قامت هيئة الدواء المصرية، بالتنسيق مع الجهات الرقابية والأمنية المختلفة، بحملات تفتيشية دورية ومفاجئة، على مخازن وشركات توزيع الأدوية، منذ بداية عام 2024 وحتى الآن؛ للتأكد من تطبيق معايير التخزين الجيد، وتوافر الاشتراطات الصحية اللازمة ومراجعة سلسة الإمداد والتوريد والفواتير والمستندات وتطبيق سياسات التوزيع العادل للأدوية بالبيع وهامش ربح الصيدلي، والامتثال للقرارات واللوائح المنظمة، والتأكد من توافر الأدوية بشكل فعال، وخاصة أصناف الأدوية الاستراتيجية، وبالسعر الجبري وانتظام عمليات التوريد والبيع للصيدليات حتى الوصول إلى المريض.

 

وبلغ عدد الزيارات خلال الفترة منذ بداية ٢٠٢٤ الي ٢٥٠٠ زيارة تفتيشية ضمن الحملات التي نتج عنها وجود مخالفات بنسبة 8% بين ضبط أدوية مهربة، أو غير مسجلة بهيئة الدواء المصرية، ومحاضر عدم تواجد المدير الصيدلي المسئول أو من ينوب عنه، ومخالفة القرار المنظم لهامش ربح الصيدلي وعدم مطابقة الفواتير.

أسفرت الحملات عن ضبط أدوية مهربة ومغشوشة وغير مسجلة بالهيئة، وتقدر قيمتها المالية بحوالي ٣ ملايين جنيه، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية، وتحرير المحاضر اللازمة للعرض على النيابة المختصة، بالإضافة إلى إصدار 13 قرار غلق إداري للمخازن المخالفة وضبط 50 مكانًا غير مرخص، منذ بداية عام 2024.

كما تم بالتوازي مع الحملات التفتيشية القيام بسحب عشوائي لعينات من المستحضرات لتحليلها بمعامل هيئة الدواء المصرية؛ للتأكد من مطابقتها للمواصفات، ومراجعة اشتراطات التخزين، ومراجعة الإجراءات المتخذة لسحب الأدوية الصادر بشأنها منشورات من الهيئة بوقف التداول والتحريز، بالإضافة إلى قيام الهيئة دوريًا بتحديث قاعدة بيانات مخازن وشركات توزيع الأدوية على الموقع الرسمي لهيئة الدواء المصرية، والتي من خلالها يمكن التأكد من بيانات ترخيص مخازن وشركات الأدوية، وتحديث دوري بقرارات الغلق الإداري الصادرة لمخازن الأدوية المخالفة، بالإضافة إلى نشر الأدلة التنظيمية الخاصة بمعايير التخزين والتوزيع الجيد GSDP والقرارات المنظمة للعمل.

 

يأتي ذلك في إطار جهود هيئة الدواء المصرية الخاصة بضبط سوق الدواء، والحفاظ على جودة وفاعلية وأمان المستحضرات الدوائية، والمستلزمات الطبية المتداولة بالمؤسسات الصيدلية، كذلك متابعة أماكن التخزين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجهات الرقابية التوريد المريض الدواء المصرية الدواء المصریة

إقرأ أيضاً:

الصيادلة يعانون من نقص الأدوية.. وأهالي الشرقية: سلعة لا يجوز التخلي عنها

حاول محمد عبده، أحد مرضى «السكري» بمركز بلبيس محافظة الشرقية، الحصول على دوائه المقرر له من طبيبه المعالج وهو «الأنسولين» من الصيدليات العاملة في مركزه أو المراكز الأخرى القريبة، أو عبر فروع إحدى السلاسل الشهيرة للصيدليات التي توطنت مكان سكنه؛ لكنه فشل، قبل أن يجد عبوة واحدة منه في صيدلية تقع في أطراف الحي الذي يسكن فيه بمركز بلبيس.

واستعطف «عبده» الصيدلي في الحصول على عبوة أخرى بأضعاف سعرها، باعتبار أن دواء «الأنسولين» ضروري جدًا ومهم لحالته الصحية، ولا غنى له عن أخذ جرعته اليومية، إلا أن رجاءه خاب، بعدما علم أن هذه العبوة هي الأخيرة في الصيدلية، ولا توجد غيرها، متسائلًا عن سبب اختفاء دواء مهم جدا لمثل حالته رغم ارتفاع سعره من قبل للعبوة الواحدة من 31 جنيه إلى 55، وحاليا 63.5 جنيه. 

وكان محمود فوزي، المدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء، قد صرح بأن هناك زيادة في أسعار أكتر من 1500 صنف في الطريق، بشكل يؤدي إلى أعباء كبيرة على المرضى، خاصة وأن هناك أكثر من 35 مليون مواطن غير مؤمن عليهم وليس لهم تمويل للأدوية، مشيرًا إلى أن الدواء أحد أهم أضلاع الرعاية الصحية، وبدون الدواء لن يكون هناك صحة جيدة.

وأوضح محمود سليم، أنه مريض ضغط وقلب منذ عشرة أعوام، وأن حالته مستقرة على دواء الـ «كونكور»، وخلال الأسبوع الماضي حاول جاهدا الحصول على عبوة منه والتي تكفيه لمدة شهر كامل، وذلك لقرب انتهاء  العبوة الأخيرة في نهاية شهر مايو المنقضي، إلا أن مساعيه لم تنجح، ولم يتمكن من الحصول عليه في أي من الصيدليات المنتشرة في محل سكنه بمركز الزقازيق، فرجع إلى طبيبه الخاص والذي وصف له عقارًا آخر لأجل أن يجد راحته معه أو لحين توافر دواءه من جديد.

ونوه محمد إبراهيم، إلى أن المستشفيات تعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية مثل «القطن، الشاش، الجبس» أي مستلزمات الكسور، وكذلك أنواع معينة من الكانيولات، لافتًا إلى إنه ذهب إلى المستشفى للاطمئنان على نجله بعد سقوطه على الأرض، فأخبره الطبيب بوجود كسر في يده، وكتب له ورقة بها بعض المستلزمات التي يجب أن يشتريها من خارج المستشفى لتضميد يد نجله.

وتسأل سامح أحمد سليم، عن سبب أصل أزمة الدواء المفتعلة في الوقت الحالي، خاصة وأن الدواء سلعة استراتيجية يجب على الدولة الإلتزام بتوفيرها، ويجب أن تخضع لآلية «التسعيرة الجبرية" المُنظمة  للسوق وتعمل على ضمان العدالة ومنع الجشع والاستغلال؛ باعتبار أن الدواء سلعة أساسية لا يجوز التخلي عنها، أو تركها لقوانين العرض والطلب التي ارغمتنا إلى الدخول في نفق مظلم وهو الاحتكار السائد حاليًا، فعندما ترغب الشركات في رفع أسعار منتجاتها تعمل على حجب منتجاتها بشكل كامل أو بشكل جزئي، كأنواع كثيرة من أدوية الضغط والسكر والمضادات الحيوية.

وقال الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، إن وظيفة الصيدلي صرف الدواء للمرضى من خلال التقارير الطبية «الروشتات» المُعدة من قبل أطباء متخصصين، ووفق التعليمات والقوانين المنظمة لعمل الصيدلي، مشيرا إلى أن الصيادلة يعانون الآن من نقص كبير في أصناف الدواء، رغم ارتفاع أسعاره خلال الفترات الماضية.

وأشار إلى أن المُشكلة تكمُن عندما يطلب المريض من الصيدلي الأصناف الدوائية المكتوبة له في «الروشتة»، ولم بستطع الصيدلي توفيرها له، خاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل الإنسولين المستورد منه « Mixtard» أو المحلي منه إنسولينا جيبت «Insulinagypt»، وكذلك أدوية الضغط والقلب مثل «Concor» بكل تركيزاته، وكذلك أدوية السيولة، والاسبرين، والبيومين المخصص لمرضى العناية المركزة خاصة أمراض الكبد والُكلى.

 

 وذكر أن أدوية الأطفال أيضا طالتها الأزمة، حيث تعاني الصيدليات أيضا من نقص كبير، وكذلك أدوية الإسهال خاصة وأننا في بداية فصل الصيف، ومن المعروف أن إسهال الأطفال ينتشر في الأجواء الحارة كما هو الحال حاليا في فصل الصيف، والمحاليل أيضا مثل «محلول الملح، والرنجر، والجلوكوز»، فضلا عن عدد كبير لا حصر له من المضادات الحيوية، والقائمة تطول لأصناف عديدة.

 

وأوضح عوض الله أن حالة النقص الشديدة في العديد من الأدوية، أثر قطعًا على اقتصاديات الصيدليات، فأصبحت معظم الصيدليات غير قادرة على سدد التزاماتها، فالأعباء المالية كبيرة على كل صيدلية، في ظل ارتفاع الأجور، وزيادة أسعار فواتير الكهرباء والمياه، وكذلك زيادة قيمة إيجار  الصيدلية، مشيرًا إلى أن انخفاض مبيعات الصيدليات ظهر جليًا في عرض عدد من الصيدليات للبيع أو الإيجار.

 

ووجه الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، استفساره لعدد من أصحاب شركات الدواء والقائمين عليها؛ عن مشروعية وأسباب اختفاء أصناف كبيرة دوائية من منتجاتهم في وقت واحد، ولمصلحة من؟ ضاربا مثلا بشركة آمون العملاقة والتي لها باع كبير في خدمة وصناعة الدواء في مصر، والتي اختفت معظم أصنافها الدوائية من الصيدليات بشكل ملفت، متمنيًا أن تعمل الشركات المحلية الوطنية على توفير الدواء للمرضى خاصة الأدوية المحلية حالة وجود نقص في الأصناف الأجنبية، وحتى لا يُحرم المريض المصري من دوائه وهو آخر ما تبقى له في الحياه.

 

واسنكر الدكتور مصطفى عوض الله، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالشرقية، من عدم إيجاد المريض دواءه  المستورد أو بديله المحلي، متسائلًا بقوله: أين دور الشركات المحلية مثل «سيد والقاهرة والاسكندرية» لتعويض النقص في الأدوية للشركات الاستثمارية والمستوردة، خاصة أن اسعارها كان فيها رحمة بالمريض المصري.

IMG-20240602-WA0030 IMG-20240602-WA0032 IMG-20240602-WA0033 IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٣٢٢ IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٥٠٩ IMG_٢٠٢٤٠٦٠٢_١٨٥٥٢٨

مقالات مشابهة

  • الصيادلة يعانون من نقص الأدوية.. وأهالي الشرقية: سلعة لا يجوز التخلي عنها
  • رئيس هيئة الدواء المصرية يشارك في احتفالية توقيع عقد شراكة شركة جيبتو فارما وأبوت
  • أسباب ارتفاع أسعار الأدوية واختفاءها من أسواق الأسكندرية
  • العراق : توطين صناعة الدواء .. خطوة نحو الأمن الدوائي والتنمية الاقتصادية
  • أسعار الأدوية في مصر.. المصنعون يطلبون زيادة عاجلة لـ700 صنف
  • بنسبة 43%.. زيادة سعر دواء إيريك لعلاج الضعف الجنسي
  • بعد تخفيض الدعم| عمرو أديب لـ متحدث الوزراء: "المواطن هيدفع منين"
  • شعبة الأدوية: لابد من تحريك سعر الدواء 25% (فيديو)
  • أسعار الدواء 2024.. ننشر الزيادات المقترحة
  • أستاذ اقتصاديات الصحة يكشف سبب نقص الأدوية في الأسواق