"كل يوم أخشى أن أفقد طفلي".. معاناة الفتيات مع الإجهاض في مخيمات تعز
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
في مخيم البيرين للاجئين في تعز جنوب غرب اليمن، تعيش ميساء (اسم مستعار) في قلق مستمر، تنتظر يوم تضع وليدها بصحة هذه المرة بعد أن فقدت جنينها الأول قبل عام.
ميساء الحامل في الشهر التاسع، هي طفلة في سن الرابعة عشرة.
زوّجها والدها قبل عامين وهي في الثانية عشرة من عمرها من رجل في العشرين من عمره، بعد اشتداد الضيق بالعائلة التي نزحت من المخا إلى مقبنة هرباً من الحرب.
ميساء حملت لأول مرة وهي في الثالثة عشرة من عمرها، لكن حملها لم يدُمْ طويلاً بسبب ظروف مخيم البيرين الذي يفتقر مركزه الصحي إلى الإمكانيات اللازمة لحماية صحتها وصحة جنينها من المخاطر.
"في مركز الرعاية هنا قالوا لنا ليس لديهم لا أجهزة ولا حقن تساعد ميساء، مسكنات الألم هي أقصى ما يمكنهم تقديمه"، تقول عمة ميساء التي تقوم برعايتها.
ويحتاج الذهاب إلى مستشفيات أو مراكز صحية أخرى مالاً لا تملكه العائلة التي بالكاد توفر قوتاً يبقيها على قيد الحياة، حيث يبعد أقرب مركز عن المخيم أكثر من خمسين كيلومتراً.
أجهضت ميساء جنينها الأول وتعرضت لنزيف كاد يفقدها حياتها.
لكنها الآن في الشهر التاسع من حملها الثاني، وتعتمد على عمتها التي تقدم لها الدعم من خبرتها كامرأة وأم فقط.
ولا تزال ميساء تعيش في رعب من أن تلقى مصير غيرها من الفتيات في المخيم مثل وئام (اسم مستعار) التي أجهضت مرتين ولم يبلغ عمرها 15 عاماً.
ويقول مسؤول مخيم البيرين، سيد حسن علي عبدو لبي بي سي إن "كثيرات من نساء المخيم يجهضن في الشهر السابع أو الثامن للحمل بسبب سوء التغذية واضطرارهن لحمل الحطب وجلب الماء، بالإضافة إلى افتقار المركز الصحي لجهاز للفحوصات والمعاينة للحوامل أو غرف مخصصة لمتابعة الحمل والولادة".
في مخيم جبل زيد في تعز، غير البعيد عن البيرين تعيش "أم صهيب"، شقيقة ميساء التي زوّجها والدها هي الأخرى في سن الرابعة عشرة، وتقترب الآن من عامها الثامن عشر.
أجهضت أم صهيب مرتين قبل أن تنجب مولودها الأول منتصف شهر حزيران/يونيو هذا العام.
كانت طفلة لم تبلغ الخامسة عشرة من العمر حين حملت أول مرة. حينها، لم تجد في المخيم حتى ما يكفي من القوت لها ولجنينها الذي لم يصمد أكثر من خمسة أشهر.
"أتعبني الحمل كثيراً ولم أجد أي مساعدة، وكنت اُضطر للتنقل وأنا حامل من مكان إلى آخر لجمع الفضلات البلاستيكية وبيعها لتوفير قليل من القوت. لم يدخل جسمي ما يكفي من الأكل طوال فترة الحمل، فأجهضت" تقول أم صهيب.
الآن وقد أنجبت أم صهيب مولودها الأول بعد إجهاضين وحمل مرهق، لا يبدو على صوتها ووجهها أي فرح أو أمل. ما زالت تشعر باليأس والعجز وهي الآن لا تستطيع توفير قوت رضيعها.
"طرقت كل باب لتوفير غذاء لرضيعي، طلبت المساعدة من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية لكن لم يستجب أحد. قالوا إن ليس لديهم غذاء ولا أي مال يساعدني. غلاء المعيشة يفوق طاقتنا. نجا طفلي من الإجهاض لكني لا أعرف الآن كيف سأحافظ على حياته بدون غذاء ولا دواء".
معاناة أم صهيب ليست استثناء في اليمن فنحو 1.2 مليون مرضعة وحامل في البلاد يعانين من سوء تغذية حاد، حسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2025.
في محافظة تعز حيث مخيما البيرين وجبل زيد ومخيمات أخرى، قال مدير عام مكتب الصحة والسكان عبد الرحمن أحمد صالح لبي بي سي، إن "خطر سوء التغذية الذي تعانيه الأمهات في هذه المخيمات لا يقتصر على الإجهاض ومضاعفاته الخطيرة فحسب، إنما يسبب زيادة نسب التشوهات الخلقية للمواليد".
ويؤوي مخيم البيرين 315 أسرة تتكون أقلها من سبعة أفراد، حسب ما قال لنا مسؤول المخيم. بينما تعيش في مخيم جبل زيد 220 أسرة. نزحت هذه الأسر هرباً من الحرب وما زالت أعدادها تتزايد مع استمرار الحرب في البلاد.
يسكن النازحون هناك في خيام قماشية أو غرف طينية تفتقر لأبسط أساسيات الحياة، ولا توفر لهم حماية من تقلبات الطقس، فلا تقي من الحر ولا من البرد. وتُفاقِم أزمة الغذاء في اليمن من سوء أوضاعهم.
"نعيش في مخيم البيرين على وجبة واحدة في اليوم، علينا تقسيط القليل الذي نحصل عليه حتى نعيش"، تقول عمة ميساء لبي بي سي.
تموت امرأة عند الولادة كل ساعتين في اليمن
تسجل اليمن أعلى معدلات وفيات الأمهات أثناء الولادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقاً لتقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان في يوليو/تموز 2025، تفقد امرأة حياتها كل ساعتين أثناء الولادة، وتتم ستٌ من كل عَشر ولادات دون وجود طواقم طبية مؤهلة.
ويشير التقرير إلى أن مركزاً صحياً واحداً فقط من بين كل خمسة مراكز عاملة يقدّم خدمات رعاية الأمومة والطفل لما يقارب خمسة ملايين امرأة يمنية في سن الإنجاب.
أرقام مقلقة لكنها أقل من الواقع بالنظر إلى أن التقرير الأممي يعد سن الإنجاب بين 15 و49 عاماً؛ أي أن فتيات مثل ميساء حملن قبل بلوغ الخامسة عشرة لَسْنَ ضمن هذه الإحصاءات.
لا يحدد القانون اليمني سناً للزواج، وتقدر منظمة العفو الدولية أن ثلث النساء في اليمن يتزوجن تحت سن الثامنة عشرة.
تراجع مستمر للدعم الدولي لليمنيين ينذر بوضع أخطر
يعتمد جزء كبير من الخدمات الصحية في اليمن، بما فيها صحة الأمومة والطفل، على الدعم الإنساني قصير المدى. لكن هذا الدعم يتراجع منذ سنوات مع انخفاض تمويل بعض المنظمات الدولية وانسحاب أخرى تماماً، خاصة بعد تصنيف الولايات المتحدة جماعة أنصار الله الحوثية منظمة إرهابية.
في مؤتمر صحفي في مايو/أيار هذا العام، قال مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن "التخفيضات غير المسبوقة في التمويل التي شهدها القطاع الإنساني في اليمن تجبر المنظمة وشركاءها على تقليص البرامج التي تنقذ الأرواح بشكل كبير" - وفي حال لم يتوفر التمويل المطلوب فإنه "من المتوقع أن ترتفع معدلات الوفيات والمرض مع إغلاق المرافق الصحية وتزايد تفشي الأمراض".
من جهتها أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أغسطس العام الماضي أن التمويل المتوفر لديها غير كافٍ للاستجابة للحاجات الإنسانية ال
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن تعز مخيمات النازحين نساء اجهاض فی الیمن فی مخیم
إقرأ أيضاً:
أم شهد شريكة سـ فاح التجمع.. جامعته واستقطبت له الفتيات وخدعت القاصرات
حددت محكمة النقض جلسة ٢ نوفمبر المقبل لنظر الطعن المقدم من دفاع حنان منسي، المعروفة إعلاميًا بـ"أم شهد" مسئولة سهرات سفاح التجمع ، على الحكم الصادر ضدها من محكمة الجنايات، والذي قضى بمعاقبتها بالسجن المشدد عشر سنوات وتغريمها مبلغ 200 ألف جنيه، وذلك في القضية المتداولة إعلاميًا باسم “أم شهد وسفاح التجمع ونرصد لكم فى تلك النقاط كل تفاصيل القضية :
أم شهد تستغل الفتيات
المتهمة كانت تعمل على استغلال الفتيات المغتربات القادمات من المحافظات الأخرى وإيوائهن بمسكنها لاستغلالهن جنسياً، عبر إقامة علاقات جنسية مع الرجال والعمل معها بالدعارة وتسهيل المتعة بدون تمييز، وتحصلها على منفعة مادية منهن من وراء استغلالهن مقابل إعطائهن جزء منه.
أم شهد باعت طفتلها للمتعة
وتعاملت في شخص طبيعي وهي نجلتها الطفلة المجني عليها الأولى، واستغلتها جنسيا في أعمال الدعارة مستغلة سلطتها عليها باعتبارها القائمة على تربيتها وتقديمها إلى راغبي المتعة بدون تمييز، معرضة حياتها للخطر مقابل الحصول على فائدة مادية، كما تعاملت في شخص طبيعي وهى المجني عليها الثانية الطفلة مجهولة الهوية، حال كونها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، وكان ذلك بطريق الاستخدام والإيواء بواسطة الاحتيال والخداع واستغلال حالة الضعف والحاجة لديها، تمهيداً للتعامل عليها واستغلالها في أعمال الدعارة.
مساعدة سفاح التجمع
وقامت المتهمة بمساعدة سفاح التجمع في أعمال الدعارة مع بعض الفتيات المغتربات لإرضاء شهواته الجنسية نظير مبلغ مالي.
حكم الجنايات ضد أم شهد
وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، قد قضت بمعاقبة شريكة سفاح التجمع، بالسجن المشدد 10 سنوات
أسباب طعن دفاعها
فكيف أن يبنى حكماً على أسس أدلة فاسدة، وتحريات واهية، واعترافات انتزعت في غيبة ضمانات العدالة، وبطلان طال كل ركن من أركان المحاكمة ؟ إننا نرفع هذا الطعن لنؤكد أن العدالة ليست شعاراً يُرفع، بل حقيقة يجب أن تُعاش وأن الحكم الطعين لا يمكن أن يصمد أمام نور الحق ودقة القانون.
النيابة العامة تتهم أم شهد
وأحالت النيابة المتهمة حنان التي ساعدت سفاح التجمع الخامس وتقديم الفتيات له لمحكمة الجنايات.
وأسندت إليها تهم الاتجار بالبشر وتقديم ابنتها شهد والفتيات الأخريات لممارسة الأعمال المنافية للآداب.
وكشفت التحقيقات أن حنان وتلقب بأم شهد، اعترفت بإرسال البنات للمتهم كريم لممارسة الرذيلة معهن مقابل مبالغ مادية.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها واعترفت بارتكاب جريمتها وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.