قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن محاولات جيش الاحتلال تحقيق نصر تكتيكي في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، تفشل أمام ضربات المقاومة وعملياتها النوعية.

وصباح اليوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط و3 جنود من لواء غفعاتي في معارك ضارية برفح أمس، وذلك بعد إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- تفجير منزل مفخخ في قوة إسرائيلية تحصنت بداخله في مخيم الشابورة برفح أمس الاثنين، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

وأشار اللواء الصمادي -في تحليله المشهد العسكري- إلى أن رواية المقاومة للحادث هي الأصح في مقابل رواية جيش الاحتلال الذي زعم أن جنوده ألقوا عبوة ناسفة لتأمين المداهمة، وهو ما أدى للانفجار ومقتل عناصره.

وأضاف أنه حتى وإن كانت رواية الاحتلال صحيحة، فإن ذلك دليل على أنه لا يرقى لأن يكون جيشا حقيقيا، بل مجرد عصابات لا تملك قواعد للاشتباك بشكل سليم، وتفتقر للاحترافية في عمليات القتال بالمناطق المبنية.

كفاءة عالية للمقاومة

ولفت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أنه تم نقل 16 جريحا من جيش الاحتلال إلى المستشفيات جراء هذا الحادث الأمني، ثم اعترف الجيش اليوم بمقتل 4 من عناصره، وهو ما يعطي دلالة على تدني معنوياته، في مقابل أداء متميز لعناصر المقاومة.

ويرى الخبير العسكري أن المقاومة تكتسب يوما بعد يوم كفاءة قتالية منقطة النظير، وتملك قدرة على عمليات الرصد والاستطلاع وقراءة الميدان بشكل صحيح، وهو ما يسمح لها بالتنبؤ بتحركات جيش الاحتلال المتوقعة.

كما يرى أنه في مقابل ذلك، يزداد تدني معنويات جيش الاحتلال وشعوره بالإحباط والخوف، مشيرا في هذا السياق إلى طلب رئيس أركان جيش الاحتلال من القيادة السياسية 15 كتيبة جديدة يحتاجها الجيش لمتابعة عملياته في القطاع.

ويضيف الصمادي أن جيش الاحتلال يحاول تحقيق نصر تكتيكي في عمليات القتال برفح إلا أنه يجابه بعمليات نوعية وبكمائن تؤدي إلى خسائر جسيمة له، لأنه بمجرد الترجل عن آلياته في المناطق المبنية يظهر ضعفه ويتعرض لخسائر كبيرة من عمليات المقاومة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة

اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول أمس السبت في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس تحمل دلالات عسكرية وإستراتيجية مهمة تتجاوز نتائجها المباشرة.

وبثت شاشة الجزيرة مشاهد للعمل المركّب الذي نفذته الكتائب واستهدف ناقلتي جند للاحتلال الإسرائيلي أول أمس في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها جرت في المنطقة نفسها التي شهدت مقتل ضابط إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن الاحتلال حينها عن مقتل 3 من جنوده، من بينهم قائد سرية.

وأشار الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري إلى أن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين في منطقة تعتبر من أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي يُظهر قدرة المقاومة الاستثنائية على التسلل والظهور خلف خطوط العدو لتنفيذ عمليات معقدة.

وبحسب الخبير العسكري، فإن المخطط العسكري للعملية يمتلك معرفة تامة بالموقع الجغرافي والقطاعات التي يمكن التنقل من خلالها للوصول إلى الأهداف المحددة.

وتجلت هذه المعرفة العميقة في إشارة المنفذ إلى عملية سابقة نُفذت في المكان نفسه قبل عام واحد، حيث تم تدمير مدرعة إسرائيلية في المنطقة ذاتها، مما يدل على وجود قيادة ميدانية ثابتة تدير العمليات في هذه المنطقة منذ فترة طويلة وتمتلك خبرة تراكمية في طبيعة التضاريس وأنماط تحرك القوات الإسرائيلية.

وتأتي العملية -وفقا الفلاحي- نتيجة لإستراتيجية جيش الاحتلال المعروفة بـ"التخطي"، والتي تعتمد على التقدم إلى مناطق متقدمة دون السيطرة الكاملة على المناطق الخلفية، على افتراض أن المقاومة المتبقية ستنسحب أو لن تصمد.

ولفت إلى أن النتيجة العملية لهذا النهج هي وجود جيوب مقاومة نشطة في مناطق يعتبرها الجيش الإسرائيلي "آمنة"، مما يسمح بتنفيذ عمليات مفاجئة ومؤثرة خلف الخطوط الأمامية.

تطور آلية التنفيذ

وأوضح الخبير العسكري أن آلية تنفيذ العملية تكشف عن تطور كبير في قدرات المقاومة التكتيكية، حيث نفذت العملية من قبل مقاتل واحد يحمل عبوة عمل فدائي، مما يقلل احتمالية الكشف ويزيد مرونة الحركة.

إعلان

ولفت الفلاحي إلى الأسباب التكتيكية وراء نجاح العملية، مشيرا إلى أن القمرة المفتوحة في إحدى الناقلات سمحت بإلقاء العبوة مباشرة داخل الآلية، وهذا الإجراء -الذي قد يبدو بسيطا- له تأثير تدميري هائل، لأن انفجار العبوة داخل الناقلة يؤدي إلى تفجير العتاد والذخيرة الموجودة، مما يتسبب في تدمير كامل للآلية وصعوبة في إنقاذ الطاقم.

ويترك هذا النوع من العمليات المتكررة تأثيرا نفسيا ومعنويا مدمرا على الجندي الإسرائيلي، حيث إنه يبدأ في الخشية من الوجود داخل هذه المناطق نظرا لإمكانية وصول المقاومين إليه في أي لحظة.

ويمتد التأثير النفسي إلى مستوى اتخاذ القرارات، حيث يضع الجيش الإسرائيلي في حساباته وجود عبوات محتملة في كل منطقة يحاول التقدم إليها، سواء على الطرق أو في المباني.

وأكد الخبير العسكري على أن هذه العمليات تحقق استنزافا شاملا للقدرات الإسرائيلية على مستويات عدة، فمن الناحية البشرية تؤدي إلى خسائر في الأرواح والمصابين تتراكم مع الوقت، ومن الناحية المادية تدمر آليات باهظة الثمن ومعقدة التصنيع، ومن الناحية اللوجستية تفرض تكاليف إضافية للصيانة والاستبدال والإسناد الطبي.

ويمكن ملاحظة مؤشرات واضحة على الإنهاك الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي بحسب الخبير، والذي تجلى في عدم توفير حماية كافية للناقلتين، ففي الظروف الطبيعية كان يجب أن تكون هذه الآليات محاطة بوحدات من المشاة لتوفير الحماية أو على الأقل أن تكون ضمن منطقة آمنة تحت سيطرة قوات أخرى.

مقالات مشابهة

  • خسائر القوات الأوكرانية في منطقة عمليات الشمال بلغت نحو 190 عسكريًا
  • خبير عسكري: تلويح إسرائيل باحتلال غزة محاولة لإحداث صدمة عند المقاومة
  • خبير إستراتيجي: مصر تقف حائط صد أمام محاولات تهجير سكان غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية
  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
  • خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 في عمليات للمقاومة برفح وخان يونس