نصحت الدكتورة كورنيليا بالديرمان، المستشارة العلمية العليا، في المكتب الفيدرالي الألماني للحماية من الإشعاع، بضرورة ارتداء النظارات الشمسية كإحدى الطرق الوقائية لحماية العينين من احتمالات الإصابة بإعتام عدسة العين.

وتابعت الدكتورة كورنيليا بالديرمان، المستشارة العلمية العليا، في المكتب الفيدرالي الألماني للحماية من الإشعاع أكدت أن فوائد الأشعة فوق البنفسجية لا تتعدى مساعدة الجسم على إنتاج فيتامين D.

وفي حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميت وتبثه منظمة الصحة العالمية على منصاتها الرسمية، شرحت الدكتورة بالديرمان مخاطر الأشعة فوق البنفسجية وتأثيرها على الصحة والخطوات الوقائية لتجنب أضرارها.

 

الأشعة فوق البنفسجية

تأتي الأشعة فوق البنفسجية من الشمس ولكن يمكن أيضًا توليدها بشكل مصطنع، على سبيل المثال في أسرّة التشمس. وتكمن خطورة الأشعة فوق البنفسجية في كونها غير محسوسة، ولا يمكن رؤيتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تسبب المزيد من التأثيرات الصحية، والآثار الصحية السلبية، على سبيل المثال، في المدى القصير، حروق الشمس أو التهاب العين، وعلى المدى الطويل، الشيخوخة المبكرة للجلد وسرطان الجلد أو سرطان العين.

 

وقالت دكتورة بالديرمان إن الأشعة فوق البنفسجية تُصنف على أنها مسببة للسرطان للإنسان، لأنها تضر الحمض النووي والكثير من الأشعة فوق البنفسجية تضر [الخلايا] بشكل بالغ لا يمكن إصلاحه مرة أخرى. وبالتالي يمكن أن تتدهور الخلايا المتضررة وتستحيل إلى خلايا سرطانية. إن التأثير الإيجابي الوحيد للأشعة فوق البنفسجية هو تخليق فيتامين Dفي جسم الإنسان، لذا، يجب توخي الحذر بشأن التعرض للشمس بشكل كبير.

 

إجراءات وقائية سهلة

تؤكد دكتورة بالديرمان أن اتخاذ إجراءات وقائية من الأشعة فوق البنفسجية ضروري للغاية، لأنها، على سبيل المثال، تسبب سرطان الجلد، وخاصة بالنسبة للأطفال، مشيرة إلى أن الأمر سهل للغاية، إذ يمكن تجنب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية عن طريق البحث عن الظل أو استخدام مظلة أو حتى عدم الخروج في منتصف النهار. ثانيًا، ارتداء ما يمكن أن يغطي الجسم مثل قبعة عريضة الحواف واستخدم النظارات الشمسية للعينين. وثالثًا، استخدام الملابس والأحذية و/أو كريم واقي من الشمس حتى يتم حماية الجسم.

مكملات فيتامين D

واستطردت دكتورة بالديرمان قائلة إن فيتامين D مهم جدًا لصحة الإنسان، لكن تدابير الحماية من الشمس لا تعني منع تخليق فيتامين D، حيث لا يزال بإمكان الجسم إنتاجه، ولكن بطريقة أبطأ.

 

لذا، فإن النقطة الرئيسية هي، عدم الخروج في الشمس لمجرد الحصول على فيتامين D، علاوة على أن هناك مكملات غذائية لعلاج نقص فيتامين D، في حين لا يوجد أقراص لعلاج سرطان الجلد.

 

أصحاب البشرة الداكنة

شرحت دكتورة بالديرمان أن الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة لا يعانون من حساسية للأشعة فوق البنفسجية مثل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، موضحة أنه كلما كانت البشرة أفتح، كلما تعرضت مبكرًا للآثار السلبية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية. لذا، من المهم للغاية أن يعرف الشخص بشرته، ومدى حساسيتها للشمس ومتى يمكن أن يصاب بحروق الشمس، بما يساعده بالفعل على إدارة تعرضه للشمس ووقته في الهواء الطلق.

 

تطبيقات إلكترونية

في إجابة على سؤال حول كيفية الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية بينما لا يمكن الإحساس بها ولا رؤيتها، قالت دكتورة بالديرمان إن الحل يتلخص في الاعتماد على مؤشر قياس الأشعة فوق البنفسجية، الذي يبدأ من واحد إلى أحد عشر وما فوق، شارحة أنه كلما زاد الرقم على المؤشر، زادت شدة الأشعة فوق البنفسجية. 

ونصحت دكتورة بالديرمان بأنه قبل الخروج من المنزل يمكن للمرء الاطلاع على أحد تطبيقات الطقس، التي تُظهر مؤشر الأشعة فوق البنفسجية، أو استخدام تطبيق صن سمارت، الذي يوضح أوقات الحماية من الشمس.

 

الظل وحده لا يكفي

وحذرت دكتورة بالديرمان من أن الظل يقلل من الأشعة فوق البنفسجية، لكنه لا يحجبها تمامًا، بمعني أنها تكون متناثرة وبالتالي، يمكن أن يتعرض لها الشخص في أي كل مكان مفتوح حتى لو كان في الظل. 

وأضافت دكتورة بالديرمان أن الجسم يمكن أن يصاب بحروق الشمس أو يمكن الحصول على سمرة أو فيتامين D في الظل، وبالتالي، فإن الظل وحده لا يعني حماية بنسبة 100% من الأشعة فوق البنفسجية.

 

واختتمت دكتورة بالديرمان قائلة إن خلاصة النصائح لا تعني مطلقًا عدم التعرض للشمس بتاتًا ولكن توصي بأن يكون الشخص على دراية بمدى تعرضه لأشعة الشمس وكيفية حماية نفسها من أضرارها المحتملة بذكاء شديد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيتامين D إنتاج فيتامين D الإشعاع الأشعة فوق البنفسجية عدسة العين الصحة الشيخوخة سرطان الجلد سرطان العين حروق الشمس التهاب العين من الأشعة فوق البنفسجیة للأشعة فوق البنفسجیة من الشمس یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

منذ أن تشكّلت الدول وبدأت تمارس وظائفها، ظل الاقتصاد جزءًا لا يتجزأ من أدواتها السياسية، فالسياسات الاقتصادية ليست مجرد قرارات تقنية تُتخذ بمعزل عن الواقع، بل هي في جوهرها قرارات سياسية تعكس مصالح، وأولويات، وتوازنات قوى. القول إن الاقتصاد محايد أو مستقل عن السياسة يتجاهل حقيقة أن كل قرار مالي أو استثماري أو تجاري يتطلب إرادة سياسية لتوجيهه، وتحمل تبعاته.

في التاريخ القديم، كانت السيطرة على الموارد الاقتصادية تُعد بمثابة إحكام للسيادة السياسية. الإمبراطورية الرومانية لم تكن لتصمد دون تأمين تدفق القمح من مستعمراتها، وعلى رأسها مصر، التي شكّلت “سلة الغذاء” للإمبراطورية. وفي ذلك الزمن، لم يكن الغذاء مجرد سلعة؛ بل أداة للحكم، والاستقرار السياسي كان رهناً بالوفرة الاقتصادية.

أما في العصر الحديث، فقد تجلّت العلاقة بين الاقتصاد والسياسة بوضوح في أزمة النفط عام 1973، حين قررت الدول العربية المنتجة للنفط خفض الإنتاج وفرض حظر على الولايات المتحدة وهولندا بسبب دعمهما لإسرائيل. أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 300%، وانزلاق الاقتصاد العالمي في موجة تضخم وركود حاد. وهنا لم يكن النفط مجرد مادة خام؛ بل أداة سياسية أثَّرت في مواقف دول، وساهمت في إعادة تشكيل النظام الدولي.

في التجربة الصينية، شكّل النمو الاقتصادي منذ نهاية السبعينيات خطة سياسية منظمة، لم يكن تحرير السوق وتوسيع قطاع التصدير هدفًا اقتصاديًا فحسب، بل وسيلة استراتيجية لإرساء شرعية الحزب الشيوعي داخليًا، وتعزيز مكانة الصين في النظام العالمي. خلال أربعة عقود، نجحت الصين في انتشال أكثر من 800 مليون إنسان من الفقر، وفق بيانات البنك الدولي، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو إنجاز اقتصادي ما كان ليتحقق لولا رؤية سياسية محكمة.

الواقع الأوروبي يعزز أيضًا هذا الترابط الوثيق، فالاتحاد الأوروبي بُني على فكرة أن التكامل الاقتصادي سيمنع اندلاع الحروب مجددًا بين دول القارة. إنشاء السوق الموحدة، وتبني العملة الموحدة “اليورو”، لم يكن مسعى اقتصاديًا بحتًا، بل هدفًا سياسيًا طويل المدى لتحقيق السلام والاستقرار. رغم التحديات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي نحو 18 تريليون دولار في عام 2023؛ مما يعكس عمق هذا التكامل الذي جمع بين السياسة والاقتصاد.

في منطقتنا العربية، تتضح العلاقة في اعتماد العديد من الدول على السياسات الاقتصادية كأدوات للتماسك الاجتماعي والسياسي. برامج الدعم الحكومي للوقود والغذاء، والتوظيف في القطاع العام، والإعفاءات الضريبية، كلها قرارات اقتصادية تُستخدم سياسيًا لاحتواء التوترات الاجتماعية وتعزيز شرعية الدولة. وفي دول الخليج، مثلًا، لا تُفهم خطط التنويع الاقتصادي بمعزل عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى ضمان الاستدامة والاستقرار في عالم ما بعد النفط.

ومن واقع تجربتي، حين ناديت أثناء المقاطعة الشعبية الأخيرة بعد حرب غزة بضرورة تطوير المنتج المحلي ليحل محل السلع المُقاطَعة، اعتبر البعض أن هذا الموقف تعاطف عاطفي لا علاقة له بالاقتصاد، وأن الأجدى هو تغيير سلوك المستهلك فقط. لكن هذا الفهم يغفل عن حقيقة أن الأزمات تخلق فرصًا لإعادة توجيه الموارد، وتعزيز الإنتاج الوطني، وتثبيت السيادة الاقتصادية. وقد وقعت بعض الجهات والدول في هذا الخطأ، حين تعاملت مع المقاطعة كفعل شعبي مؤقت بدل أن تستثمره في بناء بدائل وطنية مستدامة.

حتى في مفاوضات صندوق النقد الدولي مع الدول، يظهر الاقتصاد كأداة ضغط سياسي.. الاشتراطات المصاحبة لبرامج الإصلاح، مثل تحرير سعر الصرف، أو خفض الدعم، أو خصخصة المؤسسات، ليست فقط إصلاحات تقنية، بل تؤثر مباشرة في القاعدة الاجتماعية والسياسية للحكم، وتعيد رسم العلاقة بين الدولة ومواطنيها.

في النهاية.. الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة. لا يمكن فصل الإنفاق عن التمويل، ولا الضرائب عن العقد الاجتماعي، ولا الاستثمار عن رؤية الدولة لمكانتها في الداخل والخارج. كل قرار مالي هو رسالة سياسية، وكل سياسة اقتصادية تعكس هوية الدولة وأولوياتها… لهذا، فإن من يزعم أن الاقتصاد حيادي، يغفل عن واحدة من أهم حقائق التاريخ: الاقتصاد كان وسيظل أداة للسياسة، وأحيانًا جوهرها.

 

مقالات مشابهة

  • سرطان الدماغ.. معركة صامتة تعيد العالم للتفكير
  • الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما
  • أشعة كونية تصيب جسدك كل ثانية.. مصدرها قد يكون نجما محتضرا
  • تجربة سريرية جديدة: العلاج المناعي فعّال ضد سرطان المعدة
  • لمسة خضراء في الزوايا الضيقة.. نباتات الظل تعيد الحياة إلى منازل العراقيين (صور)
  • فريق طبي بمعهد كبد المنوفية ينقذون حياة مريض تعرض لنزيف
  • أبرزها الإكثار من شرب الماء.. نصائح لضيوف الرحمن خلال أيام التشريق
  • 6 فواكه تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال
  • مها الصغير: السوشيال ميديا بقت سامة وهدفي الفترة الجاية البُعد عن السلبية
  • المبشر: لا يمكن قيام دولة دون ضبط السلاح