الثورة نت:
2025-05-18@10:44:51 GMT

الصرخة محرك تحولي في اليمن والأمة الإسلامية

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

تتأصل الكلمة في لُبّ الحضارات، فهي الركيزة التي تُشيّد عليها صروح الثقافة وتُنقش بها آيات التاريخ الخالدة. هي ذات الكلمة التي تُشعل فتيل الثورات الجياشة في أعماق النفوس، وتُترجم أرقى المشاعر وأنبل المواقف أمام مصاعب الوجود اليومي. بقوة الكلمة، يُعلي الأوفياء لواء الصدق في مواجهة الانحراف والغواية، مُتشبثين بسبيل الإرشاد، مُتحملين وطأة المجازفات ليبلغوا مرفأ الصدق، حيث تتلاقى الحياة العزيزة التي يستأهلونها، في رفعة الشموخ وعلو الكرامة وأُفق الحرية الرحب.


من رحم الكلمة، انبثقت المسيرة القرآنية العظيمة، لم تكن مجرد كلمة عابرة، بل كانت صرخة الحق التي هزت أركان الاستكبار العالمي، فسعوا لخنقها قبل أن تتنفس الحرية، لكنها انطلقت تهدم حصون الغرور والطغيان، وتُرعد عروش الشر في كل أصقاع الأرض، وسرعان ما تحولت إلى طوفان عاتٍ يجتث كل زرع خبيث نما على يد الكفر والعدوان في أمتنا.
كان العالم، بأسره، على حافة هاوية من التغييرات الجذرية لصالح قوى الظلم، التي تُطيح بالحكومات والدول، تنهب الثروات، وتُقيّد الشعوب بقيود العبودية باسم مكافحة الإرهاب، بعد أن أتقنت فن الخداع الذي شهد سقوط أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك. وهكذا، اندفعت الصهيونية بقبضتها الأمريكية لتغزو بلدان الأمة الإسلامية، معتبرة الإسلام عقبة كأداء في طريق تحقيق مصالحها وأهدافها العالمية، التي تسعى للهيمنة المطلقة على جميع دول العالم، بعد أن استولت على السيطرة الاقتصادية، فأصبح البنك الدولي هو الحاكم الأوحد للسياسات الاقتصادية العالمية، محددًا مسارات التنمية بما يضمن بقاء الدول في أدنى مستويات النمو، خاضعةً ومستسلمةً للسيطرة الدائمة.
وفي ظل هذه الأجواء، انطلقت آلة الإعلام العملاقة لتوجيه العقول نحو مسارات تُبعدها عن كل معتقد ودين وأخلاق، تحولها إلى مجرد أدوات استقبال سلبية، خاوية من التفكير العقلاني، مُعدة لاستقبال كل ما يُلقى فيها من سموم الفكر الغربي الكافر.
لذا، جاءت الرؤية الاستباقية للشهيد القائد، السيد حسين بدرالدين الحوثي، رحمه الله، كنور يُضيء في زمن الظلمات، حين فتحت دول المنطقة العربية أبوابها للضباط الأمريكيين، ليشرفوا على تدمير الأسلحة التي تهدد سلطتهم، متقبلين ذلك تحت شعار “إثبات حسن النوايا”. وفي الوقت نفسه، كان الخوف من القوة الأمريكية يملأ قلوب الزعماء والقادة العرب، من ملوك ورؤساء، الذين استسلموا للمقصلة الأمريكية دون تفكير أو تمهل.
في هذا السياق، قاد الشهيد القائد ثورة فكرية ثقافية قرآنية لم تكن في الحسبان، واحتضنها الشعب اليمني بكل فخر واعتزاز، حتى أثمرت قوة وعزيمة لا يستهان بها. من كان يتصور أن صرخة الحق والعزة ستتحول إلى قوة إقليمية ودولية تصنع التحولات وتقود أمة الإسلام نحو مواطن العزة والكبرياء؟ نتذكر الأيام التي كنا نرفع فيها الصرخة في مقراتنا، ولم نكن نتخيل أن يأتي يوم نرفعها عبر شاشاتنا وإذاعاتنا. إنها الحقيقة والنور، والحكمة التي نطق بها الشهيد القائد.
إن العالم لا يتغير إلا بالمواقف الشجاعة والجريئة، ومن يختار البقاء خلف الجدران سيظل محاصرًا بها، حتى يأتي الطوفان الذي يجرف كل شيء.
في هذه الأيام، نستذكر بكل فخر واعتزاز ذكرى انطلاقة الصرخة العظيمة، تلك الصرخة التي تجسدت فيها معاني الصدق والحكمة، والتي أطلقها الشهيد القائد، رائد الفكر والعمل، الذي أمر أتباعه بإعلانها عاليًا، مؤكدًا على أنها تمثل جوهر الحكمة والبصيرة. إنها تعبير عن رؤية استشرافية، تنبع من فكر قائد لا يتبع الآخرين بل يسير على درب الحرية، مستلهمًا من مبادئه الدينية الراسخة والقيم المجتمعية النبيلة. فكر قائد، ينأى بنفسه عن الأفكار السلبية لأولئك الذين تم تنصيبهم من قبل القوى الغربية كقادة وزعماء وملوك على الأمة العربية، ليبقوها تحت الهيمنة والسيطرة، كمصادر للثروات ومخازن استراتيجية، ولتظل شعوبها مجرد أسواق استهلاكية، تعيش في ظلال الجهل، مكتفية بتأمين مقومات الحياة الأساسية، تحت سطوة الأنظمة الأمنية القمعية التي تستغل خيرات البلاد وتقاسمها مع الدول المتغطرسة، مقابل البقاء في السلطة.
لنتأمل اليوم ما أصبحت عليه الصرخة، فقد تحولت من مجرد شعار إلى واقع ملموس، ولا يزال الأعداء يعبرون عن دهشتهم وحيرتهم من التطورات التي شهدها اليمن، بعد تسع سنوات شاقة من العدوان والحصار، والخذلان العربي والدولي المؤسف. اليوم، تحولت الصرخة إلى صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، وإلى شعب عريق يتحد ويتناغم مع قيادته الحكيمة، التي لم تشهد إلا العزة والشموخ، ولم تعرف إلا الوفاء والإخلاص. اليوم، نحن في مواجهة مباشرة مع القوى الغربية والصهيونية، وبفضل الله تعالى، قد أغلقنا كل منافذ التجسس والفتن الطائفية، ولم يتبقَ لديهم إلا العملاء والخونة الذين لن يستطيعوا أبدًا أن يثنوا عزيمة هذا الشعب العظيم، الذي تحرر من كل قيود الهيمنة الفكرية والفتنوية، وانطلق نحو مستقبل مشرق بالعزة والكرامة والحرية، يبني واقعًا جديدًا ومستقبلًا واعدًا له ولأجياله القادمة، رافضًا كل أشكال العبودية إلا لله، متوكلًا على الله العزيز الحكيم، واثقًا بنصره وتأييده، ومتحدًا مع قيادته الباسلة الشجاعة، ممثلة بقائد المسيرة القرآنية، قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله ونصره. واثقًا به، فمن لم يكن مؤمنًا به من قبل، فقد أصبح اليوم شاهدًا على الفرق بين الأقوال والأفعال، وما أعظمها من أفعال بدأت بكلمة، بدأت بصرخة… صرخة الحق والعزة والحرية والكرامة والشموخ. صرخة: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود، النصر للإسلام
القائم بأعمال محافظ تعز *

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية تطلق مؤتمرها الـ17 “البصمة الوراثية وتحرير الجينات” تحت رعاية سمو ولي العهد

أطلقت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية مؤتمرها الدولي الـ17 “البصمة الوراثية وتحرير الجينات في عصر الذكاء الاصطناعي.. رؤية إسلامية” تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، وحضور وزير الصحة د.أحمد العوضي.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، قال الوزير العوضي: إن اختيار موضوع المؤتمر يعد انعكاسا لوعي مؤسساتنا العلمية والفقهية بعمق التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في زمن تتقاطع فيه بعض معطيات الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية والضوابط الشرعية وتتشابك فيه القدرات التقنية مع مسؤولياتنا الأخلاقية والاجتماعية.

وأضاف أن العلوم الجينية غدت ركيزة من ركائز الطب الحديث حاملة آمالا واعدة لعلاج الأمراض الوراثية المستعصية وتطوير نماذج علاجية دقيقة تراعي التركيب الجيني لكل مريض لكن هذه الطفرات العلمية على ما تحمله من بشائر تطرح في المقابل تساؤلات دقيقة حول حدود التدخل البشري في الخلق ومشروعية تعديل الصفات الوراثية ومآلات التحكم في الجينات المشكلة لمستقبل الإنسان.

وأوضح أن البصمة الوراثية أصبحت من أدوات التحليل الجيني المستخدمة عالميا في مجالات متعددة لاسيما في الطب والعدالة وتظل كغيرها من التطبيقات العلمية محاطة بجملة من التحديات التي تستوجب نقاشا مؤسسيا متخصصا يراعي الأبعاد المختلفة في إطار من الضبط والوعي.

وذكر أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي بات من الممكن تحليل ملايين الشفرات الوراثية في ثوان معدودة والتنبؤ بالاستجابات الدوائية والمسارات الجينية بدقة غير مسبوقة غير أن هذه الإمكانات تضع الإنسانية أمام مسؤوليات أخلاقية وتشريعية أبرزها التلاعب الجيني لأغراض غير علاجية وانتهاك الخصوصية الوراثية والتمييز الجيني واستغلال التقنية لأغراض تجارية أو تجريبية لا تضبطها المنطلقات الأخلاقية أو العلمية أو القانونية.

واستطرد قائلا “من هنا تتعاظم الحاجة إلى رأي مؤسسي راسخ يستند إلى علم رصين وفقه متزن وحكمة بصيرة ورأي يشارك في صناعته العالم المتخصص والفقيه المتمكن والمشرع الواعي والطبيب المؤتمن لوضع تصور متوازن يراعي مصالح الإنسان وأمانته في الاستخلاف”.

وأشاد الوزير العوضي بالدور الريادي الذي تضطلع به المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية التي تأسست عام 1984 بمبادرة كريمة من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، خلال رئاسته لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتكون منبرا جامعا يواجه مستجدات الطب الحديث بعقل علمي وروح شرعية.

وذكر أن المنظمة ناقشت عبر العقود الماضية العديد من النوازل الطبية التي تمس جوانب الشريعة ومواطن التماس بين الاجتهاد الطبي والرأي الشرعي من أطفال الأنابيب إلى الخلايا الجذعية ومن الاستنساخ إلى الذكاء الاصطناعي ومن فقه الوبائيات إلى الرحم الصناعي مرورا بزراعة الأعضاء والطباعة الحيوية والبنوك الوراثية وغيرها من القضايا الدقيقة التي تتطلب عمقا في النظر واتزانا في الفتوى وحكمة مسؤولة في اتخاذ القرار.

وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر على أرض الكويت وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، يجسد رؤية الكويت في دعم العلم والعلماء وتكريس المبادئ الإنسانية وتوسيع جسور الحوار بين المعارف الحديثة وأحكام الشريعة الإسلامية، مشددا على أن تسخير العلم يجب أن يكون لخدمة الإنسان وأن التقنية ينبغي أن تبقى أداة للرحمة.

من جانبه قال رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية رئيس المؤتمر د. محمد الجارالله في كلمة له أثناء حفل الافتتاح إن “المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية مواكبا لأخطر التحولات العلمية التي تطال جوهر الإنسان وتركيبته الجينية” داعيا إلى “ضرورة إصدار موقف شرعي وعلمي متزن تجاه هذه القضايا”.

وأوضح الجارالله أن العالم اليوم عند مفترق طرق جديد في الطب الحديث حيث الذكاء الاصطناعي وتحرير الجينات قد يحملان وعودا علاجية عظيمة لكنهما في ذات الوقت يطرحان أسئلة أخلاقية جوهرية تتطلب من العلماء والفقهاء والمؤسسات الإسلامية والاجتماعية موقفا واضحا يبنى على العلم ويهتدى فيه بالشرع.

وأضاف أن “المنظمة” لطالما كانت سباقة في تناول القضايا المستجدة في مجالات الوراثة والطب والأخلاقيات مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية والفحص الجيني وقدمت عبر مؤتمراتها السابقة توصيات علمية وفقهية أصبحت مراجع معتمدة في العالم الإسلامي.

وأعرب عن تقديره للجهود المخلصة التي يبذلها وزير الصحة، مثمنا عمله الدؤوب في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية في الكويت ودعمه المتواصل للأنشطة العلمية التي تتقاطع مع القضايا الشرعية والإنسانية.

وأعرب د.الجارالله عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، على دعم سموه الكبير وتشجيعه الدائم للمنظمة.

وثمن عاليا الرعاية السامية من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، والتي تحظى بها المنظمة وكان لها بالغ الأثر في استمراريتها ونجاح رسالتها.

بدوره أكد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي د.قطب مصطفى في كلمة مماثلة أهمية التزام مؤسسات الفتوى والإفتاء والصحة في الدول الأعضاء بالمنظمة والمجتمعات المسلمة بالقرارات المجمعية الصادرة بشأن الذكاء الاصطناعي والبصمة الوراثية والجينوم البشري والهندسة الوراثية والجراحة التجميلية حفاظا على وحدة المرجعية الفكرية والشرعية للأمة.

واوضح أن أهمية هذا المؤتمر لا تنبع فقط من موضوعه المتقدم بل من كونه فضاء جامعا يمهد لصياغة رؤية شرعية إنسانية وأخلاقية مشتركة توجه مسارات التقدم العلمي نحو الخير العام وتقيه منزلقات الانفلات أو الاستغلال أو الفوضى.

وأشار إلى الحاجة المجتمعية الملحة لبناء منظومة معرفية وأخلاقية شاملة تعزز التعاون والتكامل بين أهل الاختصاص وتدعو إلى حوكمة عالمية عادلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجينية بما يحقق الأمن الجيني للبشرية ويمنع إساءة استخدام هذه التقنيات لأغراض عنصرية أو تجارية أو عسكرية.

ويستمر المؤتمر حتى يوم غد السبت مشاركة نخبة من العلماء والأطباء والفقهاء من مختلف دول العالم الإسلامي إلى جانب ممثلين عن وزارات الصحة والأوقاف والجامعات ومراكز البحوث، ويشهد عقد جلسات علمية وفقهية وورش عمل متخصصة، إضافة إلى معرض علمي حول الأجهزة الوراثية والبصمة الوراثية.

مقالات مشابهة

  • بقائي: الغارات الصهيونية على اليمن جزء من سلسلة الجرائم ضد الشعوب الإسلامية
  • روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)
  • خارجية إيران: الغارات الصهيونية على اليمن جزء من سلسلة الجرائم ضد الشعوب الإسلامية
  • وزارة الشؤون الإسلامية تبدأ استقبال أول وفود الحجاج عبر منفذ البطحاء لموسم حج 1446هـ
  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • طالبات من المدارس الصيفية يتحدثن لـ”الثورة”: وجدنا في المدارس الصيفية مساحات تحتوي مواهبنا
  • النكبة مستمرة والضمير عالمي ميّت.. قراءة في مضامين خطاب السيد القائد
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • تركيا تكشف عن قلب “قآن”.. تصميم أول محرك وطني يُغيّر معادلات السماء!
  • المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية تطلق مؤتمرها الـ17 “البصمة الوراثية وتحرير الجينات” تحت رعاية سمو ولي العهد