من منا لم ير على الطرق السريعة بين المحافظات سيارات النقل الصغيرة، وهي تحمل سيدات مع أقفاص الطيور، وأواني، أو "طشت" الجبن والزبد، فى رحلة الذهاب إلى الأسواق التى يبعن فيها ما يحملنه من بضائع؟ من منا لم يلحظ، وهو يمر بسيارته خلف تلك العربات هؤلاء النساء، وهن يجلسن فى خلفية السيارة النقل تحت "الأقفاص" وهن يغالبن النوم من شدة التعب فى رحلة العودة إلى قراهن فى المساء؟
من منا لم يشاهد تلك العربات النقل التى تحمل فى صندوقها فتيات فى عمر الزهور، وقد تكدسن فوق بعضهن بينما تتمايل بهن العربة يمينًا ويسارًا، وهن يغالبن تيارات الهواء فى الشتاء القارس، أو لفحة الشمس الحارقة فى نهار الصيف؟ تلك هى الصورة لنساء، وفتيات تهربن من ذل الحاجة، وسياط الفقر فى رحلة سعي وراء لقمة عيش محفوفة بالمخاطر، وربما الأهوال، وصفحات الحوادث فى أرشيف صحفنا يمتلئ بسواد لحظات قاسية أودت بحياة الكثيرات منهن، مرة غرقًا فى نهر النيل وأخرى تحت عجلات قطار، وثالثة فى حادث مروع.
تلك هى الظروف التى تعمل فيها النساء، والفتيات والتى نتذكرها فقط عند وقوع حادث، وتصدر القرارات والتوصيات من الجهات المعنية، ثم يخفت الصوت مرة أخرى، ويتكرر نفس الإهمال لنفيق على كارثة جديدة، ما حدث لفتيات معدية أبو غالب الأسبوع الماضي هو حلقة من سلسلة حوادث الفقر، والإهمال، سبع عشرة فتاة رحن ضحية الحادث غرقًا، أعمارهن لا تتجاوز العشرين عامًا، والغالبية أقل من ذلك بكثير، تكدسن مع سبع أخريات فى عربة ميكروباص واحدة ليصبح العدد 24 راكبًا فى مركبة لا تتجاوز مقاعدها عن الـ14 راكبًا.
بالطبع لا تسأل عن الحمولة الزائدة، فحسب ما ذكرته والدة سائق الميكروباص، فإن أهالي الفتيات يأتمن ابنها على توصيل "البنات" إلى المزرعة التى يعملن بها، وأنه لا يتقاضى أجرته بحسب العدد ولكن بحسب الاتفاق مع "مقاول الأنفار" الذى يستقدم الفتيات بالاتفاق مع صاحب المزرعة، وأن السائق لا يستطيع أن يرد طلب أحداهن بالركوب معه، وبصرف النظر عن تلك التفاصيل التى أراها "محزنة"، وتعبر عن واقع أليم، إذ كيف لفتيات صغيرات هكذا أن يعملن فى "مزارع العنب" بدلاً من التفرغ للتعليم؟ وكيف للآباء أن يدفعوا بأطفالهم إلى العمل فى هذه السن المبكرة، وتعريضهم لمخاطر كثيرة محتملة؟.
بحسب تحقيقات النيابة العامة فإن السائق لم يكبح جماح «الفرامل» حين نزل من سيارته، ليشتبك مع شخص ما، وأن عاملى المعدية لم يغلقا بابها الحديدى، لمنع سقوط «الميكروباص»، بالإضافة إلى سيرهما بها دون ترخيص منذ أغسطس من العام الماضى، وبحسب شهود العيان فإن سائق توكتوك حاول شد غطاء رأس إحدى الفتيات، وتحول الأمر إلى مشاجرة مع السائق، فما كان من سائق التوكتوك إلا دفع الميكروباص فهوى إلى النهر.
الجريمة هنا معقدة، ومتشابكة الأطراف، تبدأ بعمالة الأطفال فى ظروف غير مواتية مع "مقاول أنفار" يكدسهن فى عربة واحدة، وانعدام للأخلاق دفعت سائق التوكتوك للتعدى على إحداهن، ثم ركوب "معديات الموت" منتهية التراخيص، وهى كلها ملفات تحتاج إلى معالجة حاسمة، قبل أن نصحو كل فترة على كارثة جديدة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ثقوب في العين وعمى.. اكتشف أضرار خطيرة تسببها الرموش الاصطناعية
أثار تحذير طبيب عالمي من أضرار استخدام الرموش الاصطناعية حالة كبيرة من الاهتمام فى الأيام الماضية.
ووفقا لما جاء فى صحيفة "ميرور" كشف الدكتور سوراب سيثي، أن أضرار الرموش الاصطناعية لاتقتصر على مجرد التعب البسيط فى العين أو حتى الالتهاب بل يمكن أن تؤدي للعمي وبالرغم من أن هذا الخطر الكبير يحدث فى حالات نادرة إلا أنه وارد.
وأوضح الطبيب أن المادة التى يتم لصق الرموش الاصطناعية بها على العين تحتوى معظمها على مادة "فورمالديهايد" ويمكن تسبب ردود فعل تحسسية فى العين.
وأضاف سوراب أن تركيب الرموش الاصطناعية يسبب ترققا وفقدانا دائما للرموش الطبيعية،و لتجنب هذه المخاطر يجب الامتناع عن استخدام الرموش الاصطناعية، أو اختيار مواد لاصقة خالية من مادة "فورمالديهايد".
150 حالة سنوياورصدت تقارير الخدمة الوطنية لمعلومات السموم بالمملكة المتحدة “ بريطانيا” أن عدد الاصابات والمشاكل الصحية التى تحدث فى العين نتيجة المواد اللاصقة المخصصة لـ الرموش الاصطناعية تتراوح بين 100 إلى 150 حالة سنويا.
ويعتقد أطباء العيون أن هذه الأرقام أقل بكثير من الأعداد الحقيقية حيث أن الحالات التى تذهب للمختصين ويتم رصدها بشكل فعلى تختلف عن الحالات الأخرى التى لم تستطع المؤسسة رصدها.
وتتنوع الإصابات التى تسببها الرموش الاصطناعية بين قرح شديدة فى العين والجفون وحروق كيميائية بل وتصل لثقوب في القرنية.
وتصنع الرموش الاصطناعية من ألياف بوليستر أو شعر حيواني، إلا أن المواد اللاصقة والحافظة، خصوصا المحتوية على “سيانوكريلات” هي السبب الرئيس لمعظم هذه الإصابات حيث أنها تتفاعل مع رطوبة الهواء وينتج عنها مادة "فورمالديهايد" كمادة ثانوية غير مقصودة كما أن بعض أنواع الغراء الخالية من فورمالديهايد" قد تخرج أيضا كميات ضئيلة جدا أثناء جفافها، وكل هذا يحتم علينا الحذر من استخدام الرموش الاصطناعية.