الموقع بوست:
2025-05-28@18:13:29 GMT

اليمن: تدهور غذائي مع تهاوي قيمة العملة

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

اليمن: تدهور غذائي مع تهاوي قيمة العملة

يتجه اليمنيون بشكل حاد نحو انعدام الأمن الغذائي بسبب تهاوي العملة المحلية وتواصل الصراع بين الأطراف اليمنية رغم التوصل إلى اتفاق تم على أثره التراجع عن قرارات للحكومة الشرعية الخاصة بالبنوك. وأظهر تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، انحداراً مقلقاً للعملة المحلية خلال الأربعة أشهر الماضية حيث شهدت انخفاضا يتجاوز 20%، أي بنسبة لا تقل عن 5% شهرياً.

 

في حين يشير مصرفيون إلى أن نسبة التراجع تزيد على 30% بعد ما كسر سعر صرف الدولار حاجز 1900 ريال مقترباً من تجاوز سقف الألف الثانية، وسط عجز وارتباك السلطات النقدية الحكومية التي تمر خلال الأيام الماضية بحالة اضطراب ناتجة من انعدام الثقة بينها وبين المجلس الرئاسي الذي دفعها للتراجع عن القرارات الصادرة بحق ستة بنوك ومصارف عاملة في صنعاء.

 

صدمة البنك المركزي

 

وذكرت مصادر خاصة مسؤولة، فضلت عدم الإشارة لهويتها، لـ"العربي الجديد" أن السلطات النقدية الحكومية، ومحافظ ومجلس إدارة البنك المركزي في عدن، في حالة صدمة نتيجةً لما واجهته من ضغوط دفعتها ليس فقط للتراجع عن القرارات بل إلى عدم قبول استقالة محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي التي قدمها عقب إجباره على تجميد القرارات والتجاوب مع دعوة المبعوث الأممي والدول الوسيطة في الأزمة أهمها السعودية وسلطنة عمان.

 

ويعتقد المحلل المصرفي محمود السهمي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن ذلك قد تكون له علاقة بما يجري التمهيد له من ترتيبات ستشمل بالدرجة الأولى وضعية البنك المركزي اليمني الذي يعمل برأسين في عدن وصنعاء، لذا فإن الجمود أو الشلل الحاصل في المؤسسات والسلطات النقدية قد يكون بمثابة ترقب لمسار الجهود الواسعة مؤخراً لمعالجة الملفات الاقتصادية الخلافية مثل البنك والانقسام النقدي وتصدير النفط.

 

ويستنتج تحليل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن 82% من اليمنيين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد ويعتمدون بشكل كبير على موارد السوق للحصول على المواد الغذائية الأساسية، وبالتالي فإن هذه الأزمة المالية تشكل تهديداً خطيراً سيطاول الجميع استناداً كذلك لتحليل تتبع الأسر في اليمن الذي تجريه منظمة الأغذية والزراعة، الذي استنتج أن أكثر من 65% من الأسر تخصص دخلها لنفقات الغذاء.

 

حلول عاجلة

 

المصرفي اليمني علي التويتي، يرى في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الراهن يتطلب حلولا عاجلة قبل أن يتدهور إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بها والتعامل معها، مشيراً إلى مسألة يراها مهمة وخطيرة لم يستوعبها البعض حتى الآن تتمثل باهتزاز الثقة بالبنوك والقطاع المصرفي اليمني والسلطات النقدية لدى المؤسسات والصناديق والبنوك وشبكات التحويلات ومؤسسات الائتمان الدولية.

 

ويحذر خبراء اقتصاد من نتائج اهتزاز هذه الثقة وتبعاتها على مستوى التمويلات والجهات والمؤسسات والصناديق المانحة التي قد تعمل على مراجعة برامجها وتوجهاتها وسياستها في اليمن خصوصاً في حال عدم توصل الأطراف إلى أي حلول وفشل الحوار الاقتصادي الذي دعا إليه المبعوث الأممي وأنهى به أزمة القرارات المصرفية التي عصفت بالبلاد.

 

الباحث الاقتصادي علي قايد، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن أضرار وتبعات ما حدث طاولت جميع اليمنيين بنسبة قد تماثل أو قد تتجاوز ما تسببت به الحرب والصراع في أول ثلاثة أو أربعة أعوام لها. وأدى انخفاض قيمة العملة إلى زيادة خطر ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، إذ ترجح توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، أن تتراوح تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء بين 87 و107 دولارات بحلول أغسطس/ آب 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 6% في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، في حين تظل أخطار التضخم قائمة في مناطق سلطة صنعاء بالرغم من صعوبة التنبؤ بمخاطر وضوابط الأسعار في مناطق الحوثيين.

 

يوضح قايد أن حلول التوافق المطروحة مثل صرف الرواتب وإعادة تصدير النفط لن تكون أكثر من مجرد مسكنات خفيفة في ظل أزمة غذائية عميقة تتطلب حلولا جذرية وليس التفاوض على صرف رواتب لم تعد مع انهيار العملة أكثر من كونها ضماناً اجتماعياً لا يكفي احتياجات أسرة متوسطة العدد لنحو عشرة أيام. وتشير التوقعات إلى ارتفاع أسعار الديزل، مما قد يؤدي إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية بسبب تكاليف النقل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الغذاء العملة الازمة اليمنية البنک المرکزی العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

بي إن بي بارييا: البنك المركزي المصري مستمر في تخفيض الفائدة بشكل تدريجي

قال بنك بي إن بي بارييا الفرنسي، إن تخفيض أسعار الفائدة في البنك المركزي المصري يسير بشكل تدريجي للغاية على الرغم من ارتفاع معدل الفائدة الحقيقي (11% سنويا)، ومن المرجح أن يستمر على نفس الحالة.

وأشار بي إن بي باريبا في تقرير اقتصادي إلى أنه مع استمرار الحذر في التيسير النقدي، خفض البنك المركزي مؤخرًا أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس، محددًا سعر الإقراض عند 25%.

وبين البنك الفرنسي أن تخفيض الفائدة بالمركزي المصري جاء في ظل بيئة غير مستقرة بسبب التوترات الإقليمية، واحتمال التأخير في ضبط أوضاع المالية العامة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم السنوي في أبريل الماضي إلى 13.9% من 13.6% في مارس السابق عليه.

أعلن البنك المركزي المصري في اجتماعه السابق، تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس ليصل سعر عائد الإيداع إلى 24% وسعر عائد الإقراض إلى 25%

وكان البنك المركزي خفض أسعار الفائدة لأول مرة هذا العام في أبريل الماضي بنسبة 2.25%، ليصبح إجمالي الخفض بالفائدة حتى الآن 3.25%

ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي اجتماعه القادم لتحديد أسعار الفائدة يوم 10 يوليو 2025، وذلك بعد الاطلاع على التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية الجديدة.

بنكا «مصر» و«الأهلي المصري» يخفضان الفائدة على شهادات الادخار اليوم

البنك المركزي يسحب فائض سيولة بـ 552.5 مليار جنيه من القطاع المصرفي

ترقب لتخفيض أسعار الفائدة على القروض في بنكي مصر والأهلي المصري

مقالات مشابهة

  • بعد خفض البنك المركزي للفائدة| تعرف على أقوى شهادات الادخار بالبنوك
  • البنك المركزي: نظام التوزيع النقدي للدولار في العراق الأمثل بين دول العالم
  • محافظ البنك المركزي: العراق ملتزم على المستوى الدولي للحد من عمليات غسل الأموال
  • فرص مالية جديدة: مزاد لأدوات الدين المحلي من البنك المركزي
  • البنك المركزي: استمرار حرب غزة 6 أشهر يهدد اقتصاد إسرائيل
  • البنك المركزي بصنعاء يعلن موعد صرف مرتبات ابريل
  • البنك المركزي السوري: 3 مصارف أردنية تعمل في سورية ونستهدف زيادة عددها لتعزيز الاقتصاد
  • بي إن بي بارييا: البنك المركزي المصري مستمر في تخفيض الفائدة بشكل تدريجي
  • بعد خفض 1%.. ما قيمة ‏العائد على شهادات ادخار ‏البنك الأهلي؟
  • بعد التخفيض 1%.. اعرف قيمة العائد على شهادات ادخار البنك الأهلي