عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها المركزي بعد ظهر اليوم الخميس برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وصدر عنها التالي:   هو الحزن مرقاةٌ للروح, ينطلق معه الانسان نحو الله سبحانه الذي بيده الأمر وإليه المصير, وتتكشف عنده وبنعمةٍ منه, سبل الفرج والارتقاء وجلاء الهموم والغموم وتحقق الآمال.

..
وكأن الاحزان حين تتوالى تغدو فرصاً تربوية تسهم في تأهيل الناس لمواجهة القادم من التحديات..
واليوم إذ نقف على عتبة الذكرى السنوية لارتحال إمام الأمة وباعث نهضتها الاسلامية والجهادية المعاصرة, ومؤسس الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران, ومجدد الفهم الديني في مقاربة أوضاع المجتمع والثورة والدولة... سماحة آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني قده, فإن حزننا في ذكراه يجدد فينا العزم والتصميم على التزام نهجه الذي ما انفك يحرك الاحداث ويحدث التحولات ويشق ظلام الاستبداد والطغيان ليبزغ فجر النهوض والتجديد من أجل خير المستضعفين وكل أبنا البشرية .
وفي الأيام القليلة الماضية, أثارت مواجعَنَا فاجعةُ المروحية التي سقطت وأودت بحياة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية سماحة السيد الدكتور ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان وممثل سماحة الامام الخامنئي في محافظة أذربيجان السيد محمد آل هاشم ومحافظ أذربيجان السيد مالك رحمتي وخمسةٍ آخرين كانوا معهم...
ووسط مشاعر الحزن والفقد لهؤلاء الأعزاء, غيب الموت علماً من أعلام الفكر والحركة الاسلامية والجهادية سماحة آية الله الشيخ علي الكوراني العاملي رحمات الله عليه..
وفي عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار ارتحلت إلى دار البقاء السيدة الجليلة والأم العطوفة والدة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دام حفظه,
إزدحمت  كل هذه الاحزان ولمّا تزل المقاومة ورجالها الصادقون في عهدهم مع الله ومع الناس, يواجهون العدو الصهيوني على تخوم البلاد ويواصلون ضغوطهم في الميدان حتى يوقف الصهاينة عدوانهم وحربهم المتوحشة ضد غزة وفلسطين, بل ضد المنطقة برمتها, ولمّا تزل هذه المقاومة الأبية أيضاً تزف شهداءَ من مجاهديها الابطال وهم يؤدون واجبهم في الدفاع عن شعبهم ووطنهم وفي التضامن والمساندة للمظلومين والمعتدى عليهم والمحتلة أرضهم وديارهم في غزة وفلسطين.
وإزاء جرائم الابادة التي يواصلها الغُزاة الصهاينة في رفح – غزة والوَحشية الموصوفة التي يمارسونها ضد المدنيين قتلاً وإحراقاً وإبادة  وإستباحة لكل معلم حياة.. يتجدد عزمنا على المضي في خيار التصدي والمقاومة وعلى تحويل كل أحزاننا الى ارادة شجاعة يشحذها الصبر الجميل وتغذيها رؤية واضحة وثقة عارمة بنصر الله العادل والمقتدر.
إن كتلة الوفاء للمقاومة إذ تستحضر كل هذا المشهد, فإنما تفعل ذلك لتؤكد لأهلها وشعبها أن الفجر آت لا محالة, وان أوان انبلاجه لا يكون إلا بعد أشد لحظات الليل ظلمة وعتمة، وطالما أننا في مقاومتنا ننتصر لله ولخَلقه, فإن الله ناصرنا والله لا يُخلف وعده..
في جلستها, خلصت الكتلة بعد عرض المستجدات المحلية والاقليمية الى ما يأتي : 
1- ترفع الكتلة أسمى آيات العزاء للامة الاسلامية ولشعوبها المجاهدة لا سيّما في دول محور المقاومة في ذكرى ارتحال الامام الخميني(قده) ، كما تتقدم من قائد الامة ومرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن شعبها والمسؤولين كافة, ومن ذوي الشهداء القادة والمسؤولين والمجاهدين وعائلاتهم, ومن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومن والده وجميع أفراد أسرته, ومن أسرة آية الله الشيخ علي الكوارني ومن كل عوائل شهداء المقاومة الاسلامية وشهداء المقاومة في غزة وفلسطين بخالص التعازي لاستشهاد وفَقدِ أحبائهم, وتجدد عهدها بمواصلة نهجهم في كل مسارها السياسي والنيابي والشعبي.
2- تعتبر الكتلة أن عجز مؤسسات المجتمع الدولي عن كبح ووقف العدوان الصهيوني وحملة الإبادة التي يُنفذها الكيان الغاصب ضد غزة وشعبها, هو اشارة خطيرة ورسالة سلبية الى الدول والشعوب الحُرة والمستضعفة  ودعوة للإحتماء بالقوة الذاتية للدفاع عن الوجود والوطن والكرامة, وهذه الرسالة يتحمل نتائج مخاطرها بالدرجة الاولى الادارة الاميركية المُصِرة على وقاحتها ومَكرها ودعمها واحتضانها للكيان الصهيوني .
3- ترى الكتلة أن إصرار الصهاينة الغزاة على الاستخفاف بالرأي العام العالمي المناهض للعدوان على فلسطين, من شأنه أن يهدد الاستقرارفضلا عن انه يسقط كل الادعاءات الصهيونية الكاذبة حول احترام الديمقراطية وحقوق الانسان .
4- تؤكد الكتلة ان الحراك من أجل توفير مناخات ملائمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان, هو محل ترحيب دائم طالما أنه لا يمس النصوص والاعراف والاليات الدستورية المعمول بها.
انتهى البيان

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب

 

 

في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • مخطط توزيع المساعدات في قطاع غزة .. لهذا السيد القائد يحذر
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • برو: الاستحقاق البلدي كشف حجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • عون و الوفاء للمقاومة: تنسيق بلا ضجيج وتفهّم وتفاهم