الانهيار المعنوي يجتاح صفوف الإسرائيلي وبوادر الانقسام في تل أبيب تتصاعد بقوة
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
مع اقتراب حرب غزة من شهرها التاسع وعدم وجود خطة لما بعد توقف القتال، انخفضت المعنويات داخل المجتمع الإسرائيلي إثر انهيار محادثات إطلاق سراح المحتجزين، والاعتقاد باستحالة القضاء على حماس.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإنه كلما طال أمد الحرب، دون أي خطة ملموسة لليوم التالي، ستستمر الروح المعنوية في الانخفاض، كما انهارت المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن مراراً، إضافة إلى استمرار حماس وحزب الله في تعطيل الحياة اليومية بهجمات صاروخية.
وشهدت نتائج استطلاعات الرأي تبايناً كبيراً بين بداية الحرب وشهرها الثامن، ففي أكتوبر كان 70% من الإسرائيليين يعتقدون بضرورة مواصلة إسرائيل القتال حتى يتم القضاء على حماس، لكن استطلاع أجراه معهد ميدغام في مايو الجاري، أظهر أن 62 % يعتقدون الآن أن تحقيق النصر الكامل في غزة أمر مستحيل.
واعتبرت الصحيفة الأسبوع الماضي الأكثر إيلاماً للدولة اليهودية على الساحة العالمية، إذ سعى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وكبار مسؤولي حماس.
ومن المقرر أن تعترف إيرلندا والنرويج وإسبانيا رسمياً غداً بالدولة الفلسطينية؛ في وقت أمرت محكمة العدل الدولية، التي تفصل في النزاعات بين الدول، بوقف الهجوم الإسرائيلي المدمر على رفح جنوب قطاع غزة.
بالنسبة للكتلة اليهودية المناهضة للاحتلال والحرب في إسرائيل، كانت التطورات الدولية هذا الأسبوع موضع ترحيب في معظمها، إذ قالت منظمة حقوق الإنسان «بتسيلم»: لقد انتهى عصر إفلات صناع القرار الإسرائيلي من العقاب. ونظمت مظاهرات في أنحاء إسرائيل طالبت بالتوصل إلى صفقة «رهائن» وإجراء انتخابات مبكرة.
وفي مظاهرة صغيرة في القدس، تساءل أحد الناشطين البارزين، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ «الغارديان»، عما إذا كانت الخطوات المؤيدة لفلسطين التي اتخذها المجتمع الدولي هذا الأسبوع ستقود المؤسسة السياسية الإسرائيلية وغالبية المجتمع لمضاعفة رفض التفكير في العودة إلى محادثات السلام أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال: هذا الأسبوع، أعرب 105 أعضاء في الكنيست عن دعمهم لنتنياهو، حتى الذين يكرهونه.. أعتقد أنه من الأسهل على الإسرائيليين أن يتحدوا ضد المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بدلاً من التفكير في الأدلة على جرائم الحرب.
وأضاف: حتى بالنسبة لي، كان من الصعب الاستماع إلى اتهامات محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، أشعر بالخجل والإحراج العميقين. إن النظر في المرآة بهذه الطريقة أمر صعب، ويستغرق تغيير الآراء وقتاً طويلاً.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
متظاهرون يقتحمون مقر حزب الليكود في تل أبيب
اقتحم عشرات المتظاهرين الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، مقر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- احتجاجا على عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الشرطة اعتقلت 30 متظاهرا ممن اقتحموا المقر الذي يقع في الطابق الـ11 من المبنى المسمى "قلعة زئيف" في تل أبيب.
وأضافت القناة أن الشرطة حاولت إخراج نحو 100 متظاهر اعتصموا داخل المقر وقالوا إن احتجاجهم ليس عنيفا وإنهم سيبقون لمدة 600 دقيقة في احتجاج رمزي على مرور 600 يوم على الحرب وبقاء الأسرى الإسرائيليين في غزة.
خلال تظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى..
مستوطنون يقتحمون مقر حزب "الليكود" في "تل أبيب"، وشرطة الاحتلال تقمعهم. pic.twitter.com/KpaVuJxRR5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 28, 2025
وأظهرت صور ومقاطع فيديو عناصر الشرطة الإسرائيلية وهم يحاولون تفريق المتظاهرين بالقوة، بينما ربط بعض المحتجين أيديهم بالدرج أمام المقر.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المتظاهرين طالبوا نتنياهو بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
إعلانوفي الخارج، نظم مئات المتظاهرين اعتصاما وأغلقوا الشوارع المجاورة للمبنى، وارتدى بعضهم أقنعة على صورة نتنياهو وعدد من وزرائه وملابس برتقالية على غرار ما يرتديه المحكومون بالإعدام.
وقالت صحيفة هآرتس إن عشرات المتظاهرين أغلقوا شارع الملك جورج في تل أبيب خلال مسيرة باتجاه "ساحة المختطفين".
وبعد مرور 600 يوم على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 54 ألف شخص، قرابة ثلثهم من الأطفال، لا يزال نتنياهو يتمسك بموقفه الرافض لوقف الحرب ويقول إنه يسعى لتنفيذ خطط للسيطرة على القطاع بالكامل.
ويواجه نتنياهو اتهامات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته من أجل تحقيق مصالحه الشخصية ولا سيما البقاء في السلطة.