الإفتاء توضح مدى صحة القول بأن "الزلازل انتقام من الله تعالى"
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ما يحدث من زلازل في بلاد معينة ليس دليلًا على غضب الله تعالى على أهل تلك البلاد لكونهم عصاة ومذنبين، فالبلاء قد يقع للصالحين كما يقع للعصاة، والواجب على المؤمن وقت حدوث الزلزال أن يتضرع لربه سبحانه بالدعاء، ويكثر من فعل الخير.
الإفتاء تعلن موعد المولد النبوي الشريف لعام 2024 دار الإفتاء توضح كيفية بر الزوجة بعد موتها الزلازل آية من آيات الله تعالىوأضافت دار الإفتاء أن من المعلوم في ديننا الحنيف أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بقدرة الله عزَّ وجلَّ، يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].
قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل": [والمعنى أنه خلق السماوات والأرض بالحق والحكمة، وحين يقول لشيءٍ من الأشياء: كُن، فيكون ذلك الشيء. ﴿قَوْلُهُ الْحَقُّ﴾ والحكمة؛ أي: لا يكون شيء من السماوات والأرض وسائر المكونات إلا عن حكمة وصواب... ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ في الإفناء والإحياء ﴿الْخَبِيرُ﴾ بالحساب والجزاء].
وأوضحت دار الإفتاء أن ما يحدث في الكون الزلازل: وهي عبارةٌ عن هزاتٍ أرضيةٍ تتعرض لها القشرة الأرضية في بعض المناطق. يُنظر: "المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة" للدكتور/ محمد محمود محمدين (ص: 191، ط. دار المريخ).
وبينت دار الإفتاء: وقد جاء ذكر الزلازل في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1- 2].
قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل": [أي حركت زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال... ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾، أي: كنوزها وموتاها، جمع ثِقْلٍ: وهو متاع البيت، جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالًا لها].
وهي آية من آيات الله تعالى من أجل ما يريد الله بذلك من خشية عباده له وفزعهم إليه بالدعاء والتوبة، فالصالح إذا صبر على البلاء نال الأجر والثواب من الله تعالى بصبره على ما أصابه من جراء هذه الزلازل من ضرر، يقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157].
وتابعت دار الإفتاء: أما العاصي إذا نزل به البلاء فقد يكون عقوبة، أو تخويفًا وإنذارًا له؛ لينتهي عن ارتكاب ما نهى الله عنه، يقول تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء زلازل غضب دار الإفتاء البلاء دار الإفتاء الله تعالى ال أ ر ض
إقرأ أيضاً:
فضل يوم التروية.. الإفتاء توضح مكانته وأبرز أعمال الحجاج فيه
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن يوم التروية، الذي يوافق الثامن من شهر ذي الحجة، يُعد من الأيام العشرة المباركة التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم، في قوله: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
وأوضحت الدار أن العمل الصالح في هذه الأيام، ومنها يوم التروية، يفوق في الأجر والثواب العمل في غيرها من أيام السنة، مما يجعله فرصة عظيمة للمسلمين، سواء من كتب الله لهم الحج أو لم يُكتب.
ويُعتبر يوم التروية من الأيام العظيمة في مناسك الحج، وقد سُمِّي بهذا الاسم – كما ذكر العلامة البابرتي في كتابه العناية شرح الهداية – لأن الحجاج في القديم كانوا يُروّون الماء ويحملونه بالروايا من أجل ما يلي هذا اليوم من مشاق في عرفات ومنى، فكانوا يستعدون له بشرب الماء وتوفيره، لذلك سُمِّي بـ"يوم التروية".
من جانبه، قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن هذا اليوم يحمل فضلًا كبيرًا، إذ يُستحب فيه للمتمتعين – وهم من أدّوا العمرة وتحللوا من الإحرام – أن يُحرِموا بالحج من مساكنهم بعد شروق الشمس، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة.
أما من لم يتحلل من إحرامه من القارنين والمفردين، فهم يظلون على إحرامهم الأول دون تجديد.
واستشهد الشيخ تركي بما رواه الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، في وصف ما فعله الرسول في يوم التروية، إذ قال: "فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ".
أعمال الحاج في يوم التروية
أما عن أعمال الحاج في يوم التروية، فيبدأ الحاج – سواء كان مفردًا أو قارنًا – بالتوجه إلى منى بعد الشروق، حيث يُستحب أن يغتسل ويُحرم، خصوصًا لمن كان متمتعًا وتحلل من عمرته.
ويُكثِر من التلبية، ويصلّي في منى الصلوات الخمس: الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر، ويقصر الصلوات الرباعية دون جمع.
كما أن المبيت في منى ليلة التاسع سنة مؤكدة، يُثاب فاعلها ولا إثم على من تركها.
ويُذكر أن بعض حملات الحج تنظّم رحلاتها إلى عرفات مباشرة دون التوقف في منى، وذلك لتنظيم حركة الحجيج وتسهيل أداء المناسك، وهو أمر لا حرج فيه شرعًا، كما أوضحت دار الإفتاء، لأن اتباع التعليمات المنظمة للحج أمر واجب لحماية أرواح الحجاج وضمان سلامة المناسك.