وصلت إلية صناديق كبيرة وغامضة من إيران.. صحيفة بريطانية تفضح ما يجري داخل هذا المطار
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
كشفت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية، اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر داخل مطار بيروت الرئيسي أن حزب الله يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار، فيما طالب الاتحاد الدولي للنقل بإغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات.
ووفقاً لمصادر الصحيفة، يتضمن المخزون صواريخ “فلق” المدفعية غير الموجهة، وصواريخ “فاتح-110” قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ “M-600” بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تخزين صواريخ “AT-14 كورنيت” الموجهة بالليزر المضادة للدبابات، وكميات هائلة من صواريخ “بركان” قصيرة المدى، والمتفجرات من نوع “RDX”، وهي مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم “سايكلونايت” أو “هيكساجون”.
وأثارت هذه المعلومات المخاوف من أن مطار رفيق الحريري، الذي يقع على بعد 4 أميال فقط من وسط المدينة، قد يصبح هدفاً عسكرياً رئيسياً.
– شهادة عامل في المطار
وفي هذا الخصوص، قال أحد العاملين في المطار، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: “هذا أمر بالغ الخطورة، الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل عبر رحلات مباشرة من إيران تشير إلى تدهور الوضع، عندما بدأت هذه الصناديق بالوصول إلى المطار، شعرنا بالخوف لأننا كنا نعلم أن هناك شيئا غريبا يحدث”.
وحذر العامل من أن أي هجوم على المطار أو انفجار هناك قد يتسبب في أضرار جسيمة، مقارنة بالانفجار الذي دمر ميناء بيروت وألحق أضرارا كبيرة بمركز المدينة في عام 2020.
وأضاف: “سيتم عزل بيروت عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار”، وقال: إن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث كارثة في المطار أيضا.
وسابقاً، واجه حزب الله اتهامات باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة، ولكن المصادر تدعي أن هذه العمليات تصاعدت منذ بداية الصراع في أكتوبر.
– صناديق كبيرة غامضة من إيران
وفي نوفمبر، وصلت “صناديق كبيرة بشكل غير معتاد” على رحلة مباشرة من إيران، وقال أحد العاملين: “هذا لا يحدث كثيرا، لكنه حدث بالضبط عندما كان الجميع في لبنان يتحدثون عن إمكانية اندلاع حرب”.
وقال عامل آخر في المطار: “لسنوات، كنت أشاهد حزب الله يعمل في مطار بيروت، لكن عندما يفعلون ذلك أثناء الحرب، يتحول المطار إلى هدف، إذا استمروا في جلب هذه المواد التي لا يسمح لي بفحصها، فأعتقد حقا أنني سأموت من الانفجار أو من قصف إسرائيل لهذه المواد، ليس الأمر متعلقا بنا فقط، بل بالأشخاص العاديين، المسافرين، والناس الذين يذهبون في إجازات، إذا تم قصف المطار، فإن لبنان سينتهي”.
– إخفاء الأسلحة
في المقابل، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية في بيان لها إن: “استراتيجية حزب الله في إخفاء الأسلحة والعمل من الأحياء المدنية تهدف إلى استدراج قوات الدفاع الإسرائيلية لاستهداف هذه المناطق المدنية في أوقات التصعيد”.
ويقول نائب رئيس الوزراء السابق ونائب في حزب القوات اللبنانية، غسان حاصباني، إن سيطرة حزب الله على المطار كانت دائما مصدر قلق للبنان، وأكثر من ذلك الآن إذا أصبح المطار هدفًا عسكريًا في الصراع مع إسرائيل.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات لتقييم المخاطر في المطار خوفًا من تكرار كارثة الميناء في عام 2020. وقال: “من الصعب جدًا معرفة من يمكنه اتخاذ إجراء. آخر مرة حاولت الحكومة اتخاذ إجراء في عام 2008، كان هناك رد فعل عنيف من حزب الله.
وقال: “نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر نقاط الدخول الحدودية أو حتى مكونات الأسلحة، يعرض كلاً من السكان اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين يسافرون ويعيشون في البلاد للخطر”.
وأضاف أن اتخاذ الإجراءات يكاد يكون مستحيلا دون تدخل دولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضح أن: “ترسخ حزب الله في كل مكان، ليس فقط في المطار، بل في الميناء، والقضاء، وفي جميع أنحاء المجتمع. الإدارة العامة الآن مختطفة إلى حد كبير من قبل حزب الله، ومن الصعب إزالتها دون تغيير لعبة القوة المدعومة من الميليشيات التي توجد اليوم”.
-مطالبة دولية لإغلاق مطار بيروت
وفي هذا الخصوص، قال مصدر أمني في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) لصحيفة “ديلي تليغراف”: “كنا على علم بهذا لسنوات، لكننا غير قادرين على فعل أي شيء دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية. نحن مقيدون اليدين في فعل ما نرغب فيه حقا، وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات”.
ونفذت إسرائيل لسنوات هجمات على مطارات دمشق وحلب في سوريا حيث تنقل إيران أسلحة من منشآت الإنتاج إلى حلفائها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله.
وفي نوفمبر، أُجبر مطار دمشق على الإغلاق بعد ضربات أجبرت جميع الرحلات على تحويل مسارها.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت
عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد اثني عشر يومًا من القتال، اتفق معظم المحللين على أنّ الهدنة التي أُعلن عنها بوساطة أميركية وقطرية تقف على أرضية "هشة"، مع احتمال عودة المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب في أي لحظة ودون سابق إنذار. كما اتفقوا أيضًا على أن المواجهات بين إيران وإسرائيل عادت إلى "المنطقة الرمادية".
ففي العشرين عامًا التي سبقت حرب يونيو/ حزيران، كان الكيان الصهيوني يسعى عبر أدواته الأمنية إلى ضرب إيران، في حين كانت الجمهورية الإسلامية تعتمد على إستراتيجية "حلقة النار" (أو طوق النار) في ملاحقة مصالح تل أبيب.
في هذا النمط من المواجهة، يسعى الطرفان إلى إلحاق أضرار متبادلة عبر ضربات غير مباشرة "دون عتبة الحرب"؛ بغية تحقيق أهداف عادة ما تُلاحَق في الحروب التقليدية المباشرة.
وبعد مرور أكثر من أربعين يومًا على نهاية الحرب الأخيرة، شهدت كل من إيران والأراضي الفلسطينية المحتلة سلسلة من الأحداث والتطورات اللافتة، لم يُنسب أي منها رسميًا إلى الطرف الآخر، بل جرى تداولها في الإعلام المحلي على أنها "حوادث عرضية" أو ناجمة عن "أسباب تقنية" لا صلة لها بالعدو.
غير أن هذه الحوادث لم تقتصر على الاغتيالات أو أعمال التخريب التقليدية، بل اتسعت رقعتها لتشمل هجمات سيبرانية، وعمليات نوعية يُرجح ضلوع حلفاء طهران الإقليميين فيها، خاصة في البحر الأحمر.
تسرب غاز أم حرب خفية؟مع التجميد المؤقت للتوتر بين إيران وإسرائيل، وبالرغم من توقف الضربات المباشرة التي استهدفت مصالح الطرفين، فقد دخلت "حرب الظلال" أو "الحرب الاستخباراتية" بين الجانبين مرحلة جديدة.
فعلى سبيل المثال، 28 يونيو/ حزيران 2025 (أي بعد أربعة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار)، أفادت بعض وكالات الأنباء بوقوع انفجارات غامضة في غرب العاصمة طهران.
إعلانوفي اليوم التالي مباشرة، سُجّل انفجار في مصفاة تبريز، وقد أرجعت وسائل الإعلام الإيرانية سببه إلى حادث عرضي في خزان نيتروجين. ثم، في الأول من يوليو/ تموز، سُمع دوي انفجارات في منطقة شهرري جنوب شرقي محافظة طهران.
وفي 14 يوليو/ تموز، وقع انفجار داخل مجمع سكني في منطقة "برديسام" بمدينة قم. أما في 19 يوليو/ تموز، فقد اندلع حريق مريب في الوحدة 70 بمصفاة نفط آبادان، أسفر عن مقتل أحد العاملين في المصفاة.
سلسلة من الحوادث المشابهة وقعت خلال الأسابيع الأخيرة، وقد نُسبت أسباب بعضها إلى "تسرّب غاز"، بينما لم يُعلن عن سبب واضح للبعض الآخر حتى الآن.
ما يلفت الانتباه هنا أن إسرائيل لم تتبنَّ أيًّا من هذه العمليات، فيما لم تُبدِ طهران هي الأخرى أي رغبة في توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ولا في نسب هذه الحوادث إلى تصعيد أمني مباشر من جانبها. ويبدو أن هذا الامتناع الإيراني متعمد، ويرتبط برغبتها في عدم فتح جبهة صدام مفتوح في الوقت الحالي.
ويُرجّح أن يكون منفذ هذه العمليات هو وحدة "قيصرية"، وهي الوحدة المسؤولة داخل الموساد عن تنفيذ العمليات السرية المعقدة، والتي تشمل الاغتيال الانتقائي، والتخريب، والاختراق الأمني. كما أن وحدة "متسادا"، المعروفة بـ"فرع العمليات الخاصة"، هي المسؤولة عن تنفيذ العمليات شبه العسكرية والتخريبية خارج الحدود الإسرائيلية.
في المقابل، وقعت حوادث مشابهة داخل الكيان المحتل. ففي 30 يونيو/حزيران، أفادت بعض المصادر العبرية بأن مجموعة من المستوطنين الصهاينة شنوا هجومًا على أحد المراكز الأمنية الإسرائيلية التي كانت مزوّدة بأنظمة أمنية متطورة، وتمكنوا من اقتحامه وإضرام النار فيه!
ثم، في 25 يوليو/ تموز، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عطلًا فنيًا "غير اعتيادي" قد طرأ على منظومة توزيع الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار في تل أبيب. هذا الخلل لم يقتصر على انقطاع الكهرباء، بل تسبب كذلك في سلسلة انفجارات وحرائق غريبة في معدات الضغط العالي، من بينها محطات توزيع ومحولات كهربائية رئيسية.
ومن الجدير بالذكر أن حوادث مشابهة كانت قد وقعت في الأسبوع الذي سبقه في منظومة الكهرباء داخل القدس المحتلة.
وبعيدًا عن هذه الأعمال الأمنية الداخلية، فقد أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في 6 يوليو/ تموز صواريخ جديدة استهدفت الأراضي المحتلة، في خطوة تُعد استمرارًا للمواجهة الإقليمية عبر "الوكلاء".
وفي سياق هذه "المعركة غير المتكافئة"، يبدو أن إيران تسعى، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين، إلى استهداف مصالح إسرائيل وحلفائها داخل الأراضي المحتلة وخارجها، كجزء من إستراتيجية تهدف إلى موازنة التفوق الإسرائيلي في مجال «الحرب المعلوماتية» والتقنية.
عودة ظلّ الحربإن فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أهدافهما خلال الحرب التي دامت اثني عشر يومًا، فضلًا عن غياب صيغة أمنية جديدة في منطقة غرب آسيا، يطرح احتمالًا جادًا باستئناف موجة ثانية من الهجمات ضد إيران.
وقد جاء تصريح عباس عراقجي، لشبكة "فوكس نيوز" -والذي أكد فيه استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية- ليثير ردّ فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي غرّد مهددًا بشنّ هجوم جديد على إيران "إذا اقتضت الضرورة".
إعلانوفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في اجتماع جمعه بكبار القادة العسكريين، على ضرورة إعداد خطة فعالة لمنع استئناف البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين.
ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، فقد سبق أن حذر عدد من القادة العسكريين الإيرانيين من أنهم في حالة جهوزية تامة، وقادرون على استئناف الحرب مع إسرائيل في أي لحظة، بل وتوعدوا بأنه، في حال تعرضهم لهجوم مشترك من واشنطن وتل أبيب، فإنهم لن يتراجعوا، ولن يُظهروا أي رحمة.
بعيدًا عن هذه التصريحات السياسية والعسكرية، وفي ظلّ التصعيد المتزايد لما يُعرف بـ"الصراع شبه المتماثل" داخل المنطقة الرمادية، تتعاظم احتمالات العودة إلى مواجهة عسكرية مباشرة. ونظرًا لإصرار الجيش الإسرائيلي على اعتماد إستراتيجية "الهجوم الاستباقي"، وتفضيله مبدأ "المفاجأة"، يُتوقع أن تكون الضربة الأولى في الجولة المقبلة من التصعيد من نصيب إسرائيل والولايات المتحدة.
لكن ولأن عنصر المفاجأة قد استُخدم مسبقًا، فإن تكرار التكتيك ذاته يتطلب ابتكارًا تقنيًا جديدًا. هذا الابتكار قد يتمثل في اغتيال شخصية سياسية أو عسكرية رفيعة المستوى، أو تنفيذ عملية اختراق أمني على غرار "حادثة أجهزة النداء اللاسلكية" في لبنان، أو تفجير منشأة رمزية أو حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما يؤدي إلى إرباك مركز القيادة، وتفكيك حلقة القرار، وتهيئة الأرضية لعدوان جديد يستهدف العمق الإيراني.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline