تصعيد مرعب في شمال فلسطين.. حزب الله يدفع “إسرائيل” إلى الهاوية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في خضم الصراع المستمر والمتصاعد على الحدود اللبنانية مع الكيان المحتل، يبدو أن المنطقة تتجه نحو منعطف حاسم وخطير.
حزب الله، بقدراته العسكرية المتقدمة، واستراتيجيته الجديدة، يدفع إسرائيل إلى حافة الهاوية، فالتوترات بلغت ذروتها بعد اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله “أبي طالب”، مما أدى إلى تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الرد العنيف من حزب الله، والذي تضمن قصفاً متواصلاً على المواقع الإسرائيلية، يثير المخاوف من اندلاع حرب شاملة لن تكون كسابقاتها، بل قد تكون الأكثر تدميراً في تاريخ النزاع بين الطرفين.
وفيما تستنزف إسرائيل مواردها العسكرية، والاقتصادية بسبب العمليات المستمرة في غزة، تتزايد التساؤلات حول مدى استعدادها لمواجهة قوة حزب الله المتنامية، التي تشمل ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، وقدرات متقدمة في التشويش والرصد.
صحيفة معاريف الإسرائيلية، وصفت اغتيال القيادي “أبي طالب” بأنه الحدث الذي قد يقلب الطاولة في الشمال، مشيرة إلى أن رد حزب الله سيكون قوياً وسيستمر في الساعات المقبلة.
وفي ظل هذا التصعيد المرعب، يبقى السؤال المطروح: هل إسرائيل مستعدة لتحمل تبعات حرب شاملة مع حزب الله؟
الولايات المتحدة، التي تراقب الوضع بقلق بالغ، تحاول جاهدة منع تحول العنف المتصاعد إلى صراع شامل، وسط مخاوف من تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.
تكتيكات حرب الحدود بين حزب الله، والكيان تغيرت بعد أن غيرت اسرائيل استراتيجيتها من المواجهة إلى اغتيال قيادات في الحزب آخرها اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله «أبي طالب»، الأمر الذي رفع من وتيرة التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في ظل تصاعد شدة العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
في الأثناء يواصل حزب الله القصف المتواصل على الكيان مستهدفاً عدة مواقع، وثكنات، وقواعد عسكرية للعدو عبر توسيعه نطاق الرد باتجاه مدن ومستوطنات الشمال، وذلك بعشرات الصواريخ والمسيرات في تصعيد غير مسبوق، بالمقابل يواصل طيران العدو الاسرائيلي شن غاراته على الجنوب اللبناني بلا توقف.
أمام هذا التصعيد غير المسبوق منذ عملية السابع من أكتوبر يبدو أننا نقترب من حرب شاملة بين حزب الله والكيان الإسرائيلي.
حرب مدمرة
هذه المعركة في حال اندلعت لن تكون كسابقاتها مطلقاً، فحزب الله لديه ترسانة صاروخية ذات قدرات تدميرية عالية، وبإمكان الحزب ضرب كل الأهداف التابعة للكيان في كل المدن الفلسطينية المحتلة، وكذلك الكيان المحتل، ما يعني هذه الحرب ستكون مدمرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما مدى استعداد اسرائيل للدخول في حرب شامله مع حزب الله ؟
الحقيقة أن الكيان الصهيوني يشهد مخاوف متزايدة من احتمال الدخول في حرب شاملة مع حزب الله؛ نظراً للقدرات العسكرية المتقدمة التي يمتلكها الحزب، بما في ذلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى قدراته في التشويش والرصد، حيث تتزايد هذه المخاوف في ظل الظروف الحالية التي تواجهها إسرائيل من استنزاف مواردها العسكرية والاقتصادية جراء العمليات المستمرة في غزة.
قدرات حزب الله
يمتلك حزب الله أكثر من 150 ألف صاروخ، بعضها ذو دقة عالية، وقادر على إصابة الأهداف الحيوية في عمق إسرائيل.
وتشمل هذه الصواريخ أنواعاً بعيدة المدى قادرة على استهداف المدن الكبرى، والمنشآت العسكرية والمدنية.
الطائرات المسيرة: أثبتت الطائرات المسيرة لحزب الله فعاليتها وقدرتها على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، حيث فشلت إسرائيل في صد هذه الطائرات، مما يزيد من تعقيد مواجهة الحزب في حال اندلاع نزاع شامل.
تحييد الطائرات الإسرائيلية: أظهرت التقارير قدرة حزب الله على تحييد طائرات F-16 الإسرائيلية، مما يضعف القوة الجوية الإسرائيلية التي تعد أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية.
قدرات التشويش والرصد لحزب الله: التشويش على وسائل المراقبة والرصد، حيث تمكن حزب الله من تعطيل نظم المراقبة والرصد على الحدود الشمالية بشكل كبير، بما في ذلك السياج الحدودي، ومنطاد المراقبة جنوب طبريا، وقاعدة المراقبة والتحكم التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون.
هذا يضعف القدرة الإسرائيلية على رصد التحركات والتجمعات العسكرية للحزب.
قدرات المراقبة والاكتشاف: يمتلك حزب الله قدرات متقدمة في مراقبة واكتشاف نقاط التجمع الجديدة والمستحدثة للجيش الإسرائيلي، مما يمنحه ميزة استراتيجية في أي مواجهة محتملة.
هذا إلى جانب أن اسرائيل استنفدت الكثير من مجهودها الحربي، وذخائرها في العمليات المستمرة في غزة.
هذا الاستنزاف يشمل القوات الاحتياطية التي تقاتل منذ شهور، مما يضعف قدرتها على فتح جبهة جديدة مع حزب الله
استنزاف الدعم الدولي: شهدت إسرائيل تآكلًا في رصيد الدعم الدولي خلال حرب غزة، مما يجعل من الصعب الحصول على دعم دولي كبير في حال اندلاع حرب جديدة مع حزب الله.
الوضع الاقتصادي: تعاني إسرائيل من وضع اقتصادي صعب، وحرب واسعة مع حزب الله من شأنها أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي.
سيؤدي النزاع إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص إضافي، وسيجبر إسرائيل على إخلاء مدن مثل حيفا ونهاريا وعكا، مما يزيد من الضغط على الموارد الاقتصادية.
يبدو سيناريو الحرب الشاملة مع حزب الله كارثياً بالنسبة لإسرائيل.
الدخول في حرب تحت هذه الظروف يمكن أن يؤدي إلى تدمير كبير في البنية التحتية، خسائر بشرية ضخمة، وانهيار اقتصادي.
من الواضح أن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بتحمل تبعات مثل هذا النزاع في الوقت الحالي، مما يجعل من مصلحتها تجنب التصعيد.
وبالنظر إلى القدرات العسكرية المتقدمة لحزب الله والظروف الحالية التي تواجهها إسرائيل، يبدو أن مصلحة إسرائيل تكمن في تجنب الدخول في حرب شاملة، وهذا ماتراه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من العنف المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل وتحوله إلى حرب شاملة، وإنها تسعى جاهدة لمنع حدوث ذلك.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين أن بلادهم قلقة من اندفاع إسرائيل إلى حرب مع حزب الله، أو الانجرار إليها دون إستراتيجية واضحة أو النظر في الآثار الكاملة للصراع.
– المسيرة نت: كامل المعمري -صحفي متخصص بالشؤون العسكرية
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الطائرات المسیرة مع حزب الله حرب شاملة فی حرب
إقرأ أيضاً:
تقسيم فلسطين بين الأمم “فانتازيا تاريخية”
#تقسيم #فلسطين بين الأمم ” #فانتازيا_تاريخية “
د. #حفظي_اشتية
من أجل احتلال فلسطين وبمكر استعماري ودهاء صهيوني، ألبس أعداؤنا مخططهم لبوسا دينيا مزيفا، ووثّقوه بوعد إلهيّ مزيّف، ووضعوا عربة التاريخ أمام الحصان، وقالوا: فلسطين لنا؛ لأنهم كانوا قد مرّوا من هنا قبل 3000 آلاف سنة، وأقاموا دولة لهم في عهد سيدنا داوود وابنه سيدنا سليمان عليهما السلام، سرعان ما انقسمت إلى دولتين: يهوذا في القدس، وإسرائيل في السامرة، ظلّت الحرب ناشبة بينهما.
وظل وجودهم في فلسطين متقطعا عدة قرون من الزمان، يستعْدون المجاورين أو الفاتحين من الآشوريين والبابليين والمصريين واليونانيين والرومانيين طوال الوقت، فهدمت القدس ومعابدها على يد “نبوخذ نصّر” سنة 586ق.م، وتمّ سبيهم إلى العراق. ثم تسللوا عائدين بمعونة الفرس، وحاولوا تثبيت حكمهم مجددا، واستمروا في خلق الاضطرابات وإشعال الثورات ونسج الفتن والتآمر على الأنبياء…. حتى ضاق بهم الرومان ذرعا، فاستأصل القائد الروماني “هادريان” شأفتهم سنة 70م، وهدم القدس تماما، وأقام مكانها مدينة جديدة أسماها “إيلياء”، وحرّم على اليهود السكن فيها أو الدخول إليها. وانتهى بذلك أمرهم، وتهاوت محاولات إقامة دولتهم التي لم تعمّر في أيّ من الحالات أكثر من 80 سنة، وتلك لعنة التاريخ التي ما زالت تطاردهم إلى يوم الناس هذا.
مقالات ذات صلة مُنتخب كرة القدم ام منتخب السياسين من يؤجج وجدان ومتابعة الأردنيين أكثر..؟. 2025/06/06والآن يسعون منذ قرن من الزمان إلى إبادة الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع في الأرض، وإعادة بناء دولتهم على كامل فلسطين وما جاورها، بعثا للتاريخ الذي شبع موتا، وادعاء بأن الأرض حق لهم لأنهم كانوا ذات يوم فيها.
حسنا….
المبدأ إذن يتلخص في أن من سكن أرضا يحق له المطالبة بها مهما تطاول الزمن وتعاقب الساكنون.
نحن موافقون. وبما أننا عادلون فسوف نتقدم إلى “عصبة” الأمم المتحدة “العادلة”!! ومجلس أمنها الحر النزيه!! بمشروع قرار يعطي الحق لكل من سكن فلسطين عبر كل هذه الأحقاب منذ نشأتها أن يكون له جزء منها يقيم عليه دولته، وينبغي أن يكون الجزء الممنوح له متناسبا مع الفترة الزمنية التي سكن فيها فلسطين طالت أم قصرت.
والبداية من الكنعانيين العرب الذين سكنوها مطلع الألف الثالث قبل الميلاد، ودام وجودهم فيها حوالي ألفي سنة، ثم اليهود مطلع الألف الأول قبل الميلاد وتقطّع وجودهم فيها بين إقامة وسبي عدة قرون، وللمصريين نصيب فقد حكموها بضع مئات من السنين، ثم للآشوريين والبابليين، وللفرس الذين داموا فيها قرنين من الزمان، وللإسكندر المقدوني اليوناني الذي احتلها 330م، وبعد وفاته تقاسم حكمها بعده ورثته في مصر وسوريا والإمبراطورية الرومانية ودام ذلك حوال ثلاثة قرون، ثم الإمبراطورية البيزنطية واستمرت في فلسطين ثلاثة قرون أخرى، ثم الحكم الإسلامي مع بداية الفتوحات سنة 633م وانتصارات أبي عبيدة وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد رضي الله عنهم التي تُوّجت بفتح القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لتدخل فلسطين في حكم الخلافة الراشدة، ثم الخلافة الأموية من سنة 661م ــ 750م، وبناء الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، ثم الحكم العباسي من سنة 750م ــ 1258م، وما تخلله من تعاقب للسيطرة بين الخلافة الموحَّدة في بغداد، والمستقلين عنها مثل الفاطميين والطوليين والسلاجقة….إلخ، ثم الصليبيين الذين دام غزوهم حوالي قرنين من الزمان، وتخلل ذلك حكم الأيوبيين والمماليك، ومرّ بها المغول، ثم حكمها العثمانيون المسلمون حوالي أربعة قرون من الزمان، ظهرت خلالها محاولات محمد علي باشا في مصر ونابليون فرنسا لحكمها، ثم بريطانيا ذات المكر الأكبر، وأخيرا الهجمة الاستيطانية الصهيونية والصراع المرير بين الغزاة العابرين وأهل الأرض العرب الشرعيين منذ أزيد من مائة عام!!
العدل أن توزَّع فلسطين بين كل هؤلاء الأقوام قبل الميلاد وبعده، من غير العرب، وكذلك من العرب بكل مللهم وطوائفهم وأصولهم ومنابتهم وفرقهم ومذاهبهم وألوانهم ومشاربهم.
ولإخواننا المسلمين غير العرب أوفى نصيب مثل الكرد وقائدهم العظيم صلاح الدين الذي بدأ رحلة تحريرها من الصليبيين، وللمماليك أيًّا كانت أصولهم وأعراقهم نصيب أيضا، فهم مع قائدهم الظاهر بيبرس ثم قطز من بعده ثم الأشرف خليل قلاوون وغيرهم، حرروها من المغول ومن بقايا الصليبيين.
وللعثمانيين نصيب وافٍ وافر، فقد حفظوها وحافظوا عليها، ودفعوا أثمانا باهظة لمواقفهم المشرفة منها.
كل أمة أو طائفة مرّت بفلسطين وسكنتها أو دافعت عنها لها الحق في أن تطالب بجزء منها وفق هذا المعيار التاريخي العجيب المقلوب الذي يتحصن به الأعداء، حتى النَّوَر ونديمهم “عرار” لهم الحق في ذلك أيضا!
وبناء على المعيار ذاته، يحق لنا ــ نحن العرب ــ أن نطالب بكل أرض سُمع فيها صليل سيوفنا وصهيل خيولنا، من الأندلس التي حكمناها ثمانية قرون وأقمنا فيها حضارة زاهرة ملأت الكون، إلى جبال البرانس في أعالي فرنسا، إلى أسوار القسطنطينية حيث وقف مسلمة بن عبد الملك، إلى البحر المتوسط “بحر العرب” وجزره كلها، ف “قبرص” ما زال يسطّر بحرها أمجاد “ذات الصواري”، وتعبق بأنفاس عثمان بن عفان وابن أبي السرح ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. ونطالب أن نعود إلى حكم مجاهل إفريقيا، وأقاصي آسيا حتى الهند والصين، ونبعث فتى ثقيف وقتيبة بن مسلم الباهليّ من جديد ليصححا وسم العيون هناك، ويصوّبا رسم التاريخ الذي فقد البوصلة وحاد عن المسار.
مثل هذا المشروع المدهش قد يهشّ له الحكم الأمريكي الجديد لأنه مغرم بالمقترحات الإبداعية الخارقة غير العادية.
لقد سئمنا من القرارات التي لا تنفّذ، والحلول المكرورة المملولة التي لا تتم، وآن الأوان أن نحلّق بعيدا خارج كل الصناديق بمثل هذه الأفكار الفانتازية التي يتفوق خيالها الحالم اللعوب على مرارة صدقها وحقائقها التاريخية.