هوكشتاين مجدداً وحزب الله يضغط لتحقيق اختراقات إيرانية؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تعكس مواقف القمة الاميركية- الفرنسية تقاطعات دولية حول وجهة جديدة وفق مصدر ديبلوماسي متابع، باتت تركز على الجمع بين ملفي الجنوب والرئاسة، وهي ستترجم عبر الموفدين الأميركي والفرنسي إلى لبنان، على الرغم من أن أولويات كل منهما مختلفة، فوساطة آموس هوكشتاين تركز على التفاوض وترسيم الحدود فيما مبادرة جان إيف لودريان تقدم الاستحقاق الرئاسي أولاً.
وكتب ابراهيم حيدر في"النهار": يتضح من خلال التطورات الدولية والإقليمية، أن هناك سباقاً بين التهدئة والحرب .فالتحرك الدولي في صيغته الجديدة، والذي يسعى ايضاً إلى الفصل بين الموقف الرسمي اللبناني وسياسة "حزب الله" أقله في ما يتعلق بتطبيق القرار 1701، يأتي بعد فشل اللجنة الخماسية في تحقيق أي تقدم واخفاق المبعوث الفرنسي في مبادرته، ومراوحة وساطة هوكشتاين التي تريد واشنطن إعادة إحيائها بالتوازي مع الجولة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وهو ما ترجم بالاتصال بين هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه بري لخفض التصعيد ومنع انزلاق الجبهة إلى الحرب.
وعلى الرغم من التوجه الدولي الضاغط، بات إمكان التوصل إلى تهدئة على جبهة الجنوب يزداد صعوبة، خصوصاً وأن دولاً عدة باتت مقتنعة بأن وقف النار في غزة هو المدخل للبحث في ملف الجنوب من دون أن يعني ذلك أن تطبيق القرار 1701 مسالة سهلة، أو العودة إلى ما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فإسرائيل ترفض العودة قبل إيجاد حل لمستوطنيها في الشمال، وهي لذلك تضع خطط الحرب ضد لبنان وتوزع سيناريوات ومواعيد لها، فيما إيران تصر عبر "حزب الله" على استمرار المعركة وتهدد بإمكان توسيعها لتحقيق تقدم في ملفاتها. وقد أخفقت محاولات دول في الخماسية ومن بينها قطر في إحراز خرق في الملف الرئاسي بعدما استضافت مسؤولين لبنانيين وممثلي أحزاب، لذا بدأت بالبحث عن مخارج أخرى فتواصل موفدها مع "حزب الله" بما يعني أنها باتت مقتنعة بأن أي تسوية مرتبطة بالحل في الجنوب.
إذا كانت الوجهة الدولية باتت تربط بين التهدئة في الجنوب والاستحقاق الرئاسي، فإن الجميع يراهن في هذا الخصوص على الدور الأميركي، حتى الفرنسيين باتوا يسلمون بأن واشنطن وحدها قادرة على الضغط على إسرائيل لمنع الحرب، في الوقت الذي تفاوض فيه الإيرانيين عبر نوافذ مختلفة. وهذا يعني أن الأولوية الدولية هي لمنع التصعيد جنوباً تجنباً لحرب في المنطقة، ومن ذلك يمكن البحث في الشأن الرئاسي. لكن المعضلة هو أن لبنان و"حزب الله" يعتبران أن التهديدات الإسرائيلية بالحرب مجرد كلام، ويراهنان على أن وقف النار في غزة يعيد الامور الى الستاتيكو السابق في الجنوب، وهو ما يتعارض مع التحذيرات الدولية من أن الوضع خطير ولا يمكن تجنب الحرب إلا بتطبيق فعلي للقرار الدولي وفق ما يطرحه هوكشتاين.
لكن خطر الحرب لا يزال محدقاً رغم الضغوط الدولية، والتصعيد يتقدم على التسوية وفق الوقائع على الجبهة والمواجهات المفتوحة. وإذا استمرت الأوضاع على حالها جنوباً، إن كان بتسجيل غلبة لـ"حزب الله" أو إخفاقاً في تحقيق اهدافه، أو اشتعال حرب إسرائيلية، فإن لبنان المستنزف سينزلق نحو مزيد من الفوضى والتحلل والانهيارات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدرس وقف دعم يونيفيل.. وتوترات الجنوب اللبناني تزداد حدة
نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر أمريكية مطلعة، أن الولايات المتحدة تدرس خيار إنهاء دعمها المالي والسياسي لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في ظل تصاعد التوترات الحدودية واستمرار النزاع المسلح مع حزب الله.
وذكرت الصحيفة أن واشنطن لم تحسم قرارها بعد، لكنها تشترط إدخال "إصلاحات كبرى" في عمل البعثة، ما يعني أن إنهاء الدعم يبقى مطروحًا بقوة في حال فشل تحقيق تلك الإصلاحات.
ويُجدد تفويض "يونيفيل" سنويًا عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وقد تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد القرار المقبل المتوقع في أغسطس.
وفي تطور لافت، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن واشنطن اتخذت قرارًا فعليًا بالتصويت ضد تمديد مهمة "يونيفيل"، في توافق واضح مع الموقف الإسرائيلي الذي يرى أن البعثة لم تعد فاعلة في ضبط أنشطة حزب الله، ولم تُحقق الأهداف الأمنية المرجوة منذ صدور القرار 1701 عقب حرب يوليو 2006.
تل أبيب وواشنطن في موقف موحد ضد "يونيفيل"وتضيف الصحيفة العبرية أن هناك "توافقًا كاملًا" بين إسرائيل والولايات المتحدة حول ضرورة إنهاء عمل "يونيفيل"، بزعم أن البعثة "تفشل في رصد ومنع تعزيز حزب الله لقوته العسكرية جنوب نهر الليطاني"، فيما تعتبر تل أبيب أن استمرار وجود القوة الدولية بات "غير مجدٍ من الناحية الأمنية".
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضربات الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، ما يعزز القلق من دخول البلاد في دوامة تصعيد واسعة النطاق، خصوصًا في ظل عدم وجود آلية ردع فاعلة.
وفي هذا السياق، اعتبر الناطق باسم "يونيفيل" في جنوب لبنان، أندريا تيننتي، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية تشكل "تطورًا خطيرًا"، مؤكدًا أنها تمثل "انتهاكًا واضحًا لسيادة لبنان وللقرار 1701"، وتهدد الاستقرار الهش في المنطقة الحدودية التي عانت من نزاع مستمر على مدار أكثر من عام.
وحذّر تيننتي من أن التصعيد لا يؤدي فقط إلى ارتفاع منسوب التوتر، بل قد يؤدي إلى "خلق وضع خطير جدًا"، خاصة في ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو