موقع النيلين:
2025-06-13@15:31:20 GMT

الشمال يحتفل والجنوب في حداد

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

في العشرين من يوليو، مرت الذكرى الخمسون للغزو التركي لقبرص، الذي قسم الجزيرة إلى شطرين، وتأتي هذه الذكرى وسط تناقض حاد، حيث يشهد الجنوب حدادًا بينما يحتفل الشمال.

مع بزوغ الفجر في الشطر الجنوبي المعترف به دوليًا، دوت صافرات الإنذار عند الساعة 5:30 صباحًا، وهي ساعة بدء الغزو التركي في عام 1974، المعروف باسم “عملية أتيلا”.

وذكرت صحيفة “الغارديان” أن هذه الصافرات أعادت إلى ذاكرة القبارصة اليونانيين وصول آلاف القوات التركية الغازية إلى الجزيرة الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط، قبل خمسة عقود.

في المقابل، كان الحدث في الشمال، الذي تحتله تركيا، مدعاة للفرح. فقد سافر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى الشطر الشمالي من قبرص، حيث أعلنت أنقرة في عام 1983 قيام “جمهورية شمال قبرص التركية” غير المعترف بها دوليًا.

وأعلن الرئيس التركي، الذي حضر عرضًا عسكريًا في الجانب الآخر من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أن بلاده مستعدة لإقامة قاعدة عسكرية بحرية في شمال قبرص “إذا دعت الحاجة”، متهماً اليونان بالسعي إلى إقامة قاعدة مماثلة في الجزيرة.

وفي خطاب، وصف إردوغان المنطقة الانفصالية، التي لم تعترف بها سوى أنقرة منذ إعلان الاستقلال من جانب واحد، بأنها “قرة أعيننا، وجزء من روحنا”.

من جانبه، أكد الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، الذي يسعى لإقامة اتحاد فدرالي في إطار اقترحته الأمم المتحدة، أن إعادة توحيد الجزيرة هو المسار الوحيد للمضي قدما.

وقال خريستودوليدس، بعد مراسم دينية إحياء للذكرى في الشطر الجنوبي لنيقوسيا، آخر عاصمة أوروبية مقسمة: “مهما قال أو فعل السيد إردوغان وممثلوه في المناطق المحتلة، فإن تركيا، بعد مرور 50 عاما، لا تزال مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب القبرصي بأكمله وعن انتهاك القانون الدولي”.

وفي وقت سابق السبت، نشر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، صورة لخريطة قبرص ملطخة بالدماء على صفحته على موقع “لينكد إن” مع عبارة: “نصف قرن منذ المأساة الوطنية لقبرص”.

وبمناسبة ما وصفته بـ “الذكرى المأساوية”، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، دعم الكتلة لآخر دولة عضو منقسمة في الاتحاد الأوروبي. وكتبت على “أكس”: “يستحق القبارصة العيش في بلد موحد في ظل ظروف من السلام والتعايش والاستقرار والازدهار”.

وتم تقسيم قبرص إثر غزو تركي للجزيرة، عام 1974، ردا على انقلاب دعمته اليونان، وشنت تركيا عملية أتيلا، بعد 5 أيام من أمر انقلاب أصدره المجلس العسكري في أثينا، وبدأ في تنفيذه بهدف ضم قبرص إلى اليونان.

لكن بذور الانقسام تعود إلى الستينيات عندما انهارت اتفاقية لتقاسم السلطة بين القبارصة اليونانيين والأتراك بعد استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1960.

وخلال الهجوم التركي، الذي استمر لمدة شهر منذ 20 يوليو 1974، تعرض آلاف الأشخاص للتعذيب والاغتصاب والقتل وبات آخرون في عدد المفقودين، وفق “الغارديان”.

وبحلول 16 أغسطس، كانت القوات الغازية قد استولت على 37 في المئة من شمال الجزيرة، مما أدى إلى نزوح حوالي 200 ألف قبرصي يوناني، و45 ألف قبرصي تركي، في هذه العملية.

ومنذ ذلك الحين، فشلت جهود إعادة التوحيد التي جرت بوساطة الأمم المتحدة على مدى عقود.

وتحظى الحكومة القبرصية اليونانية باعتراف دولي، وتعتبر ممثلة للجزيرة بأكملها وممثلة لقبرص في الاتحاد الأوروبي. ولا تعترف بجمهورية قبرص التركية سوى أنقرة.

وأصبح التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية أمرا أكثر إلحاحا منذ اكتشاف كميات ضخمة من الغاز الطبيعي في المنطقة البحرية بين قبرص وإسرائيل، في السنوات الماضية، وتزايدت أهمية ذلك في ظل الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على واردات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وفي خطاب السبت، وصف الرئيس القبرصي الذكرى بأنها مناسبة كئيبة للتأمل وتذكر الموتى. وقال: “مهمتنا هي التحرير وإعادة التوحيد وحل المشكلة القبرصية… إذا أردنا حقا أن نبعث برسالة في هذه الذكرى المأساوية… فهي أن نفعل كل ما هو ممكن لإعادة توحيد قبرص”.

وتوقفت المحادثات منذ انهيار المفاوضات في منتجع كران مونتانا في جبال الألب السويسرية عام 2017، إثر تصاعد التوترات على طول خط وقف إطلاق النار.

وفي حديثه قبل العرض العسكري، السبت، بدد إردوغان الآمال في استئناف سريع لعملية السلام، مؤكدا من جديد دعمه لحل الدولتين الذي يرفضه القبارصة اليونانيون والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل قاطع.

وقال إردوغان إنه لا فائدة من استئناف المحادثات برعاية الأمم المتحدة بشأن مستقبل قبرص “من حيث تركناها”، وطلب تفاوضا مباشرا مع الجانب القبرصي اليوناني.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

عاجل| غلق الأجواء الإيرانية وتحويل الرحلات من إسرائيل إلى قبرص

في تصعيد جديد بالمنطقة، أعلنت سلطات الطيران المدني بدولة الاحتلال تحويل الرحلات الجوية من تل أبيب إلى مطار لارنكا في قبرص، في خطوة احترازية، عقب الهجوم الجوي الذي شنته القوات الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة على العاصمة الإيرانية طهران.

وفي المقابل، أغلقت السلطات الإيرانية المجال الجوي في مطار الإمام الخميني الدولي بطهران حتى إشعار آخر، مع تزايد التوقعات برد إيراني سريع على الهجوم.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، نقلًا عن صحيفة إسرائيل تايمز، إن العملية العسكرية ضد طهران تحمل اسم "قوة الأسد"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم مسبق بالضربة، دون توضيح طبيعة التنسيق بين الطرفين.

وشهدت طهران انفجارات عنيفة أعقبها إطلاق صفارات إنذار في عدة مناطق، بحسب ما تم تداوله عبر مقاطع فيديو نشرها مواطنون إيرانيون على منصات التواصل الاجتماعي، وسط صمت رسمي من الحكومة الإيرانية والجيش بشأن طبيعة التفجيرات أو حجم الخسائر.

وتشهد المنطقة حالة من التأهب والترقب مع احتمالات تصعيد واسع في حال تنفيذ إيران لرد عسكري.

اقرأ أيضاًإسرائيل تغلق مجالها الجوى وسط توقعات برد عسكرى إيرانى سريع

عاجل| إسرائيل تشن هجوما عسكريا على إيران وسماع دوى انفجارات فى طهران (فيديو)

عاجل| إذاعة الجيش الإسرائيلى: القوات الجوية تهاجم إيران الآن

مقالات مشابهة

  • بلدية زغرتا – إهدن في الذكرى 47 لمجزرة إهدن: لبنان بأمس الحاجة الى المسامحة
  • عاجل| غلق الأجواء الإيرانية وتحويل الرحلات من إسرائيل إلى قبرص
  • شبيبة القبائل تحيي الذكرى الـ11 لوفاة نبيل حيماني
  • نصار في الذكرى الـ26 لاغتيال القضاة الأربعة: لوقف أي سلاح غير شرعي
  • نافارو تبلغ ربع نهائي دورة كوينز للمضرب
  • طقس الخميس: أجواء حارة مع هبوب رياح قوية
  • عبدالله بن طوق يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي مع قبرص واليونان
  • حداد بالنمسا بعد مذبحة ثانوية غراتس
  • الأرصاد: اعتدال درجات الحرارة على الساحل وارتفاعها على الوسط والجنوب
  • إردوغان يناقش مع ترمب العقوبات الدفاعية على تركيا خلال قمة الناتو