عبدالمنعم إمام يكتب: مصر والقضية.. والمعارضة المصرية
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
منذ النكبة، وعلى مدار 76 عاماً، تربعت القضية الفلسطينية على أولويات السياسة الخارجية المصرية، على المستويين الرسمى والشعبى، فلا شك أن تعاطف الشعب المصرى مع الحق الفلسطينى فى أرضه هو الذى يحرك السياسة المصرية ويحدد مسارها، هذا الدور الداعم للقضية الفلسطينية دوافعه ليست فقط الحق الفلسطينى ولا الدوافع الإنسانية ولكنه إدراك عميق وذكى لمفهوم الأمن القومى، الذى يمتد إلى التهديدات المحتملة، ويدرك أن الظلم الواقع على الشعب الفلسطينى هو أكبر وقود لعدم الاستقرار ولنمو التطرف فى المنطقة.
ومن هذا المنطلق، كانت التحركات المصرية عبر الحرص على استمرار فتح المعبر، وتدفق المساعدات منه بلا توقف علامة فى تاريخ الإنسانية مهما حاول البعض التشكيك فى هذا الموقف شديد الإنسانية والمسئولية والتقليل منه لأغراض سياسية، وهو التشكيك الذى تواجهه مصر بالصبر والحكمة والحقائق الذى يُظهر قوة وصلابة مصر حكومة وشعباً.
تبنت الدولة المصرية لما يزيد على 4 عقود خيار السلام الاستراتيجى عن وعى وإدراك، ليس بدافع الضعف ولكن بقوة وثقة، فهى تدرك أن نهاية أى حرب هى مفاوضات سلام، ومع ذلك، تبقى جاهزة ومستعدة للتعامل مع أى سيناريوهات أخرى قد تطرأ، ما يؤكد على قوتها ومرونتها فى مواجهة التحديات.
إلا أن هذا الخيار لا بد له من قوة ردع تحميه وهو الدور الذى تقوم به القوات المسلحة والتى شهد وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى تفتيش الذخيرة الحية فى رسالة لا يخطئها حصيفٌ لطمأنة الشعب المصرى على جاهزية قواته ورسالة أخرى ضمنية لمن ينسى أن لمصر درعاً وسيفاً.
فهناك مَن يقلقه الدور المصرى ويسعى طوال الوقت للتقليل منه والتشكيك فيه والمزايدة عليه وحشد كل وسائل الإعلام ضده بحيث إن فعلت مصر فهى مخطئة وإن لم تفعل فهى مقصرة، وهو ما تعودت عليه مصر ليس بسبب اختيارها للسلام -فقد كانت هذه المزايدة حتى خلال فترات الحرب- ولكن لأن هناك مَن لا يريد مصر مستقرة، وأن مصر المستقرة القوية تُظهر هشاشة سياستهم وهامشيتها وتقوض أجندتهم لإشاعة الفوضى فى المنطقة لتحقيق مكاسب ضيقة وتصويرها على أنها انتصارات كبيرة، ولكن مصر وشعبها وجيشها وقيادتها تعى هذه الأمور وتترفع أن ترد عليها.
ورغم أننى أعارض كثيراً من قرارات الحكومة وأرفض سياستها الاقتصادية والاجتماعية، فإننى أشهد أن تحركات مصر لا يمكن إلا أن توصف سوى بأنها مسئولة وذكية بل استشرافية، فقد أدركت الدبلوماسية المصرية ومؤسسات الأمن القومى الخطر الذى يواجه المنطقة بسبب تصرفات دولة الاحتلال، وهو ما جعل التحركات المصرية تلقى الدعم الداخلى الكامل، ومن أطراف دولية تبنت وجهة النظر المصرية ودعمها كل الأطراف الفاعلة الدولية تباعاً فى مواجهة التعنت والإجرام الذى يمارسه الاحتلال فى سابقة تكاد تكون الأولى فى تاريخ المنطقة.
لقد كان الأصعب فى تصدى مصر لهذا الدور هو حجم المزايدات والضغوط التى تواجهها من أطراف إقليمية لها مصالح أخرى، وهو ما يتطلب مواجهة واصطفافاً وتأكيداً على تماسك الجبهة الداخلية، وهو ما يتطلب من المعارضة الوطنية -التى أمثل جزءاً منها- وضع خط فاصل وواضح بين حدود المعارضة التى تدفع نحو سياسات وأجندة إصلاحية وبين الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية فى مواجهة هذا المحيط الإقليمى المضطرب، وهذه الحرب غير الشريفة من التشكيك فى الموقف المصرى الصلب الذى كان ولا يزال وسيظل الداعم الرئيسى لقضية العرب الأولى وهو ما نجتهد فيه وسنظل حريصين عليه. عاشت فلسطين وحفظ الله مصر وشعبها واستقرارها.
*عضو مجلس النواب رئيس حزب العدل
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين وهو ما
إقرأ أيضاً:
الشيخ محمد أبو بكر: بكاء الأطفال هو سر القبول لبيج رامي.. صور
نشر الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، من علماء وزارة الأوقاف، منشورا بعد عودته من مناسك الحج يرسل فيها بعض الوصايا للمتابعين.
وقال محمد أبو بكر، في منشوره: الحمد لله على تمام النعمة وظنى فى ربى أنى مقبول ومجبور ومجاب وكل ما مضى مغفور، وظنى فى الجبار أن يجبر خاطرى بأن لا يقطعنى من بيته الحرام أبداً ما حييت وأن يبلغها كل مشتاق صاف النفس ومحب للخير لجميع الناس، ونصيحة من أراد الحج والعمرة فليحب الخير للناس وليطلب لهم الزيادة فوالله ما بلغناها إلا بحبنا الخير للناس.
وأرسل محمد أبو بكر وصية للمتابعين قائلا: وصية غالية من البيت الحرام أوصيكم بها وهى بر الوالدين واعلموا أن البر كنز لا يفتح إلا بعد موت المبرور من الوالدين، فقد التقيت بحضرة الدكتور هانى عبد الجواد، الذى ذاع صيته وانتشر ووضع له القبول فى الأرض بشكل عجيب رغم وجود الآلاف مثله من الأطباء المهرة، إلا أننى زالت حيرتى لما رأيته يحمل أمه فى الحج هذا العام وتحت قدميها خادماً وكأنه طفل صغير أو خادم أمين فعرفت لم نال تلك الدرجة.
وتابع: وحين التقيت أخى رامى الكابتن المعروف عرفت سر القبول له بأنه بكاء كالأطفال إذا ذكر أحد والديه.
وهذا شيخنا أشرف الفيل الأسد الجسور تسمعه وهو يخاطب أمه كأنه طفل صغير يخفض الجناح ويلين الكلام وينتقى الألفاظ، ولا أريد أن أختم الكلام دون الحديث عن رؤيتى لكثير من مشايخي الأعلام الذين سادوا فى هذا الميدان وكان مفتاح الوصول هو البر للوالدين بل ولوالدى الزوجة بشكل عجيب كمولانا الشيخ محمود الأبيدى الذى يحتاج وحده لمنشورات أتحدث فيها عن بره العجيب وصفائه الأعجب ، وكذا مولانا الشيخ يسرى عزام ومولانا الشيخ حازم جلال وغيرهم كثر لا أعلمهم، الله يعلمهم ، فوالله من أراد الخير كله فى الدارين فليزم أبوابه والحمد لله الذى أعاننا على البر فى الحياة وبعد الممات.
وخير مثال لتمام الكلام أخى الحاج إيهاب أبو حسن الذى يعد مدرسة فى هذا الميدان وقدوة يقتدى بها فى بر الوالدين فى الحياة والممات بصورة تذهل العقول ويشيب لها الولدان وأسأل الله له ولنا وللمذكورين العوض الجميل والعطاء الجزيل.