جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@08:34:58 GMT

السلام في عُمان للجميع

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

السلام في عُمان للجميع

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

ظهرتْ السلطنة منذ القدم للعالم كدولة مُسالمة محبَّة للسلام وراعية للصالح العالمي، تنشد الأمن والأمان لكل شعوب الأرض؛ فعمان دولة مؤسسات وقانون؛ فهي تنبذ العنف والصراعات وانتهاك القوانين وحقوق الإنسان، فتجد النفوس فيها هانئة، والممتلكات عليها محفوظة، والحرمات مصانة، تسعى من خلال نهجها العام والخاص، إلى تعزيز مسارات السلام، والتعامل بحزم وأحكام مع طرق ومنافذ مكافحة الإرهاب.

فعمان -حكومة وقيادة- ترى أن هناك حاجة ماسة لترسيخ السلم والأمن الدوليين، لتعيش الشعوب باستقرار. لذا؛ فاستتباب الأمن والانتماء الوطني للأرض كوطن ولولي الأمر في المجتمع وبين الأفراد ومختلف شرائحة، مطلب مُلح تمليه الظروف، ويحتمه الواجب والصدق والوفاء والإخلاص.

وعندما يختل الفكر ويصبح العقل عقيمًا، فإن الانسياق وراء الترهات والشبهات والأعمال الإجرامية والأفعال المحرمة أيًّا ما كانت، يعتبر أمرا واردًا لا محالة. وعندما يضطرب صوت الحق ويستقي العقل الباطن من ينابيع الجهل والشر والضلالة والبدع، فإن الشروع في إزهاق أرواح الأبرياء وترويع الامنين، سيكون هدفًا ممقوتًا.

والتطرُّف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا، ولا تقبل أبدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق، وهذا هو نهج قويم أرساه المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ويمضي عليه بثبات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد.

إنَّ التماسك المجتمعي الذي جُبِلنا عليه هو بمثابة حبل متين يطوِّقنا ونعتصم به، وهو جسر عبور إلى الألفة والمحبة والتآخي، وحبل ودٍّ يربطنا على كلمة واحدة، ويجمعنا كقوة ضاربة في القدم لها تاريخها وإنجازاتها. فنحن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضا، ولا نسمح بأي حال من الأحوال للأفكار الدخيلة أن تدمر مجتمعنا او تفتت وحدتنا.

ومن هنا، فإنَّ الأجهزة العسكرية والأمنية والمخلصين من أبناء الوطن هم الحارس الأمين والدرع الحصين، وهم في حالة يقظة دائما، ويقومون بجهود جبارة في حماية الصف العماني من التفرقة أو من أي خلل يصيبه. فما حدث في منطقة الوادي الكبير مؤخرا، ما هو إلا تصرف فردي غير محسوب على عُمان وأهلها، فمعلوم أنَّ لكل قاعدة شواذ، ولا قياس على الشاذ أبدًا؛ فالشرذمة الخارجة عن القانون غير مُرحَّب بها في بلادنا.

لقد عُرف العُمانيون منذ الأزل بطيبتهم وأخلاقهم وتوحدهم واجتماعهم على كلمة واحدة، فهم متداخلون مع بعضهم البعض، وهم سند لبعضهم البعض، ولا فرق ببن أباضيهم وسنيهم والشيعي؛ فكلنا أهل وأسرة وعائلة واحدة. فتجد في عُمان كل المذاهب يصلون مع بعضهم، ومتزوجين من بعضهم البعض؛ لذا فلا غرابة أن تجدنا لحمة واحدة، لا يفرقنا مفرِّق، ولا يفسد بيننا حاقد.

إن ما حدث نرجو أن يكون درسا للجميع، فالتغاضي والتهاون عن كل ما يزعزع أمن بلادنا واستقرارها أمر مرفوض، وقد اتَّخذت الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة التدابير والاحترازات والاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي مخرِّب يريد شق الصف العماني ووحدته وتلاحمه، وقد رأينا كيف تعاملت الأجهزة الأمنية والعسكرية مع الحدث الذي وقع، فلها منا كل الشكر والتقدير.

وفي هذا الصدد لديَّ ملاحظة، وهي ضرورة تركيب كاميرات مراقبة في الطرقات التي تكون في الحوائر والسكك والطرق الداخلية، وكذا الحال الطرق الرئيسية، فإن ذلك سيساعد الأجهزة الأمنية والجهات ذات العلاقة على التتبُّع بشكل أسرع لوقوع أي جريمة أو حادثة، فبوجود الكامرات في الطرقات والأماكن المذكورة، سيسهِّل الكثير من معرفة ملابسات وأسباب أية واقعة.

إنَّ عمان وهي تتفاعل مع ما حدث لتسأل الله العلي القدير أن يحفظ أهلها وترابها من كل حاقد وناقم، ومن كل سوء وشر ومكروه، وأن يكون ما حدث سببًا في زيادة قوتنا وتلاحمنا وعزيمتنا وإرادتنا، وبإذن الله نحن في خندق واحد وقوة واحدة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كتائب حزب الله: لسنا طرفا في حادث دائرة الزراعة

28 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: اوضحت كتائب حزب الله ملابسات صِدامات دائرة الزراعة، فيما اكدت على انها ليست طرفا في الحادث ونحذّر من أجندات خبيثة تسعى لشق الصف الوطني

المسلة تنشر نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
إنّ ما شهدته بغداد يوم أمس من صِدامات مؤسفةٍ، سقط فيها شهيدان وعددٌ من الجرحى، إنما كان نتيجةً لمواجهاتٍ اندلعت بين الأجهزة الأمنية التابعة للقائد العام للقوات المسلحة، على خلفيّة مشادّةٍ وقعت في إحدى دوائر محافظة بغداد عقب قرارٍ إقالة مدير وتعيين آخر، فاشتدّت بعد تدخّل حماية الأخير وأقاربه لتثبيت ما اعتبروه استحقاقًا له.
وقد بلغ الحادثُ ذروته تصعيدًا حين أقدم أحد الضباط المنفعلين – المدعو عمر العبيدي – على اتخاذ إجراءٍ متسرّع وغير مبرّر، إذ بادر إلى فتح النار على أفراد حماية المدير المُقال لدائرة الزراعة في المحافظة، ومن كان فيها، فأسفرت رصاصاته عن سقوط الضحايا بين قتيلٍ وجريح، وتفاقم الموقف بفعل ردّات الفعل المتبادلة.
وأمام هذا الخطر، اضطرّ المحاصرون إلى الاستغاثة بذويهم القريبين من موقع الحادث، قرب (معسكر الصقر)، فتوجّهت مجموعةٌ من هؤلاء – دون تنسيق – بقصد إغاثة المصابين وتأمين خروجهم، إلا أنّ القوات الأمنية وبصنوف مختلف لاحقتهم بعد أن همّوا بالعودة إلى مقرّهم، فطوّقت المعسكر ومقترباته، وأمطرت مقاتلي الحشد المنتمين إلى عدّة ألوية بوابلٍ من النيران العشوائية.
ولم تقف هذه القوات عند ذلك، بل مضت إلى اعتقال عددٍ من المراجعين والعاملين المنتمين للحشد، الذين لا صلة لهم بما حدث في دائرة الزراعة، وقد قامت الأجهزة الأمنية بعرض صورهم عبر وسائل الإعلام في مشهدٍ يفتقر إلى المسؤولية.
ولولا تدخّل الخيّرين من النواب وأعضاء لجنة الأمن والدفاع، بما أظهروه من حكمةٍ وحرصٍ على حقن الدماء، لما أُخمد فتيل هذه الأزمة المفتعلة والمبيتة، التي لم يكن يُراد منها إلا إذكاء الفتنة وزعزعة الأمن.
إنّ كتائب حزب الله تؤكّد أنها لم تكن طرفًا في الاشتباك، وتحذّر من أن هذا التصعيد إنما يخدم أعداء العراق، وتقف خلفه أجنداتٌ خبيثة تسعى لشقّ الصف الوطني ودفع الأجهزة الحكومية إلى الاحتراب فيما بينها، كما أنّ الحملات الإعلامية المغرضة، والأقلام المأجورة، والتأثير الخبيث لبعض المتنفذين من الخارج في جسد الدولة، فضلا عن سفارة الشر ببغداد، لن يثنينا عن موقفنا الثابت وقرارنا الحاسم في إخراج قوات الاحتلال من أرض العراق، مهما غلا الثمن وكبرت التضحيات.
إنّنا نجدّد أسفنا العميق لسقوط الضحايا ووقوع الانتهاكات نتيجة ما شهدته الأجهزة الأمنية من اضطرابٍ وارتباكٍ في التنسيق، الأمر الذي لا تنفكّ القوات الأجنبية المتغلغلة في العمليات المشتركة تفعّيله، بل واستثماره بخبثٍ لتحقيق مآربها وإشعال الفتن.

الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المقاومة الاسلامية
كتائب حزب الله

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح.. رددها الآن وشاهد بركتها في يومك
  • الأجهزة الأمنية في مهرجان جرش… وجه مشرق للأردن
  • آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
  • حماية ذكية بأقل تكلفة.. «آبل» تتيح تأمين عدة أجهزة في باقة واحدة
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • 4 سنن مهجورة عن النبي قبل النوم.. تعرف عليها
  • كتائب حزب الله: لسنا طرفا في حادث دائرة الزراعة
  • كانت قادمة من حفظ القرآن.. سيدة تسرق قرط طفلة وتلقى بها فى المصرف ببنى سويف
  • الأجهزة الأمنية بتعز تضبط متهم في قضية قتل عمد.
  • هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟