استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، وفدا من حكومة بيورا الجهوية بالبيرو.

وأكد حاكم جهة بيورا، إرنستو نيرا ليون، في تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات، على أهمية مواصلة تعزيز العلاقات بين المغرب والبيرو وتنويع مجالات التعاون الثنائية، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة التي يزخر بها البلدان.



وفي هذا الإطار، أشار  نيرا ليون إلى أن التوقيع، يوم الثلاثاء الماضي بالداخلة، على اتفاقية التوأمة بين مجلس جهة الداخلة-وادي الذهب وحكومة بيورا الجهوية، يشكل تجسيدا ملموسا للتعاون متبادل المنفعة بين المغرب والبيرو.

من جانبه، أبرز البرلماني وعضو الكونغرس البيروفي، إدواردو كاستيو ريفاس، بصفته ناطقا باسم حزب القوة الشعبية في بيورا وعضوا في مجموعة دعم وتأييد مبادرة الحكم الذاتي المغربية، أهمية هذه التوأمة التي من شأنها إعطاء زخم جديد للعلاقات بين البلدين اللذين يحتفلان بالذكرى الستين لعلاقاتهما الثنائية.

وتهدف اتفاقية التوأمة، التي تم توقيعها خلال الزيارة التي قام بها وفد من حكومة بيورا الجهوية لجهة الداخلة-وادي الذهب، إلى تعزيز علاقات التعاون الثنائي في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وشكلت زيارة الوفد البيروفي إلى جهة الداخلة-وادي الذهب فرصة للاطلاع على أهم المشاريع المهيكلة بالجهة، والدينامية التنموية والتقدم الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة على كافة الأصعدة.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

مشروع تطوير «شلالات وادي دربات».. حلم ينتظر اليقظة!

سعيد بن محمد الرواحي

في ديسمبر من عام 2010، وجّه السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - بتنفيذ مشروع متكامل لتطوير «وادي دربات» بمحافظة ظفار، في خطوة تعكس رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالسياحة البيئية والطبيعية في سلطنة عمان.

وقد شملت تلك التوجيهات الكريمة إنشاء سدّ مائي لحجز المياه، وتأهيل الشلالات لتكون أكثر جذبًا واستمرارية، إلى جانب تطوير عين «غيضت» وتجميل المنطقة المحيطة بها، وتزويد الموقع بالخدمات الأساسية، لتُصبح هذه المواقع الطبيعية في متناول الزائرين طوال العام، ليست فقط باعتبارها معلمًا طبيعيًا ساحرًا، إنما بصفتها رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا مستدامًا.

إلا أن هذه التوجيهات، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، ما زالت حبيسة الخطط الورقية، فيما لا تزال الشلالات موسمية الظهور، وأحيانًا تغيب في مواسم الخريف بسبب ضعف الأمطار وجفاف الوادي في أشهر الصيف.

لقد بات واضحًا أن استثمار الطبيعة الخلابة في محافظة ظفار يحتاج إلى إرادة تنفيذية تتناسب مع خطط الحكومة لتعزيز قطاع السياحة، خاصة في ظل التحول الذي تشهده المحافظة والجهود التي تبذل حاليا من عمليات التطوير والتحديث، والتي بدأت تجد لنفسها موقعًا متقدمًا على خارطة السياحة العربية، بل وتغدو في فصل الشتاء وجهةً لعدد متزايد من السياح الأوروبيين الباحثين عن الدفء والطبيعة.

إن «شلالات دربات» ليست مجرد تيار مائي ينساب من بين الجبال، بل تمثل لوحة طبيعية فاتنة تنبع من أعماق الصخور، وتتخلل التكوينات الجبلية في مشهد يأسر العين ويمنح الزائر شعورًا فريدًا بالهدوء والسكينة. غير أن هذا الجمال الأخّاذ يبقى رهين تقلبات الأمطار، ما يجعل الشلالات تغيب أحيانًا عن المشهد في عدد من مواسم الخريف، مخيبة آمال السياح الذين يتطلعون لرؤيتها. ولعل إنشاء شلالات صناعية دائمة الجريان، على غرار ما هو معمول به في دول رائدة سياحيًا، يُعدّ مشروعًا بالغ الأهمية لإحياء هذا المعلم، وتحويله من مشهد موسمي إلى عنصر جذب على مدار العام، لا سيما إذا أُرفق المشروع بمسارات للمشي، ومناطق استراحة، ومرافق سياحية متنوعة.

إن أغلب المعالم التي تجذب السيّاح إلى ظفار، سواء في موسم الخريف أو غيره، هي هبات ربانية، لا يد للإنسان فيها منها: الجبال الخضراء، والأمطار الموسمية، والسهول الممتدة، والشلالات، والعيون، والسواحل الممتدة، وهذا ما يُضاعف من المسؤولية الواقعة على الجهات المختصة؛ فحين يمنحك الله هذه الكنوز الطبيعية، فإن واجب الدولة أن تحسن استثمارها، وتحوّلها إلى صناعة سياحية حقيقية.

إن المطلوب اليوم هو تدخل حكومي جاد يُحدث طفرة سياحية نوعية، تجعل من محافظة ظفار وجهة جاذبة للسيّاح من المواطنين والمقيمين في داخل البلد، ومن الزوار القادمين من الخارج، ليس فقط في موسم الخريف، بل على مدار العام.

إلى جانب مشروع تطوير وادي دربات، فإن محافظة ظفار تزخر بعدد كبير من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تنتظر استثمارًا نوعيًا يحولها إلى محطات سياحية حقيقية.

ومن أبرز المقترحات التي يتناقلها المواطنون:

- إنشاء عربات معلقة (تلفريك) تربط بين قمم الجبال ومواقع الشلالات والعيون، وتتيح مشاهد بانورامية لا تُنسى.

- إقامة مقاهٍ ومطاعم بإطلالات جبلية وبحرية، بتصاميم تتناغم مع الطابع البيئي للمكان.

-تطوير «كهف المرنيف» ومنطقة المغسيل بخدمات فندقية خفيفة ومرافق ضيافة متنقلة.

- إحياء الأسواق القديمة في صلالة لتكون وجهات ثقافية تراثية تقدم الحرف العمانية والعروض الفلكلورية، على غرار مشروع سوق الحافّة.

- تحويل شواطئ ظفار إلى وجهة للرياضات البحرية عبر برامج مستدامة تحافظ على البيئة وتستقطب محبي المغامرة.

- تنشيط السياحة العلاجية والروحية في مواقع مثل جبل سمحان ووادي هرويب، لما لها من طابع عزل طبيعي مميز.

في الختام، فإن مواسم السياحة في عُماننا الغالية لا تعرف الانقطاع، فقد أنعم الله علينا بتنوع جغرافي وبيئي ومناخي نادر على مستوى العالم.

وتُعد محافظة ظفار مثالًا حيًا لذلك، إذ تمتاز بمقومات سياحية تؤهلها لاستقبال الزوّار على مدار معظم أشهر السنة.

ومن هنا، فإن الاعتماد فقط على موسم خريف ظفار لانتعاش السياحة لا يرقى لطموحاتنا؛ بل كان الأجدر أن نعمل على إنشاء بنية سياحية مستدامة، ومرافق متكاملة، إلى جانب أنشطة ترفيهية متنوعة، تضمن جذب السياح طوال العام.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي يلتقي وفدا من حماس في إسطنبول
  • مودرن سبورت يفوز على وادي دجلة وديًا استعدادا لمواجهة الأهلي
  • قبل مواجهة الأهلي.. مودرن سبورت يهزم وادي دجلة بثنائية المتولي وديًا
  • مشروع تطوير «شلالات وادي دربات».. حلم ينتظر اليقظة!
  • مستشار يسائل بوريطة عن إنهاء مهام 16 إطارا تربويا مغربيا ببلجيكا بشكل "مفاجئ"
  • جعجع استقبل وفدًا من بلدية كفرعبيدا
  • جنبلاط استقبل وفداً من الجماعة الإسلامية
  • مصرع مسن سقط من عربة كارو بالوادي الجديد
  • برنامج علاجى لحالات الأنيميا بين الأطفال في الوادي الجديد
  • حليف الأسد الدولي يستقبل مسؤولا في حكومة الشرع