ملاكم بدرجة إنسان.. 45 عامًا على اعتزال محمد علي كلاي
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الذكرى الـ 45 لاعتزال الملاكم العالمي محمد علي كلاي، البطل الأولمبي الذي حقق لنفسه مكانة لا تضاهى في عالم الملاكمة، مسلطين الضوء على حياته المليئة بالإنجازات والتحديات، حتى أصبح نجمًا عاليًا في مجال السياسة والاجتماعيات وله العديد من المواقف الأخلاقية المشرفة المحفورة في عقول ووجدان محبيه حول العالم.
وُلد كاسيوس كلاي في 17 يناير 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، في أسرة متوسطة الحال، وبدأ مشواره الرياضي في سن مبكرة، حيث أظهر موهبته الكبيرة في الملاكمة منذ سن الثانية عشرة، وسرعان ما برز على الساحة المحلية والوطنية.
فاز بميدالية ذهبية في أولمبياد روما عام 1960 عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، مما جعله أصغر ملاكم يحصل على هذا التكريم، وبدأ مشواره المحترف بعد ذلك، وأحرز لقب بطل العالم في الوزن الثقيل بعد فوزه على سوني ليستون في عام 1964، وأصبح بذلك أصغر ملاكم يحقق هذا اللقب.
في عام 1964، قام الملاكم العالمي كاسيوس كلاي بالإعلان عن تحوله الديني إلى الإسلام، وقرر تغيير اسمه إلى محمد علي، كان هذا القرار جزءًا من تصوره للعدالة الاجتماعية والمساواة، وتعبيرًا عن هويته الجديدة كمسلم، وقد أثارت هذه الخطوة اهتمامًا عالميًا كبيرًا ونالت استحسانًا من أنصاره ومعارضيه على حد سواء، وبعد تغيير اسمه، استمر محمد علي في تحقيق الإنجازات في الملاكمة وتبوأ مكانة رائدة في تاريخ الرياضة والنضال من أجل الحقوق المدنية.
تميز محمد علي بأسلوبه الفريد وخطاباته الجريئة، حيث عبر عن نفسه بشكل مثير للجدل في وقت تسود فيه السياسات العنصرية والحروب العالمية، كما رفض محمد علي الانضمام للخدمة العسكرية في الحرب الفيتنامية بسبب معتقداته الدينية، مما أدى إلى حرمانه من الملاكمة لثلاث سنوات وإدانته بالتهرب من الخدمة العسكرية.
عاد محمد علي إلى الحلبة في عام 1970، وخاض مواجهة مذهلة ضد جو فريزر في "نزال القرن" عام 1971، الذي اعتبره العديدون أحد أعظم النزالات في تاريخ الملاكمة، رغم خسارته فيه، واستطاع بعد ذلك استعادة لقب بطل العالم بعد أن هزم جورج فورمان في مباراة تاريخية أقيمت في كينشاسا، عاصمة زائير، في عام 1974.
كانت مسيرة محمد علي في عالم الملاكمة تحفل بالإنجازات، حيث خاض ما مجموعه 60 نزالًا، فاز في 56 منها، بينها 22 فوزًا بالضربة القاضية، وتمتع كلاي بشخصية فريدة، حيث كان له تأثير كبير على العالم، ليس فقط في الملاكمة بل في المجتمع بأسره، حيث اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى محمد علي بعد فوزه بلقب بطل العالم.
بعد اعتزاله في 26 يونيو 1979، كرس محمد علي حياته للأعمال الخيرية والإنسانية، وأصبح مناصرًا قويًا لحقوق الإنسان والسلام العالمي، وشهد حمله للشعلة الأولمبية في أولمبياد أتلانتا عام 1996 لحظة تأمل لكل من عاش وراء إرثه.
رحل محمد علي في 3 يونيو 2016، لكن إرثه الرياضي والإنساني سيظل خالدًا، ويُعتبر محمد علي كلاي ليس فقط بطلًا رياضيًا بل رمزًا للتحدي والإصرار والعدالة، وسيظل ذكراه وإرثه محفورين في قلوب الملايين حول العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد علي كلاي الخدمة العسكرية الملاكمة ميدالية ذهبية ولاية كنتاكي الأمريكية بطل أوليمبي محمد علی فی عام
إقرأ أيضاً:
طريق الموت من أجل الطحين.. مجاعة غزة تحصد الأرواح وسط صمت العالم | تقرير
"الجوع وغياب كل شيء يدفعنا إلى المخاطرة" بهذه الكلمات اختصر المواطن الفلسطيني محمد القدرة (33 عامًا) معاناة آلاف الفلسطينيين الذين باتوا يخاطرون بأرواحهم يوميًا في سبيل الحصول على القليل من الغذاء.
محمد، الذي نُقل مؤخرًا إلى مستشفى ميداني تابع لجمعية UK-Med البريطانية في جنوب غزة، أُصيب برصاص في اليد والساق أثناء محاولته الحصول على كيس دقيق من مركز توزيع تابع لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويقول محمد في حديثه لمراسل متعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) "كنت أستجدي أحدهم لحملني ونقلي إلى المستشفى، أنقذني أحد المارة وأحضرني إلى هنا." ورغم وعيه بالخطر، لم يكن أمامه خيار آخر سوى المجازفة: "أنا المعيل الوحيد لأسرتي، وسأعود لتلك المراكز فور شفائي مهما كلفني الأمر"
ترامب يمنح ستارمر "الضوء الأخضر" للاعتراف بدولة فلسطينية
ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
ومن أمام مستشفى UK-Med في منطقة المواصي، جنوب غزة، تتجلى الصورة القاتمة: مرضى ينتظرون في العراء، وأطقم طبية تعمل بلا توقف وسط نقص حاد في الإمدادات والمواد الغذائية.
ووفقًا للمكتب الأممي لحقوق الإنسان، قُتل أكثر من ألف فلسطيني خلال الشهرين الماضيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، من بينهم 766 ضحية قُتلوا قرب مراكز تابعة لمؤسسة GHF الواقعة ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية ومؤمّنة بواسطة شركات أمنية خاصة أمريكية.
وتتهم السلطات الإسرائيلية حركة حماس بإثارة الفوضى حول مراكز المساعدات، وتدّعي أن جنودها لا يطلقون النار إلا تحذيرًا. بينما تؤكد منظمات حقوقية وأممية أن الوضع بات كارثيًا ومتعمدًا.
سام سيرز، مسعف بريطاني يعمل في مستشفى UK-Med، يصف الوضع بقوله: "نتعامل مع نحو 2000 مريض شهريًا، معظمهم مصابون بأعيرة نارية وشظايا، والبعض فقد أطرافه أو يعاني من إصابات خطيرة في الصدر."
وتصف الدكتورة أسيل حرابي، طبيبة فلسطينية في المستشفى، محاولات الحصول على المساعدات بأنها “طريق إلى الموت”، فقد أصيب زوجها أثناء محاولته جلب الغذاء، وتقول: "إذا كُتب لنا أن نموت من الجوع، فليكن."
تعيش الطبيبة في خيمة مع أسرتها بعد تدمير منزلهم في رفح، وتؤكد أنها لم تأكل منذ يوم كامل بسبب الأسعار الجنونية وندرة المواد الغذائية.
وتضيف حرابي: "نستقبل يوميًا عشرات المصابين. لا وقت لدينا للراحة أو حتى لشرب الشاي، نحن نُعالج مرضى جوعى بينما نحن أنفسنا جائعون"
وتختم بمرارة: "نحن لا نقترب من المجاعة، نحن نعيشها الآن. العالم يشاهد ويصمت."
وفي ظل هذه الأوضاع، اتهمت أكثر من 100 منظمة دولية إسرائيل بفرض "حصار مميت" على غزة، يقود إلى تجويع جماعي من خلال تقليص دخول السلع والمساعدات.
وعلق المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، علّق قائلاً: "ما يحدث في غزة هو تجويع جماعي متعمد، إنه حصار من صنع الإنسان."