من ثغر اليمن الباسم والعاصمة الاقتصادية لليمن إلى قرية منكوبة ومدينة غير قابلة للحياة والعيش فيها، هكذا أوفت قوات الاحتلال الإماراتي السعودي بوعدها لأبناء عدن، حين أعلنت أنها ستحول عدن إلى دبي أخرى، ومع مرور الوقت لم يجد أبناء المدينة الهادئة والجميلة إلا جحيم المعاناة ومخلفات المحتل العفنة التي أغرقت المدينة في الظلام الدامس وتسببت بالمعاناة والحرمان لأبناء المدينة المنكوبة.


الثورة / مصطفى المنتصر

تسعة أعوام وقوات الاحتلال السعودي الإماراتي ومليشياتها المسلحة تسرح وتمرح في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة دون وجه حق تردد شعارات جوفاء بأنها ما جاءت إلا لتحقق لأبناء هذه المناطق الأمن والرخاء والتنمية.. هكذا بررت قوات التحالف وجودها عقب احتلالها للمدينة عام 2015م ولكنها على مدى تسعة أعوام لم تقدم أي مشروع خدمي أو تنموي لتلك المحافظات سوى بضعة أكياس من رغيف الخبز ومليشيات متعددة متناحرة من المجرمين المدججين بالأسلحة والعتاد العسكري المتنوع.
وفي الوقت الذي يفتقر فيه المواطن لأبسط الخدمات ومقومات الحياة عمدت قوات الاحتلال السعودي الإماراتي إلى إغراق المدينة بالمليشيات المسلحة التي عبثت ودمرت كل مناحي الحياة وحولت المدينة إلى بؤرة ومستنقع للفوضى والإرهاب غير آبهة بمعاناة المواطنين الذين يتجرعون ضراوة الحر الشديد في الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي منذ أشهر.
أبناء عدن الذين تجرعوا ويلات الخوف والمعاناة والذل والامتهان على أيدي المحتل ومليشياته التي تسيطر على المدينة وتنهب مواردها تركوا منازلهم وفروا هاربين من جرم المعاناة التي يعيشونها ومن طفش الحياة التي اكتوت بحر الصيف، قاصدين العاصمة صنعاء والمناطق الشمالية التي لطالما كانت هي الملجأ الآمن والمنقذ لهم من هول ما عاشوه وتجرعوه على أيدي الطغاة والمجرمين.
مدينة عدن، أصبحت اليوم في ظل سيطرة المحتل وأدواته الرخيصة تعاني من ظروف قاسية جعلتها مدينة منكوبة، وفي الوقت الذي تشهد فيه المدينة ارتفاع درجات الحرارة، وغياب الخدمات الأساسية، والفساد المالي والإداري لمليشيات الانتقالي، وتوالي الأزمات المتعددة، والانهيار السريع للعملة ما أدى إلى تفاقم الأوضاع، وجعلت حياة الناس ومعيشتهم تسير على حافة الكارثة.

أمراض ووفيات
وفيات وإصابات متعددة وأمراض جلدية ظهرت على أجساد الأطفال والشيوخ والرجال ومضاعفات خطيرة تهدد حياة العديد من مصابي الأمراض المزمنة بسبب الحر الشديد، وأصبح البقاء على قيد الحياة تحدياً صعباً في ظل غياب الكهرباء وانقطاعها منذ أشهر عديدة واستمرار مليشيات المحتل في تجاهل هذه المأساة التي يعيشها المواطن والانشغال بنهب الموارد والثروات وتوزيع الإكراميات والبدلات والهبات بالعملة الصعبة ومن خزينة الشعب المكلوم.
وبحسب مصادر محلية فقد توفي شخصان على الأقل في مدينة عدن خلال أسبوع، متأثرين بموجة الحر الشديد المترافقة مع غياب خدمة الكهرباء على المدينة التي تشهد ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير ولاسيما في فصل الصيف .
وقالت المصادر إن شاباً يدعى نجوان ويسكن في حارة القاضي بمديرية صيرة، توفي إثر تعرضه لنوبة ضيق تنفس فيما سقط مسن الخميس المنصرم أرضا بعد تعرضه لنوبة أعياء وضيق تنفس في أحد شوارع عدن بعد أن عجز المارة والمسعفون من تقديم أي وسيلة لإنقاذه، في مشهد يعكس حالة السقوط المزري الذي وصلت إليه المدينة في ظل سيطرة ميليشيات الاحتلال وسطوتها الإجرامية على المدينة والمحافظات الجنوبية المحتلة .
وبحسب مصادر طبية، تصل أقسام طوارئ المستشفيات في عدن عشرات الحالات يومياً، معظمهم من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة ومرضى الجهاز التنفسي، وذلك بعد سوء حالتهم الصحية نتيجة ارتفاع الحرارة وانقطاع الكهرباء.
ووصلت درجة الحرارة في عدن، إلى 43 درجة، فيما تتجاوز درجة الرطوبة 75 درجة، في حين تعمل خدمة الكهرباء لساعتين فقط مُقابل ست ساعات من الانقطاع، وهو ما يُضاعف من حجم المُعاناة الإنسانية لسكان المدينة.
وتشهد عدن ارتفاعاً ملحوظاً وسريعاً في عدد الوفيات نتيجة للإصابات الحرارية، والإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الكهرباء، وزيادة الأمراض المنقولة عن طريق المياه غير الصحية، بسبب طفح المجاري، وانتشار البعوض، وتلوث المياه وتجاوزت درجة الحرارة في عدن الـ 40 درجة.
بالمقابل غادرت المئات من الأسر مدينة عدن إلى وجهات أخرى بسبب ارتفاع درجات الحرارة القاتلة مع استمرار انعدام خدمة الكهرباء والارتفاع المستمر للسلع الأساسية وسوء الخدمات بالمدينة وانعدام سبل الحياة بعد أن حولها المحتل وأدواته إلى مدينة أشباح .
ومع تماهي وتجاهل المحتل ومليشياته لمطالب المواطنين المطالبة بتوفير الكهرباء وتحسين الخدمات تركت الأسر العدنية منازلها بالمدينة جراء خروج محطات توليد الطاقة الكهربائية عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود وعدم قدرتهم على شراء الطاقة البديلة والبقاء بالمدينة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وتوجهها إلى الأسوأ.
واتجهت معظم الأسر إلى المناطق الريفية بالمحافظات المجاورة لعدن بعد تسجيل حالات الإغماء والوفيات والإصابة بضيق التنفس نتيجة الحر الشديد فيما فضلت أخرى اللجوء إلى صنعاء والعيش فيها هربا من بطش المحتل وسوء الخدمات في المحافظات المحتلة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حالة الطقس في الطرق المؤدية من المدينة إلى مكة والمشاعر المقدسة

المناطق_الرياض

توقّع المركز الوطني للأرصاد، خلال الساعات القادمة، أن يكون الطقس صحوًا على الطرق المؤدية من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مع وجود بعض الرياح النشطة والأتربة المثارة.

وذكر المركز عبر موقعه الإلكتروني، أن درجة الحرارة تتراوح ما بين 30 إلى 41 درجة مئوية، واتجاه الرياح جنوبية شرقية، بسرعة 25 كم/ساعة، مع رطوبة نسبية تُقدّر بـ 40%.

أخبار قد تهمك نائب أمير مكة يطّلع على جاهزية التقنيات الرقمية والشبكات في المشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن في حج 1446هـ 25 مايو 2025 - 2:50 مساءً الاتصال المؤسسي بإمارة مكة ينفذ مبادرة للكشف على العيون 22 مايو 2025 - 3:12 مساءً

مقالات مشابهة

  • حالة الطقس في الطرق المؤدية من المدينة إلى مكة والمشاعر المقدسة
  • انقطاع الكهرباء اثناء تدريبات منتخب الأردن في عُمان .. فيديو
  • طرق سداد فاتورة الكهرباء بالموبايل 2025
  • رغم القمع والتضييق…احتجاجات نسائية غاضبة في عدن وتعز تندد بانهيار الخدمات وتطالب بطرد المحتل
  • مصرع طفل نتيجة تعرضه للاختناق داخل مركبة في طولكرم
  • تعز.. مظاهرة نسوية تنديدا بتردي الخدمات وانهيار العملة الوطنية
  • قطع كهرباء وتضرر المنازل والمحال.. ماذا حدث جراء سيول الإسكندرية؟
  • لليوم الثالث.. انقطاع الكهرباء بمطار الدمام يُعطل أجهزة قراءة التذاكر
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • عشرات العقود بين وزارة الكهرباء والشركات الأجنبية منذ 2006 والبلد بلا كهرباء!