تصاعد خطاب الحرب بين الجيش والحوثيين في اليمن.. وتهديد جديد للسعودية
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
ارتفعت وتيرة الأعمال القتالية وخطاب الحرب بين قوات الجيش الحكومي اليمنى وجماعة أنصار الله الحوثيين خلال الفترة الماضية، بعد سلسلة من الصدامات، والتهديدات، حيث جددت جماعة الحوثي، تهديداتها للسعودية والتي أطلقها، زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، والذي اتهم المملكة بخطوات تصعيدية طالت الملف الاقتصادي.
وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها الجماعة، أن المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة للحوثيين في صنعاء) أيد الخيارات التي لوح بها زعيم الجماعة لمواجهة التصعيد الاقتصادي العدواني ـ حسب وصفه ـ الذي يقوم به النظام السعودي خدمة لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي، وسعيا لتجويع اليمنيين وحصارهم.
وأكد المجلس السياسي للحوثيين على "معادلة المطار (السعودي) بالمطار (مطار صنعاء) والموانئ (السعودية) بالميناء (ميناء الحديدة غربي البلاد) والبنوك بالبنوك"، وفق الوكالة
ودعا المجلس التابع للجماعة بحسب الوكالة الحوثية ـ القوات والتشكيلات التابعة لها بالاهتمام بتطوير قدراتها العسكرية التي أشاد أيضا بتطورها والتي أذهلت الأعداء".
وأشار إلى "الاستمرار في العمليات المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدوان الإجرامي الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وشددت الجماعة على "الانخراط في أنشطة التعبئة العامة واستعدادا لأي مواجهة محتملة وأي خيارات يوجه بها زعيم الجماعة".
والأحد، حذر عبد الملك الحوثي، المملكة العربية السعودية من تبعات خطواتها التصعيدية في القطاع المصرفي، ملوحا بخطوات مماثلة تستهدف البنوك والمطارات والموانئ التابعة لها.
وقال: "لن نقف مكبلين ومكتوفي الأيدي أمام هذه الخطوات من السلطات السعودية الجنونية أو أن نتفرج أن يتضور اليمنيين جوعا وينهار وضعه الاقتصادي".
وفي الأشهر الأخيرة، يشهد اليمن حربا مستعرة تدور رحاها في القطاع المصرفي بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي على خلفية سلسلة من الإجراءات اتخذها البنك المركزي بعدن ضد البنوك الموجودة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في سبيل تعزيز سلطته النقدية وتوحيد الانقسام الحاصل في هذا القطاع.
ونهاية مايو/ أيار الماضي، أقر البنك المركزي في عدن بإيقاف التعامل مع 6 بنوك تعد الأكبر في اليمن، تمارس أنشطتها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، بعدما رفضت الاستجابة لقرارات سابقة للبنك اليمني نقل مقراتها الرئيسي إلى العاصمة المؤقتة للبلاد.
ومن جانبه دعا رئيس أركان الجيش اليمني، فريق، صغير بن عزيز، الاثنين، قواته إلى رفع اليقظة والجهوزية والتعامل الحازم مع تنظيم الحوثي المدعوم من إيران، وذلك مع عودة خطاب الحرب في البلاد.
وقال بن عزيز في كلمة له على هامش فعالية أقامتها مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع إن "القوات المسلحة اليمنية ماضية في أداء واجباتها المقدسة بكل جلادة وتجرد تحت راية الجمهورية والثوابت الوطنية وأوامر وتعليمات القيادة الشرعية".
وتابع أن هذه القوات بمختلف تكويناتها وتشكيلاتها أكثر كفاءة وجاهزية، وقادرة بفضل وحدتها وتماسكها وإخلاص منتسبيها على تجاوز التحديات والمخاطر والمضي لفرض خيار السلام الدائم في اليمن المستند للمرجعيات الثابتة، بما يحفظ لليمنيين مكاسبهم وكرامتهم وعزتهم.
يأتي ذلك في ظل عودة خطاب الحرب وارتفاع وتيرة الأعمال القتالية بين قوات الجيش الحكومي وجماعة الحوثي، وحسب رئيس أركان الجيش اليمني وقائد العمليات المشتركة فإن "النصر سيكون للشعب اليمني ومشروعه الجمهوري ولأهداف ومبادئ ثورتي 26سبتمبر 1962 و14أكتوبر 1963"، مشيرا إلى أن اليمن سيستعيد دولته استقراره وأمنه وسيادته وسعادته، ويتحرر من أدران الكهنوت والاستعمار ومشاريع الموت والإرهاب والخراب".
وشدد الفريق بن عزيز على "أهمية الحفاظ على اليقظة والجهوزية لتنفيذ المهام الموكلة لها والتعامل بحزم مع أية محاولات يائسة لتنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، والتصدي لأعمالها العدائية".
وحض رئيس أركان الجيش اليمني على "تعزيز الصبر والعزيمة واستشعار المسئولية والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة التي يتطلع إليها الشعب اليمني وضحى من أجلها آلاف القادة والأبطال بأرواحهم ودمائهم الزكية"، حسب قوله
وأضاف أن "سيول الدماء التي سكبها الأحرار سوف تثمر نصرا وعزا لليمن ولجميع اليمنيين الذين يكتوون بويلات الحرب التي فرضتها مليشيا التمرد والعمالة التي تتوهم عبثا في تحويل اليمن إلى مستعمرة لفارس".
وأكد أن الشعب اليمني يثق بجيشه ومقاومته ويعي جيدا بحجم التضحيات وصدق الغايات، وهو يضع كل أمله في قيادته الشرعية وقواته الباسلة للانتصار لحريته وكرامته، وتحريره من جرائم وانتهاكات تنظيم جماعة الحوثي وما تقوم به من قمع ووحشية مفرطة بحق اليمنيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين اليمنيين السعودية البنك المركزي الجيش اليمني السعودية اليمن البنك المركزي الحوثيين الجيش اليمني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
العيد في اليمن.. رقصة صمود على إيقاع الفرح رغم جراح الحرب
تتجلى في اليمن حكاية أمة تأبى الانكسار، قصة شعب يرتفع فوق ركام المعاناة ليُشرق بابتسامة العيد. في كل عام، ومع إشراقة شمس العيد، تُنسج خيوط المقاومة والصمود في نسيج من الفرح والعادات المتوارثة، مُعلنة للعالم أن الحياة هنا، في هذا الجزء من العالم الذي لم ينل حقه من السلام، لا تزال تتأجج بزخم لا ينضب. فالعيد في اليمن ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو فعل مقاومة، وبيان وجود، ورسالة أمل، تُرسل من قلب الجرح إلى آفاق المستحيل.
الثورة /
سردية الصمود والبهجة في زمن الألم
في اليمن، حيث تتداخل أصوات التكبيرات مع أصداء الغارات، ويختلط عبق البخور بمرارة الحصار، يظل العيد أيقونة ثقافية راسخة، تُجسد إصراراً على استمرارية الحياة بكل تفاصيلها وجمالها. إنها ليست مجرد عادات وطقوس متوارثة، بل هي تجليات عميقة لروحٍ لا تقهر، تُعانق الفرح رغم أنف الألم، وتُعيد بناء الجسور رغم كل محاولات التدمير.
بناء الأمل من رحم المعاناة
مع اقتراب العيد، تُصبح الأسواق اليمنية، رغم شح الموارد، صخباً من الحياة. يكتظ الناس في ما يُعرف بـ”كسوة وجعالة العيد”، وهي ليست مجرد سلع تُشترى، بل هي رموز للصمود والإصرار على إضفاء لمسة من البهجة على حياة أطفال أنهكهم حصار العدوان. هذا الاكتظاظ، في ظل ظروف اقتصادية قاهرة، يُعد بحد ذاته فعل مقاومة، يُؤكد على أن الشعب اليمني لن يستسلم لليأس. فالأمهات اللواتي يُعددن الكعك والمعمول، ويُزينَّ البيوت بالخضاب، لا يُمارسن عادات فحسب، بل يُرسمن لوحة من الأمل، يُخبرنَ بها العالم أن الجمال والحياة أقوى من القبح والموت.
ويُشير محمد شرف الدين إلى أن مقولة “العيد عيد العافية” قد أصبحت تتجسد بشكل كبير. هذه المقولة، في سياق يمني مُثقل بالحروب، تُصبح بمثابة دعاء وتمنٍّ بالسلامة والعافية، لا مجرد تهنئة. فالناس يحرصون على توفير الاحتياجات الروتينية للعيد، ليس لترفٍ، بل كنوع من التشبث بالواقع، وكأنهم يُقسمون على أن الحياة ستستمر، وأن الفرح سيبقى.
أنشودة التكبيرات في وجه الدمار
يُصبح يوم العيد على صوت التكبيرات التي تصدح من الجوامع، تُعلن عن انتصار الروح على المادة، والإيمان على اليأس. هذه الأصوات، التي تتشابك معها ذكريات الغارات الجوية التي لم تُفرِّق بين المدني والعسكري، تُصبح نشيداً للصمود. فصلاة العيد، وارتداء الملابس الجديدة، ومصافحة الوالدين، وزيارة الأهل والأقارب، وتقديم “عسب العيد” أو “العيدية” للأطفال، كل هذه الطقوس ليست مجرد عادات اجتماعية، بل هي فعل استمرارية، وتعبير عن أن الشعب اليمني، رغم كل ما فقده، لم يفقد إنسانيته ولا قدرته على العطاء.
إن الطقوس الاجتماعية للعيد، كما يُوضح الخبراء الاجتماعيون، هي شكل من أشكال العلاقة التي تربط المجتمعات معاً. في اليمن، تُصبح هذه الروابط أكثر قوة ومتانة، فالتجارب المشتركة في الاحتفال بالأعياد الدينية، في ظل ظروف الحرب، تُعزز الشعور بالوحدة والتضامن. إنها تُساعد على خلق شعور بالتكاتف والتعاضد، يُصبح درعاً واقياً ضد محاولات تفتيت النسيج الاجتماعي.
مرآة لصلابة الهوية اليمنية
يُبرر غالب علي من محافظة إب أن مظاهر الحداثة لم تُؤثر على طقوس وتقاليد العيد في الريف. هذا التمسك بالجذور، في وجه عولمة تجتاح العالم، يُشير إلى هوية يمنية أصيلة، تُقاوم الذوبان وتُحافظ على فرادتها. فالأطفال الذين يستيقظون على صوت “الموكب” أو “الطبلة” التي تُرافقهم إلى المسجد، لا يُشاركون في عادة قديمة فحسب، بل يُعيدون إحياء جزء من تاريخهم، يتوارثون قيم الصمود من جيل إلى جيل.
يُعد هذا التمسك بالتقاليد جزءاً من المقاومة الشاملة للعدوان. فزيارة روضات الشهداء وقبور الأهل ووضع الرياحين والورود عليها، كما تصف “أ. تقية عبدالله”، ليست مجرد تخليد لذكرى الموتى، بل هي رسالة إلى أن الحياة مستمرة بفضل ما قدمه شهداؤنا العظماء من تضحيات، وتكريماً لآبائنا وأمهاتنا ومن لهم علينا فضل من الأعلام والأولياء، وأن الأجيال الجديدة لن تنسى من ضحوا من أجلها. إنها تُؤكد على أن الذاكرة الجمعية للشعب اليمني لم تُمس، وأن ارتباطه بأرضه وتاريخه لا يزال راسخاً.
ترياق للروح في زمن الحرب
في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، حيث استهدف العدوان كل ما هو مدني ونشاط حيوي، من الأعيان المدنية والمصانع والشركات التجارية والمطار والميناء، وحتى المناطق الأثرية والمقابر ومراكز تجمع المهاجرين الأفارقة، يُصبح العيد ترياقاً للروح. فالتسوق وشراء الملابس والحلويات والذبيحة الحيوانية، رغم كونها مكلفة، تُعد بمثابة علاج نفسي جماعي.
يُوضح المواطن عبدالكريم الروحاني أن هذه الممارسات، رغم أعبائها، تُصبح جزءاً من تجربة الطقوس التي تُساعد على الدخول في مرحلة جديدة. إنها تُقدم للفئات الفقيرة والأقل حظاً شعوراً بالسعادة والارتباط بالآخرين، تُعيد لهم إحساسهم بالانتماء، وتُذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم.
إن الأعياد في اليمن تُصبح مناسبات مهمة لاستعادة دفء العلاقات الأسرية والاجتماعية التي خفت وهجها بسبب مشاغل الحياة وتعقيداتها. ففي ظل الحرب، يُصبح التواصل الإنساني أكثر قيمة، وتُصبح الأعياد فرصة لإعادة بناء الجسور، وتجديد الروابط، وتضميد الجراح.
يُؤكد عبدالكريم أن طقوس العيد هي شكل من أشكال العلاقة الاجتماعية التي تربط المجتمعات معاً. هذه العلاقة، في السياق اليمني، تُصبح أكثر أهمية، فالتجارب المشتركة في الاحتفالات الدينية تُساعد على خلق شعور وأحاسيس تُوحد جميع أفراد المجتمع في وجه التحديات.
من منظور علم الاجتماع، يُفسر أ. عبدالله الشميري “صلة الأرحام” وهدايا العيد بميل الناس خلال الأعياد إلى الاهتمام بالفئات الاجتماعية الأقل حظاً. هذا الاهتمام ليس مجرد عمل خيري، بل هو تعبير عن التضامن والتعاطف، يُسلط الضوء على إنسانية الجميع ويُؤكد على ما يجمعهم من روابط مشتركة. فالثقافة الاجتماعية والمقولات الدينية في اليمن تُشجع على التعاطف وأقل انتقاداً للفقراء، تُبرز إنسانيتهم وتُعزز الشعور بالانتماء المشترك.
شهادة على أن الحياة تنتصر
في نهاية المطاف، تُصبح العادات والتقاليد اليمنية في العيد شهادة حية على أن الحياة تنتصر دائماً. فصمود هذه العادات أمام التغيرات التي تجتاح البلدان، والتمسك بالملابس التقليدية والحلي، وعدم خلو أطباق العيد من الزبيب واللوز والكعك، رغم ازدحام الأسواق بالحلويات والشوكولاتة المصنعة خارجياً، كل هذا يُؤكد على أن الشعب اليمني لم يفقد بوصلته الثقافية.
العيد في اليمن ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو قصة تُروى، وتُخبر العالم عن شعب يُعاني ولكنه لا ينكسر، يُحاصر ولكنه يُقاوم، يُستهدف ولكنه يُصر على البقاء. إنه فصل جديد في كتاب الصمود اليمني، يُكتب بماء الفرح، ويُخط بمداد العزم، ويُسطر بأقلام الأمل، ليُعلن أن زخم الحياة في اليمن سيبقى مُستمراً، وأن روح المقاومة ستظل مُتقدة، مهما كانت الظروف قاسية، ومهما كانت التحديات عظيمة.