رئيس وزراء بريطانيا.. «كير ستارمر» ملحد يربي أبنائه على اليهودية
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تولى «كير ستارمر» رئاسة وزراء المملكة المتحدة البريطانية، بعد فوز حزب العمال اليساري بأغلبية ساحقة من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية في بريطانيا 2024.
كان طريق ستارمر إلى 10 داوننج ستريت، مقر الحكم في بريطانيا، صعبًا، ويأتي تتويجا لمسيرة طويلها بدأها كمحامي يساري وصولا إلى توليه زعامة حزب العمال.
من هو «كير ستارمر»؟عمل كير ستارمر محامٍ وشغل منصب محرر لمجلة «تروتسكي» في شبابه، وكان مناهضاً للملكية، بحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».
كما أن ستارمر جاء من الطبقة العاملة في بريطانيا على عكس رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك الذي وُجهت له تهم بأنه أكثر ثراءًا من أفراد العائلة المالكة.
وكان كير ستارمر متفوقاً في دراسته، حيث كان من أوائل الأشخاص الذين التحقوا بجامعة «ليدز» البريطانية، ثم قضى عامًا في جامعة «أكسفورد».
تاريخ عائلة كير ستارمردائماً ما يفتخر ستارمر بكونه من الطبقة العاملة، حيث قدم خلال حملته الانتخابية، نفسه قائلا «كانت أمي ممرضة، وكان والدي صانع أدوات».
كما أن زوجته «المحامية فيكتوريا ستارمر» هي يهودية ولدت لأب يهودي من أصل بولندي، وتحولت والدتها إلى الديانة اليهودية.
رئيس وزراء بريطانيا يحرص على التقاليد اليهودية
وذكر موقع صحيفة «ذا جويش كرونكيل» البريطانية الأسبوعية التي تصدر في لندن أن كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا يربي أبنائه على اليهودية وينتمي هو وزوجته إلى الكنيس اليهودي الليبرالي في سانت جونز وود في لندن، وتحدث أكثر من مرة عن أهمية اليهودية بالنسبة لعائلته.
ولدى سيدة بريطانيا الأولى عائلة تعيش في الكيان المحتل، وأعرب ستارمر على ضرورة محاربة «معاداة السامية».
وخلال نشأة فيكتوريا، كانت منغمسة في التقاليد والممارسات الثقافية اليهودية، التي لعبت دورا مهما في تشكيل قيمها ونظرتها للحياة.
وقالت صحيفة «جيروسالم بوست» الإسرائيلية، إنه «في منزل ستارمر تتم مراعاة التقاليد اليهودية، ورغم كون كير ملحدا، فإن الأسرة تحتفل بانتظام بالسبت، وهو يوم الراحة الأسبوعي، مع التجمعات العائلية والطقوس التقليدية».
وصرح كير للصحيفة: «زوجتي على وجه الخصوص تريد أن يعرف أطفالنا ديانة عائلتها».
والكنيس اليهودي الليبرالي جزء من الحركة اليهودية الليبرالية، وهو فرع تقدمي من اليهودية يشبه اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة. بحسب موقع «سكاي نيوز»
مُدافع عن حقوق الإنسانأما حياته العملية كمحام، ففي بداية حياته المهنية، انضم كير ستارمر إلى شركة «Doughty Street Chambers»، المعروفة بتوليها قضايا حقوق الإنسان الكبيرة والمثيرة للجدل.
وقد حارب عقوبة الإعدام في دول «الكومنولث» وهواتحاد سياسي يضم 56 دولة عضو كانت جميعها تقريبًا أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية.
وعمل كير ستارمر أيضا مجانا مع اثنين من الناشطين النباتيين الذين وزعوا منشورات تتهم أحد أكبر المطاعم بتدني الأجور والقسوة على الحيوانات ودعم إزالة الغابات
في حين رفع المطعم دعوى قضائية بتهمة التشهير، واستمرت هذه القضية والطعون العديدة فيها عقدا من الزمن، وهي تعد واحدة من أطول المعارك القانونية في التاريخ البريطاني وانتهت القضية بنوع من التعادل.
عالم السياسةلم يدخلكير ستارمر في السياسة حتى بلغ الثانية والخمسين من عمره. كان ذلك قبل تسع سنوات فقط، في بلد بدأ فيه العديد من أعضاء البرلمان بالتخطيط لصعودهم إلى السلطة في أيام الدراسة الجامعية.
تم انتخابكير ستارمر لتمثيل منطقة هولبورن وسانت بانكراس في لندن في عام 2015، وكان ستارمر ضد مغادرة الاتحاد الأوروبي، لكن العديد من ناخبي حزب العمال كانوا يؤيدون ذلك.
كير ستارمر رئيساً للوزراءسينصب الكثير من تركيزكير ستارمر على السياسة الداخلية خلال توليه منصب رئيس وزراء بريطانيا في محاولة لدعم الاقتصاد البريطاني ومعالجة شعور الناس بأن التكاليف اليومية أصبحت خارجة عن السيطرة.
و يريد كير ستارمرخفض تكاليف الكهرباء المرتفعة من خلال إنشاء شركة مرافق خضراء جديدة تديرها الدولة.
كذلك يريد تقليل أوقات الانتظار للمواعيد الطبية.
وقال كير ستارمرفي وقت سابق، إن بريطانيا ستظل عضوا قويا في حلف شمال الأطلسي.
وهو من الداعمين لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وقد صرح أن لدولة «الكيان المحتل» حق في الدفاع عن نفسها ضد حماس، بينما يدعو إلى وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاًسندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات تنخفض لـ4.18%
الجامعة البريطانية في مصر تحقق نجاحاً كبيرا في اليوم المفتوح لاكتشاف التخصصات
هيئة بحرية بريطانية تتلقى استغاثة من سفينة تم استهدافها جنوب غرب الحديدة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الانتخابات ريشي سوناك المملكة المتحدة البريطانية كير ستارمر رئیس وزراء بریطانیا کیر ستارمر
إقرأ أيضاً:
مؤذن علي.. مرشح مسلم لمنصب نائب رئيس الخضر يدافع عن بريطانيا المهمّشة
أعلن السياسي البريطاني من أصول جنوب آسيوية وعضو مجلس مدينة ليدز، مؤذّن علي، ترشحه رسميًا لمنصب نائب زعيم حزب الخضر، في خطوة وصفتها صحيفة "الغارديان" بأنها "تحدٍّ مباشر لصورة الحزب كنادٍ للنخبة البيضاء من الطبقة المتوسطة"، وسعيٌ لتوسيع تمثيله الاجتماعي والعرقي في المشهد السياسي البريطاني.
وقال علي، البالغ من العمر 43 عامًا، في تصريحات له خلال إطلاق حملته: "علينا معالجة تغيّر المناخ، ومعالجة الفقر، ونقص الفرص، وصعوبة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.. هذه ليست مشاكل أقليات فقط، ولا مشاكل الطبقة العاملة فقط. هذه مشاكل هيكلية في مجتمعنا، ويجب أن نرعاها جميعًا."
يأتي ترشحه خلفًا لـ زاك بولانسكي، ويعكس بحسب متابعين رغبة متنامية داخل حزب الخضر للتقارب مع القاعدة الشعبية متعددة الأعراق، وتوسيع نفوذه خارج نطاق الطبقة الوسطى الحضرية، التي طالما شكّلت نواته الانتخابية التقليدية.
من "جيبتون" إلى المشهد الوطني
يمثل علي دائرة جيبتون وهير هيلز في ليدز، وهي منطقة ذات تاريخ طويل من التحديات الاجتماعية والانقسامات العرقية. وتحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة اختبار لرؤية علي السياسية، التي تمزج بين العدالة الاجتماعية والعمل المناخي والتنظيم المجتمعي القاعدي.
وأشار إلى أن نجاحه الانتخابي وسط مجتمع "الطبقة العاملة البيضاء" في جيبتون، والسكان المتنوعين في هارهيلز، يعكس إيمانه بأن العمل السياسي لا يجب أن يُختزل في "سياسات الهوية".
"نحن لا نمارس سياسة الهويات. المشاكل التي نواجهها – الفقر، غلاء المعيشة، أزمة المناخ – توحّدنا أكثر مما تفرّقنا"، يقول علي.
"سياسة الانتماء" بدل الصراع
في يوليو 2024، بعد اضطرابات في هارهيلز، أطلق علي فعالية "مدينة الانتماء" التي هدفت إلى رأب الصدع المجتمعي. وبدلًا من تأجيج الخطاب، ركّز على تنظيم المجتمع وتفعيل طاقات السكان المحليين.
يقول: "نحتاج إلى نقل نموذج ليدز إلى أماكن أخرى… بناء حركة شعبية تحترم الكرامة وتواجه الكراهية."
لكن تحركه هذا لم يمر دون ثمن؛ فقد اتُهم من قبل الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون بالمشاركة في أعمال الشغب، وتعرض لاحقًا لتهديدات بالقتل بسبب دعمه الصريح لغزة.
دعم غزة و"الاعتذار الصادق"
رغم تعرضه لهجمة إعلامية بعد خطابه المؤيد لغزة في الانتخابات المحلية العام الماضي، قال علي إنه "لا يشعر بأي ندم على دعمه العلني لغزة"، مؤكدًا أنه يقف مع العدالة دائمًا. لكنه أقر بأنه كان ينبغي أن يكون "أكثر دقة" في بعض تعبيراته على منصة X بعد أحداث 7 أكتوبر، وقدّم اعتذارًا لاحقًا.
مواجهة اليمين المتطرف
يرى علي أن تحرك نافذة أوفرتون نحو اليمين يشكل تهديدًا وجوديًا، ليس فقط للأقليات، بل لفكرة التعايش الاجتماعي في المملكة المتحدة.
وقال في ختام تصريحهاته التي نشرتها "الغارديان" اليوم: "الناس في المناطق الفقيرة مثل دائرتي يهتمون ببعضهم البعض.. الخوف المتصاعد لا يُواجه بالسكوت، بل بالعمل، والتنظيم، والعدالة."
مسلم في القيادة
في حال انتخابه، سيكون علي أول مسلم يشغل منصب زعيم أو نائب زعيم في أحد الأحزاب السياسية الكبرى في إنجلترا وويلز. وتتركز حملته على رفض سياسات التقشف، ومجابهة خطاب حزب الإصلاح اليميني، وتوسيع إشراك الطبقات المهمشة، خصوصًا في شمال إنجلترا، في معركة المناخ والعدالة الاجتماعية.
وتمثّل دائرته الانتخابية، جيبتون وهير هيلز، مزيجًا من مجتمعات الطبقة العاملة البيضاء والسكان ذوي الأصول العرقية المتنوعة، نحو 40% منهم مسلمون. يقول علي إن المنطقة "محرومة للغاية" وإن السياسيين تجاهلوها "لأنهم اعتبروا فوز العمال فيها مضمونًا".
وحزب الخضر في إنجلترا وويلز هو حزب سياسي تقدمي يركز على العدالة البيئية والاجتماعية، ويُعرّف نفسه كصوت للمهمّشين والمجتمعات التي لا تجد تمثيلًا في الأحزاب التقليدية. يناضل الحزب من أجل مواجهة أزمة المناخ، وتقليص الفجوة الطبقية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ويُقدّم نفسه كبديل جذري يربط بين قضايا البيئة والمساواة، رافضًا حصر السياسات في مصالح النخبة أو الطبقة الوسطى فقط.
بعد الانتخابات العامة الأخيرة في يوليو 2024، أصبح لحزب الخضر المقاعد التالية في السلطة في إنجلترا وويلز: أربعة أعضاء في البرلمان، عضوان في مجلس اللوردات (ناتالي بينيت وجيني جونز)، ثلاثة أعضاء في جمعية لندن (زوي غاربيت، زاك بولانسكي، وكارولين راسل)، ويشغل الخضر أكثر من 800 مقعد في أكثر من 170 مجلسًا مختلفًا.