مصنوع من أدمغة بشرية.. كمبيوتر خارق يصدم الباحثين
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، عن تمكن علماء سويديين من اختراع أول "كمبيوتر حي" في العالم مصنوع من أنسجة الدماغ البشري.
ونقلت الصحيفة، عن القائمين على المشروع قولهم، إن هذا الكمبيوتر الخارق من الممكن أن ينجح في حل أزمة الطاقة التي يواجهها العالم أو تعاني منها بعض البلدان.
وذكر تقرير الصحيفة، أن الجهاز المبتكر يتألف من 16 جزءا عضويا، أو كتل من خلايا الدماغ التي تمت زراعتها في المختبر، والتي ترسل المعلومات فيما بينها.
وأضاف، أن هذه الأجزاء تعمل بشكل يشبه إلى حد كبير شريحة الكمبيوتر التقليدية، حيث ترسل وتستقبل الإشارات من خلال خلاياها العصبية التي تعمل مثل الدوائر، لكن ما يجعلها مميزة هو أن الآلة الحية تستخدم طاقة أقل لأن الخلايا العصبية الحية يمكنها استخدام طاقة أقل بمليون مرة من المعالجات الرقمية الحالية المستخدمة حاليا.
وتابع، عند مقارنة الجهاز الجديد بأفضل أجهزة الكمبيوتر في العالم وجد العلماء أنه بنفس السرعة وذاكرة أكبر بواقع ألف مرة، كما أنه يتفوق على الدماغ البشري الذي يستخدم ما بين 10 إلى 20 واط، مقارنة بالكمبيوتر الذي يستخدم 21 ميجاوات.
ووفقا للتقرير فقد تم تطوير الآلة الحية من قبل العلماء في "FinalSparks" والتي تركز على إيجاد حلول مع الشبكات العصبية البيولوجية.
ونقلت عن الدكتور فريد جوردان، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "فاينال سبارك" وهي شركة ناشئة تركز على إيجاد حلول للشبكات العصبية البيولوجية قوله، إن هذه الفكرة شائعة في الخيال العلمي، ولكن لم يكن هناك قدر كبير من الأبحاث الحقيقية حولها.
وأضاف، أن العضوانيات التي تم استخدامها في تطوير الجهاز هي عبارة عن مزارع أنسجة صغيرة ثلاثية الأبعاد ذاتية التنظيم مصنوعة من الخلايا الجذعية، حيث يمكن تصميم مثل هذه المزارع لتكرار الكثير من تعقيد العضو، أو للتعبير عن جوانب مختارة منه مثل إنتاج أنواع معينة فقط من الخلايا.
ويأخذ العلماء الخلايا الجذعية ويزرعونها لمدة شهر تقريبا حتى تشكل ميزات مثل الخلايا العصبية.
وتم بناء أدمغة "فاينال سباركس" الصغيرة من ما يقدر بنحو عشرة آلاف خلية عصبية حية، يبلغ قطرها حوالي 0.5 ملم.
كما يتم تدريب الكائنات العضوية بجرعات من الدوبامين، وعندما تؤدي المهام بشكل صحيح، فإنها تحصل على تدفق من المادة الكيميائية كمكافأة.
وبحسب التقرير، فإن العلماء يقومون بإدارة الدوبامين عن طريق تعريض منطقة معينة من عضوي الدماغ للضوء، على غرار كيفية إطلاقه في الدماغ البشري عندما يتم تنشيط منطقة معينة.
وتحيط بالأدمغة الصغيرة ثمانية أقطاب كهربائية تقيس النشاط في الأعضاء العضوية، ويمكن للباحثين إرسال تيار عبر القطب للتأثير على العصبون، إذ تؤدي هذه الأقطاب الكهربائية دورا مزدوجا يتمثل في تحفيز الأعضاء العضوية وتسجيل البيانات التي تعالجها.
كما يتم وضع الكائنات العضوية في حاضنة تعمل كنظام سباكة صغير لكميات صغيرة من السوائل، مما يوفر العناصر الغذائية للخلايا، ويتم توفير العناصر الغذائية اللازمة لإبقائها على قيد الحياة.
وتحافظ الحاضنة على الكائنات العضوية في درجة حرارة الجسم وتقوم بأتمتة تدفق وصيانة الوسائط الخلوية، مما يوفر بيئة مستقرة خالية من البكتيريا والفيروسات.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الخلايا الحية الموجودة في "الكومبيوتر الحي" تعيش وتموت خلال 100 يوم وتتجمع في بنية عضوية ثلاثية الأبعاد. ولكنها تشبه تلك الموجودة في أدمغة الإنسان الحقيقي، ولها نشاط كهربائي مماثل.
وأوضح العلماء القائمون على المشروع، "ستعيش الخلايا العصبية في دماغك لمدة 80 عاماً تقريبا، وستكون لديك نفس الخلايا العصبية عندما تموت كما كانت عند الولادة، نحن لسنا جيدين مثل الطبيعة في إبقائهم على قيد الحياة، لذا فهم يعيشون لمدة 100 يوم فقط".
ويقوم العلماء فقط بزراعة عضويات جديدة لتحل محل الكائنات الميتة.
وذكر التقرير، أن الفريق أطلق مؤخرا كمبيوتر الدماغ كمنصة عبر الإنترنت تمكن الباحثين العالميين من إجراء تجارب عن بعد على الخلايا العصبية البيولوجية في المختبر. وقد أعربت ثلاثين جامعة بالفعل عن اهتمامها باستخدام المنصة.
ووصف جوردان "الكمبيوتر الحي" بأنه برامج رطبة لأنه مثل العقول البشرية الفعلية يقع في مكان ما بين أجهزة الكمبيوتر أي الرقائق التي تعالج المعلومات والبرمجيات البرامج التي تعمل على الأجهزة، وفقا للصحيفة.
وبين جوردان، "حن نسميها (wetware) ولا أعرف من ابتكر الكلمة، ولكن الدماغ يقع بين البرمجيات والأجهزة".
وأضاف، "في أجهزة الكمبيوتر، يكون هناك فصل واضح، حيث تقوم بتشغيل برامج مختلفة على نفس الجهاز، ولكن في دماغنا، لكي تتعلم أي شيء، عليك تغيير الأجهزة التي تقوم بالاتصالات العصبية فعليا لذلك نحن بحاجة إلى كلمة جديدة، وكلمة «الأدوات الرطبة» تبدو منطقية لأن الخلايا تحتاج إلى بيئة رطبة للبقاء على قيد الحياة".
ومن المعروف أن العالم يواجه أزمة طاقة بسبب نقص الوقود وتعطل سلاسل التوريد والتوترات الجيوسياسية والانتقال إلى الطاقة المتجددة. ناهيك عن صعود الذكاء الاصطناعي الذي من المتوقع أن يستخدم 29.3 تيراواط ساعة سنوياً (تيراواط واحد يساوي تريليون واط).
وقال التقرير، إن المعامل والجامعات في جميع أنحاء العالم بالفعل تتصل بشركة "فاينال سباركس" لاختبار الأجهزة.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيشارك جوردان في أول مؤتمر بالعالم حول "الحوسبة الحيوية" والذي سيعقد في فيينابحضور مشاركين من أستراليا والولايات المتحدة.
وقال إنه منذ نشر النتائج التي توصل إليها، لم يتوقف الهاتف عن الرنين: "يتصل الكثير من الناس ليعرضوا علي المال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدماغ البشري تكنولوجيا دماغ بشري أنسجة الدماغ سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
عندما تشهد علينا أعضاؤنا يترجم الـ AI اعترافاتها!
أبوظبي (الاتحاد)
تخيل وجهاً بشرياً: الحاجبان مقطبان، العينان متسعتان، والشفتان مضغوطتان تنحني إحدى زواياهما للأسفل. عندما ينظر الذكاء الاصطناعي إلى هذا الوجه، يحلل ملامحه بدقة متناهية: تجاعيد الأنف، تضييق العينين، توتر الفك. ثم يربط هذه السمات بمجموعة من المشاعر، مثل الغضب، الحزن، أو الدهشة، مع حالات أخرى كالحيرة أو الانتباه، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
ويستطيع الذكاء الاصطناعي اليوم تحليل ملايين الوجوه في لحظات بسرعة ودقة تشبه البشر. قوته الخارقة تكمن في قدرته على اكتشاف الأنماط وتفسيرها، حيث يغربل البيانات الخام ويقارنها بمجموعات هائلة ليحدد الاتجاهات والعلاقات والتفاصيل الدقيقة.
تقول «نيويورك تايمز»: نحن، كبشر، ننتج أنماطاً باستمرار: في تسلسل جيناتنا، دقات قلوبنا، حركات عضلنا ومفاصلنا. كل شيء فينا، من المستوى الخلوي إلى طريقة تحركنا في الفضاء، هو مادة خام يستغلها الذكاء الاصطناعي. لذا، لا عجب أن أبرز قدراته الجديدة تكمن في كيفية رؤيته لنا: أجسادنا، سلوكياتنا، وحتى نفسياتنا.
على سبيل المثال، من خلال مقارنة حركات العين بآلاف التسجيلات لسائقي الحافلات والشاحنات، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على اكتشاف تشتت انتباه السائقين أو توقعه. في ألعاب الفيديو، يتيح تتبع العين للمطورين تحسين تجربة اللاعبين، بحيث يمكنهم التصويب بأسلحتهم بمجرد النظر.
كشف الكذب.. بعدسة ذكية
لم تعد أجهزة كشف الكذب تعتمد فقط على التعرّق أو تسارع نبضات القلب. الكاميرات الحرارية وأنظمة تتبّع العين تدخل المشهد الآن، تحلل توسّع البؤبؤ وحركات العين الدقيقة، ثم يفسّر الذكاء الاصطناعي هذه البيانات ليحكم على صدق الشخص. هذه التقنية تُستخدم فعلياً في مقابلات توظيف الأمم المتحدة واستجوابات الشرطة.
الطب يرى ما لا نراه
في غرف التصوير الإشعاعي، لم تعد أعين الأطباء وحدها على الصورة. الذكاء الاصطناعي يرى ما هو أدق: كتلة صغيرة بالكاد تُلاحظ، بداية ورم خفي، أو فرق طفيف بين التهاب رئوي ودرن صدري. بل ويقترح إجراء فحوص إضافية لمن يُحتمل أن يكونوا تعرضوا لتشخيص خاطئ، خاصة في حالات أمراض القلب والأوعية.
دمنا.. سيرة ذاتية كاملة
يتم تدريب الذكاء الاصطناعي لتحديد أنماط في الدم تشير إلى السرطان أو أمراض القلب، ويُحسّن عملية نقل الدم عبر توقع العرض والطلب بين بنوك الدم والمرضى. دمنا يحتفظ بسجل داخلي لجميع المسببات المرضية التي اخترقت دفاعاتنا المناعية، مسجلة في الأجسام المضادة ومستقبلات خلايا الدم البيضاء. نموذج ذكاء اصطناعي تم تدريبه لتحليل الحمض النووي لهذه المستقبلات، مما يكشف عن استجابات لأمراض محددة.
الميكانيكا الحيوية.. رقصة رقمية
حركاتنا اليومية تترجمها خوارزميات ذكية تُستخدم لتحسين العلاج الطبيعي، وتدريب الرياضيين، أو حتى إضفاء الواقعية على الرسوم المتحركة. لم يعد الرسام مضطراً لتحريك كل إطار، فالذكاء الاصطناعي يكمل الحركات بسلاسة، ويُطبق قوانين الفيزياء تلقائياً لجعل الشخصية الرقمية تقفز أو تجري كأنها بشر حقيقي.
الدماغ حيث تبدأ القصة
في دراسة مذهلة عام 2024، تم إدخال صورة لتدفق الدم في الدماغ من التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) إلى الذكاء الاصطناعي. عندما شاهد شخص صورة قطة، استطاع الذكاء الاصطناعي قراءة بيانات fMRI وإنتاج صورة واقعية لقطة مشابهة. هذا يفتح آفاقاً مثيرة: ماذا لو أصبحت هذه التقنية مترجماً لأدمغتنا، قادراً على إعادة إنتاج ذكرياتنا أو أحلامنا بحيث يراها الآخرون؟
إنه ليس خيالاً علمياً، بل بداية عصر يمكن فيه «رؤية» الأحلام أو الذكريات، كما لو كنا نعرضها على شاشة. في مرضى التصلب الجانبي الضموري، تُستخدم التقنية الآن لترجمة أفكارهم إلى كلمات، فيما تُجرى تجارب لعلاج باركنسون عبر تنظيم كهربائي ذكي لأنماط الدماغ.
ورغم كل هذا، يظل الدماغ البشري هو اللغز الأكبر. مثل الذكاء الاصطناعي، هو «صندوق أسود» نفهم مدخلاته ومخرجاته، لكننا لا نعرف تماماً كيف يعمل داخله. فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكشف لنا خريطة هذا الكون الصغير في رؤوسنا؟
إذا تحقق ذلك، فلعل أعظم إنجازات الذكاء الاصطناعي لن تكون في التفوق علينا، بل في مساعدتنا على فهم أنفسنا.