة.
وأشار الكاتب إلى عملية مشابهة كانت في نهاية حرب لبنان الثانية، ففي آب/ أغسطس 2006 أصدر مجلس الأمن القرار 1701 لإنهاء الحرب. ولكن رئيس الحكومة في حينه، إيهود أولمرت، ووزير الجيش، عمير بيرتس، وقادة الجيش (رئيس الأركان في حينه دان حلوتس)، أمروا الفرقة 162 بمواصلة القتال من أجل تحسين المواقع والاقتراب من نهر الليطاني، وقتل حينها سبعة جنود وأصيب العشرات.
وبين أن "الحرب في غزة ينفذ فيها المستوى العسكري، بقيادة رئيس الأركان هرتسي هليفي، وبناء على تعليمات من المستوى السياسي برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالنت، عمليات تحركها الاعتبارات السياسية والغطرسة الشخصية والتصور المتوهم للكرامة الوطنية وتسبب أضرارا كبيرة".
وأضاف أنه "في نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 تقرر وقف إطلاق النار وعقد صفقة لإطلاق سراح المخطوفين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وإسرائيل اتهمت حماس بأنها خرقت شروط الصفقة عندما أطلقت سراح 8 مخطوفين بدلا من 10 مخطوفين، ولم تقدم أي معلومات كما وعدت عن عائلة بيبيس وأولادها كفير وآرئيل. بعد ذلك اعترف معظم كبار قادة جهاز الأمن والجيش الاسرائيلي بأن هذا كان خطأ أدى إلى استمرار موت المخطوفين في أسر حماس. الوزير غادي آيزنكوت هو الآخر عارض قرار الحكومة وقال إنه كان يجب الاستمرار في الصفقة".
وخلال هذا الأسبوع، ردت إسرائيل بشكل "بافلوفي"، وتفاجأت الحكومة الإسرائيلية من بيان حماس الذي حصل على دعم الإدارة الأمريكية ومصر، والذي بحسبه هي توافق على خطة إطلاق سراح المخطوفين على مراحل مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أسابيع، خلالها ستتم بلورة صيغة لإنهاء الحرب أيضا، بحسب ما جاء في مقال الكاتب.
وأوضح ميلمان أن "إسرائيل رفضت هذا الاقتراح بذريعة أن حماس تقوم بمناورة خداع وتقدم عروضا عبثية هدفها تأخير دخول رفح. حتى لو كان هذا الأمر صحيحا فما الذي كانت ستخسره إسرائيل لو أنها انتظرت. المستوى السياسي والمستوى الأمني يهددون منذ ثلاثة أشهر بأنه سيتم دخول رفح لتقويض سلطة حماس. وانتظار بضعة أيام أو أسبوع لاستنفاد هذه الفرصة، حتى لو لم تكن كبيرة، ما كان سيزيد أو ينقص أي شيء".
وقال إنه "من هنا أصبح من الواضح أن قرار دخول رفح، مرة أخرى من قبل الفرقة 162، أدى إلى إفشال فرصة العملية السياسية. نتنياهو يتحدث منذ أشهر عن رفح وكأنها نقطة أرخميدس التي ستحسم الحرب، وتصريحاته تذكر بمبرراته في عام 1996 عند افتتاح النفق في حائط البراق الذي أدى إلى أعمال شغب لثلاثة أيام وقتل 17 جنديا و100 فلسطيني".
وذكر أن "نتنياهو قال في حينه إن زيارة النفق تجعل شعب إسرائيل يلامس صخرة وجوده، في حينه، كما هي الحال الآن فإنه من الواضح أن تصريحات نتنياهو هي ديماغوجيا استهدفت إرضاء قاعدته".
واعتبر أن "نتنياهو ويحيى السنوار غير معنيين، لاعتبارات شخصية، بالاتفاق الذي سيؤدي إلى إنهاء الحرب، الأمر الذي يمكن أن يؤدي أيضا إلى إنهاء حكمهما، كما أن اعتبارات غالانت وهليفي مختلفة عن اعتبارات نتنياهو. فهما على قناعة بأن احتلال رفح والمس بآلاف المخربين هو عملية تحطم التوازن، وستكسر قوة صمود حماس وتؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين أيضا، وهذا وهم، لأنه إضافة إلى ذلك، خلافا للخطاب الانفعالي، فإن دخول الجيش الإسرائيلي هو خطوة محدودة ورمزية على الأغلب لأغراض داخلية وعلاقات عامة".
وأكد أنه "في معبر رفح تم رفع علم إسرائيل وكأن هذه هي الحرب العالمية الثانية، ففي حينه رفع الجنود الأمريكيون العلم الأمريكي في جزيرة إيفوجيما بعد انتهاء الحرب".
وشرح أن "السيطرة في معبر رفح لا تعتبر صورة انتصار، بل عملية يائسة تدل على فقدان القدرة والرغبة في اتخاذ قرار استراتيجي لإنهاء الحرب: تحرير جميع المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة وإحضار كل الجثامين، هذا القرار أيضا سيثير ردود متسلسلة ستؤدي إلى وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان وإعادة المخلين إلى بيوتهم في مستوطنات الجنوب والشمال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي رفح الجيش الاسرائيلي إسرائيل الجيش الاسرائيلي رفح حرب غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار إطلاق سراح فی حینه
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة " المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، حوالي الساعة الثانية ظهرا (11:00 ت.غ) في مكتب الأخير ب القدس الغربية، وفق القناة.
وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأربعاء، بلغ عدد الوفيات 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
القناة تابعت: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.
و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
وزادت القناة أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع".
ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في قطاع غزة، وفق القناة.
وأردفت أن زيارة المركز تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/ أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و239 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و152 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.
القناة العبرية قالت إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق مهم وتحتاج إلى اتخاذ قرار: هل تمضي قدما في صفقة وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم تختار تصعيدا قد يوسع نطاق الحرب إلى أبعاد جديدة؟".
وتابعت أن "ويتكوف، القادر على ممارسة الضغط، قد يكون حاضرا في محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية المتصاعدة".
في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام اتفاق فوري لإعادة ذويهم من غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ودعت أمهات الأسرى، في المظاهرة، ويتكوف إلى الضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أنه يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتهاء عربات جدعون - الجيش الإسرائيلي يسحب عدة ألوية من قطاع غزة تفاهمات مع 5 دول - يديعوت تكشف تفاصيل جديدة بشأن تهجير سكان غزة إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس الأكثر قراءة وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب بيت ليد الإعلام الحكومي بغزة: احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعيا جريمة بلا حليب: إسرائيل الهمجية وغزة تموت جوعاً عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025