مندوبية السجون تدعو لإيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة إشكالية الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
دعت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الاثنين، السلطات القضائية والإدارية إلى الإسراع بإيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة إشكالية الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية.
وقالت المندوبية، في بلاغ لها، “وإذ تعبر المندوبية العامة عن قلقها البالغ لتسجيل هذا التزايد المهول، فإنها تطلب من السلطات القضائية والإدارية الإسراع بإيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة إشكالية الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية لتفادي ما قد يترتب عن هذا الوضع الإشكالي المقلق من اختلالات أو حتى انفلاتات أمنية، علاوة عن المشاكل التي من المفروض أن تنتج عنه في ما يتعلق بظروف الإيواء والتغذية والتطبيب والاستفادة من برامج التأهيل لإعادة الإدماج”.
وأكد المصدر ذاته أن “عدد السجناء بالمؤسسات السجنية قد بلغ، بتاريخ 7 غشت 2023، ما مجموعه 100 ألف وأربعة سجناء، وهو رقم قياسي، علما أن الطاقة الاستيعابية للمؤسسات السجنية حاليا لا تتجاوز 64 ألف و600 سرير، وذلك رغم المجهودات المتواصلة التي بذلتها المندوبية العامة لتحديث وتوسيع حظيرة السجون بالمغرب”.
ولتقريب الصورة أكثر إلى الرأي العام بخصوص الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية، تضيف المندوبية، “فقد بلغ، على سبيل المثال، عدد السجناء بالسجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء ما مجموعه 10 آلاف و877 سجينا، علما أن الطاقة الاستيعابية لهذا السجن لا تتعدى 3 آلاف و800 سرير”.
وخلص البلاغ إلى أنه “من المرتقب أن يستمر تزايد الساكنة السجنية مستقبلا إذا ما استمر الاعتقال بالوتيرة الحالية، ولم تتخذ الإجراءات الضرورية والاستعجالية لتدارك الوضع”.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
حمّام العسل.. تعذيب تحت شمس الصحراء في السجون المصرية
في كشف صادم جديد عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون في مصر، وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أسلوب تعذيب غير مسبوق يمارس داخل سجن الوادي الجديد المعروف بـ"سجن الموت"، تحت مسمى "حمّام العسل"، وهو شكل من التعذيب النفسي والجسدي يتجاوز كل الحدود الإنسانية.
ووفقا للشبكة المصرية للحقوق الإنسان كشفت عن شهادات موثقة من داخل السجن، يجبر المعتقلون على تعرية أجسادهم بالكامل، ثم يربطون بأعمدة داخل فناء مكشوف تحت حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية، حيث يدهن جسمهم بالعسل الأسود قبل أن يسكب عليهم التراب الساخن.
وأضافت الشبكة أن هذا المزيج القاتل يجذب الحشرات والذباب، فيما يتحول العسل بفعل الحرارة إلى مادة لاصقة تسبب حروقًا شديدة وآلاما لا تحتمل، ويستمر المعتقلون في هذه الحالة لساعات طويلة، يعانون من حروق الشمس والجفاف، إضافة إلى الإذلال النفسي والجسدي، مع استمرار التعذيب تكرارًا كعقاب على رفضهم الانصياع أو لأسباب سياسية.
وتابع بيان الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن هذا الأسلوب يعد تصعيدًا نوعيًا ووحشيًا في ممارسات التعذيب داخل السجن، إذ يؤكد ناشطون حقوقيون أن هذه الممارسات ليست فردية بل ممنهجة ويتم تنفيذها بواسطة عناصر أمنية معروفة.
ويعتبر سجن الوادي الجديد، الواقع في قلب الصحراء الغربية، من أكثر السجون عزلة وقسوة في مصر، حيث يصعب على الأهالي زيارته بسبب المسافات الطويلة وارتفاع تكاليف السفر، وسبق للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن وثقت ممارسات تعذيب عدة داخل هذا السجن، منها الحبس الانفرادي طويل الأمد، سوء الرعاية الصحية، والحرمان من الزيارات.
وأكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن ممارسات التعذيب التي تم توثيقها تعد انتهاكًا صارخًا للمادة 55 من الدستور المصري التي تحظر التعذيب، بالإضافة إلى مخالفتها لقانون الإجراءات الجنائية، والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر، ومنها اتفاقية مناهضة التعذيب (CAT) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وطالبت الشبكة في بيانها بتحقيق فوري ومستقل في وقائع التعذيب داخل سجن الوادي الجديد،
ومحاسبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن تلك الانتهاكات، وضمان الرقابة القضائية والحقوقية على جميع أماكن الاحتجاز، توفير رعاية صحية ونفسية عاجلة للضحايا.
ودعت الشبكة مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب وبعثة تقصي حقائق لزيارة السجون المصرية.
وأكدت الشبكة أن "حمّام العسل" هو ليس مجرد اسم ساخر، بل جريمة تعذيب مكتملة الأركان ترتكب باسم الدولة، وأن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، ومسؤوليتها قائمة أمام الضمير والعدالة.